هوكستين يطلب في بيروت «مهلة للدبلوماسية»

إدارة بايدن تحضّر مقترحاً جديداً لحرب غزة إذا فشلت مفاوضات الدوحة اليوم

طفل فلسطيني يجلس وسط الركام بعد قصف إسرائيلي على مخيم المغازي بغزة، أمس (رويترز)
طفل فلسطيني يجلس وسط الركام بعد قصف إسرائيلي على مخيم المغازي بغزة، أمس (رويترز)
TT

هوكستين يطلب في بيروت «مهلة للدبلوماسية»

طفل فلسطيني يجلس وسط الركام بعد قصف إسرائيلي على مخيم المغازي بغزة، أمس (رويترز)
طفل فلسطيني يجلس وسط الركام بعد قصف إسرائيلي على مخيم المغازي بغزة، أمس (رويترز)

طلب المبعوث الأميركي الخاص، أموس هوكستين، من بيروت «مهلة للدبلوماسية»، متمنياً في لقاءاته بالعاصمة اللبنانية «عدم التصعيد» من قبل «حزب الله» الذي يُهدّد منذ نحو أسبوعين بالرد على اغتيال إسرائيل قائده العسكري فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية.

وقالت مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن هوكستين حذّر في لقاءاته من «التصعيد والتصعيد المضاد»، مؤكداً لمن التقاهم أن هناك «ضغوطاً قصوى» تُمارس للوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة، و«هذا سينعكس إيجاباً على الوضع في جنوب لبنان».

وشدَّد المبعوث الأميركي من بيروت على أنه «لم يبقَ وقت لإضاعته» للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، بينما تحدّث رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي، وهو حليف وثيق لـ«حزب الله»، عن إيجابيات «يمكن البناء عليها». وأكّد الرئيس برّي ارتياحه لنتائج زيارة الموفد الأميركي، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن «الوضع اليوم أفضل من أمس».

ويأتي التحرك الأميركي على خط التهدئة في جنوب لبنان، مع تحرك موازٍ للتهدئة في قطاع غزة. إذ يُفترض أن يشارك مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، ويليام بيرنز، في لقاء اليوم بالدوحة لإنجاز صفقة وقف النار وتبادل المحتجزين بين «حماس» وإسرائيل. وقال مصدر مقرّب من «حماس» إنّها لن تعيد التفاوض حول ما تم الاتفاق عليه في وقت سابق، و«على (الإسرائيليين) أن يحضروا للموافقة، أو لا يأتوا على الإطلاق». وتشير تقارير إلى أن الإدارة الأميركية تدرس تقديم وثيقة جديدة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في مفاوضات الدوحة اليوم.


مقالات ذات صلة

«حزب الله»: الرد على اغتيال شكر وهنية منفصل عن وقف إطلاق النار بغزة

المشرق العربي «حزب الله» يؤكد استمرار جبهات المساندة لغزة (أ.ب)

«حزب الله»: الرد على اغتيال شكر وهنية منفصل عن وقف إطلاق النار بغزة

«حزب الله» يقول إن الرد الإيراني على اغتيال إسرائيل شكر وهنية منفصل تماماً عن مسار استمرار جبهات المساندة أو وقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم العربي واشنطن تضاعف ضغوطها على إيران وميليشياتها

واشنطن تضاعف ضغوطها على إيران وميليشياتها

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على شبكات متورطة في تحصيل إيرادات غير مشروعة لدعم نشاطات يقوم بها الحوثيون و«حزب الله» لزعزعة الاستقرار بدعم من «فيلق القدس».

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه لدى وصوله للقاء بري في بيروت (إ.ب.أ)

لبنان لم يتلق «رسائل تهديد» إسرائيلية… و«حزب الله» يقلل من نتائج زيارة هوكستين

أكد الدعم الفرنسي لعمل قوات «اليونيفل» وتجديد ولايتها لمدة الـ12 شهراً المقبلة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ وزارة الخزانة الأميركية (أ.ب)

عقوبات أميركية جديدة تستهدف شبكات تجارية تابعة للحوثيين و«حزب الله»

قالت وزارة الخزانة الأميركية إن الولايات المتحدة فرضت اليوم (الخميس) عقوبات تستهدف شبكات تجارية تابعة لجماعة الحوثي اليمنية وجماعة «حزب الله» اللبنانية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي ووزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه (أ.ف.ب)

فرنسا تثني على «التزام لبنان بضبط النفس»

قال وزير الخارجية الفرنسي، الخميس، إنه يأمل في استمرار عدم التصعيد من جانب لبنان بعد أن قتلت إسرائيل أحد كبار قادة جماعة «حزب الله» في بيروت الشهر الماضي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

