«حماس» تحاول حسم خليفة هنية بأسرع وقت

المسار الأخطر في تاريخ الحركة يُصعب المهمة... ومشعل الأقرب

TT

«حماس» تحاول حسم خليفة هنية بأسرع وقت

خالد مشعل يعانق إسماعيل هنية قبل مغادرته قطاع غزة ديسمبر 2012 (أرشيفية - رويترز)
خالد مشعل يعانق إسماعيل هنية قبل مغادرته قطاع غزة ديسمبر 2012 (أرشيفية - رويترز)

قالت مصادر مطلعة في حركة «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، إنه حتى اللحظة (الأحد) لم يجرِ اختيار أي شخص لرئاسة المكتب السياسي لحركة «حماس»، خلفاً لرئيس المكتب الراحل إسماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل في طهران، الأربعاء الماضي.

وأكدت المصادر أن المشاورات ما زالت جارية على عدة صُعد في محاولة لتطبيق اللوائح الداخلية، خصوصاً أن هناك فراغاً في عديد من المناصب القائمة على تنفيذ وتطبيق النظام الداخلي مثل مجلس الشورى المصغر والهيئة التنفيذية التابعة له.

وحسب المصادر، فإن قيادة «حماس» تسعى لتسريع العملية قدر الإمكان، وتوجد محاولات حثيثة من أجل اختيار رئيس للمكتب في أسرع وقت لملء الفراغ من جهة، والعمل على لملمة الوضع الداخلي بعد سلسلة من الاغتيالات طالت قادة الحركة، فيما توجد صعوبة في التواصل مع بقيتهم.

دمار عقب غارة إسرائيلية ليلية أصابت الخيام التي يستخدمها النازحون الفلسطينيون ملاجئ مؤقتة في باحة مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح بغزة... الأحد (أ.ف.ب)

كانت «حماس» أكدت، السبت، في بيان أنها «باشرت بإجراء عملية تشاور واسعة في مؤسساتها القيادية والشورية لاختيار رئيس جديد للحركة» بعد اغتيال هنية.

وجاء في البيان أن «حركة (حماس) تمتاز بمؤسسيتها العالية، وشوريتها الراسخة التي عكستها الوقائع والأحداث خلال العقود الماضية التي شهدت استشهاد عدد من قياداتها، إذ كانت تسارع إلى اختيار بدائل عنهم وفق لوائح وأنظمة الحركة، وإنه باستشهاد الأخ القائد أبي العبد، فإن قيادة الحركة باشرت بإجراء عملية تشاور واسعة في مؤسساتها القيادية والشورية لاختيار رئيس جديد للحركة».

وأكدت الحركة أن مؤسساتها التنفيذية وأطرها الشورية تواصل أعمالها، ولديها الآليات الفاعلة والعملية لاستمرار مسيرة المقاومة في أصعب الظروف، وستبادر الحركة إلى الإعلان عن نتائج مشاوراتها حال الانتهاء منها، مضيفةً: «نؤكد أن ما يتداوله بعض وسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي عن تكليف أسماء معينة بشغل موقع رئاسة الحركة، لا أساس له من الصحة».

وعملياً يوجد أكثر من مرشح محتمَل لتولي المنصب أبرزهم خالد مشعل وموسى أبو مرزوق ويحيى السنوار وخليل الحية وزاهر جبارين.

لكنَّ السياق الحالي غير المسبوق في تاريخ الحركة التي تواجه أخطر مرحلة في وجودها، جعل الاختيار أكثر تعقيداً وله حسابات مرتبطة بمستقبل «حماس» أكثر من الشخصية التي ستقودها.

فتاة فلسطينية تبكي بعد قصف إسرائيلي أصاب مجمعاً مدرسياً في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة... السبت (أ.ف.ب)

وترجّح مصادر «الشرق الأوسط» أن يجري اختيار خالد مشعل رئيساً للحركة بديلاً لهنية لحين انتهاء الحرب، وذلك قبيل الذهاب ربما لانتخابات مبكرة أو انتخابات في نهاية الفترة الحالية.

ولولا الوضع الحالي لكان السنوار خياراً أقوى. وحسب المصادر، فإن وجود قيادات بارزة من داخل القطاع في الخارج وتحديداً في قطر، ستساعد من أجل تخطي الأزمات الحالية ومحاولة استعجال الخطوات لاختيار الشخصية المرتقبة.

يُذكر أن مشعل هو الرئيس السابق لـ«حماس»، ويعيش في المنفى منذ عام 1967 متنقلاً بين الأردن وقطر وسوريا ودول أخرى.

