القضاء العراقي يلاحق رئيس هيئة النزاهة

قدَّم شكره لقاضٍ أطلق سراح المتهم بـ«سرقة القرن»

صورة متداولة لنور زهير المتهم الرئيسي في القضية المعروفة بـ«سرقة القرن» (فيسبوك)
صورة متداولة لنور زهير المتهم الرئيسي في القضية المعروفة بـ«سرقة القرن» (فيسبوك)
TT

القضاء العراقي يلاحق رئيس هيئة النزاهة

صورة متداولة لنور زهير المتهم الرئيسي في القضية المعروفة بـ«سرقة القرن» (فيسبوك)
صورة متداولة لنور زهير المتهم الرئيسي في القضية المعروفة بـ«سرقة القرن» (فيسبوك)

قدَّم مجلس القضاء العراقي، الاثنين، شكره إلى قاضي نزاهة الكرخ، ضياء جعفر، الذي أمر بإطلاق سراح نور زهير المتهم الرئيس في قضية سرقة الأموال الضريبية التي تقدر بأكثر من 2.5 مليار دولار، والتي باتت معروفة بـ«سرقة القرن». وطلب المجلس، في الوقت ذاته، من محكمة تحقيق الكرخ الثالثة ملاحقة رئيس هيئة النزاهة القاضي حيدر حنون، الذي وجَّه انتقادات لاذعة مطلع سبتمبر (أيلول) الحالي إلى قاضي النزاهة ضياء جعفر.

وجاء الشكر لجعفر وطلب الملاحقة لحنون خلال اجتماع عقده مجلس القضاء الأعلى برئاسة رئيس محكمة التمييز الاتحادية ومجلس القضاء، القاضي فائق زيدان. وطبقاً لبيان صادر عقب الاجتماع، فقد تم إقرار «إعادة تشكيل اللجنة القضائية المشتركة بين مجلس القضاء الأعلى ومجلس قضاء إقليم كردستان، لغرض إيجاد الحلول لإشكاليات العمل القضائي المشترك».

وأضاف البيان أن المجلس ناقش «ما أدلى به رئيس هيئة النزاهة بالوكالة، حيدر حنون، في المؤتمر الصحافي المنعقد في هيئة النزاهة بتاريخ 1/ 7/ 2024، والمؤتمر الصحافي المنعقد في أربيل بتاريخ 4/ 9/ 2024». وتابع بأنه «تبين من خلال تقرير رئيس هيئة الإشراف القضائي الذي حقق في كل ما أُثير في المؤتمر الصحافي المنعقد في أربيل، أنه مجرد ادعاءات غير صحيحة، القصد منها تضليل الرأي العام».

وكان رئيس هيئة النزاهة القاضي حيدر حنون قد هاجم ضمناً القاضي ضياء جعفر، في مؤتمره الصحافي في أربيل، إذ قال إن المتهم الرئيسي بسرقة الأمانات الضريبية، نور زهير: «قام بتزوير 114 صكاً مالياً، وعليه أن يُعاقب بـ114 حكماً»؛ مشيراً إلى أنه «سرق 720 دونماً في شط العرب بالبصرة جنوب العراق».

فائق زيدان (يمين) مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (إكس)

وأضاف أن «القاضي ضياء جعفر (الذي يحاكم زهير) يلاحقني، وأصدر أمر إلقاء قبض بحقي (...)، مع العلم بأن القضية كانت في البصرة، ونقلت إلى بغداد لدى القاضي جعفر؛ لكن الملفات اختفت عنده». وتابع: «أفضِّل أن أودَع السجن بشرف، دون أن أتستر على المتهمين في قضية (سرقة القرن). إن هيئة النزاهة مستضعفة، ولا يجوز للقاضي ضياء جعفر استخدام سلطته ضدنا».

وفي قراراته الصادرة الاثنين، قرر مجلس القضاء الأعلى أيضاً «اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه (رئيس النزاهة حيدر حنون) عن موضوع قطعة الأرض المخصصة لدائرة التسجيل العقاري في ميسان»، في إشارة إلى تسجيل صوتي يُعتقد أنه «مفبرك» يطلب خلاله حنون من أحد المسؤولين تخصيص قطعة أرض له.

وخلص بيان المجلس إلى القول إنه وبـ«النظر لما ورد من إساءة بحق القضاء، قرر المجلس مفاتحة محكمة تحقيق الكرخ الثالثة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه (حيدر حنون) كما قرر المجلس توجيه شكر وتقدير باسم مجلس القضاء الأعلى إلى قاضي أول محكمة تحقيق الكرخ الثانية، السيد ضياء جعفر، لجهوده المتميزة في إنجاز الإعمال الموكلة إليه».