لبنان لم يتلق «رسائل تهديد» إسرائيلية… و«حزب الله» يقلل من نتائج زيارة هوكستين

وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه لدى وصوله للقاء بري في بيروت (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه لدى وصوله للقاء بري في بيروت (إ.ب.أ)
TT

لبنان لم يتلق «رسائل تهديد» إسرائيلية… و«حزب الله» يقلل من نتائج زيارة هوكستين

وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه لدى وصوله للقاء بري في بيروت (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه لدى وصوله للقاء بري في بيروت (إ.ب.أ)

نقل وزير خارجية فرنسا، ستيفان سيجورنيه، رسالة إلى لبنان تحمل دعوة لتخفيف حِدة التصعيد، بموازاة الدعم الفرنسي لعمل قوات «اليونيفل»، وتجديد ولايتها لمدة الـ12 شهراً المقبلة، مقدِّراً، في الوقت نفسه، «ضبط النفس».

واستهلّ سيجورنيه زيارته للمنطقة بلقاءات مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، والبرلمان نبيه بري، على أن يزور عواصم إقليمية أخرى مثل تل أبيب وعمّان والقاهرة، بموازاة تصعيد إقليمي وتهديدات «حزب الله» وإيران بالرد على اغتيال المسؤول العسكري بالحزب فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية، في طهران، والتهديدات الإسرائيلية المقابلة بالرد أيضاً.

ميقاتي

وجدّد الوزير سيجورنيه، خلال لقائه ميقاتي، «تأكيد دعم فرنسا للبنان، ووقوفها إلى جانبه، وثقتها به»، وتمنّى «استمرار عدم التصعيد من الجانب اللبناني»، مقدِّراً «ضبط النفس في هذه الفترة الصعبة».

أما رئيس الحكومة اللبنانية فشدد على أهمية دعم التمديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان لفترة سنة، وفق ما أفادت رئاسة الحكومة. وقال ميقاتي، للصحافيين: «في هذه الفترة الصعبة التي نمر بها، لا يمكن إلا أن نتحلى بالصمت والصبر والصلاة».

ميقاتي مستقبلاً وزير الخارجية الفرنسي (رئاسة الحكومة اللبنانية)

بري

وخلال لقائه رئيس البرلمان، جدد بري «تأكيد التزام لبنان بقواعد الاشتباك، وحقه في الدفاع عن النفس بمواجهة العدوانية الإسرائيلية التي لم توفر في اعتداءاتها المدنيين والإعلاميين والمُسعفين، ناهيك عن استخدامها السلاح المحرَّم دولياً، ولا سيما القذائف الفوسفورية في المساحات الزراعية والمناطق الحرجية»، وفق ما أفادت رئاسة البرلمان اللبناني، في بيان.

وأكد بري «حرص لبنان على ضرورة التمديد لمهام قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، لولاية جديدة، وفقاً للمشروع الفرنسي ونص القرار الأممي رقم 1701».

بدوره، قال الوزير سيجورنيه، بعد اللقاء، إن «رسالتي هي تأكيد دعم فرنسا للبنان في هذه الأوقات المقلقة في الأوضاع الإقليمية». وأضاف: «ما يهمُّنا هو العمل على تخفيف حدة التصعيد، هذه هي الرسالة التي نقلتها إلى السلطات اللبنانية، والرسالة نفسها التي سوف أنقلها لبقية الدول في المنطقة. نأمل أن تتم تهدئة الأوضاع في هذه الأوقات الحساسة جداً».

وعن التمديد لقوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب «يونيفيل»، أواخر الشهر الحالي، في مجلس الأمن، قال الوزير الفرنسي إن «فرنسا تدعم عمل قوات (اليونيفل)، لقد عملنا ونعمل في إطار محادثات لضمان تجديد ولاية (اليونيفل) لمدة الـ12 شهراً المقبلة، وهذا هو العمل الذي نعمل من أجله في الأمم المتحدة حالياً».

وأكد سيجورنيه أن «رسالتنا هي رسالة دعم وتضامن ومسؤولية»، مضيفاً: «فرنسا سوف تبقى تدعم لبنان من أجل الوصول إلى سلام في المنطقة، وما يهمنا، قبل أي شيء، هو وقف إطلاق النار في غزة، وهذا هو العنصر الأساسي والضروري الذي لا بد منه إذا أردنا بحث السلام في المنطقة».

