القضاء اللبناني يُبقي رياض سلامة موقوفاً بعد استجوابه

TT

القضاء اللبناني يُبقي رياض سلامة موقوفاً بعد استجوابه

حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة (أ.ب)
حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة (أ.ب)

أصدر قاضي التحقيق الأول في بيروت، الاثنين، وفق مصدر قضائي، مذكّرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة بعدما خضع للاستجواب إثر الادعاء عليه في قضايا اختلاس أموال بعد أيام من توقيفه.
وقال المصدر مفضّلاً عدم الكشف عن هويته إن «قاضي التحقيق الأول في بيروت بلال حلاوي، أصدر مذكرة توقيف وجاهية بحق رياض سلامة»، وذلك في نهاية جلسة «استجوابه على مدى ساعتين ونصف» بحضور محاميه، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضح أن القاضي «أرجأ التحقيق ليوم الخميس لاستكمال استجواب رياض سلامة».

وقالت مصادر قضائية لبنانية، في وقت سابق اليوم، إن قاضياً بدأ استجواب حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، في بيروت، اليوم، في أول جلسة منذ احتجازه الأسبوع الماضي واتهامه بارتكاب جرائم مالية تشمل سرقة أموال عامة، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

وإذا استمرت الإجراءات القضائية فستشكل قضية نادرة لمسؤول لبناني كبير في الخدمة أو سابق، يواجه المساءلة في نظام يقول المنتقدون إنه يحمي النخبة منذ فترة طويلة.

محتجون يحرقون صوراً لسلامة بالقرب من قصر العدل في بيروت الأسبوع الماضي (رويترز)

وظل سلامة لفترة طويلة يحظى باحترام كبير، باعتباره خبيراً مالياً قديراً في لبنان؛ لكنه ترك منصبه بعد أن تضررت سمعته بسبب اتهامات فساد في الداخل والخارج، والانهيار الكارثي للنظام المالي اللبناني في عام 2019.

وقال المكتب الإعلامي لسلامة إنه لن يعلق علناً على القضية امتثالاً للقانون. وأضاف المكتب -في بيان- أن سلامة تعاون قبل ذلك في أكثر من 20 تحقيقاً جنائياً في بيروت وجبل لبنان، كما يتعاون مع التحقيق منذ احتجازه. وأنكر سلامة اتهامات سابقة بالفساد.

وتولى سلامة منصب حاكم مصرف لبنان المركزي لثلاثة عقود حتى يوليو (تموز) 2023.



تحذير دولي من تصاعد وتيرة العواصف في العراق

الجفاف ضرب مساحات شاسعة من سهول العراق (إكس)
الجفاف ضرب مساحات شاسعة من سهول العراق (إكس)
TT

تحذير دولي من تصاعد وتيرة العواصف في العراق

الجفاف ضرب مساحات شاسعة من سهول العراق (إكس)
الجفاف ضرب مساحات شاسعة من سهول العراق (إكس)

حذَّرت الأمم المتحدة، السبت، من تصاعد وتيرة العواصف الرملية والترابية خلال السنوات القليلة الماضية في العراق والمنطقة، ودعت إلى التعاون لما فيه مصلحة بلدان المنطقة.

وتتزامن تحذيرات المنظمة الدولية مع اليوم الدولي لمكافحة العواصف الرملية والترابية، الذي تحييه المنظمة في 12 يوليو (تموز) من كل عام.

وقال المنظمة، في بيان، إن «العواصف الرملية والترابية ليست ظاهرة جديدة على العراق، ولا على المنطقة والعالم أيضاً»، لكنها أشارت إلى «وجود تصاعد ملحوظ في حدة العواصف الرملية والترابية في العراق خلال السنوات القليلة الماضية».

وطبقاً للمنظمة، فإن العواصف الرملية والترابية تمثّل تحدياً هائلاً وواسع النطاق أمام الجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. وأصبحت تلك العواصف مصدر قلق عالمي في العقود الأخيرة؛ بسبب آثارها الكبيرة على البيئة والصحة والزراعة وسبل العيش والرفاه الاجتماعي والاقتصادي.

وأوضحت: «ازدادت وتيرة وحدّة هذه العواصف الرملية والترابية في المنطقة بشكلٍ ملحوظ ولافت، في السنوات الأخيرة، وأصبحت هذه العواصف تخلِّف آثاراً مقلقة على الصحة، والبيئة، والاقتصاد، وعلى حياة الإنسان في كثير من دول المنطقة».

ورغم أن العواصف الرميلة والترابية «أصبحت ظاهرة مألوفة» بحسب المنظمة، فإن «ذلك لا يعني أن نقبل بها أمراً واقعاً، بل علينا أن نتعامل معها، ونتحرك لمواجهتها بخطوات عملية ومدروسة ومشتركة للحد من آثارها السلبية، وذلك من خلال البرامج التي تعزِّز ممارسات الزراعة والري المستدامة والذكية، وغرس مزيد من الأشجار، والتوعية المجتمعية، وهي جهود قد تبدو محدودة، لكنها مهمة، ويمكن أن تحدث فرقاً حقيقياً إذا ما التزمنا بها معاً».

ودعت المنظمة إلى «الالتزام الجماعي بالتصدي لهذه الظاهرة، والتعاون لما فيه مصلحة شعوب المنطقة، ولتكن خطواتنا، مهما كانت صغيرة، بداية لتغيير أكبر، يحمي صحتنا وبيئتنا وكوكبنا». وكرَّرت مواصلتها دعم العراق في جهوده لمواجهة هذه التحديات.

كان مرصد «العراق الأخضر» قدَّر مطلع مايو (أيار) الماضي، خسائر العراق الناجمة عن العواصف الترابية والرملية بنحو مليون دولار يومياً؛ نتيجة الأضرار التي تلحقها في مختلف القطاعات، ويُعدُّ العراق من بين 5 دول حول العالم هي الأكثر عرضةً لعواقب التغير المناخي.

ووفق تقارير أممية سابقة، فإنه وبحلول عام 2040، سيكون «العراق بحاجة إلى 233 مليار دولار استثمارات؛ للاستجابة إلى حاجاته التنموية الأكثر إلحاحاً، بينما هو بصدد الشروع في مجال نمو أخصر وشامل، أي ما يساوي نسبة 6 في المائة من ناتجه الإجمالي المحلي سنوياً».

ومع الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة، حيث سجَّلت مناطق في جنوب العراق، السبت، أعلى الدرجات عالمياً، ومع شح المياه الذي تعاني منها البلاد خلال هذا العام، يُتوقَّع أن تشهد البلاد مشكلات سكانية وبيئية خطيرة قد تدفع كثيراً من العوائل والأسر إلى مغادرة مناطق سكنها في محافظات وسط وجنوب البلاد؛ نتيجة شح المياه.