«طبيب الحروب»... غسان أبو ستة يضمد جراح بيروتhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5063236-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D8%BA%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%B3%D8%AA%D8%A9-%D9%8A%D8%B6%D9%85%D8%AF-%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AD-%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA
سارع «طبيب الحروب» الدكتور غسان أبو ستّة بالتوجه إلى العاصمة اللبنانية بيروت عقب تفجيرات «البيجرز» واللاسلكي التي انفجرت في عناصر من «حزب الله».
وأبو ستة طبيب فلسطيني - بريطاني، وأستاذ مشارك في علم الجراحة والتجميل، وهو أول طبيب عربي يضع منهجاً دراسياً متخصصاً عن طب النزاع والحروب لتدريب الأطباء المبتدئين.
وأطل على وسائل إعلامية عدة متحدثاً عن الإصابات التي لحقت بعناصر من «حزب الله»، وقال في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»: «الإصابات متطابقة تقريباً، انفجار أصاب اليد، يد مشوهة، ثم انفجار في الوجه والعينين».
وأضاف: «الناس تلقوا الرسالة، فالتقطوا جهاز البيجر، ونظروا إليه فانفجر في وجوههم».
ابن غزة، الدكتور غسان أبو ستة كان من أوائل الواصلين إلى لبنان لخبرته في إصابات الحروب بالذات. يشرح ما شاهده من ،إصابات نتيجة الاعتداء الصهيوني الوحشي على لبنان.pic.twitter.com/zzBDlhaLAb
وتابع: «لدينا إصابات بالغة في المقلة والعينين، ولدينا إصابات في اليدين وحالات بتر».
وأشار أبو سنة إلى أنه في أغلب الحالات كان الجرحى يجلسون بجوار جهاز البيجر.
أما عن تفجيرات أجهزة اللاسلكي، فقد لفت إلى أن بعض أفراد طاقم الإسعاف كانوا يحملون هذه الأجهزة.
وشدد أبو سنة أن هذه الإصابات ستحتاج إلى ما بين 5 إلى 12 عملية جراحية خلال السنوات القليلة المقبلة لإعادة التأهيل والبناء، في الوقت الذي لا توجد فيه المعدات الكافية بسبب العدد الهائل.
طبيب الحروب الشاهد على مجزرة المعمداني بغزة
عمل أبو ستة جراحاً متطوعا في الحروب بكل من سوريا والعراق واليمن وقطاع غزة، وهو أحد الناجين والشاهد على مجزرة مستشفى المعمداني الذي استهدفته إسرائيل خلال عدوانها على قطاع غزة.
وواصل عمله في غزة قرابة 43 يوماً من بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ولازم الفرق الطبية العاملة التي عملت في ظروف قاهرة.
رفض أبو ستة مغادرة غزة، وأصرّ على معالجة المصابين. لكنه أُجْبِرَ على تركها بعد مجزرة مستشفى «الشفاء» التي راح ضحيتها المئات.
يشار إلى أن غسان أبو ستة وُلد لأب فلسطيني وأم لبنانية عام 1969، وانضم عام 2011 إلى المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت، وترأس بعدها بعام قسم الجراحة التجميلية والترميمية وبرنامج إصابات الحروب للأطفال حتى عام 2020، ثم تسلم العيادة المتعددة التخصصات بإصابات الحرب.
فرضت الحرب الإسرائيلية على لبنان وسقوط الأسد واقعهما على استحقاق انتخابات الرئاسة اللبنانية وأفقدا «حزب الله» وحلفاء النظام السوري قدرة التحكّم بانتخاب الرئيس.
خلقت أزمة الدمار الكبير في جنوب لبنان والالتباس حول تعويض المتضررين نقمة بدأت تخرج إلى العلن في بيئة «حزب الله». وظهرت ملامح تململ في رفض البعض العودة إلى الضاح
كارولين عاكوم (بيروت)
سكان قرية سورية متروكون لمصير مجهول أمام قوات إسرائيلية متوغلةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5094065-%D8%B3%D9%83%D8%A7%D9%86-%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%83%D9%88%D9%86-%D9%84%D9%85%D8%B5%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84-%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9%85-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%AA%D9%88%D8%BA%D9%84%D8%A9
مركبات «هامفي» تابعة للجيش الإسرائيلي تتحرك في المنطقة العازلة التي تسيطر عليها الأمم المتحدة والتي تفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية في مرتفعات الجولان (أ.ف.ب)
القنيطرة سوريا:«الشرق الأوسط»
TT
القنيطرة سوريا:«الشرق الأوسط»
TT
سكان قرية سورية متروكون لمصير مجهول أمام قوات إسرائيلية متوغلة
مركبات «هامفي» تابعة للجيش الإسرائيلي تتحرك في المنطقة العازلة التي تسيطر عليها الأمم المتحدة والتي تفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية في مرتفعات الجولان (أ.ف.ب)
في إحدى قرى محافظة القنيطرة، جنوب سوريا، يقف سكان وجهاً لوجه مع قوات إسرائيلية استغلت التغيير السياسي والميداني المتسارع في دمشق، لتنفيذ عمليات توغل في المنطقة العازلة ومواقع مجاورة، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة.
ففي شارع رئيسي في قرية جباتا الخشب، يتجول جنود إسرائيليون بكامل عتادهم، على تماس مع السكان المحليين الذين يكتفون بالمراقبة من بعد، في مشهد لم يكن مألوفاً حتى الأمس القريب. وتتمركز دبابة على الأقل عند أطرافها، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».
