غوتيريش: تفجير الـ«بيجر» ينذر بعملية عسكرية كبرى

إدانة دولية واسعة للعملية وتحذيرات من خطر التصعيد

مواطنون يتوافدون إلى أحد المستشفيات في بعلبك إثر تفجيرات أصابت أجهزة لاسلكية لليوم الثاني على التوالي وأدت إلى وقوع إصابات (أ.ف.ب)
مواطنون يتوافدون إلى أحد المستشفيات في بعلبك إثر تفجيرات أصابت أجهزة لاسلكية لليوم الثاني على التوالي وأدت إلى وقوع إصابات (أ.ف.ب)
TT

غوتيريش: تفجير الـ«بيجر» ينذر بعملية عسكرية كبرى

مواطنون يتوافدون إلى أحد المستشفيات في بعلبك إثر تفجيرات أصابت أجهزة لاسلكية لليوم الثاني على التوالي وأدت إلى وقوع إصابات (أ.ف.ب)
مواطنون يتوافدون إلى أحد المستشفيات في بعلبك إثر تفجيرات أصابت أجهزة لاسلكية لليوم الثاني على التوالي وأدت إلى وقوع إصابات (أ.ف.ب)

رأى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، أن تفجير آلاف أجهزة الـ«بيجر» في لبنان ينذر بـ«عملية عسكرية كبرى»، مؤكداً وجود «خطر جدي لتصعيد دراماتيكي» في لبنان. وترافقت تحذيرات غوتيريش مع مواقف دولية محذّرة من انفلات الوضع على الحدود بين إسرائيل و«حزب الله» إثر «الاختراق الأمني» غير المسبوق الذي نفذّته إسرائيل في أجهزة الاتصالات اللاسلكية التابعة لـ«حزب الله» وأدى إلى سقوط 2800 إصابة و12 قتيلاً، في ظل استمرار التهديدات الإسرائيلية بالحرب الموسعة لإعادة سكان الشمال النازحين.

ووصف غوتيريش خلال مؤتمر صحافي في المقر الرئيسي للمنظمة الدولية في نيويورك، بأنه «حدث خطير بشكل خاص، ليس فقط بسبب عدد الضحايا الذين سقطوا فيه، ولكن أيضاً بسبب المؤشرات التي تفيد بأن تفجيرات حصلت». ونبه إلى أن «المنطق الواضح وراء تفجير كل هذه الأجهزة هو القيام بذلك بوصفها ضربة استباقية قبل عملية عسكرية كبرى». ورأى أن «ما هو مهم بقدر أهمية الحدث في حد ذاته هو الإشارة إلى أن هذا الحدث يؤكد وجود خطر جدي لتصعيد دراماتيكي في لبنان، ويجب بذل كل جهد لتجنب هذا التصعيد».

بدوره أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الأربعاء، أنّه «يجب محاسبة» المسؤولين عن تفجير أجهزة الاتصال التابعة لـ«حزب الله»، وقال في بيان إنّ «الاستهداف المتزامن لآلاف الأشخاص، سواء كانوا مدنيين أو أعضاء في جماعات مسلّحة، من دون معرفة مَن كانت بحوزته الأجهزة المستهدفة، ومكان وجودها، والبيئة التي كانت فيها عند وقوع الهجوم، يشكّل انتهاكاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان، وللقانون الإنساني الدولي إلى الحد الذي ينطبق عليه».

والموقف نفسه عبّر عنه مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، مبدياً «قلقه الشديد» حيال الوضع. وقال بوريل: «لا يسعني سوى أن أدين هذه الهجمات التي تُعرّض الأمن والاستقرار في لبنان للخطر، وتفاقم خطر التصعيد في المنطقة».

وأضاف: «حتى لو أن هذه الهجمات تبدو محددة الهدف، فهي ألحقت أضراراً جانبية بالغة وعشوائية بالمدنيين، بما في ذلك الأطفال» هم بين الضحايا، معرباً عن «قلق شديد» حيال الوضع في لبنان، مؤكداً أن «الاتحاد الأوروبي يدعو جميع الأطراف المعنية إلى تفادي حرب شاملة ستترتب عليها عواقب على المنطقة بكاملها وأبعد من ذلك».

ووصفت وزارة الخارجية الروسية بأنه «بمثابة عمل من أعمال الحرب الشاملة ضد لبنان تسبب في إصابة آلاف الأبرياء، فيما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي، إن «مساعي إسرائيل لنشر الصراعات في المنطقة شديدة الخطورة، وأن الجهود ستستمر لوقف العدوان الإسرائيلي»، وفق بيان صادر عن الرئاسة التركية.

