النجباء تتوعّد بـ«أبواب جهنم»... و«الحشد» لإخراج الأميركيين «فوراً»

مواقف عراقية رداً على اغتيال هنية وقصف «جرف الصخر»

السوداني يتوسّط رئيس «الحشد الشعبي» فالح الفياض ورئيس أركانه «أبو فدك» (أرشيفية - إعلام حكومي)
السوداني يتوسّط رئيس «الحشد الشعبي» فالح الفياض ورئيس أركانه «أبو فدك» (أرشيفية - إعلام حكومي)
TT

النجباء تتوعّد بـ«أبواب جهنم»... و«الحشد» لإخراج الأميركيين «فوراً»

السوداني يتوسّط رئيس «الحشد الشعبي» فالح الفياض ورئيس أركانه «أبو فدك» (أرشيفية - إعلام حكومي)
السوداني يتوسّط رئيس «الحشد الشعبي» فالح الفياض ورئيس أركانه «أبو فدك» (أرشيفية - إعلام حكومي)

طالب «الحشد الشعبي» بإخراج القوات الأميركية من العراق «فوراً»؛ رداً على اغتيال زعيم حركة «حماس» إسماعيل هنية، والغارة الجوية التي استهدفت مواقع تابعة لفصائل مسلّحة في جرف الصخر، جنوب بغداد، بينما اجتمع رئيس الحكومة بقادة الأجهزة الأمنية؛ لمناقشة التطورات المتسارعة في العراق والمنطقة، وأصدر «توصيات» لكبار الضباط، دون الكشف عن تفاصيلها.

وكانت غارة جوية إسرائيلية قتلت، مساء الثلاثاء، فؤاد شكر، أكبر قائد ميداني في «حزب الله» اللبناني، فيما أعلنت حركة «حماس» مقتل زعيمها إسماعيل هنية مع أحد حراسه الشخصيين، فجر الأربعاء، في غارة بطهران.

«قرار فوري»

وقالت هيئة «الحشد الشعبي»، في بيان صحافي، الأربعاء، إن «ما جرى من عملية عدوانية غاشمة على قوات الحشد الشعبي في شمال محافظة بابل، يدعونا إلى القيام بكل ما علينا من مسؤوليات وطنية، وقانونية، وشرعية، للدفاع عن سيادة وكرامة العراق، وتوحيد الجهود؛ لاتخاذ قرار فوري بخروج القوات الأجنبية من بلادنا».

وتابع بيان الحشد: «تزامُن ذلك الاعتداء مع العملية الإجرامية التي نفّذها الكيان الغاصب باغتيال الأخ الشهيد القائد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس)، يعرّي مخططات الأعداء، بإشعال المنطقة، وتوسيع دائرة الحرب والعدوان».

وأضاف البيان: «نؤكد أن دم الشهيد الذي قضى حياته في الجهاد والنضال، وطريق تحرير فلسطين، لن يذهب هدراً، كما أن تلك الجريمة وذلك الاستهتار في عملية الاغتيال الجبانة، لن تزيد المقاومين الشرفاء الأحرار إلا إصراراً على مواصلة طريق الجهاد».

«أبواب جهنم»

بدوره، كتب زعيم حركة «النجباء»، إحدى الفصائل الموالية لإيران، أن «الأميركان والصهاينة فتحوا أبواب جهنم بعد اغتيال إسماعيل هنية، والقصف الأهوج في الضاحية الجنوبية بلبنان، والاستهداف الأميركي الغادر لثُلّة من المجاهدين في العراق».

وقال الكعبي، في منشور على منصة «إكس»، إن «هذه الاغتيالات ستزيد المقاومة إصراراً وثباتاً».

وأعلنت حركة «النجباء»، في وقت سابق، انتهاء الهدنة مع القوات الأميركية، بعد تعليق عملياتها منذ فبراير (شباط) الماضي.

وحينها، وصف الكعبي الهدنة بأنها «الهدوء الذي يسبق العاصفة».

وكانت الفصائل العراقية الموالية لإيران كثّفت هجماتها ضد القواعد الأميركية في العراق وسوريا، منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول)، على خلفية اندلاع الحرب بين «حماس» وإسرائيل.

السوداني خلال اجتماعه بقادة أجهزة أمنية في بغداد (إعلام حكومي)

توصيات من السوداني

إلى ذلك، قال رئيس الحكومة الأسبق، حيدر العبادي، إن استهداف مقرّات الحشد الشعبي جنوب بغداد «سيعرّض العلاقات بين واشنطن وبغداد إلى الخطر».

وفي وقت سابق، الأربعاء، نقلت «الشرق الأوسط»، عن مصادر عراقية، أن الغارة التي استهدفت جرف الصخر دمّرت مصنعاً لإنتاج المسيرات الهجومية، بهدف تحييد مصدر نيران للرد على إسرائيل.

بالتزامن، ترأّس رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، ظهر الأربعاء، اجتماعاً ضمّ قيادات عسكرية وأمنية.

