تقارير: إسرائيل تدرس تنفيذ ضربة استباقية ضد إيران

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع مع قادة عسكريين (قناة نتنياهو عبر تلغرام)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع مع قادة عسكريين (قناة نتنياهو عبر تلغرام)
TT

تقارير: إسرائيل تدرس تنفيذ ضربة استباقية ضد إيران

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع مع قادة عسكريين (قناة نتنياهو عبر تلغرام)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع مع قادة عسكريين (قناة نتنياهو عبر تلغرام)

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، عقب اجتماع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه الأمني، أن إسرائيل قد توجه ضربة استباقية إلى إيران، في حال وصلت معلومات مؤكدة أن طهران تحضر لهجوم.

الاجتماع حضره وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، ومدير «الموساد» ديفيد برنياع، ومدير جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) رونين بار، وذلك وسط التحضيرات للتصدي لهجمات متوقعة من إيران و«حزب الله» اللبناني.

وفقاً لموقع «تايمز أوف إسرائيل»، فإن التقييم الحالي أن إيران سترد على اغتيال القيادي البارز في «حزب الله» فؤاد شكر في بيروت، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران، في هجوم نُسب إلى إسرائيل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، الثلاثاء الماضي، اغتيال القائد العسكري البارز في «حزب الله» اللبناني، فؤاد شكر، في قصف استهدف بناية في ضاحية بيروت الجنوبية، وصباح اليوم التالي أعلنت حركة «حماس» مقتل رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، بينما كان هناك للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

ويضيف أن الاجتماع ناقش مجموعة كبيرة من الخيارات للرد على الهجوم المحتمل أو منعه؛ خصوصاً أن إسرائيل لا تعرف بالضبط ماذا ستفعل أذرع إيران.

وذكر موقع «يديعوت أحرونوت»، أنه خلال اجتماع نتنياهو وفريقه الأمني، ناقشوا احتمال توجيه ضربة استباقية لإيران، وأكد المسؤولون الأمنيون على ضرورة ألا يتم السماح بتنفيذ هذه الضربة، إلا بعد وجود معلومات استخباراتية موثوقة تؤكد أن طهران على وشك توجيه ضربة لإسرائيل.

وأشار التقرير إلى أنه يجب أن تتوافق المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية مع نظيرتها الأميركية، قبل الشروع في تنفيذ ضربة استباقية، وحتى مع تطابق المعلومات قد تتجنب إسرائيل تنفيذها.

وأمر وزير الدفاع لويد أوستن، الجمعة، حاملة الطائرات «يو إس إس أبراهام لينكولن» ومجموعتها القتالية، بأن تحل محل حاملة الطائرات «يو إس إس ثيودور روزفلت» التي تعمل حالياً في خليج عمان، وفقاً لبيان صادر عن سابرينا سينغ، نائبة السكرتير الصحافي لـ«البنتاغون».

ويقول تقرير «يديعوت أحرونوت» إن تقييم الحكومة الإسرائيلية أن الرد الإيراني المنتظر سيكون أكبر من رد أبريل (نيسان) الذي كان أول هجوم تشنه إيران من أراضيها ضد إسرائيل، وأطلقت فيه نحو 300 صاروخ وطائرة مُسيَّرة، وتصدت إسرائيل وحلفاؤها لـ99 في المائة منه؛ مؤكداً أن إسرائيل في استطاعتها التصدي له.

في الوقت نفسه، تنسق إسرائيل مع الولايات المتحدة للتصدي لأي رد إيراني، بينما تعمل دول غربية وفي الشرق الأوسط على دفع إسرائيل وإيران لخفض التصعيد، لتفادي حرب إقليمية شاملة.


مقالات ذات صلة

بايدن وافق على أن تستأنف إسرائيل الحرب إذا خرقت «حماس» التهدئة

شؤون إقليمية الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي (رويترز)

بايدن وافق على أن تستأنف إسرائيل الحرب إذا خرقت «حماس» التهدئة

بايدن لا يشعر بخيبة أمل فحسب، بل بالغضب الشديد، ويتحدّث إلى مساعديه في البيت الأبيض بغضب، ويقول إن نتنياهو يكذب عليه بشأن المخطوفين.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية ملصق مؤتمر «الانبعاث اليهودي» في أغسطس الحالي (فيسبوك)

مؤتمر «الانبعاث اليهودي» يعدّ عودة استيطان غزة واقعياً جداً

يطالب اليمين الإسرائيلي المتطرف بتغيير تركيبة الجيش وجهاز الأكاديمية ومنظومة القانون والنيابة العامة والإدارة العامة، وجعلها جميعاً في يديه.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

نتنياهو مستعد لـ«قطع شوط طويل» لإطلاق سراح جميع الرهائن

في تصريحات نقلتها مواقع إعلامية عبرية، أصر رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو على أنه «مستعد لأن يقطع شوطاً طويلاً لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)

«توقف عن خداعي!»... تقرير يكشف توبيخ بايدن لنتنياهو في مكالمة بشأن مفاوضات الهدنة

قال تقرير نشر مساء أمس (السبت) إن الرئيس الأميركي جو بايدن طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن «يتوقف عن خداعه» خلال مكالمة هاتفية بينهما.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي (رويترز)

مسؤول إسرائيلي: انسحاب بايدن من السباق الرئاسي شجع نتنياهو على مهاجمة إيران

قال مسؤول إسرائيلي إن قرار الرئيس الأميركي جو بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي شجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اتخاذ قرارات أكثر قوة ضد إيران.