وكان قد اختير رئيساً للمكتب السياسي للحركة بعد اغتيال إسرائيل مؤسس «حماس» الشيخ أحمد ياسين، ومن بعده خليفته في الأراضي الفلسطينية عبد العزيز الرنتيسي.


مقالات ذات صلة

وزراء خارجية مجموعة السبع يدعون إلى تجنب التصعيد في الشرق الأوسط

شؤون إقليمية شعار اجتماع وزراء المالية ومحافظي المصارف المركزية لمجموعة السبع في محطة نيغاتا (رويترز)

وزراء خارجية مجموعة السبع يدعون إلى تجنب التصعيد في الشرق الأوسط

دعا وزراء خارجية دول مجموعة السبع جميع الأطراف المعنية في الأزمة الحالية في الشرق الأوسط إلى الإحجام عن أي خطوات قد تزيد من تصعيد الصراع.

«الشرق الأوسط» (روما)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (أرشيفية - رويترز)

رئيس وزراء العراق لبلينكن: وقف التصعيد مرهون بوقف «العدوان» الإسرائيلي على غزة

أبلغ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم (الأحد)، بأن «منع التصعيد في المنطقة مرهون فقط بإيقاف العدوان على غزة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية أقارب إسرائيليين محتجزين لدى «حماس» يرفعون شعارات في تل أبيب، السبت، لوقف الحرب (إ.ف.ب)

عائلات الأسرى لدى «حماس» يائسة من نتنياهو

حذّر عدد من الخبراء في تل أبيب من أن اليأس بدأ يدبّ في صفوف عائلات الرهائن الإسرائيليين لدى «حماس»، بسبب إجهاض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صفقة التبادل.

المشرق العربي صواريخ إسرائيلية لاعتراض مقذوفات أطلقها «حزب الله» ليل السبت/ الأحد (أ.ف.ب)

إسرائيل تصعد استعدادها لصد هجوم «طوق النار» الوشيك

يتوقع مسؤولون بواشنطن أن تشن إيران ووكلاؤها هجوماً على إسرائيل، يوم الاثنين، رداً على مقتل رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» وقيادي آخر في «حزب الله».

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي مسافرون في مطار بيروت الدولي (رويترز)

​على وقع التصعيد... مسافرون يستعجلون مغادرة لبنان

مع ازدياد المخاوف من تصعيد بين إسرائيل و«حزب الله» سارع كثيرون إلى مغادرة لبنان

«الشرق الأوسط» (بيروت )

«دفاع مشترك» إسرائيلي - أميركي رداً على ضربة محتملة لـ«حزب الله» وإيران

دمار في مصنع إسرائيلي بمدينة كريات شمونة ناتج عن قصف صواريخ «حزب الله» (رويترز)
دمار في مصنع إسرائيلي بمدينة كريات شمونة ناتج عن قصف صواريخ «حزب الله» (رويترز)
TT

«دفاع مشترك» إسرائيلي - أميركي رداً على ضربة محتملة لـ«حزب الله» وإيران

دمار في مصنع إسرائيلي بمدينة كريات شمونة ناتج عن قصف صواريخ «حزب الله» (رويترز)
دمار في مصنع إسرائيلي بمدينة كريات شمونة ناتج عن قصف صواريخ «حزب الله» (رويترز)

توعدت إسرائيل بالهجوم، رداً على أي ضربة ينفذها «حزب الله» وإيران، وسط دعوات لدول عربية وأجنبية؛ آخرها فرنسا والمملكة العربية السعودية، لرعاياها بمغادرة لبنان بشكل فوري، في ظل المخاوف من اشتعال الوضع في المنطقة، على خلفية الحرب في غزة، والتوتر بين إيران وإسرائيل. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الأحد: «إننا مستعدّون بشكل قوي جداً في الدفاع، بالبر والبحر، وجاهزون للانتقال بسرعة إلى الهجوم أو الرد. وسنجبي ثمناً من العدو مثلما فعلنا في الأيام الأخيرة. وإذا تجرأ على الهجوم فسيدفع ثمناً باهظاً».

وجاء تصريح غالانت، عشية زيارة قائد القيادة الوسطى للجيش الأميركي «سنتكوم»، مايكل كوريلا، إسرائيل، الاثنين، وذلك على خلفية الاستعدادات «لدفاع مشترك» إسرائيلي - أميركي من هجوم إيران و«حزب الله»، وفق ما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي.

مغادرة الرعايا

وأرخى التوتر القائم قلقاً دولياً تمثَّل في دعوة دول عربية وأجنبية رعاياها للخروج من لبنان. وذكرت السفارة السعودية في بيروت، في بيان على منصة «إكس»، أنها «تُتابع من كثب تطورات الأحداث في جنوب لبنان، وتُجدّد السفارة دعوة المواطنين السعوديين لمغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري؛ التزاماً بقرار منع السفر إلى لبنان»، المفروض منذ مايو (أيار) 2021. ومنذ نشوب الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وما تلاها من تبادل شِبه يومي للقصف عبر الحدود بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني، جدّدت المملكة دعوتها لرعاياها بمغادرة لبنان، والتقيّد بقرار منع السفر إليه مرات عدة، كان آخِرها نهاية يونيو (حزيران) الماضي.

مسافرون ينتظرون بعد تأخير أو إلغاء رحلاتهم في مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت (إ.ب.أ)

تأتي الدعوة السعودية بعد خطوات مماثلة من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ودول عربية مثل الأردن وسلطنة عمان، دعوة رعاياها للمغادرة، في حين كانت السويد قد أعلنت إغلاق سفارتها في بيروت، ودعت مواطنيها إلى المغادرة.

وأوصت وزارة الخارجية الفرنسية الرعايا المقيمين في لبنان، وخصوصاً المسافرين في رحلات ترفيهية، إلى اغتنام فرصة استمرار الرحلات الجوية حتى الآن للمغادرة. في حين قال جوناثان فاينر، نائب مستشار مجلس الأمن القومي الأميركي، الأحد، إن الولايات المتحدة قررت نشر مزيد من القوات في الشرق الأوسط، في إجراء وقائي ودفاعي.

وعبر منصة «إكس»، دعا وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، اليوم الأحد، الإيطاليين الموجودين مؤقتاً في لبنان إلى عدم السفر إطلاقاً إلى جنوب البلاد، وإلى العودة إلى إيطاليا في أقرب وقت على متن رحلات تجارية؛ «نظراً للوضع المتدهور». وأضاف: «ندعو أيضاً الإيطاليين إلى عدم التوجه إلى لبنان في رحلات سياحية». وعلّقت بعض شركات الطيران رحلاتها إلى بيروت، أو قامت بتعديل مواعيدها؛ ومنها الخطوط الجوية الكويتية التي علّقتها إلى أجل غير مسمّى. وقالت شركة الخطوط الجوية الفرنسية «إير فرنس»، أمس السبت، إنها وشركة ترانسافيا التابعة لها ستُمدّدان تعليق رحلاتهما بين باريس وبيروت حتى السادس من أغسطس (آب) الحالي على الأقل، مع احتدام التوتر بالمنطقة.

قصف متواصل

في ظل استعدادات الرد، تَواصل تبادل إطلاق النار في جنوب لبنان، في سياق «معركة الإسناد والدعم»، التي أعلنها «حزب الله»، منذ 8 أكتوبر الماضي. وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن «إحدى القذائف المُعادية التي استهدفت المنطقة الواقعة بين رب ثلاثين والعديسة والطيبة، أدت إلى انقطاع خط كهرباء يُغذّي المنطقة وتماس كهربائي في المحول الرئيسي قرب مشروع الطيبة أدى إلى اشتعال النيران فيه»، مؤكدة أنه لم يجرِ استهداف المحوِّل مباشرة بواسطة مُسيّرة إسرائيلية.

صواريخ إسرائيلية لاعتراض مقذوفات أطلقها «حزب الله» ليل السبت - الأحد (أ.ف.ب)

وجاء القصف بموازاة قصفٍ نفّذه «حزب الله» لأربعة مواقع عسكرية، وتلا قصفاً نفّذه «الحزب» لمستوطنة بيت هيلل، للمرة الأولى منذ بدء الحرب؛ «رداً على ‏اعتداء العدوّ على قريتيْ كفر كلا ودير سريان»، رغم أن «الحزب» كان قد أعلن، 9 مرات، في موقع سابق عن قصف مواقع عسكرية محاذية للمستوطنة.

وقالت الشرطة الإسرائيلية، في بيان، إنها «تعاملت مع شظايا صاروخية سقطت في محيط مدينة كريات شمونة». وأضافت أنه «في هذه المرحلة، لم تردْ تقارير عن إصابات، ولكن جرى التسبب بأضرار للممتلكات». وأوضحت أن «خبراء المتفجرات في المنطقة الشمالية عملوا على عزل موقع السقوط، والبحث عن بقايا إضافية لإزالة أي خطر إضافي»، وعدَّت أن «الانضباط المدني ينقذ الأرواح».