الجيش الإسرائيلي يدعم اتفاقاً مع «حماس»... ويمهد لإنهاء العمليات الواسعة

غارات مكثفة وتوسيع عمليات النزوح مع تقليص مساحة المنطقة الإنسانية في غزة

فلسطينيان يحملان جثة قتيل سقط بغارة جوية إسرائيلية على منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة السبت (د.ب.أ)
فلسطينيان يحملان جثة قتيل سقط بغارة جوية إسرائيلية على منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة السبت (د.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي يدعم اتفاقاً مع «حماس»... ويمهد لإنهاء العمليات الواسعة

فلسطينيان يحملان جثة قتيل سقط بغارة جوية إسرائيلية على منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة السبت (د.ب.أ)
فلسطينيان يحملان جثة قتيل سقط بغارة جوية إسرائيلية على منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة السبت (د.ب.أ)

أبلغت قيادة الجيش الإسرائيلي المستوى السياسي بأن العمليات العسكرية القتالية داخل مدن قطاع غزة قد انتهت فعلياً، وأنه لا حاجة في الوقت الحالي لمزيد من العمليات الموسعة، ورأت أن الوقت قد حان للاتفاق.

وقالت مصادر أمنية لهيئة البث الإسرائيلي «كان 11» إن قيادة الجيش تعدّ القتال الموسع انتهى بشكل عام، وقد أوضحت موقفها للمستوى السياسي خلال مناقشات لتقييم الوضع الأمني جرت في الآونة الأخيرة.

وأضافت المصادر أن قيادة الجيش تتفق مع باقي المسؤولين الأمنيين بأن هذا هو الوقت المناسب لبلورة صفقة تبادل.

وتقوم سياسة الجيش على أنه «يمكن لإسرائيل العودة والدخول مرة أخرى إلى القطاع عندما تكون هناك معلومات استخباراتية جديدة، لتنفيذ عمليات محدودة».

كما أبلغ المستوى الأمني المستوى السياسي في إسرائيل بأن لواء رفح في حركة «حماس» قد تم تفكيكه بالفعل، وأنه بات شبه معدوم.

قافلة عسكرية إسرائيلية تتحرك داخل قطاع غزة في 14 أغسطس 2024 (رويترز)

وجاء موقف الجيش في محاولة لدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى توقيع اتفاق هدنة في قطاع غزة.

وتحاول الولايات المتحدة ومصر وقطر دفع اتفاق هذا الأسبوع في مصر، بعد محادثات جرت في الدوحة يومي الخميس والجمعة.

وبينما تبث الولايات المتحدة تقارير متفائلة حول التقدم في المفاوضات بشأن صفقة تبادل، قال قادة «حماس» إنه من غير المتوقع إحراز أي تقدم في المحادثات، وإن الإدارة الأميركية تبيع الوهم.

وتوجد نقطتا خلاف رئيسيتان في المحادثات بين إسرائيل و«حماس»، وهما: محور فيلادلفيا، حيث يصر نتنياهو على وجود الجيش الإسرائيلي، على الرغم من أن المؤسسة الأمنية اقترحت حلولاً مختلفة، من بينها الانسحاب من المحور لفترة محدودة مدتها 6 أسابيع؛ والنقطة الثانية هي آلية التفتيش على محور نتساريم الذي يقسم قطاع غزة إلى نصفين، ويصر نتنياهو على تفتيش كل شخص سيعود إلى بيته في شمال غزة، بحجة منع مسلحين من ذلك.

وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن محور فيلادلفيا هو أحد البنود التي لم تجد حلاً حتى الآن، بينما أرسل الأميركيون رسالة واضحة مفادها أنهم لن يقبلوا بشرط التفتيش على محور نتساريم، وهذا الخيار غير مطروح بالنسبة لهم.

فلسطينية تبكي قريباً لها قتل بغارة جوية إسرائيلية في مستشفى «شهداء الأقصى» بدير البلح السبت (رويترز)

وأكد تقرير للقناة أن البنود التي هي في طور التسوية والإغلاق الآن، هي عدد المحتجزين الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، وأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، بما في ذلك الذين تعترض عليهم إسرائيل، أو الذين سيتم ترحيلهم.

ويفترض أن يصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى المنطقة الأحد، من أجل دفع جهود الصفقة، ومن المتوقع أن يغادر فريق إسرائيلي إلى القاهرة في اليوم نفسه لإجراء مزيد من المناقشات. وقالت القناة 12 إن الأميركيين نقلوا رسالة مفادها أن هذا عرض لمرة واحدة، ولن يكون هناك مزيد من المناقشات: «إما صفقة ووقف لإطلاق النار أو خطر التدهور والحرب الإقليمية».

وأكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن «حماس» أوضحت موقفها من فيلادلفيا ونتساريم والأسرى، وستنتظر كيف ستتطور المباحثات في القاهرة، بينما انطلقت مباحثات داخلية في الحركة.

كما ينتظر نتنياهو نفسه كيف ستتطور المباحثات. وقالت مصادر إسرائيلية إن نتنياهو لم يجتمع لغاية الآن بالوزراء الذين طلبوا التحدث معه أو نقلوا رسائل حول الصفقة، لكن مقربين منه يخططون لإرسال رسالة إلى وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، وإلى وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، مفادها أنه في حال تم التوصل إلى توقيع الصفقة، فإن رئيس الوزراء يطلب في كل الأحوال عدم تفكيك الحكومة خلال عطلة الكنيست، بل انتظار تجدد الحرب بعد 42 يوماً، في نهاية المرحلة الأولى من الصفقة،

قوة إسرائيلية داخل قطاع غزة في 13 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

قصف ونزوح

وبانتظار كيف ستتطور المباحثات في القاهرة، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته في قطاع غزة مع دخول الحرب يومها الـ316. وقصف الجيش مناطق بمدينة غزة في الشمال وخان يونس في الجنوب.

وقال الجيش الإسرائيلي صباح السبت، إن قواته نفذت 40 غارة على أهداف متفرقة من قطاع غزة، منها منصات أطلقت منها صواريخ.

وذكرت مصادر طبية أن نحو 20 فلسطينياً قتلوا نتيجة الغارات بينهم 16 من عائلة العجلة، بعد قصف «بركس» يوجدون به في منطقة الزوايدة وسط القطاع، بينما قتل 6 مواطنين بقصف منزل في مخيم النصيرات.

وبحسب بيان للجيش الإسرائيلي، فإن قواته وسعت عملياتها القتالية في خان يونس جنوب قطاع غزة، وقتلت عشرات المسلحين في مناطق متفرقة خلال الـ24 ساعة الماضية.

ويبدو أن الجيش يخطط لمزيد من العمليات في غزة، ولن يكتفي بمهاجمة منصات الصواريخ، بعد أن طلب من سكان مناطق واسعة من مخيم المغازي وسط قطاع غزة إخلاءها بحجة إطلاق صواريخ منها، وذلك بعد مضي أقل من 12 ساعة على أوامر إخلاء جديدة في بيت لاهيا شمال القطاع، و24 ساعة على أوامر مماثلة في مناطق شمال خان يونس وجنوب دير البلح في جنوب ووسط القطاع.

وأُطلق من شمال قطاع غزة الجمعة، صاروخ انفجر في زيكيم، بينما انفجرت 4 صواريخ في منطقة مفتوحة بكبوتس نيريم شرق خان يونس.

وتهجير مزيد من الفلسطينيين في غزة جاء في وقت حذرت فيه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من تقليص إسرائيل «المنطقة الإنسانية» إلى 11 في المائة فقط من قطاع غزة، ما تسبب في حالة من الفوضى والخوف بين النازحين.

فلسطيني وسط دمار أحدثته غارة جوية إسرائيلية على منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة السبت (إ. ب. أ)

وأشارت «الأونروا» إلى نزوح آلاف العائلات في غزة مع إصدار سلطات الاحتلال أوامر إخلاء جديدة. وجددت الوكالة الأممية مطالبتها بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

وقالت مسؤولة الاتصالات بـ«الأونروا» لويز ووتردج، في منشور على حسابها عبر «إكس»، إن «أوامر الإخلاء الجديدة تستهدف آلاف الأسر الفلسطينية المتضررة وسط وجنوب قطاع غزة». وأضافت: «آلاف الأسر الفلسطينية المتضررة وصلت مؤخراً إلى المنطقة التي استهدفتها مساء الجمعة، أوامر الإخلاء الإسرائيلية الجديدة، بعد أوامر تهجير سابقة في مدينة خان يونس الجنوبية».

وأكدت ووتردج أن «لا شيء في قطاع غزة سوى النوافذ والمنازل والحياة المحطمة، والفلسطينيون محاصرون في هذا الكابوس الذي لا نهاية له».


