إسرائيل تدمر أول منشأة محلية في شمال غزة لاستخراج السولار

مادة رديئة لجأ إليها الغزيون بديلاً للوقود المفقود

فلسطينيون يحاولون جمع ما تبقى من «السولار» من خزان قصفته إسرائيل في غزة السبت (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحاولون جمع ما تبقى من «السولار» من خزان قصفته إسرائيل في غزة السبت (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تدمر أول منشأة محلية في شمال غزة لاستخراج السولار

فلسطينيون يحاولون جمع ما تبقى من «السولار» من خزان قصفته إسرائيل في غزة السبت (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحاولون جمع ما تبقى من «السولار» من خزان قصفته إسرائيل في غزة السبت (أ.ف.ب)

دمرت إسرائيل أول مصنع بدائي في قطاع غزة، كان ينتج السولار (الديزل)، وهو وضع لجأ إليه الغزيون في محاولة إيجاد بدائل للوقود المفقود في القطاع.

ودفع شح الوقود في شمال قطاع غزة بسبب منع إدخاله من قبل إسرائيل منذ بداية الحرب الحالية قبل نحو العام، بعض الجهات المحلية والحكومية لمحاولة إيجاد البديل، ونجحوا فعلاً في إنتاج السولار المحلي من خلال أفكار بسيطة، كإعادة تدوير البلاستيك وغيره من خلال إحراقه بالنار لاستخراج كميات محدودة، قبل أن تحول إسرائيل المكان إلى كومة حجارة صباح السبت.

وأغارت طائرات إسرائيلية، على مبنيين مجاورين لبعضهما بعضاً خلف مدرسة دار الأرقم، شمال غربي مدينة غزة، في المكان الذي استحدثت فيه أولى المحاولات لإنتاج السولار، ودمرتهما بـ3 صواريخ، حيث ادعى الجيش الإسرائيلي أنه استهدف عناصر من «حماس» تنتج المتفجرات في المبنيين، ولم يستهدف المنشأة البدائية لإنتاج السولار المحلي، إلا أن جهات حكومية ومحلية في غزة أكدت لـ«الشرق الأوسط» تدمير المكان.

فلسطينيون يعاينون خزان وقود قصفته إسرائيل في غزة السبت (أ.ف.ب)

وقالت المصادر إن أصحاب المبنيين وبعض الجيران تلقوا في الأسبوع الماضي اتصالات من المخابرات الإسرائيلية وطالبوهم بإخلاء المنطقة استعداداً لقصف المنشأة، إلا أنه لم يتم قصفها، وتم استهدافها السبت.

وأشارت المصادر إلى أن 5 من العمال الذين تم توظيفهم فيه وهم من سكان بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، قد قتلوا نتيجة الغارة الإسرائيلية.

وتشرف لجنة الطوارئ الحكومية التابعة لحركة «حماس» بالتعاون مع جهات محلية على المنشأة، بهدف التخفيف من معاناة السكان في ظل حرمان الاحتلال لمناطق شمال قطاع غزة من أي كميات وقود بأنواعه المختلفة منذ بداية الحرب الحالية.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن لجنة الطوارئ عملت على إنشاء منشأتين أخريين في شمال القطاع، إلى جانب محاولات لتجربة جديدة تتعلق بإمكانية إنتاج غاز الطهي في ظل انقطاعه التام.

وعملت اللجنة على استخدام السولار المصنع لصالح سيارات الدفاع المدني، والإسعاف، خاصة في حال منع الاحتلال إدخال أي كميات من الوقود للجهتين عبر أي من المنظمات الدولية، وللمركبات التي تتبع اللجنة، ثم بدأت ببيعه لأصحاب المركبات العمومية، في ظل عدم وجود مركبات كافية.

وأكدت مصادر من مركز الطوارئ والإسعاف، وكذلك الدفاع المدني، أن هذا السولار يستخدم من قبل المركبات التابعة للجهتين، مشيرةً إلى أنه ذو جودة ما بين المتوسطة إلى الرديئة، وفي كثير من الأحيان لا يعمل بشكل جيد ويؤثر على قدرة المركبات في العمل، خاصة في ظل الحاجة الماسة إليها مع استمرار العدوان الإسرائيلي.

ونفى جهاز الدفاع المدني في غزة في تصريحات متضاربة له استهداف مرفق يتبع له خاص للتزود بالسولار، مؤكداً أنه يعاني منذ بداية الحرب من نقص شديد في الوقود الخاص بتشغيل المركبات والمعدات.

فلسطينيون يعاينون خزان وقود قصفته إسرائيل في غزة السبت (أ.ف.ب)

وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني، في تصريح لعدة وسائل إعلام محلية وعربية، إن المنشأة تزود الجهاز بالوقود، وإن ذلك سيؤثر على خدمات الجهاز في أي لحظة، وإنه لا خيار الآن أمامهم سوى إدخال الوقود من قبل الاحتلال الإسرائيلي إلى منطقة شمال القطاع، وإلا سيدخل عمل الجهاز في مرحلة الشلل الكامل، ثم خرج ونفى هذه التصريحات.