من جهته، وصف الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، الانفجارات المتزامنة لأجهزة الاتصال التي يستخدمها «حزب الله» في لبنان بـ«وصمة عار» للدول الغربية.

وقال بزشكيان إن «هذا الحادث أظهر مرة أخرى أنه على الرغم من ادعاء الدول الغربية والأميركيين أنهم يسعون إلى وقف إطلاق النار، فإنهم في الواقع يدعمون تماماً جرائم الكيان الصهيوني»، عاداً أن هذه التفجيرات يجب أن تُشعر هذه الجهات بـ«العار»، وفق بيان نشره موقع الرئاسة الإيرانية.


مقالات ذات صلة

جوزف عون يقترب من القصر بدعم داخلي ودولي

المشرق العربي قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون (أ.ب)

جوزف عون يقترب من القصر بدعم داخلي ودولي

اقترب قائد الجيش اللبناني جوزف عون من قصر بعبدا الرئاسي، عشية جلسة البرلمان المخصصة لانتخاب الرئيس، ما يفتح الباب لإنهاء الشغور الرئاسي الذي استمر 26 شهراً.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أحد أفراد قوات حفظ السلام الإسبانية التابعة لـ«اليونيفيل» يقف أمام أنقاض المباني المدمرة في قرية برج الملوك بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

تفجيرات إسرائيلية تستهدف بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان

نفذت القوات الإسرائيلية عصر اليوم (الأربعاء) تفجيرات في بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان، عقب توغل قوة إسرائيلية باتجاه الأحراج الواقعة بين بلدتي عيتا الشعب ودبل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)

بلينكن يأمل في «سلام مستدام» بلبنان

أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم (الأربعاء)، عن أمله بـ«سلام مستدام» في لبنان مع بدء الجيش الإسرائيلي الانسحاب من جنوب البلاد.

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي قائد الجيش العماد جوزف عون (رويترز)

المسار الدستوري لانتخاب عون رئيساً للبنان

في الوقت الذي يتصدر فيه قائد الجيش العماد جوزف عون السباق الرئاسي راهناً، تخرج أصوات تنبه إلى أن انتخابه سيكون غير دستوري.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي صندوق الاقتراع في مجلس النواب اللبناني قبل يوم من جلسة انتخاب الرئيس (إ.ب.أ)

قصر بعبدا أنجز استعداداته لاستقبال الرئيس اللبناني الجديد

أنجزت دوائر قصر بعبدا استعداداتها الإدارية واللوجيستية وحتى الأمنية لاستقبال رئيس الجمهورية الجديد

يوسف دياب (بيروت)

مقتل 14 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على غزة

TT

مقتل 14 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على غزة

دخان متصاعد في شمال قطاع غزة خلال القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)
دخان متصاعد في شمال قطاع غزة خلال القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)

قُتل 14 مواطناً على الأقل في سلسلة غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة المدمر جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من 15 شهراً، طبقاً لما أعلن الدفاع المدني، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأكد الدفاع المدني، في بيان، وقوع «5 شهداء وعدة إصابات في قصف الاحتلال لمنزل لعائلة برغوت بمنطقة الزيتون جنوب مدينة غزة».

ولاحقاً أعلن في بيان آخر «انتشال جثامين 5 شهداء، وعدد من الجرحى، إثر استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مجموعة من المواطنين داخل متنزه بلدية غزة في شارع (عمر المختار) وسط مدينة غزة».

وفي وسط القطاع، قُتل 4 مواطنين على الأقل، بينهم طفل، في غارتين إسرائيليتين استهدفت إحداهما منزلاً في مدينة دير البلح، والأخرى ثانياً في مخيم البريج، وفق المصدر نفسه.

وأعلن الدفاع المدني أن طواقمه انتشلت 3 جثث لمواطنين قتلوا الثلاثاء في غارة جوية إسرائيلية على مدينة رفح جنوب القطاع.

ويتزامن القصف الإسرائيلي مع جهود تبذلها قطر إلى جانب الولايات المتحدة ومصر، في محادثات متواصلة منذ أشهر خلف الكواليس بهدف التوصل إلى هدنة في غزة بين إسرائيل وحركة «حماس» والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.

واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته «حماس» على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أسفر عن مقتل 1208 أشخاص، وفق تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى أرقام إسرائيلية رسمية. وتشمل هذه الحصيلة رهائن قتلوا أو ماتوا في الأسر.

ومنذ بداية الحرب، قُتل ما لا يقل عن 45 ألفاً و936 شخصاً في غزة، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لـ«حماس»، التي تقول الأمم المتحدة إنّها بيانات جديرة بالثقة.