مسؤول إسرائيلي: انسحاب بايدن من السباق الرئاسي شجع نتنياهو على مهاجمة إيران

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي (رويترز)
TT

مسؤول إسرائيلي: انسحاب بايدن من السباق الرئاسي شجع نتنياهو على مهاجمة إيران

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي (رويترز)

قال مسؤول إسرائيلي إن قرار الرئيس الأميركي جو بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي شجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اتخاذ قرارات أكثر قوة ضد إيران.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي، لصحيفة «تليغراف»، أن بايدن قبل انسحابه من السباق الرئاسي كان يحاول كبح جماح نتنياهو. وتابع: «بايدن طلب من نتنياهو ألا يرد على هجمات إيران بقوة، وإيران تعرف ذلك واستغلته للهجوم على إسرائيل، أما الآن فبايدن سيفعل ما يعتقد أنه صحيح».

وفي أبريل (نيسان)، أطلقت إيران هجوماً واسعاً شمل نحو 300 قطعة جوية بين طائرات مسيرة وصواريخ، في انتقام توعدت به رداً على مقتل عدد من قادتها العسكريين بغارة إسرائيلية استهدفت قنصليتها في دمشق.

وأشار المسؤول إلى أن «أجندة الرئيس بايدن هي دعم إسرائيل بشكل كامل، ولقد فعل ذلك لعقود، ونتنياهو يعرف ذلك، لذا أصبح يشعر بالثقة تجاه مهاجمة أعداء إسرائيل بقوة مع الاحتفاظ بدعم الولايات المتحدة».

ويقول دان أربيل، باحث مقيم في مركز الدراسات الإسرائيلية بالجامعة الأميركية، إن نتنياهو قد يشعر بأنه «غير ملتزم كثيراً نحو البطة العرجاء»، في إشارة إلى بايدن الذي يقترب من نهاية فترته الرئاسية الأخيرة. لكنه في الوقت نفسه لا يعتقد أن هذا ما شجع نتنياهو على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، والقيادي البارز في «حزب الله» فؤاد شكر في بيروت.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، الثلاثاء الماضي، اغتيال القائد العسكري البارز في «حزب الله» اللبناني فؤاد شكر في قصف استهدف بناية بضاحية بيروت الجنوبية، وصباح اليوم التالي أعلنت حركة «حماس» مقتل رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، بينما كان هناك للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

ويضيف أربيل: «رغم أن بايدن يمد إسرائيل بالذخائر، وأرسل حاملة طائرات للمنطقة في رسالة لأعداء إسرائيل، فإنه لا يعطيها موافقة مطلقة على فعل ما تريد».

وأمر وزير الدفاع لويد أوستن، الجمعة، حاملة الطائرات «يو إس إس أبراهام لينكولن» ومجموعتها القتالية، بأن تحل محل حاملة الطائرات «يو إس إس ثيودور روزفلت»، التي تعمل حالياً في خليج عمان، وفقاً لبيان صادر عن سابرينا سينغ نائبة السكرتير الصحافي للبنتاغون.

ويرى أن بايدن يفكر في تأثير كل خطوة لدعم إسرائيل على حملة نائبته كامالا هاريس المرشحة للانتخابات الرئاسية.

وقال مسؤول إسرائيلي آخر، لصحيفة «تليغراف»، إن بايدن يريد وقفاً لإطلاق النار ينهي به فترته الرئاسية، مؤكداً أن المكالمة الهاتفية الأخيرة بين بايدن ونتنياهو كانت متوترة.


مقالات ذات صلة

مؤتمر «الانبعاث اليهودي» يعدّ عودة استيطان غزة واقعياً جداً

شؤون إقليمية ملصق مؤتمر «الانبعاث اليهودي» في أغسطس الحالي (فيسبوك)

مؤتمر «الانبعاث اليهودي» يعدّ عودة استيطان غزة واقعياً جداً

يطالب اليمين الإسرائيلي المتطرف بتغيير تركيبة الجيش وجهاز الأكاديمية ومنظومة القانون والنيابة العامة والإدارة العامة، وجعلها جميعاً في يديه.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