والتقى الوزير الفرنسي أيضاً نظيره اللبناني عبد الله بوحبيب الذي أكد أن لبنان لم يتلق «رسائل من إسرائيل عبر مبعوث بايدن أو وزير خارجية فرنسا».

وقال: «الليلة، تعود الخطوط الجوية الفرنسية إلى بيروت، ولم نتلقّ أيّ تحذيرات أو تهديدات بالأمس (عبر هوكستين)، أو اليوم (عبر الوزير الفرنسي)». وتحدّث بوحبيب عن «نوع من الإجماع على التجديد لليونيفل بالصيغة نفسها للعام الماضي».

وقال:« كان الأميركيون قد طلبوا التجديد لستة أشهر، ولكن جرى حل هذا الموضوع مع هوكستين ليكون التجديد لسنة».

وأردف بوحبيب: «كان انطباعي أساساً أنّ رد إيران و(حزب الله) لن يكون قبل مفاوضات الدوحة، لكن ما نسمعه أن الرد لن يطول مدنيين».

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري ووزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه (أ.ف.ب)

قاسم ينتقد هوكستين

وجاءت زيارة سيجورنيه غداة زيارة الموفد الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت حيث التقى المسؤولين اللبنانيين، أنه «لم يبقَ وقت لإضاعته» للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، ما من شأنه أن يتيح التوصل إلى حلّ دبلوماسي يُوقف التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل.

وقلل «حزب الله»، على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، من مضمون جولة هوكستين، ووصف الزيارة بأنها «استعراضية»، مضيفاً: «لا توجد مقترحات أميركية محددة». وقال إن «الولايات المتحدة تريد أن تُظهر أنها تتحرك، لكن في الفراغ دون مشروع حتى الآن». وجدَّد قاسم تأكيد الحزب أن «قرار الرد على إسرائيل اتُّخذ وأنه سيحدث».

هذا الموقف أكده أيضاً الوزير السابق محمد فنيش، قائلاً إن «موقف قيادة المقاومة لن يتأثر بأي أحاديث أو حشد أساطيل أو قوى، وهي ستختار الوقت الملائم للرد على الجريمة التي ارتكبها العدو الصهيوني لينال من حياة قائدٍ مؤسسٍ للمقاومة، متجاوزاً بذلك حدودَ الاشتباك، والذي سيأتي ولن يحولَ دونه تهويل ولا تهديد أميركي، ولن يُثنينا عن ذلك كل المحاولات وكل المواقف؛ لأن منع العدو الإسرائيلي من التمادي في عدوانه لا يكون إلا بالردّ على جرائمِه بما يتلاءمُ مع تجاوزاتِه».

«حزب الله» مستمر بالقتال

وفي حين تسعى المبادرات الدبلوماسية لتخفيف حدة التصعيد، تمهيداً لإيقاف حرب غزة وحرب جنوب لبنان، تعهّد «حزب الله» بـ«مواصلة المقاومة، بكل شجاعة وحكمة، وبكل ما أُوتيت من قوة ومقدَّرات، وما تملك من ‏مفاجآت، ‏الدفاع عن لبنان وعن الشعب اللبناني وحريته وإرادته بالعيش الكريم ‏الآمن»، وذلك «على الرغم ‏من التهديدات الإسرائيلية المتواصلة ‏وحاملات الطائرات الأميركية والاغتيالات والحملات الإعلامية ‏الداخلية والخارجية»، وفق ما جاء في بيان للحزب أصدره بمناسبة الذكرى السنوية الـ18 لنهاية الحرب الإسرائيلية في جنوب لبنان عام 2006.

ورأى الحزب أن «انتصار حرب يوليو (تموز) 2006 جعل من المقاومة في لبنان قوة يَحسب لها العدو وحلفاؤه ألف ‏حساب»، مشدداً على أنه «لن تكون أرض ‏لبنان أبداً مرة أخرى تحت الاحتلال، ولن يكون لبنان ‏رهينة لإرادة العدو، ولن يشرع أبوابه للتطبيع أبداً ‏ونهائياً، بعدما ترك قادة المقاومة، و‏لا سيما الشهداء منهم، آلاف الاستشهاديين الكربلائيين من الأجيال الجديدة ‏الذين ‏تسلّحوا بالإرادة والعزيمة الصادقة والإيمان الراسخ، وازدانوا بالعلم والمعرفة، ‏وباتت المقاومة عُدّةً ‏وعدداً أكثر عزماً وأقوى شكيمةً في الدفاع عن لبنان وشعبه ‏ومقدَّراته وما يستحق هذا الوطن العزيز في ‏الحياة الحرة الكريمة والشريفة».