ورفض مسؤولون حكوميون وجهات من لجنة الطوارئ والمشرفين على المشروع التعقيب على ما جرى، بينما تحدث أحدهم على لسان مصدر مؤكداً أنها منشأة مدنية هدفها الأول التغلب على عقبات حرمان الاحتلال مناطق شمال القطاع من السولار، أحد مشتقات الوقود.

ويضطر السكان في شمال القطاع منذ الشهر الثاني للحرب، إلى البحث عن بدائل مختلفة للوقود، منها استخدام الزيت النباتي لتشغيل المركبات، أو «الزيت المحروق» الذي يستخرج من البلاستيك أو غيره.

أما الغاز، فلجأ السكان إلى استخدام الحطب بدلاً منه.

ومع قصف المنشأة الجديدة للسولار، ارتفعت أسعار الكميات القليلة المتبقية منه.

وقال أصحاب مركبات عمومية إنهم سيتوقفون عن العمل، وعلى السكان العودة إلى العربات التي تجرها حيوانات، وهي أداة نقل، انتعشت في الأشهر الأخيرة لتكون بديلاً للمواصلات، واستخدمت في نقل جثامين وجرحى كذلك.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تستعد لانتقال التهديدات المعروفة في غزة ولبنان إلى الضفة

المشرق العربي مسلح يطلق النار خلال جنازة 4 فلسطينيين في مخيم نور شمس للاجئين بالضفة الغربية الخميس (إ.ب.أ)

إسرائيل تستعد لانتقال التهديدات المعروفة في غزة ولبنان إلى الضفة

قلق متزايد لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من أن التصعيد الجاري في الضفة الغربية قد يتطور فعلاً إلى انتفاضة كاملة.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس يتوسط المشاركين في الاجتماع الرفيع المستوى حول «حرب غزة» (أ.ب)

«بيان مدريد» يدعو إلى انسحاب إسرائيل من غزة بما فيها محور فيلادلفيا

دعا الاجتماع الوزاري حول القضية الفلسطينية، الذي انعقد بمدريد، بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة ومن بينها محور فيلادلفيا والجانب الفلسطيني من معبر رفح.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية السعودي يشارك في اجتماع حول غزة بمدريد

وصل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى مدريد للمشاركة في الاجتماع الوزاري للتنسيق حول أوضاع غزة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
المشرق العربي جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)

الجيش الإسرائيلي: هزيمة كتيبة «حماس» في رفح ولا وجود لأنفاق نشطة عبر الحدود

قال مسؤولون عسكريون إسرائيليون لمراسلين في مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، اليوم (الخميس)، إنه تم هزيمة كتيبة «رفح» التابعة لحركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي أنقاض مبانٍ دمرتها غارات إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة 4 سبتمبر 2024 (رويترز)

«الأمم المتحدة»: الحرب أغرقت غزة والضفة في أزمة اقتصادية غير مسبوقة

دمرت الحرب التي تشنّها إسرائيل ضد حركة «حماس» اقتصاد غزة وقلّصته إلى أقل من سدس مستواه في عام 2022 على وقع «تراجع مثير للقلق» في الضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

حملة واسعة لمنع تعليم أولاد السوريين النازحين غير الشرعيين في لبنان

تلامذة في إحدى المدارس اللبنانية (المركزية)
تلامذة في إحدى المدارس اللبنانية (المركزية)
TT

حملة واسعة لمنع تعليم أولاد السوريين النازحين غير الشرعيين في لبنان

تلامذة في إحدى المدارس اللبنانية (المركزية)
تلامذة في إحدى المدارس اللبنانية (المركزية)

شنّ «التيار الوطني الحر» حملة واسعة ضد الحكومة اللبنانية ووزارة التربية؛ لسماحهما بتسجيل الطلاب السوريين في المؤسسات التعليمية المهنيّة، من دون حيازتهم على إقامة من المراجع الرسمية المختصّة، وانضم حزب القوات اللبنانية إلى الحملة، وطالب الطرفان الحكومة بالتراجع عن هذا القرار.

مشروع توطين

وقال رئيس «التيار الوطني الحر»، النائب جبران باسيل: «كنّا ننتظر من الحكومة اللاميثاقية أن تكفّر عن بعض أخطائها، فتسرِّع إجراءات عودة النازحين السوريين، وإذا بها تبدأ إجراءات تثبيت النازحين الموجودين بصورة غير شرعية، عبر فتح أبواب مدارسنا أمامهم».

وشدّد باسيل، في تصريح له، على وجوب عودة الحكومة عن قرارها الذي قال إنه «يخدم مشروع التوطين»، داعياً المدارس ولجان الأهل لـ«تقديم طعن بقرار الحكومة، وبتعميم وزارة التربية».

