إبراهيم كنعان ينضم إلى الخارجين من «التيار»: لم يبقَ أمامي إلا خيار الاستقالة

كتلته النيابية تقلّصت إلى 13 نائباً بعدما كانت 21

النائب كنعان خلال مؤتمره الصحافي (الوكالة الوطنية للإعلام)
النائب كنعان خلال مؤتمره الصحافي (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

إبراهيم كنعان ينضم إلى الخارجين من «التيار»: لم يبقَ أمامي إلا خيار الاستقالة

النائب كنعان خلال مؤتمره الصحافي (الوكالة الوطنية للإعلام)
النائب كنعان خلال مؤتمره الصحافي (الوكالة الوطنية للإعلام)

مرة جديدة تخرج إلى العلن الخلافات المتفاقمة في أوساط «التيار الوطني الحر» التي أدّت إلى توالي استقالة وإقالة نواب في الكتلة، وكان آخرها استقالة رئيس لجنة المال والموازنة في البرلمان إبراهيم كنعان الذي يُعدّ من «الصقور»، بعد إقالة النائب آلان عون (ابن شقيقة مؤسس التيار الرئيس اللبناني السابق ميشال عون) قبل أسابيع، ومن ثم استقالة النائب سيمون أبي رميا بعده بأيام، وذلك بعد أشهر قليلة من إقالة نائب رئيس مجلس النواب إلياس أبي صعب، بينما يتم الحديث عن توجّه النائب أسعد درغام إلى الاستقالة أيضاً.

وتأتي استقالة كنعان بعد سجالات في الإعلام بينه وبين قيادة «التيار»، إثر عَقدِه مؤتمراً صحافياً منتصف الشهر الحالي تحت عنوان «قوتنا بوحدتنا»، طرح فيه الرجوع عن قرارات الإقالة والاستقالة، وفتْح «حوار بين القاعدة والقيادة»، وهو ما أدى إلى رد «التيار» عليه، وتسريب معلومات حول نيّة إقالته، ومن ثم تأتي استقالته اليوم خطوةً استباقية لهذا التوجه.

وتحدث كنعان في كتاب استقالته عن عدم دعوة قيادة «التيار» مع المبادرات التي قام بها لإعادة جمع الشمل، وكان آخرها قبل أسبوعين، إضافةً إلى رسالة توجّه بها إلى رئيسه النائب جبران باسيل جاء فيها: «لا، بل إن التصويب على المبادرة الأخيرة وعليّ شخصياً بدأ حتى قبل عقد المؤتمر إلى حد المسّ بالكرامة».

وقال: «انطلاقاً من مقولة الرئيس عون في كتابه (ما به أؤمن): عندما يُقال لي: هذا مستحيل، أجيب: يبقى لي شرف المحاولة. لذلك، وانسجاماً مع مسيرتي وقناعاتي، لم يبقَ أمامي سوى خيار الاستقالة من الإطار التنظيمي للتيار ، معاهداً المتنيين (أهالي المتن) عموماً، والتياريين والعونيين والمناصرين بالبقاء معهم على المبادئ التي نشأنا عليها، ولتتواصل مسيرتنا التي بدأت منذ سنوات، ستتواصل من أجل لبنان».

ولم يتأخر ردّ قيادة «التيار» على استقالة كنعان، كاشفة عبر الحساب الرسمي على منصة «إكس» أنه كان قد حُدّد موعد له للاجتماع مع النائب باسيل يوم الجمعة المقبل. وقالت: «بعد أن تمّ استدعاؤه البارحة إلى مجلس الحكماء، وبعد رفضه الحضور ثلاث مرات متتالية إلى الهيئة السياسية، وعلى جدول أعمالها الوضع الداخلي للتيار، وعلى الرغم من تبليغه الدعوة على مجموعة الهيئة السياسية للتيار، وعلى خطّه المباشر، وعلى الرغم من تحديد موعد له نهار الجمعة المقبل مع رئيس (التيار)، اختار كنعان أن يقدّم استقالته من (التيار) في الإعلام»، مشيرةً إلى أن «(التيار) سيُصدر البيانات والمعلومات التفصيلية عن الموضوع لاحقاً».

ومع خروج كنعان يصبح عدد كتلة «التيار» 13 نائباً بعدما كانت 21 نائباً، وذلك بعد خروج النائب السني محمد يحيي، والنائبَين الأرمنيّين (عن حزب الطاشناق) هاغوب بقردونيان وهاغوب ترزيان، وإقالة نائب زحلة، وزير الصناعة جورج بوشكيان، إضافةً إلى كل من آلان عون وإلياس بو صعب، وسيمون أبي رميا، وإبراهيم كنعان.

