هل ينبئ موقف هاريس بشأن حرب غزة بتحول محتمل عن سياسة بايدن؟

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس... 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس... 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
TT

هل ينبئ موقف هاريس بشأن حرب غزة بتحول محتمل عن سياسة بايدن؟

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس... 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس... 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

يؤشر موقف كامالا هاريس الصريح بشأن حرب غزة إلى تحول محتمل عن سياسة جو بايدن تجاه إسرائيل بينما تتطلع نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة.

وستتغيب نائبة الرئيس بشكل واضح عن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس هذا اليوم الأربعاء، فيما قال محللون إنها إشارة واضحة إلى قلقها بشأن سقوط ضحايا من المدنيين في قطاع غزة.

ولم تعارض هاريس البالغة من العمر 59 عاما بايدن في موقفه بشأن إسرائيل أبدا. ولكن، مرارا وتكرارا، كانت المسؤولة تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.

ويرى كولن كلارك، مدير الأبحاث في مجموعة صوفان أنه مع انسحاب بايدن المفاجئ من السباق إلى البيت الأبيض، فإن لدى هاريس فرصة لفتح «صفحة جديدة» في قضية تخاطر بجعل مجموعة كبيرة من الناخبين الديمقراطيين ينفرون قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وقال كلارك لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «قضية إسرائيل - غزة هي القضية التي تحظى بأكبر قدر من الخلاف الواضح بين بايدن وهاريس، وأعتقد أنه سيكون هناك أشخاص داخل معسكرها سيدفعونها لتوضيح هذا الخلاف».

معاناة هائلة

والولايات المتحدة الأميركية هي الحليف الأول والداعم العسكري الرئيسي لإسرائيل.

وقدم بايدن دعما قويا لإسرائيل في حربها على قطاع غزة الذي بدأ بعد هجوم «حماس».

أدى الهجوم الذي نفذته «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل إلى مقتل 1197 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» تستند إلى أرقام إسرائيلية.

واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم في غزة، بينهم 44 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قتلوا.

وردت إسرائيل على هجوم «حماس» متوعدة «بالقضاء» على الحركة، وهي تنفذ مذاك حملة قصف مدمرة وهجمات برية أسفرت عن سقوط 39145 قتيلا على الأقل، بحسب وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».

ومع أنها لم تعارض بايدن في هذا الصدد، فإن تصريحات هاريس حول الحرب التي شهدت تحويل مساحات واسعة من غزة إلى أنقاض - كانت أكثر دقة.

وفي مارس (آذار) الماضي، أدلت هاريس بأقوى تصريحات لأي مسؤول في الإدارة الأميركية حتى الآن عندما دعت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء «المعاناة الهائلة»، وانتقدت إسرائيل بسبب عدم وصول المساعدات الكافية إلى غزة.

وجاءت دعوتها في خطاب لإحياء ذكرى مسيرة للحقوق المدنيّة في سلما في ألاباما، حيث قمعت الشرطة بعنف مسيرة للحقوق المدنية في عام 1965 في ما يعرف بـ«الأحد الدامي».

التزام ثابت

هذا الموقف سيظهر بوضوح خلال زيارة نتنياهو إلى واشنطن هذا الأسبوع، علما أن بايدن وهاريس سيعقدان اجتماعين منفصلين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وستغيب هاريس الأربعاء عن الكونغرس متذرعة بضيق الوقت، على الرغم من أنها يجب أن ترأس الجلسة وفق البروتوكول.

ويقول معسكرها إن رحلة مقررة إلى إنديانابوليس تعني أنها لا تستطيع القيام بدورها.

ولكن أحد مساعديها أكد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «سفرها إلى إنديانابوليس في 24 يوليو (تموز) ينبغي عدم تفسيره على أنه تغيير في موقفها تجاه إسرائيل»، مشيرا إلى «التزامها الثابت» بأمن الدولة العبرية.