وقال بيان حكومي، إن السوداني «اطّلع على مجمل التطورات الأمنية التي حصلت خلال الساعات الماضية، وبحث المعطيات الأمنية والتداعيات المتوقعة جرَّاء الأحداث في العراق والمنطقة».

ووفقاً للبيان، فإن السوداني أبلغ كبار الضباط «جملة توجيهات وتوصيات إلى مختلف التشكيلات الأمنية والعسكرية»، دون الكشف عن تفاصيلها.


مقالات ذات صلة

غارة «جرف الصخر»... تحييد مصنع مسيّرات لمنع الرد على إسرائيل

خاص سيارات إسعاف تحمل جثث عناصر من «الحشد الشعبي» قُتلوا في غارات جوية أميركية في بغداد في فبراير 2024 (د.ب.أ)

غارة «جرف الصخر»... تحييد مصنع مسيّرات لمنع الرد على إسرائيل

مصادر عراقية تقول إن الغارة التي استهدفت «جرف الصخر» دمرت مصنعاً لإنتاج المسيرات الهجومية بهدف تحييد مصدر نيران للرد على إسرائيل.

علي السراي (لندن)
المشرق العربي تشييع عناصر من «كتائب حزب الله» قُتلوا بغارة أميركية على جرف الصخر في بغداد - 22 نوفمبر (أرشيفية - رويترز)

غارات على مواقع لـ«الحشد الشعبي» في بابل

أفادت مصادر أمنية أن غارة جوية استهدفت، مساء الثلاثاء، موقع فصيل مسلح شمال محافظة بابل العراقية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي عنصر في «الحشد الشعبي» يحرس بوابة عليها صورة أبو مهدي المهندس في بغداد (أ.ف.ب)

نائب عراقي يواجه المحاكمة بتهمة «الإساءة للحشد»

يواجه النائب المستقل والمحامي سجاد سالم تهمة «الإساءة» إلى هيئة «الحشد الشعبي» بعد تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي، وطالب بدمج «هيئة الحشد» مع الجيش.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي عناصر من «الحشد الشعبي» في العراق خلال عملية تمشيط (أرشيفية - الحشد الشعبي عبر «تلغرام»)

معارضة عراقية لقانون «الحشد» الجديد

عارض رئيس البرلمان المقال، محمد الحلبوسي، تشريع قانون جديد لـ«الحشد الشعبي» بدعوى استغلال الهيئة وموازنتها لأغراض انتخابية.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي رئيس الحكومة العراقية يتوسط رئيس «الحشد الشعبي» فالح الفياض (يمين) ورئيس مجلس القضاء فائق زيدان (أ.ف.ب)

قانون جديد لـ«الحشد الشعبي» يفجّر أسئلة عن الموازنة والانتخابات

أظهر رئيس حزب «تقدم»، محمد الحلبوسي، معارضة شديدة لمشروع قانون الخدمة والتقاعد لمنتسبي هيئة «الحشد الشعبي»، الذي يعتزم البرلمان مناقشته (الأربعاء).

فاضل النشمي (بغداد)

خبراء: شبكة عملاء حزبيين تُسهم بعمليات اغتيال قادة «حزب الله»

أعضاء من كشافة الإمام المهدي يحملون نعشَي الطفلين الشقيقين حسن وأميرة فضل الله، اللذَين قُتلا في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت القيادي في «حزب الله» فؤاد شكر يوم الثلاثاء في الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
أعضاء من كشافة الإمام المهدي يحملون نعشَي الطفلين الشقيقين حسن وأميرة فضل الله، اللذَين قُتلا في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت القيادي في «حزب الله» فؤاد شكر يوم الثلاثاء في الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
TT

خبراء: شبكة عملاء حزبيين تُسهم بعمليات اغتيال قادة «حزب الله»

أعضاء من كشافة الإمام المهدي يحملون نعشَي الطفلين الشقيقين حسن وأميرة فضل الله، اللذَين قُتلا في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت القيادي في «حزب الله» فؤاد شكر يوم الثلاثاء في الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
أعضاء من كشافة الإمام المهدي يحملون نعشَي الطفلين الشقيقين حسن وأميرة فضل الله، اللذَين قُتلا في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت القيادي في «حزب الله» فؤاد شكر يوم الثلاثاء في الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

تكثر علامات الاستفهام المحيطة بمجموعة من عمليات الاغتيال التي نفّذتها إسرائيل بحق قادة في «حزب الله» و«حماس»، وغيرهما من الفصائل المقاتلة جنوب لبنان دعماً لغزة، وكان آخرها استهداف فؤاد شكر، القيادي الكبير في الحزب، الثلاثاء، في معقل الأخير بالضاحية الجنوبية لبيروت.

واستغرب كثيرون كيفية تمكّن إسرائيل من تحديد موقع شكر وتواجده فيه أصلاً في توقيت يفترض أن يكون قادة الحزب يتخذون أقصى درجات الحيطة والحذر، بعد تهديد إسرائيل بالرد على حادثة مجدل شمس التي راح ضحيتها 12 طفلاً.

