العراق يتفادى رداً أميركياً على قصف «عين الأسد»

وزير الخارجية قال إن «ظروف مفاوضات الانسحاب تغيّرت»

مدرب عسكري من «التحالف الدولي» يصافح جندياً عراقياً في أحد معسكرات التدريب (أرشيفية - سنت كوم)
مدرب عسكري من «التحالف الدولي» يصافح جندياً عراقياً في أحد معسكرات التدريب (أرشيفية - سنت كوم)
TT

العراق يتفادى رداً أميركياً على قصف «عين الأسد»

مدرب عسكري من «التحالف الدولي» يصافح جندياً عراقياً في أحد معسكرات التدريب (أرشيفية - سنت كوم)
مدرب عسكري من «التحالف الدولي» يصافح جندياً عراقياً في أحد معسكرات التدريب (أرشيفية - سنت كوم)

قال وزير الخارجية العراقي إن بلاده نجحت، دبلوماسياً، في منع رد أميركي محتمل على قصف قاعدة «عين الأسد» التي تستضيف مستشارين تابعين لـ«التحالف الدولي».

ويأتي ذلك بالتزامن مع تأكيد عراقي بحدوث تغيير في مسار مفاوضات الانسحاب، وإعلان فصيل عراقي استئناف عملياته ضد القوات الأميركية خلال الأيام المقبلة.

وقال وزير الخارجية فؤاد حسين، في تصريحات لقناة «الحدث»، إن «بغداد نجحت في إيقاف واشنطن عن الرد على قصف قاعدة عين الأسد».

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن (أرشيفية - إعلام حكومي)

مفاوضات الانسحاب

وأكّد الوزير استمرار المباحثات بين بغداد وواشنطن، فيما يتعلق برحيل قوات التحالف الدولي، وقال إنها مستمرة بين القيادات العسكرية ولم تُلغَ.

إلا أن الوزير أشار إلى أن ظروف المنطقة، وحالة التوتر، والحرب المحتملة، جعلت الوضع يختلف عما كان عليه قبل سنة.

وأضاف الوزير العراقي: «نتحرك داخلياً وخارجياً لعدم الدخول في حالة حرب، ودفْعنا للحرب خطر، والحكومة والأحزاب تدرك هذه المسألة»، مؤكّداً أن «الحكومة والبرلمان يمتلكان قرار الحرب والسلم».

وجدّد حسين «التزام العراق حماية المستشارين والدبلوماسيين الأجانب».

كانت القاعدة العسكرية العراقية التي تستضيف مستشارين أميركيين، تعرضت إلى قصف بصاروخين، تبنّته مجموعة مجهولة تسمي نفسها «ثوريون».

واعتقلت القوات الأمنية أشخاصاً قالت إنهم متورطون بإطلاق الصواريخ، بعد أن ضبطت منصة إطلاقها، لكنها خلال أسبوع أعلنت الإفراج عنهم جميعاً لعدم ثبوت مشاركتهم في الهجوم.

وأعلنت الولايات المتحدة الأميركية إصابة عدد من الجنود الأميركيين، الموجودين ضمن القاعدة في إطار مهمات التحالف الدولي بالعراق.

وقالت الخارجية العراقية، الخميس الماضي، إن بغداد قررت تأجيل موعد إعلان انتهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بسبب «التطورات الأخيرة».

وأذاعت وسائل إعلام عراقية أن رئيس الحكومة العراقية كان على وشك الإعلان عن انسحاب التحالف الدولي من البلاد. وهو ما أقرّه رئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي، خلال لقائه صحافيين في بغداد، حين قال: «كان مقرراً انسحاب التحالف الدولي ضمن جدولة متفَق عليها بين الطرفين، لولا القصف الذي طال قاعدة (عين الأسد)».

ومنذ فبراير (شباط) الماضي تحافظ الحكومة العراقية على هدنة حرجة مع الفصائل المسلّحة، بزعم أنها المسؤولة الحصرية عن مفاوضات انسحاب القوات الأميركية.

وتزامن قصف «عين الأسد» مع إعلان حركة النجباء العراقية نهاية الهدنة بين الفصائل والقوات الأميركية، طبقاً لمهدي الكعبي القيادي في الحركة.

وكان الاتفاق بين الحكومة والفصائل، عبر وساطات سياسية شيعية، يستند بالدرجة الأساسية إلى أن أي عمل عدائي ضد الأميركيين سيدمّر مفاوضات انسحابهم نهائياً من العراق، كما يقول مسؤولون.

تدريب في قاعدة «عين الأسد» الجوية غرب العراق (الجيش الأميركي)

«أصحاب الكهف»

إلى ذلك، أعلنت حركة «أصحاب الكهف» تغيير اسمها إلى «كتائب صرخة القدس»، كما أعلنت إيقاف عملياتها المسلحة حتى نهاية مراسم زيارة الأربعين، تجنباً للضربات الانتقامية الأميركية.