باسيل يتوسط النائب المستقيل من «التيار» أبي رميا والنائبة ندى البستاني خلال الحملة الانتخابية الأخيرة (إكس)


مقالات ذات صلة

مجلس الأمن يمدد «تقنياً» لـ«يونيفيل» بموازاة جهود لتعزيزها

المشرق العربي مجلس الأمن مجتمعاً في نيويورك (الأمم المتحدة)

مجلس الأمن يمدد «تقنياً» لـ«يونيفيل» بموازاة جهود لتعزيزها

مدد مجلس الأمن بالإجماع لمدة 12 شهراً مهمة «قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)» بعد مفاوضات شاقة ومعقدة قادتها الدبلوماسية الفرنسية عبر واشنطن وبيروت.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تؤمّن الجانب اللبناني من الحدود مع إسرائيل عند مشارف قرية كفرشوبا في جنوب لبنان (د.ب.أ)

التمديد لـ«يونيفيل» بالجنوب يبقى «ورقياً» وتنفيذه يرتبط بغزة

يبقى التمديد لقوات الـ«يونيفيل» لعام جديد قائماً على الورق، ولن تكون له من مفاعيل ميدانية ما دامت التهدئة في الجنوب مرتبطة بوقف النار في غزة.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي منزل دمرته غارة جوية إسرائيلية في قرية الخيام الحدودية بجنوب لبنان خلال قتال بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية في 26 أغسطس 2024 (د.ب.أ)

إسرائيل تعلن مسؤوليتها عن غارة في سوريا أدت إلى مقتل 4 من «الجهاد» و«حزب الله»

أكد الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأربعاء)، تنفيذ غارة بطائرة مسيّرة في سوريا خلال وقت سابق اليوم، ما أسفر عن مقتل أحد كبار نشطاء «حركة الجهاد» الفلسطينية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الدخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية على زبقين جنوب لبنان (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة جندي في هجوم طائرة أطلقها «حزب الله»

قال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن «طائرة معادية» انطلقت من لبنان أصابت أحد جنوده في شمال إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي آليات تابعة لقوات «الأمم المتحدة» المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) تقوم بدورية بالقرب من الحدود اللبنانية الإسرائيلية في منطقة مرجعيون (إ.ب.أ)

لبنان: «اليونيفيل» تكشف إطلاق صاروخ الأحد الماضي بالقرب من موقع لها

كشفت قوة «الأمم المتحدة» المؤقتة في لبنان، اليوم، أن أحد الصواريخ التي أُطلقت من لبنان خلال اشتباك عنيف أُطلق من مكان قريب من موقع تديره قوات حفظ السلام.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

مجلس الأمن يمدد «تقنياً» لـ«يونيفيل» بموازاة جهود لتعزيزها

مدرّعتان تابعتان لـ«قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)» خلال دورية قرب الحدود اللبنانية - الإسرائيلية بمنطقة مرجعيون بجنوب لبنان (إ.ب.أ)
مدرّعتان تابعتان لـ«قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)» خلال دورية قرب الحدود اللبنانية - الإسرائيلية بمنطقة مرجعيون بجنوب لبنان (إ.ب.أ)
TT

مجلس الأمن يمدد «تقنياً» لـ«يونيفيل» بموازاة جهود لتعزيزها

مدرّعتان تابعتان لـ«قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)» خلال دورية قرب الحدود اللبنانية - الإسرائيلية بمنطقة مرجعيون بجنوب لبنان (إ.ب.أ)
مدرّعتان تابعتان لـ«قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)» خلال دورية قرب الحدود اللبنانية - الإسرائيلية بمنطقة مرجعيون بجنوب لبنان (إ.ب.أ)

صوّت مجلس الأمن، الأربعاء، بإجماع أعضائه الـ15، على قرار جديد يمدد عاماً كاملاً مهمة «قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)»، بعد مفاوضات شاقة ومعقدة قادتها الدبلوماسية الفرنسية داخل أروقة المنظمة الدولية وعبر العواصم، لا سيما مع واشنطن، في ضوء الاحتدام الحربي المتواصل منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بين إسرائيل و«حزب الله».

وكشف دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجهود خلال المفاوضات «تركزت على أهمية الدعوة إلى ضبط النفس من كلا الطرفين؛ لتجنب انفجار كبير»، مشدداً على أن «التجديد للـ(يونيفيل) مهم للحفاظ على عملية حفظ سلام فعالة في هذه المنطقة ومنع أي تصعيد (...) بعد 7 أكتوبر الماضي». ولفت إلى أنه رغم الإجماع، فإن «المفاوضات كانت معقدة»؛ بما في ذلك «النقطة الأصعب» التي تمثلت في الحصول على دعم الولايات المتحدة. وأشار إلى أن المفاوضات الرفيعة شملت بيروت وواشنطن لاعتماد تجديد وصفه بأنه «تقني».

وقبيل التصويت على القرار الجديد الذي أُعطي الرقم «2749»، عرضت نائبة المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة، ناتالي برودهيرست، لملابسات عملية التجديد وضرورة الحفاظ على استقرار لبنان.