هاجس الحرب يسكن اللبنانيين... تهافت لتخزين المواد الغذائية والأدوية والمحروقات

موظفون في مطار بيروت يفرغون المساعدات الطبية الطارئة المقدمة من منظمة الصحة العالمية (أ.ب)
موظفون في مطار بيروت يفرغون المساعدات الطبية الطارئة المقدمة من منظمة الصحة العالمية (أ.ب)
TT

هاجس الحرب يسكن اللبنانيين... تهافت لتخزين المواد الغذائية والأدوية والمحروقات

موظفون في مطار بيروت يفرغون المساعدات الطبية الطارئة المقدمة من منظمة الصحة العالمية (أ.ب)
موظفون في مطار بيروت يفرغون المساعدات الطبية الطارئة المقدمة من منظمة الصحة العالمية (أ.ب)

يعيش اللبنانيون هاجس الحرب وإمكان اندلاعها بين ساعة وأخرى، ولا يقتصر خوفهم على أمنهم الشخصي، بل يسكنهم هاجس الأمن الغذائي والدوائي والاستشفائي، وفقدان المحروقات، ما قد يمنعهم من التنقل من منطقة إلى أخرى. وعلى رغم تطمينات الوزارات المختصة والنقابات عن توفّر هذه السلع لبضعة أشهر، بدأ الناس يتلمّسون فقدان بعضها الضروري أو تراجع الكميات إلى حدّ كبير، لا سيما حليب الأطفال وأدوية الأمراض المزمنة والمستعصية، جرّاء التهافت على شرائها وتخزينها في المنازل من جهة، واحتكار بعض التجار من أجل بيعها بالسوق السوداء وتحقيق أرباح مضاعفة من جهة أخرى.

وأثار تدافع المواطنين على شراء الأغذية والأدوية وحتى المحروقات مخاوف من نفاد الكميات، إلّا أن رئيس الهيئات الاقتصادية في لبنان الوزير السابق محمد شقير، أوضح أن «الأسواق اللبنانية لديها كميّات من المواد الغذائية تكفي ما بين 3 و6 أشهر، بالإضافة إلى توفر مخزون من الطحين يؤمن استمرار عمل الأفران لثلاثة أشهر، وهي المدة القصوى لتحزين هذه المادة». وأكد شقير لـ«الشرق الأوسط» أن «تهافت الناس على تخزين المواد الغذائية والأدوية وعمليات التموين العشوائي، يخلق حالة من البلبلة لدى الناس، ويتسبب بتقليص المخزون الاحتياطي الموجود في المستودعات».

وتبدو «فوبيا الحرب» مبررة لدى اللبنانيين، الذين لم تغب عن بالهم حرب 2006؛ إذ إنه خلال يوم واحد، قصفت إسرائيل مطار بيروت الدولي ووضعته خارج الخدمة، وفرضت حصاراً مشدداً على الموانئ البحرية. ورأى الوزير السابق محمد شقير أن «الخوف الأكبر يكمن في انقطاع المحروقات». وقال: «صحيح أن مادتي البنزين والمازوت متوفرتان لثلاثة أشهر، وليس باستطاعة خزانات الوقود احتواء أكثر من هذه الكمية، لكنّ انقطاع المحروقات سيؤدي حكماً إلى توقف المعامل وصعوبة في انتقال الناس بين منطقة وأخرى».

شاحنات محملة بالمساعدات الطبية المقدمة من منظمة الصحة العالمية إلى لبنان في إطار رفع الجهوزية لمواجهة الحرب المحتملة (أ.ب)

ولم يخف رئيس الهيئات الاقتصادية «وجود خوف من وقوع الحرب؛ لأن مقومات الصمود التي كانت متوفرة في عام 2006 غير مؤمنة حالياً»، لافتاً إلى أنه «خلال حرب تموز 2006 كان الشريان البري مع سوريا مفتوحاً، وطرق الإمداد والاستيراد عبرها قللت من حجم الأزمة، أما اليوم فلا يمكن شحن بضائع عبر الموانئ السورية ونقلها إلى لبنان بسبب العقوبات الدولية دمشق، كما أنه لا توجد مصارف فاعلة في لبنان لتحويل الأموال إلى الخارج واستيراد البضائع، من هنا يعمد المستوردون إلى شراء البضائع بالعملة نقداً، ما يصعّب عليهم شراء واستيراد كميات كبيرة».