مقالات ذات صلة

«مدافع البيشمركة» تثير جدلاً في العراق

المشرق العربي 
قوات من «البيشمركة» الكردية خلال احتفال في أربيل في 22 يونيو 2023 (أ.ف.ب)

«مدافع البيشمركة» تثير جدلاً في العراق

شهد العراق في اليومين الماضيين جدلاً متصاعداً على خلفية حصول قوات البيشمركة الكردية على مدافع أميركية يصل مداها إلى 40 كلم، ما أثار تحذيرات.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي قوات من «البيشمركة» الكردية خلال احتفال في أربيل عاصمة إقليم كردستان 22 يونيو 2023 (أ.ف.ب)

«مدافع البيشمركة» تثير جدلاً واسعاً في العراق

أثارت مدافع «هاوتزر» منحتها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى قوات البيشمركة الكردية جدلاً واسعاً في العراق خلال اليومين الأخيرين.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي عراقيون يحتجون في بغداد ضد قانون يسمح بتزويج القاصرات في 6 أغسطس الماضي (إ.ب.أ)

العراق: رفض سني لربط العفو العام بتعديل قانون الأحوال الشخصية

عقد البرلمان العراقي جلسة الاثنين وسط محاولات للمساومة بين تمرير مشروع قانون الأحوال الشخصية ومشروع قانون العفو العام.

حمزة مصطفى (بغداد)
رياضة عربية أنور جسام (الشرق الأوسط)

العراق يودع مدربه أنور جسام بعد معاناة مع المرض

فقدت الرياضة العراقية، صباح اليوم الاثنين، المدرب الشهير أنور جسام، بعد معاناة طويلة مع المرض، عن عمر ناهز الـ77 عاماً.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي قادة الكتل السياسية خلال أحد اجتماعات البرلمان العراقي (إعلام المجلس)

معارضة واسعة لتشريع قد يحجب المعلومات عن العراقيين

تبدي منظمات حقوقية غير حكومية، محلية ودولية، قلقاً بالغاً من إقرار البرلمان العراقي مشروع قانون «حق الحصول على المعلومة»، بعد قراءته مرتين حتى أغسطس (آب) الماضي

فاضل النشمي (بغداد)

«مدافع البيشمركة» تثير جدلاً في العراق


قوات من «البيشمركة» الكردية خلال احتفال في أربيل في 22 يونيو 2023 (أ.ف.ب)
قوات من «البيشمركة» الكردية خلال احتفال في أربيل في 22 يونيو 2023 (أ.ف.ب)
TT

«مدافع البيشمركة» تثير جدلاً في العراق


قوات من «البيشمركة» الكردية خلال احتفال في أربيل في 22 يونيو 2023 (أ.ف.ب)
قوات من «البيشمركة» الكردية خلال احتفال في أربيل في 22 يونيو 2023 (أ.ف.ب)

شهد العراق في اليومين الماضيين جدلاً متصاعداً على خلفية حصول قوات البيشمركة الكردية على مدافع أميركية يصل مداها إلى 40 كلم، ما أثار تحذيرات من إمكان استخدامها في نزاعات داخلية.

وحصلت البيشمركة على المدافع الأميركية قبل نحو 40 يوماً، إلا أن الجدل حولها انفجر السبت بعدما قال زعيم حزب «تقدم» رئيس البرلمان المقال محمد الحلبوسي: «نرفض رفضاً قاطعاً تسليح قوات محلية (البيشمركة) واجبها الدستوري يقتصر على حفظ أمن داخلي». وأضاف أن «هذا الإجراء المرفوض قد يكون سبباً في ضرب الأمن (...) إذا ما تمت الإساءة باستخدام تلك الأسلحة في نزاعات عرقية أو حزبية مستقبلاً». وتابع أن «هذا النوع من الأسلحة يجب أن يكون حكراً بيد الجيش العراقي».

في المقابل، وجّه ساسة أكراد انتقادات للحلبوسي واتهموه بـ«تزلّف» قوى الإطار التنسيقي للحصول على منصب رئاسة البرلمان المعطل منذ نحو 11 شهراً. وقال القيادي في الحزب «الديمقراطي الكردستاني» هوشيار زيباري، إن موقف الحلبوسي «يعكس البهلوانية الشعبوية الرخيصة وعقلية مريضة لصعود سياسي الصدفة!».