مقالات ذات صلة

موجة نزوح جديدة في غزة... وإصابة مدير مستشفى «كمال عدوان» بقصف إسرائيلي

المشرق العربي الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (د.ب.أ) play-circle 01:47

موجة نزوح جديدة في غزة... وإصابة مدير مستشفى «كمال عدوان» بقصف إسرائيلي

أفادت وزارة الصحة في غزة، الأحد، بارتفاع عدد قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 44 ألفاً و211 وإصابة 104 آلاف و567 منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»

شبح هجوم إسرائيلي يخيّم على بغداد

يخيّم شبح هجوم إسرائيلي واسع على بغداد، إذ تناقلت أوساط حزبية تحذيرات جدية من شن ضربات جوية على البلاد.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي مقر المحكمة الجنائية في لاهاي (أ.ف.ب)

تقرير: ترمب قد يفرض عقوبات على مدعي «الجنائية الدولية» رداً على مذكرة اعتقال نتنياهو

قالت صحيفة «تليغراف» البريطانية إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يفكر في فرض عقوبات على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية البريطاني كريم خان

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي تساؤلات حول نوع الضغوطات التي قد يمارسها ترمب على نتنياهو (أ.ف.ب)

تقرير: ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات بشأن أزمة غزة

قالت كارولين ليفيت، التي أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أنها ستكون متحدثةً باسم البيت الأبيض، لموقع «أكسيوس»، إن ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات

المشرق العربي مبنى مدمّر نتيجة القصف الإسرائيلي في جباليا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«القسام»: مقتل أسيرة في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة

أعلن المتحدث باسم «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية، أبو عبيدة، اليوم (السبت)، مقتل أسيرة إسرائيلية في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

بوريل من بيروت: لبنان بات على شفير الانهيار

مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مؤتمر صحافي في بيروت (رويترز)
مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مؤتمر صحافي في بيروت (رويترز)
TT

بوريل من بيروت: لبنان بات على شفير الانهيار

مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مؤتمر صحافي في بيروت (رويترز)
مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مؤتمر صحافي في بيروت (رويترز)

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الأحد، من بيروت من أن لبنان بات «على شفير الانهيار» بعد شهرين من التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل. وحثّ على «وقف فوري» لإطلاق النار بين الجماعة اللبنانية واسرائيل.

وصعّدت إسرائيل منذ 23 سبتمبر (أيلول) غاراتها الجوية على معاقل «حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب البلاد وشرقها، ثم بدأت نهاية الشهر ذاته عمليات توغل بري جنوباً، بعد أكثر من عام على فتح «حزب الله» الجبهة في جنوب لبنان دعماً لحليفته حركة «حماس» في قطاع غزة.

وقال بوريل، خلال مؤتمر صحافي بعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، «نرى سبيلاً واحداً للمضي قدماً: وقف فوري لإطلاق النار، وتطبيق كامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701» الذي أرسى وقفاً لإطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل في العام 2006.

وأضاف بوريل «ينبغي زيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية ومواصلة الضغط على حزب الله للقبول بالمقترح الأميركي لوقف إطلاق النار».

وتقود فرنسا والولايات المتحدة جهوداً للتوصل إلى وقف إطلاق نار بين لبنان واسرائيل. وخلال زيارة إلى بيروت (الثلاثاء) في إطار هذه الجهود، قال المبعوث الأميركي آموس هوكستين إن ثمة «فرصة حقيقية» لإنهاء النزاع، قبل أن يتوجه إلى إسرائيل في اليوم التالي.

وينصّ القرار الدولي 1701 على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.

ويكرر لبنان على لسان مسؤوليه تمسكه بتطبيق القرار 1701 واستعداده لفرض سيادته على كامل أراضيه فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل.

وحذّر بوريل كذلك من أن لبنان بات «على شفير الانهيار» بعد شهرين من المواجهة المفتوحة بين «حزب الله» وإسرائيل.

وقال خلال المؤتمر الصحافي «في سبتمبر/أيلول، كنت هنا وكان لدي أمل بأنه من الممكن تفادي حرب مفتوحة تشنّها إسرائيل على لبنان. وبعد شهرين، بات لبنان على شفير الانهيار».

وأعلن كذلك أن الاتحاد الأوروبي مستعدّ لتقديم 200 مليون يورو (نحو 208 ملايين دولار) إلى الجيش اللبناني.

ومنذ بدء تبادل القصف بين «حزب الله» وإسرائيل في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، قُتل أكثر من 3670 شخصاً على الأقل في لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية، ونزح نحو 900 ألف شخص داخل البلاد.