وسيتغيب بايدن أيضا الذي برزت خلافاته مع نتنياهو إلى العلن في الأشهر الأخيرة على الرغم من دعم الرئيس القوي لإسرائيل، عن الخطاب في الكونغرس.

ويرى كلارك أن قرار هاريس عدم الحضور ليس بالضرورة «تجاهلا» لكنه «إشارة إلى أن الأمور ستكون مختلفة».

وتبقى حرب غزة عاملا مؤثرا في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وأثارت سياسة بايدن حفيظة أعداد كبيرة من الناخبين الديمقراطيين وهددت آمال حزبه في الفوز بولاية ميشيغان المتأرجحة، والتي تضم عددا كبيرا من العرب الأميركيين.

من جهتها، تجاوزت هاريس وعائلتها الانقسام السياسي حول هذه القضية. وقام زوجها دوغ إيمهوف، وهو يهودي، بسلسلة من اللقاءات العامة لإدانة تصاعد معاداة السامية منذ السابع من أكتوبر.

وفي رأي بيتر لوج مدير كلية الإعلام والشؤون العامة بجامعة جورج واشنطن، أن الحرب شكلت مجالا يمكن لهاريس أن «تثير فيه نزاعا عاما منسقا» مع بايدن.

ويرى أن ذلك سيساعد أيضا في تمييزها عن دعم ترمب «الشامل» لإسرائيل.

وقال لوج: «لدى هاريس فرصة لاتخاذ موقف مختلف بعض الشيء يعترف بهذه المخاوف مع الاستمرار في دعم إسرائيل»، أي الابتعاد قليلا عن موقف الإدارة الحالية «لطمأنة المجموعة (الغاضبة من الدعم لإسرائيل)».


مقالات ذات صلة

نتنياهو يقول إن الاتفاق في غزة قريب

المشرق العربي ناشط يلصق لافتة على عمود إنارة احتجاجاً على الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وخطابه أمام الكونغرس في واشنطن (رويترز)

نتنياهو يقول إن الاتفاق في غزة قريب

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لعائلات رهائن محتجزين في قطاع غزة إن التوصل إلى اتفاق مع حركة «حماس» أصبح قريباً.

كفاح زبون (رام الله)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في طوكيو 8 نوفمبر 2023 (د.ب.أ)

الخارجية الأميركية تنتقد قرار محكمة العدل الدولية بشأن الاحتلال الإسرائيلي

أصدرت الخارجية الأميركية هذا اليوم السبت بياناً بشأن قرار محكمة العدل الدولية بأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي مركز لتوزيع المساعدات الغذائية في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة الخميس (أ.ف.ب)

الرئاسة الفلسطينية ترفض نشر أي قوات أجنبية في غزة

رفضت الرئاسة الفلسطينية نشر أي قوات غير فلسطينية في قطاع غزة، قائلة إن «الأولوية» لوقف العدوان الإسرائيلي، و«ليس الحديث عن اليوم التالي للحرب».

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي دخان يتصاعد من مبنى استهدفته غارة إسرائيلية بالنصيرات وسط قطاع غزة في 20 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

مقتل 30 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على قطاع غزة

قال مسؤولو صحة في غزة إن 30 فلسطينياً على الأقل قُتلوا، جرّاء قصف قوات إسرائيلية لعدة مناطق بأنحاء القطاع، السبت، بينما توغّلت دبابات غرب وشمال مدينة رفح.

«الشرق الأوسط» (غزة)
تحليل إخباري خلال تأمين معبر رفح من الجانب المصري (أ.ف.ب)

تحليل إخباري معبر رفح: مقترح لإحياء اتفاق 2005 يُعزز جهود الوسطاء نحو «الهدنة»

تحركات أميركية جديدة لإعادة فتح معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة بعد أكثر من شهرين على إغلاقه عقب سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من المعبر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

فرنسا تستعجل التمديد لـ«اليونيفيل»... وتحذّر من «حرب شاملة» عبر الحدود

جنديان من «اليونيفيل» على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية (د.ب.أ)
جنديان من «اليونيفيل» على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية (د.ب.أ)
TT

فرنسا تستعجل التمديد لـ«اليونيفيل»... وتحذّر من «حرب شاملة» عبر الحدود

جنديان من «اليونيفيل» على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية (د.ب.أ)
جنديان من «اليونيفيل» على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية (د.ب.أ)

حذّرت الدبلوماسية الفرنسية من خطر وقوع «حرب شاملة» عبر الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، بسبب التصعيد الذي يمكن أن يؤدّي إلى سوء حسابات أو تقدير، ما يتلاقى مع مخاوف الأمم المتحدة من تدهور سريع للوضع إذا لم يَجرِ تدارُك الوضع دبلوماسياً، وسط استعجال فرنسي للتمديد للقوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان «اليونيفيل».

وقبيل جلسة مشاورات مغلقة، عقدها أعضاء مجلس الأمن، الأربعاء، لمناقشة الوضع على الحدود بين لبنان وإسرائيل، قال المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير، إن بلاده «تشعر بقلق بالغ حيال تدهور الوضع على طول الخط الأزرق»، مضيفاً أن فرنسا «ملتزمة تماماً التوصل إلى وقف التصعيد، وتعزيز الحل الدبلوماسي لتجنّب حرب شاملة».

وحذّر من أنه «ستكون عواقب مثل هذا التطور كارثية وغير محتملة على البلدين والمنطقة»، وحضّ كل الأطراف على «ضبط النفس»، مع «احترام كامل لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك حماية المدنيين»، وذكر أن «الإطار الذي وضعه مجلس الأمن واضح؛ يجب على كل الأطراف أن تحترم وتنفّذ قرار مجلس الأمن (1701) بشكل كامل»، كاشفاً أن فرنسا تُجري اتصالات مع الطرفين؛ «لإيجاد الظروف الملائمة لتنفيذ هذا القرار، والعودة إلى وقف الأعمال العدائية».

وكذلك ذكر المسؤول الفرنسي الكبير أن فرنسا تساهم في القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان «اليونيفيل»، مجدِّداً «الدعم الكامل لعملها»، وأكّد أن «كل الأطراف مسؤولة عن ضمان سلامة وأمن أفراد اليونيفيل، ويجب أن تحظى حريتها في الحركة بالاحترام الكامل ودون عوائق»، مشيراً إلى العمل الجاري بشكل مستعجل لتجديد ولايتها في الأيام المقبلة، على أساس التوازن الذي أنشأه القرار «1701».

تقرير غوتيريش

وبحث أعضاء مجلس الأمن في التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي عبّر عن «قلق بالغ» من الخروقات المتكررة لوقف الأعمال العدائية عبر الخط الأزرق، منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مشيراً إلى «دورة التصعيد بين (حزب الله) والجماعات المسلحة الأخرى غير التابعة للدولة في لبنان من جهة، والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى»، ما «يشكّل تهديداً خطيراً لاستقرار لبنان وإسرائيل والمنطقة».

وإذ أشار إلى أن تكثيف عمليات تبادل إطلاق النار على طول الخط الأزرق «حمل معه الموت والدمار»، عادّاً «عمليات تبادل إطلاق النار تبرهن على حيازة (حزب الله)، وغيره من الجماعات المسلّحة غير التابعة للدولة، لأسلحة خارج نطاق سلطة الدولة»، ودعا إلى «التنفيذ التام للأحكام ذات الصلة من اتفاق الطائف، ومن القرارين (1559) و(1680)، التي تطالب بنزع سلاح كل الجماعات المسلّحة في لبنان».

عاجل نتنياهو: سنعمل مع أميركا وشركاء عرب لتحويل الشرق الأوسط نتنياهو: الإسراع بالدعم العسكري الأميركي يمكن أن يسرع بنهاية الحرب في غزة