سنقاوم حتى النهاية

أما رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، فعدّ أن التعميم الصادر عن المديرية العامة بالتكليف للتعليم المهني والتقني الذي يسمح للطلاب السوريين غير الحاملين بطاقة إقامة قانونية، أو حتى بطاقة تعريف صادرة عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بالتسجيل في المعاهد والمدارس الرسمية والخاصة للعام الدراسي 2024 - 2025، «مخالِف للقوانين اللبنانية كلها، وحتى للاتفاقية المعقودة بين لبنان والمفوضية السامية اللاجئين في عام 2003، وهذا التعميم يعني عملياً دعوة السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية بشكل غير شرعي إلى البقاء في لبنان، والأخطر من ذلك أنه يدعو السوريين الذين ما زالوا في سوريا إلى إرسال أبنائهم إلى المعاهد والمدارس الخاصة والرسمية اللبنانية، وهذا كله على حساب الوطن، وعلى حساب المكلَّف اللبناني».

وأضاف جعجع: «إذا كان البعض يعدّ أن لا حدود بين لبنان وسوريا، وأن لا لزوم للبنان الوطن، فنحن سنقاوم حتى النهاية؛ للحفاظ على حدود لبنان الدولية، والحفاظ على لبنان الوطن».

ورأى جعجع أن «البعض بتصرفاته المختلفة، ولو حاول إلباسها لبوساً مغايراً في الشكل، يتصرف خارج الدستور اللبناني تماماً، ومن دون الأخذ في الاعتبار أنه يوجد في هذه البقعة من الأرض وطن اسمه لبنان».

وطالب جعجع رئيس الحكومة ووزير التربية بـ«التدخل فوراً، وإبطال تعميم المديرة العامة بالتكليف للتعليم التقني والمهني، واتخاذ التدابير اللازمة بحقها تمهيداً لمعالجة بقية الأمور، بدءاً من موضوع رئاسة الجمهورية، تبعاً لما يقتضيه الدستور».

سياسة حكومية

وردّ المكتب الإعلامي في وزارة التربية والتعليم العالي على هذه الحملة، فشدّد على أن «الوزارة تتبع سياسة الحكومة اللبنانية فيما يتعلق بملف النازحين، ومنها تعليم الأولاد النازحين في المدارس بلبنان».

وأشار إلى أن «وزارة التربية تسلّم إلى المديرية العامة للأمن العام، عبر وزارة الداخلية، الاسم الثلاثي والوثائق المتوافرة عن كل مرشح نازح نجح في الامتحانات الرسمية للشهادات الرسمية الصادرة عن المديرية العامة للتعليم المهني والتقني؛ لكي يقوم الأمن العام بمهامه لجهة متابعة حصولهم على الإقامة»، مشدّداً على أن «دور وزارة التربية محصور بتقديم التعليم حسب القوانين والأنظمة، وأن قرار مجلس الوزراء الذي سمح بتسليم الشهادات للنازحين من التلامذة في التعليم المهني والتقني، منع تسجيل أي تلميذ نازح للعام الدراسي 2025 - 2026، إذا لم يكن لديه وثيقة إقامة صالحة، ما يعني السماح للتلامذة الذين يتابعون الدراسة راهناً بإنهاء دراستهم في العام الدراسي الذي سيبدأ نهاية هذا الشهر».

وأوضح أن «مسار تعليم النازحين منفصل عن التلامذة اللبنانيين، وبالتالي لا يتأثر اللبنانيون بذلك بأي شكل من الأشكال»، لافتاً إلى أن «تسليم الشهادة للتلامذة النازحين لا يعني مطلقاً تسهيل إقامتهم؛ لأن على الأمن العام اللبناني أن يقوم بالإجراء القانوني اللازم».

تكتيك قديم

وحسب أرقام وزارة التربية، يبلغ عدد الطلاب اللبنانيين في المدارس الرسمية الذين يتعلمون في فترة قبل الظهر 263 ألفاً، فيما يبلغ عدد الطلاب السوريين الذين يتعلمون في فترة بعد الظهر 160 ألفاً، علماً بأن الوزير الحلبي كان قد تحدث عن 700 ألف نازح سوري بعمر الدراسة موجودين في لبنان.

ونبّه نائب رئيس «التيار الوطني الحر» ناجي حايك على «دمج النازحين تحت حجة العِلم بحجة الضيافة والاستقبال»، لافتاً إلى أن «هذا تكتيك قديم يُستعمل ضد سكان الأرض اللبنانيين منذ 1300 سنة».

أما عضو كتلة نواب «التيار الوطني الحر» (تكتّل «لبنان القوي»)، النّائب إدغار طرابلسي، فرأى أنه من «واجب الحكومة اللبنانية حماية المصلحة اللّبنانيّة العليا، وتنفيذ القوانين اللّبنانيّة، وليس تسييب البلد عبر السماح للنازحين الذين لا يملكون إقامةً شرعيةً بالتسجيل في المدارس والمعاهد المهنيّة بلبنان، ما يُمهّد لمجيء المزيد منهم، ولتوطين مُبطّن ومرفوض يُمعِن في استنزاف لبنان».