بنك معلومات

ويشير رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - أنيجما»، رياض قهوجي، إلى أن «هناك الكثير من التقنيات المتطوّرة التي تستخدم في عمليات التجسس؛ من تتبّع الهواتف، إلى الكاميرات التي تتعرّف على الوجوه، وتوضع على المسيرات والأقمار الصناعية... ولكن كل هذه التكنولوجيا لا تنفع إذا لم يكن لدى الطرف الإسرائيلي بنك معلومات حول عناصر «حزب الله»؛ مَن هم، ما موقع كل منهم في الحزب، وعنوانه، ورقم هاتفه مع صورة له».

ويجزم قهوجي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بوجود «مخبرين وجواسيس على الأرض يساعدون في تنفيذ الاغتيالات»، متسائلاً: «إذا سلّمنا جدلاً أن قادة (حزب الله) لا يستعملون الهواتف الخلوية، فالطريقة الوحيدة لمعرفة تواجد شكر في المبنى الذي كان يتواجد فيه وتم استهدافه، هي وجود شخص معين رصده، وأبلغ الطرف الإسرائيلي بمكان تواجده». ويضيف: «لا شك أن

تل أبيب تخترق الحزب وتكشفه أمنياً بشكل كبير، ما يمكّنها من تحقيق هذا الكم من الاغتيالات لشخصيات رفيعة، عدد منها غير معروف للعموم، ولا يعرفهم إلا من ينتمون للحزب».

شبكة عملاء معقدة

ويوافق العميد المتقاعد جورج نادر قهوجي حول أن العامل الأساسي الذي يسهّل عمليات الاغتيال، إلى جانب التفوق الإسرائيلي التكنولوجي، الذي يعتمد بشكل أساسي على بصمة الصوت وبصمة العين، هي شبكة عملاء معقّدة داخل الحزب، وهو ما يظهر بكل اغتيالات القادة، من وسام الطويل إلى سامي عبد الله، وصولاً لفؤاد شكر، باعتبار أن هناك تكتماً وحذراً شديداً لدى (حزب الله) بكل ما يتعلق بقادته». ويتساءل نادر: «لولا وجود هكذا شبكة كيف يمكن أن تستهدف المسيرات عناصر الحزب فور عبورهم على دراجات نارية؟».

ويؤكد نادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن هذه «الشبكة داخل الحزب؛ لأن أي شخص عادي لا يمكن أن يعرف تحركات القادة وأماكن تواجدهم، ومواعيد دخولهم وخروجهم»، لافتاً إلى أن «هذه الشبكات موجودة داخل الحزب في لبنان، كما في سوريا وإيران».

استرخاء قادة الحزب

من جهته، يعدّد رئيس مركز «الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية»، العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، مجموعة عوامل تؤدي لنجاح عمليات الاغتيال التي تنفذها إسرائيل، مصرّحاً أن «هناك خرقاً داخلياً وعملاء، كما أن لدى الإسرائيليين (داتا) لكل اللبنانيين، بمن فيهم أفراد المقاومة وقادتها، إضافةً إلى التكنولوجيا المتقدمة، والأقمار الصناعية، والاستخبارات الأميركية والأوروبية المتعاونة مع تل أبيب».

وينبّه جابر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الاسترخاء في صفوف المقاومة يؤدي لاغتيال قادتها»، مضيفاً أنه «في ظل التوتر القائم بعد حادثة مجدل شمس كان يفترض على قائد بحجم فؤاد شكر ألا يتواجد في منزله، أو مكان يتردّد عليه بشكل دائم».

أبرز الاغتيالات

وكانت تل أبيب نجحت في نوفمبر الماضي باغتيال نجل النائب عن الحزب محمد رعد، و4 آخرين من عناصر وحدة «الرضوان»، وقد تبيّن، بحسب المعلومات، أنه تم قصف المنزل الذي يتواجدون فيه بمسيرة مفخخة. ووجهت إسرائيل ضربة مزدوجة لـ«حماس» والحزب باغتيالها القيادي الحمساوي صالح العاروري في قلب الضاحية الجنوبية ببيروت، معقل «حزب الله»، في 2 يناير الحالي، من خلال إطلاق صواريخ على شقة كان يجتمع فيها مع قادة ميدانيين في «كتائب القسّام».

وبعد أيام معدودة، وبالتحديد في الثامن من يناير، تمكّنت تل أبيب من اغتيال القائد في «الرضوان» وسام طويل، أثناء عودته إلى منزله في إحدى قرى الجنوب.

كذلك اغتالت إسرائيل كلاً من طالب عبد الله، القيادي الكبير في الـ«حزب الله»، يونيو (حزيران)، في هجوم أعلنت تل أبيب أنه استهدف مركز قيادة وتحكم في جنوب لبنان، كذلك محمد ناصر بغارة جوية في يوليو (تموز)، وهو قائد وحدة مسؤولة عن إطلاق النار من جنوب غربي لبنان صوب إسرائيل.