«حزب الله» مصرّ على «الرد» على اغتيال قائده العسكري… حتى لو حصل وقف النار في غزة

إسرائيل تقتل في صيدا قيادياً في «حماس»

جندي إسرائيلي يتقصى الأضرار في سيارة أصيبت بشظايا صواريخ أطلقها «حزب الله» من جنوب لبنان (رويترز)
جندي إسرائيلي يتقصى الأضرار في سيارة أصيبت بشظايا صواريخ أطلقها «حزب الله» من جنوب لبنان (رويترز)
TT

«حزب الله» مصرّ على «الرد» على اغتيال قائده العسكري… حتى لو حصل وقف النار في غزة

جندي إسرائيلي يتقصى الأضرار في سيارة أصيبت بشظايا صواريخ أطلقها «حزب الله» من جنوب لبنان (رويترز)
جندي إسرائيلي يتقصى الأضرار في سيارة أصيبت بشظايا صواريخ أطلقها «حزب الله» من جنوب لبنان (رويترز)

أعلن «حزب الله» عن استعداده للتعامل مع أي تصعيد «بما يتلاءم مع أي ردة فعل» إسرائيلية تترتب على رده على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر، ويرى أن النقاش حول «تسوية أو مبادرة تؤدي إلى وقف إطلاق النار الدائم في غزة والضفة» يتم بعد رد الحزب وليس قبله، بالتزامن مع تصعيد متواصل، تزيد فيه إسرائيل الرقعة الجغرافية للاستهدافات داخل العمق اللبناني، بينما يرفع الحزب نوعية الذخائر التي يستخدمها لقصف أهداف إسرائيلية.

وبموازاة التهديدات المتصاعدة بالرد على اغتيال شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت في الأسبوع الماضي، وتهديدات إيران بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية في طهران، وصل قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم) مايكل كوريلا، إلى تل أبيب، في ثاني زيارة لإسرائيل خلال أسبوع، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة. وأجرى كوريلا تقييماً للوضع مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هليفي، وقائد سلاح الجو تومر بار.

وفي تطور ميداني بارز، لاحقت مسيّرات إسرائيلية قيادياً في «حماس» يُدعى سامر الحاج وأصابت سيارته بصاروخين في مدينة صيدا، عاصمة الجنوب. وقُتل الحاج فيما أصيب مرافق كان معه في السيارة ونُقل إلى مستشفى.

وقالت مصادر فلسطينية في صيدا إن الحاج كان يشارك في اجتماع داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين وتم استهدافه لحظة خروجه من المخيم.

البارجة الإسرائيلية «ساعر 6» تدخل إلى ميناء حيفا (أ.ف.ب)

تعامل مع أي تصعيد

ويعتزم «حزب الله» الرد على اغتيال شكر، وفق ما أكده 3 من قيادييه الجمعة. وقال عضو كتلته البرلمانية (الوفاء للمقاومة) النائب حسن عز الدين، إن «الرد على العدو الصهيوني آتٍ حتماً، سواء من المقاومة الإسلامية في لبنان أو من الجمهورية الإسلامية أو من اليمن أو العراق»، لافتاً إلى أن «الرد هو على تمادي العدو في جرائمه ومحاولته كسر الخطوط الحمر».

وفي إشارة إلى الجهود الدبلوماسية التي تُبذل لمنع التصعيد وتجنب انزلاق المنطقة إلى حرب موسعة، قال عز الدين: «على كل الساعين لمحاولة ثني المقاومة والجمهورية الإسلامية عن ردها، أن يأتوا بعد الرد، حينها يمكن الكلام بأي تسوية أو مبادرة تؤدي إلى وقف إطلاق النار الدائم في غزة والضفة».

من جهته، أكد الوزير السابق محمد فنيش: «إننا في (حزب الله) نعيش الواقع ونتابعه ونتحمل مسؤوليتنا ولا نخشى تهديدات العدو، ونمتلك من وسائل الرد والردع والقوة والقدرة، ما يجعل العدو طيلة 10 أشهر لا يقدر على تجاوز حدود الاشتباك، وإذا تجاوز تقوم المقاومة بردها الذي يعيده إلى قواعد الاشتباك». وأضاف: «نحن لا نخشى التصعيد، وإذا كان هناك تصعيد فسنتعامل معه بما يتلاءم مع أي ردة فعل للعدو، فلا يثنينا عن متابعة قرارنا في مواجهة العدوان والردّ».

النيران تشتعل جراء غارة إسرائيلية استهدفت بلدة كفركلا بجنوب لبنان (رويترز)

توسعة الرقعة الجغرافية

وفي ظل تلك التهديدات والاستعدادات، تمضي إسرائيل في توسعة الرقعة الجغرافية للاستهدافات داخل العمق اللبناني، وتضم بلدات جديدة إلى بنك الأهداف، كان آخرها استهداف مبنى في منطقة حناويه الواقعة شرق مدينة صور فجر الجمعة، من غير أن تسفر الغارة عن أي خسائر بشرية. كما لاحقت المسيرات الإسرائيلية عنصرين لـ«حزب الله» في الناقورة، مما أدى إلى مقتلهما.

وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة، في بيان الجمعة، أن الغارة التي نفذتها طائرة مسيرة إسرائيلية على بلدة الناقورة الجنوبية، «أدت إلى استشهاد شخصين».

وأكد الجيش الإسرائيلي أن طائرات حربية هاجمت مقر قيادة لـ«حزب الله» في منطقة حناويه وبنية تحتية في منطقة عيتا الشعب بجنوب لبنان. كما هاجمت الطائرات منصة إطلاق استخدمها «حزب الله» في منطقة عيتا الشعب، حيث أطلقت منها قذائف صاروخية الخميس، نحو منطقة بيرنيت في الجليل الأعلى.

وفي مقابل التصعيد الإسرائيلي، أعلنت وسائل إعلام مقربة من «حزب الله» أنه استخدم «صواريخ ثقيلة جداً» في استهدافه لمواقع إسرائيلية، من بينها قاعدة عسكرية في كريات شمونة. وأعلن «حزب الله» أن عناصره استهدفوا الجمعة مقر قيادة اللواء 769 الإسرائيلي في ثكنة كريات شمونة بصواريخ «الكاتيوشا»، رداً على اعتداءات إسرائيل على بلدة حناويه الجنوبية، كما «شنوا هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة الكتيبة ‏الساحلية التابع للواء الغربي المستحدث في ليمان»، واستهدفوا «أماكن تموضع وتمركز ضباطها وجنودها ‏وأصابوا أهدافها بدقة وأوقعوا فيهم إصابات مؤكدة»، حسبما جاء في بيان للحزب.

وأعلن في بيانات أخرى عن استهداف مبانٍ ‏يستخدمها جنود إسرائيليون في كريات شمونة، كما قصفوا مقر قيادة اللواء 769 في ثكنة كريات ‏شمونة بصواريخ «فلق» الثقيلة.

وأطلقت القوات الإسرائيلية النار من الرشاشات الثقيلة باتجاه جبلي «اللبونة» و«العلام» وأطراف بلدة الناقورة في جنوب لبنان. وقصفت المدفعية الإسرائيلية قبل بلدة الخيام الجنوبية، بحسب ما أعلنت «الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية».


مقالات ذات صلة

نتنياهو يتصدر المشهد الإسرائيلي للمرة الأولى منذ سنتين

شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسط جنود (أرشيفية - أ.ب)

نتنياهو يتصدر المشهد الإسرائيلي للمرة الأولى منذ سنتين

تصدر بنيامين نتنياهو المشهد السياسي في إسرائيل لأنه يستجيب لمشاعر الناس في الرد الحازم على تهديدات إيران و«حزب الله» و«حماس».

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينيون يحملون أغراضهم للنزوح من خان يونس (رويترز)

إسرائيل توافق على استئناف محادثات الهدنة وتوسّع عملياتها في جنوب قطاع غزة

وافقت إسرائيل على استئناف مباحثات الهدنة في قطاع غزة الأسبوع المقبل، والذي دعت إليه واشنطن والدوحة والقاهرة، لكنها واصلت الجمعة عملياتها العسكرية على الأرض.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي مزارع تبغ في جنوب لبنان يشرف على تجفيف الأوراق تمهيداً لتوضيبها (الشرق الأوسط)

مزارعو التبغ في جنوب لبنان يخسرون مصدر عيشهم بفعل الحرب

اثنان فقط من أصل 885 مزارعاً للتبغ في بلدة عيترون الحدودية في جنوب لبنان، تمكّنوا من زراعة أراضيهم هذا العام بسبب القصف الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم العربي نقل أحد ضحايا القصف الإسرائيلي إلى مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

جولة مرتقبة و«مقترح نهائي»... هل حان وقت «هدنة غزة»؟

جولة جديدة بشأن «الهدنة» في قطاع غزة، طرحها قادة دول الوساطة مصر وأميركا وقطر، للانعقاد، الأسبوع المقبل؛ لاستئناف المفاوضات التي تراوح مكانها منذ اغتيال هنية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مستقبلاً وزير الخارجية عبد الله بوحبيب (رئاسة الحكومة)

لبنان يقابل تهديدات غالانت بدعم جهود استئناف مفاوضات غزة

أعلنت الحكومة اللبنانية عن تأييدها لمضمون البيان المشترك لقادة الولايات المتحدة الأميركية ومصر وقطر.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

عائلات فلسطينية تفر من هجوم إسرائيلي جديد على خان يونس

دمار هائل في خان يونس بجنوب قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي (أرشيفية - رويترز)
دمار هائل في خان يونس بجنوب قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي (أرشيفية - رويترز)
TT

عائلات فلسطينية تفر من هجوم إسرائيلي جديد على خان يونس

دمار هائل في خان يونس بجنوب قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي (أرشيفية - رويترز)
دمار هائل في خان يونس بجنوب قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي (أرشيفية - رويترز)

عاودت الدبابات الإسرائيلية التوغل في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، اليوم الجمعة، لتجبر آلاف الفلسطينيين على النزوح والفرار على امتداد الطرق المزدحمة، بينما واصل المقاتلون الفلسطينيون مهاجمة القوات الإسرائيلية من وسط الأنقاض، وفق ما قال سكان والجيش الإسرائيلي.