وذكر بيان باسم الحركة، إحدى الفصائل الموالية لإيران، أنّ تغيير الاسم جاء «تضحية» بالاسم الذي عُرفت به الحركة (أصحاب الكهف)، من أجل المعركة ضد إسرائيل، مشدّدة على أنّ «نطاق الأهداف لا تقيّده حدود سايكس بيكو الجائرة، التي لم يكن الغرض منها إلا تسهيل انفراد المستعمرين ببلدان عالمنا الإسلامي».

وقال البيان، إنّ عمليات الحركة «ستُستأنف بعد الزيارة الأربعينية»، متوعداً باستهداف مواقع وأهداف «لا يمكن للعدو أن يتصوّرها، من الكيان إلى كل قواعد الاحتلال الأميركي في العراق وسوريا والخليج».

وكانت «تنسيقية المقاومة العراقية»، قد هدّدت، الاثنين، بحرب ضد القوات الأميركية «دون سقوف»، في حال تكرار عمليات القصف على العراق، أو تنفيذ هجمات على إيران من الأجواء العراقية.

وتضم «تنسيقية المقاومة» فصائل مسلحة، أبرزها «كتائب حزب الله»، وحركة «النجباء» و«كتائب سيد الشهداء».


مقالات ذات صلة

«وحدة الساحات» في العراق... التباس بين الحكومة والفصائل

المشرق العربي رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني خلال اجتماع مع قادة الجيش (إعلام حكومي)

«وحدة الساحات» في العراق... التباس بين الحكومة والفصائل

تسير حكومة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، منذ أشهر في خط متقاطع مع الفصائل المسلحة المنخرطة في «وحدة الساحات».

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي مسعود بارزاني زعيم «الحزب الديمقراطي الكردستاني» (إكس)

بارزاني يحذر من مخاطر الانسحاب الأميركي

رفض رئيس «الحزب الديمقراطي الكردستاني» انجرار العراق نحو الحرب، وحذر من مخاطر انسحاب القوات الأميركية خصوصاً في المناطق المتنازع عليها.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي معرض عن ذكرى قصف حلبجة بالسلاح الكيماوي عام 1988 (أ.ف.ب)

كردستان يرد على صهر صدام: إيران لم تقصف حلبجة بالكيماوي

تفاعلت أوساط عراقية مع المقابلة التي أجرتها «الشرق الأوسط» مع جمال مصطفى، صهر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وسكرتيره الثاني.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
خاص جنود أميركيون يُسقطون تمثال صدام حسين في بغداد 7 أبريل 2003 (رويترز) play-circle 07:43

خاص جمال مصطفى: عجزت عن تأمين الرشوة للقاضي فأبقوني محتجزاً 10 سنوات إضافية

في الحلقة الأخيرة من الحوار معه، يتحدث جمال مصطفى السلطان عن اعتقال عمّه صدام حسين، وسقوط «أمل المقاومة» ضد الأميركيين.

غسان شربل
المشرق العربي جمال مصطفى السلطان

صدام: عبد الكريم قاسم نزيه لكن الحزب كلّفنا محاولة اغتياله

نقل جمال مصطفى السلطان، صهر صدام حسين وسكرتيره الثاني، عن الرئيس العراقي الراحل قوله في جلسة لمجلس الوزراء إن الزعيم العراقي الراحل عبد الكريم قاسم «كان نزيهاً.

غسان شربل (لندن)

«حزب الله» يطلق وابلاً من الصواريخ على بلدات إسرائيلية

منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية تعترض صاروخاً من لبنان على ميناء حيفا 26 نوفمبر 2024 (أ.ب)
منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية تعترض صاروخاً من لبنان على ميناء حيفا 26 نوفمبر 2024 (أ.ب)
TT

«حزب الله» يطلق وابلاً من الصواريخ على بلدات إسرائيلية

منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية تعترض صاروخاً من لبنان على ميناء حيفا 26 نوفمبر 2024 (أ.ب)
منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية تعترض صاروخاً من لبنان على ميناء حيفا 26 نوفمبر 2024 (أ.ب)

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم (الثلاثاء)، أن «حزب الله» أطلق وابلاً من الصواريخ على عدة بلدات بعمق 80 كيلومتراً داخل إسرائيل، وذلك عشية بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.

كما قال الجيش الإسرائيلي، في حسابه على منصة «إكس»، إن صفارات الإنذار انطلقت في عدة مناطق بالبلاد.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، في وقت سابق اليوم، بأن مجلس الوزراء وافق على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كلمة بثها التلفزيون، إنه على استعداد لتطبيق الاتفاق.