لحل طويل الأمد

وعلى الأثر، صوت المجلس بالإجماع على القرار الذي يفيد بأن مجلس الأمن قرر أن «الوضع في لبنان لا يزال يشكل تهديداً للسلام والأمن الدوليين»، مطالباً بـ«التنفيذ الكامل للقرار (1701)»، ومكرراً «دعمه القوي للاحترام الكامل لـ(الخط الأزرق) والوقف الكامل للأعمال العدائية». وذكر بهدف «التوصل إلى حل طويل الأمد يقوم على المبادئ والعناصر المنصوص عليها في الفقرة (8) من القرار (1701)»، مقرراً تمديد ولاية الـ«يونيفيل» الحالية حتى 31 أغسطس (آب) 2025. وحض «بقوة جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة على تنفيذ تدابير فورية نحو خفض التصعيد؛ وضمن الأهداف استعادة الهدوء وضبط النفس والاستقرار عبر (الخط الأزرق)». وشجع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على «ضمان بقاء قوات الـ(يونيفيل) على استعداد لتكييف نشاطاتها لدعم خفض التصعيد، في إطار ولايتها وقواعد الاشتباك الخاصة بها». وطلب أيضاً من الأمين العام أن يواصل تقديم التقارير إلى المجلس بشأن تنفيذ القرار «1701» كل 4 أشهر، أو في أي وقت يراه مناسباً، على نحو يتفق مع صيغة تقديم التقارير الحالية كما هو منصوص عليه في القرارات السابقة. وشدد على «أهمية تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط»، على أساس كل قراراته ذات الصلة.

«يونيفيل معززة»

روبرت وود نائب المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة (الأمم المتحدة)

وبعد التصويت، قال روبرت وود، نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، إن الاستقرار النسبي الذي شهدته منطقة «الخط الأزرق» بعد حرب 2006 «تحطم صباح 8 أكتوبر، عندما بدأ (حزب الله) شن وابل من الهجمات الصاروخية على إسرائيل»، عادّاً أن «(حزب الله) اتخذ القرار التصعيدي بقصف (المجتمعات) في شمال إسرائيل»، مضيفاً أنه «من الخطأ أن هذا المجلس لم يُدن (حزب الله) بعدُ على هذه الأعمال المزعزعة للاستقرار المتكررة». وأسف لأن «أقلية صغيرة من أعضاء المجلس تمنع المجلس من القيام بذلك». وإذ قال إن «لبنان ينبغي ألا يكون ملاذاً للمنظمات الإرهابية أو منصة إطلاق للهجمات ضد إسرائيل»، أضاف أنه «لا خلاف على أن إيران، في انتهاك واضح لحظر الأسلحة المنصوص عليه في القرار (1701)، تزود (حزب الله) بأكثرية الصواريخ والقذائف والطائرات المسيّرة التي تطلق على إسرائيل». وكرر «دعم الولايات المتحدة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، ورأى أن «الطريق إلى الاستقرار لا تنتهي باستعادة الهدوء على طول (الخط الأزرق)؛ بل تنتهي بتفاهم شامل (...) يتضمن آليات تنفيذ حقيقية تسمح للسكان النازحين على جانبي (الخط الأزرق) بالعودة إلى ديارهم بأمان وسلامة». وقال إنه «لتحقيق ذلك؛ فسنحتاج بوضوح إلى قوة (يونيفيل) معززة في مرحلة ما للمساعدة في التنفيذ بشكل أكثر إلحاحاً». وأضاف أنه «في المستقبل، نحتاج إلى معالجة الطرق التي يمنع بها (حزب الله) والجهات الفاعلة الخبيثة الأخرى في لبنان التنفيذ الكامل للقرار (1701)».

مخاطر عالية

وما لم يقله القرار الجديد في فقراته العاملة، أورده الدبلوماسيون في ديباجة القرار «2749» الذي أعاد التذكير، ليس فقط بمندرجات القرار «1701» لعام 2006 بل أيضاً بكل القرارات السابقة من «مجلس الأمن» حيال لبنان، لا سيما القرارات: «425» و«426» لعام 1978، و«1559» لعام 2004، ملاحظاً «بقلق بالغ» تصاعد تبادل إطلاق النار عبر «الخط الأزرق» منذ 8 أكتوبر 2023 في «انتهاك لوقف الأعمال العدائية وخلافاً للأحكام الأخرى للقرار (1701)»، محذراً من أن «مزيداً من التصعيد ينطوي على مخاطر عالية تؤدي إلى صراع واسع النطاق». وإذ يعبر عن «أعمق قلقه إزاء عواقب هذه التوترات، التي تسببت في سقوط كثير من الضحايا المدنيين وأجبرت عشرات الآلاف من المدنيين على الفرار من ديارهم»، يدعو «كل الأطراف في الصراع المسلح إلى الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي؛ بما في ذلك ما يتصل بحماية المدنيين، وبينهم الأطفال». ويؤكد «التزامه التنفيذ الكامل لكل أحكام القرار (1701)»، مع إدراك المسؤوليات في «المساعدة على استعادة الهدوء على طول (الخط الأزرق)، وتأمين وقف إطلاق نار دائم وحل طويل الأجل على النحو المتصور في القرار».

المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون مشيراً إلى نقطة محددة بصورة التُقطت جواً مدعياً أنها لموقع إطلاق صواريخ في بلدة الحنيّة بجنوب لبنان (رويترز)