ووزع مواطنون صوراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر رفوف وواجهات بعض السوبر ماركت خالية تماماً من البضائع، ورأى رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية في لبنان هاني البحصلي، أن «البلبلة القائمة وتهافت الناس على السوبر ماركت مبالغ فيهما؛ أقلّه حتى الآن، في ظلّ توفر ما يكفي من مخزون في المستودعات». وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مستودعات الطحين فيها ما يكفي لشهرين على الأقل، ولا مشكلة إطلاقاً في المواد الغذائية الموجودة الآن بوفرة سواء في المستودعات أو السوبر ماركت»، لكنه أفاد بأن «المشكلة قد تقع في حال اندلاع الحرب وقطع الطرقات وصعوبة نقل البضائع من المستودعات الرئيسية الموجودة في محيط العاصمة بيروت وتسليمها إلى التجار والسوبر ماركت في المناطق»، مذكراً بأنه «خلال حرب تموز 2006، تعمدت إسرائيل قصف أغلب الشاحنات التي تعبر الطرق الرئيسية (بذريعة أنها تنقل أسلحة وصواريخ لـ«حزب الله»)، وثمة خشية من تكرار السيناريو نفسه اليوم».

وتحسباً للتصعيد المحتمل وإمكان نشوب حربٍ، تسلّم وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال، فراس الأبيض، شحنة مساعدات طارئة، عبر طائرة تشارتر وصلت صباحاً إلى مدرج الشّحن التّابع لشركة «طيران الشّرق الأوسط» في مطار بيروت الدولي، مقدّمة من «منظمة الصحة العالمية» تزن 32 طنّاً من المستلزمات الطبية والأدوية المخصّصة لمعالجة إصابات الحرب، وذلك لرفع جهوزيّة القطاع الصحي لمواجهة أي تصعيد محتمَل في العدوان الإسرائيلي على لبنان.

وخلال تسلمه شحنة الأدوية، جدد الأبيض موقف الحكومة اللبنانية بأنّ «لبنان لا يريد أي حرب». وقال: «نحن نطالب منذ اليوم الأوّل بوقف إطلاق للنّار يمتد من غزة إلى لبنان وجنوبه، ولكن في الوقت نفسه نرى الاعتداءات الإسرائيليّة الّتي تحدث يوميّاً ليس فقط في غزة، إنّما في لبنان وغيره في المنطقة»، مشدداً على أن «القطاع الصحي لا يمكنه إلّا أن يكون على أكبر قدر من الجهوزيّة في حال حدوث أي طارئ، لذلك كانت الإجراءات وخطّة الطّوارئ الصحيّة الّتي وضعتها وزارة الصحة العامة بالتّعاون مع شركائنا وبخاصّة منظّمة الصحّة العالميّة»، مشيراً إلى أن الوزارة «رفعت جهوزيّة كلّ المستشفيات وكلّ مؤسسات القطاع الصحي في لبنان، وذلك عبر استقدام المساعدات والتّجهيزات اللاّزمة حتّى تكون موجودة في كل المستشفيات».

المساعدات الدولية لوزارة الصحة لا تلغي مخاوف المواطنين من فقدان الأدوية وحليب الأطفال في الصيدليات، لا سيما أن الدولة لا تملك إمكانية تأمينها وإيصالها للمرضى في حال وقعت الحرب، وكشفت المواطنة رانيا طه لـ«الشرق الأوسط»، أنها عجزت عن «شراء عبوة حليب لطفلها خلال اليومين الماضيين». وأوضحت أنها «جالت على 10 صيدليات ولم تعثر فيها على الحليب الذي تعطيه لطفلها، ولا أي نوع آخر شبيه له، معتبرة أن هذا الوضع مقلق لها ولكلّ الأمهات اللواتي يعانين الوضع نفسه».

شاب يعبر في وسط مدينة بيروت (أ.ف.ب)

ورغم صعوبة الحصول على حليب الأطفال في الأيام الأخيرة، نفى نقيب مستوردي الأدوية في لبنان، جو غريّب، وجود نقص في الأدوية والحليب، وأكد أن «المخزون المكدّس في المستودعات يكفي ما بين أربعة وخمسة أشهر لحاجة المستشفيات والصيدليات». لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «التهافت على الصيدليات لشراء كميات كبيرة من الأدوية والحليب من قبل المقتدرين، يحرم غير المقتدرين من أدويتهم، وبدأ يشعر المواطن بأن هذه السلعة مفقودة»، مشدداً على أن «الخوف الحقيقي يبدأ في حال فرض حصار برّي وجوي على لبنان يحول دون استيراد الأدوية خلال فترة الحرب». وكشف غريّب أن نقابة مستوردي الأدوية «وضعت المخزون المتوفر لديها تحت إشراف وزارة الصحة، لتلبية حاجة المرضى خصوصاً مرضى السرطان من الأدوية».