نتنياهو مستعد لـ«قطع شوط طويل» لإطلاق سراح جميع الرهائن

في تصريحات نقلتها مواقع إعلامية عبرية، أصر رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو على أنه «مستعد لأن يقطع شوطاً طويلاً لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)

«توقف عن خداعي!»... تقرير يكشف توبيخ بايدن لنتنياهو في مكالمة بشأن مفاوضات الهدنة

قال تقرير نشر مساء أمس (السبت) إن الرئيس الأميركي جو بايدن طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن «يتوقف عن خداعه» خلال مكالمة هاتفية بينهما.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
حصاد الأسبوع تشييع إسماعيل هنية في طهران قبل مراسم دفنه في قطر (الشرق الأوسط)

عضلات نتنياهو انتفخت... والنتيجة مخيفة

في البيت الأبيض أرشيفات سوداء مليئة بالقصص عن تبجّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على القادة الأميركيين، وأشهرها ما قاله عنه الرئيس الأسبق باراك أوباما قبل نحو عشر سنوات؛ إذ تساءل: «مَن هنا يمثل الدولة العظمى؟». إلا أن جون بايدن، وإن شاطر أوباما في مقت نتنياهو، يتصرف بطريقة مختلفة. إنه يساير. يدلل. وحتى عندما يمارس عليه الضغوط تكون تلك ضغوطاً ناعمة. ويجد نفسه عالقاً في مطبات ومكائد وورطات حربية ووُحُول... فلا يضطر فقط إلى استقباله في البيت الأبيض بعد طول تمنع، ولا يقبل «ببلع ضفدع» وصوله إلى واشنطن تلبية لدعوة من الكونغرس - رغم معارضة الحزب الديمقراطي - بل يصبح شريكاً له، عن رضا أو عن إرغام، في أعمال كثيرة يدفع فيها البشر ثمناً باهظاً وتهدد بحرب لا يريدها أحد. واليوم، الخطر كبير فعلاً... خطر أن تكون الحرب واسعة جداً، ولا يكون بمقدور «الأخ الأكبر» في واشنطن منعها أو تطويقها. مقرّبون من نتنياهو، يقولون إنه «وضع بايدن والإدارة الأميركية كلها تحت إبطه» وطوّعها لصالح سياسة اليمين الإسرائيلي. ويضيفون: «مَن حاول في واشنطن رسم خريطة طريق للإطاحة بالحكومة الإسرائيلية وتنشئة بيني غانتس ليكون رئيس حكومة يطيح نتنياهو، وجد نفسه يسير وراءه. ولكن هذا في خدمة الولايات المتحدة وليس ضدها. فنتنياهو يقود بنجاح أهم معركة ضد الإرهاب في تاريخ الشرق الأوسط». ويؤكد المعجبون بنتنياهو أن هذا هو شعوره هو أيضاً. فهو يعتقد بأن الله حبا الشعب اليهودي وأيضاً الولايات المتحدة بقائد تاريخي سيحدث انعطافاً حاداً في المنطقة لخدمة «العالم الحر» والمعتدلين في الشرق الأوسط. وهو لا يقول هذا الكلام للسيدة سارة أو للمرآة في بيته، بل أيضاً يجاهر به أمام كثير ممّن يلتقيهم هذه الأيام، في واشنطن وفي إسرائيل.

نظير مجلي (القدس)
شؤون إقليمية جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي السابق (أ.ف.ب)

بولتون لـ«الشرق الأوسط»: إيران ستُقدم على رد انتقامي يسبب خسائر كبيرة لإسرائيل

توقع مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، أن يكون الانتقام الإيراني لمقتل هنية مؤثراً وقوياً، والسؤال ما هو شكل الرد الذي ستقدم عليه طهران ضد تل أبيب؟

هبة القدسي (واشنطن)

«حماس» تحاول حسم خليفة هنية بأسرع وقت

TT

«حماس» تحاول حسم خليفة هنية بأسرع وقت

خالد مشعل يعانق إسماعيل هنية قبل مغادرته قطاع غزة ديسمبر 2012 (أرشيفية - رويترز)
خالد مشعل يعانق إسماعيل هنية قبل مغادرته قطاع غزة ديسمبر 2012 (أرشيفية - رويترز)

قالت مصادر مطلعة في حركة «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، إنه حتى اللحظة (الأحد) لم يجرِ اختيار أي شخص لرئاسة المكتب السياسي لحركة «حماس»، خلفاً لرئيس المكتب الراحل إسماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل في طهران، الأربعاء الماضي.

وأكدت المصادر أن المشاورات ما زالت جارية على عدة صُعد في محاولة لتطبيق اللوائح الداخلية، خصوصاً أن هناك فراغاً في عديد من المناصب القائمة على تنفيذ وتطبيق النظام الداخلي مثل مجلس الشورى المصغر والهيئة التنفيذية التابعة له.

وحسب المصادر، فإن قيادة «حماس» تسعى لتسريع العملية قدر الإمكان، وتوجد محاولات حثيثة من أجل اختيار رئيس للمكتب في أسرع وقت لملء الفراغ من جهة، والعمل على لملمة الوضع الداخلي بعد سلسلة من الاغتيالات طالت قادة الحركة، فيما توجد صعوبة في التواصل مع بقيتهم.

دمار عقب غارة إسرائيلية ليلية أصابت الخيام التي يستخدمها النازحون الفلسطينيون ملاجئ مؤقتة في باحة مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح بغزة... الأحد (أ.ف.ب)

كانت «حماس» أكدت، السبت، في بيان أنها «باشرت بإجراء عملية تشاور واسعة في مؤسساتها القيادية والشورية لاختيار رئيس جديد للحركة» بعد اغتيال هنية.

وجاء في البيان أن «حركة (حماس) تمتاز بمؤسسيتها العالية، وشوريتها الراسخة التي عكستها الوقائع والأحداث خلال العقود الماضية التي شهدت استشهاد عدد من قياداتها، إذ كانت تسارع إلى اختيار بدائل عنهم وفق لوائح وأنظمة الحركة، وإنه باستشهاد الأخ القائد أبي العبد، فإن قيادة الحركة باشرت بإجراء عملية تشاور واسعة في مؤسساتها القيادية والشورية لاختيار رئيس جديد للحركة».

وأكدت الحركة أن مؤسساتها التنفيذية وأطرها الشورية تواصل أعمالها، ولديها الآليات الفاعلة والعملية لاستمرار مسيرة المقاومة في أصعب الظروف، وستبادر الحركة إلى الإعلان عن نتائج مشاوراتها حال الانتهاء منها، مضيفةً: «نؤكد أن ما يتداوله بعض وسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي عن تكليف أسماء معينة بشغل موقع رئاسة الحركة، لا أساس له من الصحة».

وعملياً يوجد أكثر من مرشح محتمَل لتولي المنصب أبرزهم خالد مشعل وموسى أبو مرزوق ويحيى السنوار وخليل الحية وزاهر جبارين.

لكنَّ السياق الحالي غير المسبوق في تاريخ الحركة التي تواجه أخطر مرحلة في وجودها، جعل الاختيار أكثر تعقيداً وله حسابات مرتبطة بمستقبل «حماس» أكثر من الشخصية التي ستقودها.

فتاة فلسطينية تبكي بعد قصف إسرائيلي أصاب مجمعاً مدرسياً في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة... السبت (أ.ف.ب)

وترجّح مصادر «الشرق الأوسط» أن يجري اختيار خالد مشعل رئيساً للحركة بديلاً لهنية لحين انتهاء الحرب، وذلك قبيل الذهاب ربما لانتخابات مبكرة أو انتخابات في نهاية الفترة الحالية.

ولولا الوضع الحالي لكان السنوار خياراً أقوى. وحسب المصادر، فإن وجود قيادات بارزة من داخل القطاع في الخارج وتحديداً في قطر، ستساعد من أجل تخطي الأزمات الحالية ومحاولة استعجال الخطوات لاختيار الشخصية المرتقبة.

يُذكر أن مشعل هو الرئيس السابق لـ«حماس»، ويعيش في المنفى منذ عام 1967 متنقلاً بين الأردن وقطر وسوريا ودول أخرى.

وكان قد اختير رئيساً للمكتب السياسي للحركة بعد اغتيال إسرائيل مؤسس «حماس» الشيخ أحمد ياسين، ومن بعده خليفته في الأراضي الفلسطينية عبد العزيز الرنتيسي.