وفرَّت العائلات من شرق خان يونس، سواء بالسيارات أم سيراً على الأقدام، حاملة أمتعتها على عربات تجرُّها الحمير، وأخرى تسوقها الدراجات النارية، خلال نزوحها على الطرق؛ حيث أبطأ الزحام حركتها.

ومع تأهب إسرائيل ولبنان لتصعيد محتمل في القتال، يبذل مسؤولون من الولايات المتحدة ومصر وقطر جهوداً حثيثة لإحياء المساعي الرامية إلى وقف القتال في غزة، مع تحديد موعد لجولة جديدة من المحادثات في 15 أغسطس (آب) الحالي.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، عادت القوات الإسرائيلية، التي اجتاحت قطاع غزة بأكمله تقريباً على مدى الحرب المستمرة منذ أكثر من 10 أشهر، إلى أنقاض المناطق التي أعلنت سابقاً طرد مقاتلي حركة «حماس» الفلسطينية منها.

«كله دمار كله خراب»!

وفي أحدث هجوم، ألقى الجيش منشورات تأمر السكان والنازحين في شرق خان يونس؛ المدينة الرئيسية في جنوب قطاع غزة، بإخلاء المنطقة التي شهدت بالفعل موجات متكررة من القتال، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وتكدست العائلات في الحافلات والسيارات، وسعى كثير من النازحين إلى اللجوء للمواصي؛ وهي منطقة رملية تمتد على طول الساحل. لكن البعض عبّر عن مخاوفه من الذهاب إليها بعد تعرضها لهجمات في السابق، على الرغم من أن القوات الإسرائيلية أعلنتها منطقة آمنة.

وقالت أم رائد أبو عليان إنها وأفراد أسرتها فرّوا «من تحت النار شاردين بأرواحنا وأولادنا، طلعنا نجري من الخوف». وعندما سُئلت إلى أين ستذهب، أجابت: «الله أعلم. يحكون لنا عن مناطق إنسانية، مفيش ولا منطقة إنسانية في غزة، كله دمار كله خراب».

وفي وقت لاحق من اليوم الجمعة، قال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية أودت بحياة ستة فلسطينيين في منطقة المواصي. وأضافوا أن غارة أخرى على منزل قريب قتلت أربعة، بينهم فتاة، وأصابت عدة أشخاص.

وقال مسعفون وصحافيون إن صحافيين فلسطينيين هما تميم معمر وعبد الله السوسي، قُتلا مع عدد من أقاربهما.

وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن مقتلهما يرفع عدد الصحافيين الفلسطينيين الذين قُتلوا بنيران إسرائيلية، منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى 165.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته ضربت عشرات الأهداف، التابعة لمسلَّحي «حماس» في خان يونس ورفح بالقرب من الحدود المصرية، وأنها استولت على مستودعات أسلحة، ودمّرت بنية تحتية، وقتلت العشرات من المقاتلين المدجّجين بأسلحة؛ منها قذائف صاروخية.

محادثات الهدنة

وجاءت الدعوة لعقد اجتماع في 15 أغسطس الحالي؛ لمناقشة اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن، بعدما أخفقت محادثات سابقة في التوصل لهدنة منذ فترة توقُّف لأسبوع في القتال خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه سيرسل وفداً للمحادثات، لكنه أحجم عن ذكر مزيد من التفاصيل.

وقال مسؤول في «حماس»، لوكالة «رويترز»، إن الجماعة «تدرس» المقترح الجديد لعقد محادثات، رافضاً الخوض في التفاصيل.

ويُعتقد أن رئيس المكتب السياسي الجديد لحركة «حماس»، يحيى السنوار، يدير المعركة على الأرض.

وتزداد المخاوف من اتساع نطاق الحرب لصراع أشمل في المنطقة. وتوعدت إيران بالرد على اغتيال زعيم «حماس» إسماعيل هنية في طهران، وقتل إسرائيل قائداً كبيراً في جماعة «حزب الله» اللبنانية في ضربة على الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقال مسؤول فلسطيني مطّلع على جهود الوساطة، إن رد «حماس» على أحدث مقترح لعقد محادثات يجب أن «يُدرَس بعناية مع حلفائها، لو أن إسرائيل كانت جادة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار، لأعلنت قبولها مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت (حماس) عليه».