بعد ساعات من اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في إيران، أعرب السكان القلقون في غزة عن مخاوفهم من أن يؤدي مقتله إلى إطالة أمد الحرب التي تمزّق القطاع الفلسطيني، وفقاً لوكالة «رويترز».
وتمثل صورة لهنية داخل إطار وسط أنقاض منزله في غزة شاهداً على الموت والدمار الذي جلبته الحرب التي دخلت الآن شهرها العاشر، مع غياب أي أمل في التوصل إلى هدنة، إذ تعهدت «حماس» وإيران بالثأر من إسرائيل لمقتله.
وقال صلاح أبو رزق، وهو أحد سكان غزة: «العالم لازم يعرف أن إسرائيل لا تريد وقف إطلاق نار ولا بدها تنهي الحرب».
ومثّل هنية، الذي كان يعيش بشكل رئيسي في قطر، الوجه الصارم للدبلوماسية الدولية لـ«حماس» في الوقت الذي اشتعلت فيه الحرب في غزة، حيث قُتل ثلاثة من أبنائه في غارة جوية إسرائيلية على منزله.
ولم ينجح حتى الآن الوسطاء من مصر والولايات المتحدة وقطر في تأمين وقف إطلاق النار بعد محاولات عديدة.
وقال صلاح أبو رزق (63 عاماً) وهو من مدينة غزة لـ«رويترز»، عبر تطبيق للتراسل، إنه «يوم حزين جداً وضربة لنا كلنا وشيء بيألم قلوبنا، كان صباحاً حزيناً جداً».
ويشغل هنية منصب رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» منذ عام 2017 وكان يتنقل بين قطر وتركيا. واستهدفت غارة جوية إسرائيلية، مؤخراً، القائد العسكري لـ«حماس» محمد الضيف، الذي نجا من 7 محاولات اغتيال على الأقل.
وقال بعض الفلسطينيين في غزة إن مقتل هنية جعل احتمالات انتهاء الحرب أكثر صعوبة.
وأثار اغتياله المخاوف من حرب أوسع وأكثر تعقيدا في الشرق الأوسط مع تبادل جماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران إطلاق النار عبر الحدود مع إسرائيل ومهاجمة جماعة الحوثي في اليمن للسفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وبحار أخرى.
وقالت رشا علي (40 عاماً) وهي من سكان غزة: «إذا إيران ما ضربتش (لم تضرب إسرائيل) راح أقول إنها باعت هنية».
وحتى أولئك الذين لا يدعمون هنية وغيره من قادة «حماس» أبدوا مخاوفهم من تصعيد لا يمكن السيطرة عليه.
وقالت نادية، التي لم تذكر سوى اسمها الأول، إنها تحمّل «حماس» وإسرائيل مسؤولية استمرار إراقة الدماء والأزمة الإنسانية في قطاع غزة الفقير، وهو من أكثر مناطق العالم كثافة سكانية.
وتابعت: «لا أعتقد راح يصير وقف إطلاق نار ولا في أي وقت قريب».
الجيران يشعرون بالحزن
بالنسبة لاثنين من جيران هنية السابقين في مخيم الشاطئ للاجئين في مدينة غزة، فإن وفاته تشكل خسارة شخصية أيضاً.
شهد سكان غزة اغتيال إسرائيل زعماء الحركة واحداً تلو آخر منذ تأسيسها في عام 1987 خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي لغزة والضفة الغربية.
كانت فاطمة الساعاتي نائمة عندما وردت أنباء وفاة هنية. ولم تكف عن البكاء منذ أن استيقظت منطقة الشرق الأوسط على ما قد يكون أكبر عقبة أمام التهدئة منذ هجوم «حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) واشتعال الحرب في غزة.
وتشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى أن مسلحين من حركة «حماس» قتلوا 1200 شخص خلال الهجوم وأسروا أكثر من 250 رهينة.
وقالت فاطمة عن اغتيال هنية: «يا لها من خسارة»، وقال هاشم الساعاتي: «نشعر بأنه كان بمثابة أب لنا».
وأصبح هجوم السابع من أكتوبر أكثر الأيام دموية في تاريخ إسرائيل منذ قيامها قبل 75 عاماً. ومنذ ذلك اليوم، تشن إسرائيل هجوماً على غزة بقصف جوي ومدفعي وهجوم بري أسفر عن مقتل أكثر من 39 ألف شخص وتحويل مساحة كبيرة من الأراضي إلى أكوام من الحطام والهشيم.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمطاردة قادة «حماس» وتدمير الحركة التي تحكم غزة منذ عام 2007 بعد أن سحبت إسرائيل مستوطنيها وقواتها البرية من القطاع.