وتقع القرية في القسم الشرقي من هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967، ثم ضمتها عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وهي من عداد القرى الواقعة في المنطقة العازلة؛ حيث ينتشر عناصر قوة الأمم المتحدة المخولون مراقبة اتفاق فض الاشتباك.
وتتكرَّر المشاهد نفسها في مدينة البعث وسط القنيطرة التي توغلت فيها قوات وعربات إسرائيلية، في خطوات تزامنت مع شنِّ إسرائيل سلسلة غارات غير مسبوقة على عشرات المواقع العسكرية ومخازن الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي التابعة للجيش السوري، عقب إطاحة فصائل معارضة نظام بشار الأسد وهروبه من البلاد.
ويقول الدكتور عرسان عرسان، المقيم في مدينة البعث وسط القنيطرة (51 عاماً) لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «الناس ممتعضة جداً من التوغل الإسرائيلي في المنطقة (...) نحن مع السلام؛ لكن شرط أن تنسحب إسرائيل إلى خط وقف إطلاق النار»، في إشارة إلى خط فض الاشتباك الذي يفصل بين الأجزاء التي تحتلها إسرائيل من مرتفعات الجولان وبين بقية الأراضي السورية.
ومع توغل القوات الإسرائيلية، تقطعت أوصال مدينة البعث بأعمدة حديدية كبيرة وبقايا أغصان أشجار وسواتر ترابية، خلَّفتها الجرافات الإسرائيلية، وفق السكان. ويتابع عرسان: «أنظر إلى الشوارع التي خرَّبتها الجرافات الإسرائيلية واللافتات التي حطمتها، إنه عمل غير إنساني».
وسيطرت القوات الإسرائيلية على المنطقة العازلة ومواقع مجاورة في جبل الشيخ وريف دمشق.
رفع العلم الإسرائيلي
وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء الماضي، اجتماعاً أمنياً على جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه زار مع نتنياهو «لأول مرة قمة جبل الشيخ» منذ انتشار القوات الإسرائيلية فيها عقب إطاحة الأسد.
وخلا الطريق الرابط بين دمشق ومحافظة القنيطرة من أي وجود عسكري لفصائل معارضة، وبدت كل الحواجز والمقرات الأمنية السابقة خالية من عناصرها، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».
وكانت القوات الحكومية قد أخلت تباعاً كل مواقعها في جنوب سوريا، عشية تقدم الفصائل المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» إلى دمشق وإسقاط الأسد.
وانكفأ سكان بلدات القنيطرة داخل منازلهم، واكتفى بعضهم بالوقوف على الأبواب مراقبين انتشار القوات الإسرائيلية بين أحيائهم وفي شوارعهم، بينما رفع جنود إسرائيليون العلم الإسرائيلي على عدد من التلال القريبة المشرفة على القنيطرة.
وعلى مشارف قرية الحميدية المجاورة لمدينة البعث، يقف ياسين العلي (43 عاماً) وإلى جانبه أطفال يلعبون على دراجة هوائية. ويقول ابن مدينة البعث: «نحن على بعد أقل من 400 متر من الدبابات الإسرائيلية (...) والأطفال هنا خائفون من التوغل الإسرائيلي».
ونزح سكان جراء تقدم القوات الإسرائيلية من عدد من البلدات السورية الحدودية مع إسرائيل. ويتابع العلي: «نناشد حكومة الإنقاذ والمجتمع الدولي أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه هذا التوغل الذي حدث خلال أسبوع».
«انتهاك» لفض الاشتباك
واعتبرت الأمم المتحدة أن سيطرة الجيش الإسرائيلي على المنطقة العازلة يشكِّل «انتهاكاً» لاتفاق فض الاشتباك العائد إلى عام 1974. وأعرب أمينها العام أنطونيو غوتيريش هذا الأسبوع عن «قلقه البالغ» حيال «الانتهاكات الكبيرة» لسيادة سوريا ووحدة أراضيها.
ومنذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، شنَّت إسرائيل مئات الضربات الجوية على مواقع عسكرية للجيش السوري، وأخرى لمجموعات موالية لطهران بينها «حزب الله» اللبناني الذي كان يحتفظ بمقرات ومخازن؛ ولا سيما في المنطقة الحدودية مع لبنان.
وطالب القائد العسكري لـ«هيئة تحرير الشام» مرهف أبو قصرة، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية» الثلاثاء، المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الغارات والتوغل الإسرائيلي «على التراب السوري»، مؤكداً في الوقت ذاته أن بلاده لن تكون منطلقاً لأي «عداء» تجاه أيٍّ من دول الإقليم.
وكان قائد الإدارة السياسية الجديدة في دمشق، أحمد الشرع، قد ندَّد بتوغل القوات الإسرائيلية في جنوب البلاد. وقال إن «الإسرائيليين تجاوزوا خطوط الاشتباك في سوريا بشكل واضح، مما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة». وأكد في الوقت ذاته أن الوضع الراهن «لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة».
في مدينة البعث، يبدي العلي تخوفه من «قضم» إسرائيل للمنطقة بكاملها. ويقول: «ما يجري يستحق وقفة من السوريين الذين يحتفلون في ساحة الأمويين... بأن يأتوا إلى هنا ويقفوا بصدور عارية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي».