«الأونروا» تعلن مقتل أحد موظفيها خلال عملية إسرائيلية في الضفة

مع مواصلة الجيش الإسرائيلي عملياته

آثار الدمار بعد غارة إسرائيلية على مدرسة تابعة لـ«الأونروا» في وسط قطاع غزة (إ.ب.أ)
آثار الدمار بعد غارة إسرائيلية على مدرسة تابعة لـ«الأونروا» في وسط قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

«الأونروا» تعلن مقتل أحد موظفيها خلال عملية إسرائيلية في الضفة

آثار الدمار بعد غارة إسرائيلية على مدرسة تابعة لـ«الأونروا» في وسط قطاع غزة (إ.ب.أ)
آثار الدمار بعد غارة إسرائيلية على مدرسة تابعة لـ«الأونروا» في وسط قطاع غزة (إ.ب.أ)

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الجمعة، أن أحد موظفيها قُتل خلال عملية عسكرية في شمال الضفة الغربية المحتلة، حيث تواصل الدولة العبرية عملياتها منذ نحو أسبوعين، بينما قال الجيش الإسرائيلي إن الشخص المعني «إرهابي» شكّل تهديداً لقواته. ومنذ نهاية أغسطس (آب)، تشنّ إسرائيل عمليات واسعة النطاق في شمال الضفة، خصوصاً مدن طوباس وجنين وطولكرم، وكذلك مخيمات اللاجئين الواقعة ضمنها، حيث توجد فصائل فلسطينية مسلحة. وأتى إعلان الأونروا بعد يومين على مقتل 6 من موظفيها في غارة إسرائيلية استهدفت الأربعاء مدرسة تؤوي نازحين، وتديرها الوكالة في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة، حيث تستمر الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ أكثر من 11 شهراً. ونعت الأونروا الموظف سفيان جابر عبد الجواد بعدما «تم إطلاق النار... وقتله برصاصة قناص، وهو على سطح منزله خلال عملية عسكرية إسرائيلية»، في مخيم الفارعة قرب مدينة طوباس. وأوضح بيان الأونروا أن عبد الجواد كان «عامل صحة بيئية في مخيم الفارعة»، ومتزوج وله 5 أبناء، وأنه قضى «في الساعات الأولى من صباح الخميس 12 سبتمبر (أيلول)».

وأكدت الوكالة، في بيان، أن «هذه الحادثة هي الأولى التي يُقتل فيها موظف للأونروا في الضفة الغربية منذ أكثر من 10 سنوات». ووري عبد الجواد الثرى الجمعة، وفق مراسل لـ«فرانس برس» في مراسم التشييع. وعلّق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، نداف شوشاني، على بيان الوكالة الأممية بالقول، عبر منصة «إكس»، إن «الأونروا لا تروي القصة كاملة». وأشار إلى أنه «خلال عملية لمكافحة الإرهاب في منطقة الفارعة... تمّ تحييد إرهابي يلقي متفجرات شكّلت تهديداً للقوات التي تعمل في المنطقة»، مؤكداً أن قوات الجيش «أطلقت النار نحوه، وأزالت هذا التهديد، وقُتِل». وتابع المتحدث: «تبيّن لاحقاً أنه كان أيضاً موظفاً في الأونروا، واسمه سفيان جابر عبد الجواد... كان الإرهابي معروفاً لقوات الأمن الإسرائيلية». وكان الجيش أعلن في وقت سابق، الجمعة، أن قواته «نفّذت عملية لمكافحة الإرهاب استمرت 48 ساعة» في مناطق طوباس وطمون والفارعة، ما أسفر عن مقتل «5 إرهابيين مسلحين» في غارة جوية، ومقتل سادس في «تبادل لإطلاق النار» مع «إرهابي ألقى عبوات ناسفة». والجمعة، شيّع مئات 10 فلسطينيين قتلتهم القوات الإسرائيلية في غارات جوية في اليومين الماضيين خلال عمليات عسكرية مكثفة شمال الضفة الغربية، وفق مراسلي وكالة «فرانس برس». وتم تشييع 4 من القتلى، وجميعهم من عائلة صوافطة، في مدينة طوباس، بمشاركة أكثر من ألف فلسطيني. وخلال المراسم، أطلق مسلحون مقنّعون وغير مقنّعين الرصاص في الهواء. ولُفت الجثامين برايات «حركة الجهاد الإسلامي»، ورفعت خلال الجنازات رايات لحركة «حماس».

«ابني استشهد»

قال أحمد صوافطة من أمام المقبرة في طوباس: «استيقظت صباحاً على صوت انفجار بالبلد، جاءني إخوتي وقالوا إن ابني ياسين استُشهد، قلت الحمد الله». وقال الناشط في «حماس» أسَيد خراز لـ«فرانس برس»: «إن الاحتلال يحاول فرض واقع جديد وتقويض الحاضنة الشعبية للمقاومة في الضفة الغربية، وهذا الدعم الشعبي يشكل أهمية بالغة للمقاومين، لأنهم جزء من أبناء الشعب الفلسطيني الذين اختاروا هذه الطريق لمواجهة الاحتلال». في الأثناء، شيّعت مدينة طولكرم 5 في مخيمي المدينة، قُتل 3 منهم في غارة جوية مساء الأربعاء، أقرّ الجيش الإسرائيلي بتنفيذها في إطار عملياته. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، مساء الأربعاء، بوصول «3 شهداء إلى مستشفى الإسراء التخصصي في مدينة طولكرم، جراء قصف الاحتلال لمركبة». ونعت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، 3 من مقاتليها «استشهدوا الأربعاء بقصف من طائرة مسيرة في طولكرم». والجمعة، أفاد بيان عسكري إسرائيلي بمقتل 4 «إرهابيين في منطقتي طولكرم ونور شمس». وأضاف أن «3 من الإرهابيين تم القضاء عليهم في غارة جوية الأربعاء، وتم القضاء على الإرهابي الرابع خلال اشتباك عن قرب مع قوات الأمن». وأشار إلى أن أحد قتلى الغارة الجوية «يشتبه في أنه قتل» ضابطاً في حرس الحدود في أكتوبر (تشرين الأول). وتحتل إسرائيل الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية منذ عام 1967.

تشييع ناشطة السبت

منذ بدء الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر، إثر هجوم غير مسبوق لحركة «حماس» في جنوب إسرائيل، تصاعدت المواجهات وأعمال العنف في الضفة بين الفلسطينيين من جهة، والجيش والمستوطنين الإسرائيليين من جهة أخرى. وقُتل ما لا يقل عن 679 فلسطينياً بنيران الجنود أو المستوطنين الإسرائيليين، وفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية، كما قُتل ما لا يقل عن 24 إسرائيلياً، بينهم جنود، في هجمات فلسطينية أو في عمليات عسكرية، وفق بيانات إسرائيلية رسمية. في غضون ذلك، وصل جثمان الناشطة الأميركية - التركية، عائشة نور إزغي إيغي، التي قتلت خلال مظاهرة في الضفة الغربية المحتلة، صباح الجمعة، إلى تركيا حيث أُجري تشريح ثانٍ له، قبل نقله إلى مسقط رأس العائلة في ديدم (الجنوب الغربي) حيث يوارى الثرى السبت. واتهمت عائلة الناشطة القوات الإسرائيلية بقتلها أثناء مشاركتها في احتجاج ضد الاستيطان بالضفة الغربية، الأسبوع الماضي. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه من «المرجح جداً» أن تكون نيرانه قتلت الناشطة «بشكل غير مباشر وغير مقصود» خلال الاحتجاج. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال في 4 سبتمبر (أيلول) إن الجيش «يستأصل التنظيمات الإرهابية» في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة، مؤكداً: «لا يوجد خيار آخر، الاستعانة بكل القوات، كل من نحتاج إليه، بكل قوة». وأكد أنه أمر بتنفيذ ضربات جوية حيثما تقتضي الضرورة. وأضاف: «نبذل الجهود لتنفيذ الضربات الجوية حيثما تقتضي الضرورة لتجنب تعريض الجنود للخطر». وبحسب الأونروا، قتل أكثر من 220 من موظفي المنظمة في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر. واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته «حماس» على جنوب إسرائيل، تسبّب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة الأنباء الفرنسية يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة. وخُطف خلال الهجوم 251 شخصاً، لا يزال 97 منهم محتجزين، بينهم 33 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم. وردّت إسرائيل بحملة قصف وهجوم بري على غزة، ما أسفر عن سقوط 41118 قتيلاً على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس». وتؤكد «الأمم المتحدة» أنّ غالبية القتلى من النساء والأطفال.


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقمة دول مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل (أ.ف.ب)

بايدن وماكرون يناقشان الصراعين في أوكرانيا والشرق الأوسط

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا الصراعين الدائرين في أوكرانيا والشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية جنود في مقبرة بالقدس خلال تشييع رقيب قُتل في غزة يوم 20 نوفمبر (أ.ب)

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

نشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً بقلم «مقاتل في جيش الاحتياط»، خدم في كل من لبنان وقطاع غزة. جاء المقال بمثابة صرخة مدوية تدعو إلى وقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة على أنقاض مسجد مدمر في خان يونس بجنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)

لا أمل لدى سكان غزة في تراجع الهجمات بعد أمري اعتقال نتنياهو وغالانت

لم يشهد سكان غزة، الجمعة، ما يدعوهم للأمل في أن يؤدي أمرا الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت إلى إبطاء الهجوم على القطاع الفلسطيني، مع إعلان مقتل 21 شخصاً على الأقل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)

إسرائيل تستهدف أحياء مسيحية ملاصقة للضاحية الجنوبية لبيروت

الدخان والنيران يتصاعدان من مبنى لحظة استهدافه بصاروخ اسرائيلي في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)
الدخان والنيران يتصاعدان من مبنى لحظة استهدافه بصاروخ اسرائيلي في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تستهدف أحياء مسيحية ملاصقة للضاحية الجنوبية لبيروت

الدخان والنيران يتصاعدان من مبنى لحظة استهدافه بصاروخ اسرائيلي في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)
الدخان والنيران يتصاعدان من مبنى لحظة استهدافه بصاروخ اسرائيلي في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)

تجدّدت الغارات الإسرائيلية، الجمعة، على الأحياء المسيحية المقابلة لضاحية بيروت الجنوبية، عقب إنذارات وجّهها الجيش الإسرائيلي للسكان بإخلاء خمسة أبنية، يقع أحدها في شارع مكتظ.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين، بعد ظهر الجمعة، على مبنيين يقعان على أطراف ضاحية بيروت الجنوبية في منطقة الشياح المعروفة باسم «طريق صيدا القديمة»، التي تفصل الشياح عن عين الرمانة، وهي خطوط التماس القديمة، خلال الحرب اللبنانية. كما قصف، مساء، مبنى يقع خلف خط بولفار كميل شمعون، الذي يفصل الضاحية الجنوبية عن المناطق ذات الغالبية المسيحية التي يقع فيها المبنى المستهدف.

صورة لأمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله قرب موقع الاستهداف في الشياح (أ.ف.ب)

ويضمّ المبنى، في طوابقه الأربعة الأولى، مؤسسات تجارية عدة ونادياً رياضياً ومختبراً، بينما الطوابق السبعة الأخرى سكنية. واستهدف الصاروخ القسم السكني من المبنى، ما أدى إلى انهياره، بينما صمدت الطوابق الأولى. وجاء استهداف المبنيين بعد إنذار إسرائيلي لسكانهما ومحيطهما بالإخلاء، قالت الوكالة الوطنية إنه أسفر عن «حركة نزوح ملحوظة» من منطقة عين الرمانة المتاخمة للشياح، والتي تقطنها غالبية مسيحية. وجاءت الضربات بعد غارات مماثلة استهدفت، صباح الجمعة، ثلاثة أبنية في منطقتي الحدث وحارة حريك، بعد إنذار إسرائيلي.

وأظهر البث المباشر لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، سحب دخان وغبار تتصاعد على أثر الغارات الثلاث على المنطقة. وأفادت الوكالة بأن غارتين شنّهما «الطيران الحربي المُعادي» استهدفتا منطقة الكفاءات في الحدث، مشيرة إلى «تصاعد الدخان بشكل كثيف من محيط الجامعة اللبنانية». وأعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت لاحق، أن مقاتلاته الحربية «أتمّت جولة جديدة من الضربات» على ضاحية بيروت الجنوبية.

امرأة وأطفال ينزحون من موقع قريب لمبنى دمرته غارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية (أ.ف.ب)

وجاءت غارات الجمعة، غداة شنّ إسرائيل سلسلة غارات كثيفة استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب لبنان وشرقه. وشنت إسرائيل ضربات على مناطق عدة في جنوب لبنان، بعد أوامر إخلاء للسكان شملت مبنى في مدينة صور الساحلية، وبلدتين في محيطها. وارتفعت وتيرة الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في لبنان، منذ إنهاء المبعوث الأميركي آموس هوكستين زيارته إلى بيروت، الأربعاء، في إطار وساطة يتولاها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل. وللمرة الأولى منذ بدء عملياتها البرية، توغّلت القوات الإسرائيلية إلى داخل بلدة دير ميماس، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية، مشيرة إلى أن «طائرة استطلاع معادية» حلقت فوق البلدة، وهي «تطلب من المواطنين عدم الخروج من منازلهم». وأعلن «حزب الله»، الجمعة، استهدافه، مرتين، جنوداً إسرائيليين عند أطراف كفركلا، «بقذائف المدفعية».