الإسرائيليون يترقبون نتائج زيارة نتنياهو إلى واشنطن

مصادر رأت أن نجاحها سيُقاس بعدد المرات التي يصفق له فيها أعضاء الكونغرس


نتنياهو وبايدن خلال لقاء في تل أبيب أكتوبر 2023 (رويترز)
نتنياهو وبايدن خلال لقاء في تل أبيب أكتوبر 2023 (رويترز)
TT

الإسرائيليون يترقبون نتائج زيارة نتنياهو إلى واشنطن


نتنياهو وبايدن خلال لقاء في تل أبيب أكتوبر 2023 (رويترز)
نتنياهو وبايدن خلال لقاء في تل أبيب أكتوبر 2023 (رويترز)

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن بنيامين نتنياهو سيلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن، يوم الثلاثاء، قبل يوم من إلقائه كلمةً أمام جلسة مشتركة للكونغرس. وراعت ترتيبات جدول أعمال الزيارة تعافي الرئيس بايدن من «كوفيد - 19»، بعد أن ثبتت إصابته بالفيروس في 17 من الشهر الحالي، ويعزل بايدن نفسه في منزله بولاية ديلاوير منذ ذلك الحين.

وكان من المتوقع في بادئ الأمر أن يلتقي الزعيمان الاثنين. وربما يكون السبب وراء هذا التأخير هو إصابة بايدن بـ«كوفيد»، حسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل». ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن مكتب نتنياهو قوله في بيان إن رئيس الوزراء سيتوجه إلى الولايات المتحدة، صباح الاثنين. وتعد هذه أول زيارة يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي خارج إسرائيل منذ بدء الحرب ضد «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

وذكرت تقارير إعلامية أنه من المتوقع أن تتركز المناقشات أساساً على جهود تهدف إلى ضمان وقف إطلاق النار في صراع غزة وإطلاق سراح الرهائن، مقابل الإفراج عن السجناء الفلسطينيين.

جانب من المظاهرات المطالبة بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى «حماس» في تل أبيب أمس (أ.ف.ب)

معارضة الزيارة

ونقلت «بلومبرغ» عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن أحد كبار المساعدين الأمنيين أطلع بايدن يوم السبت على التطورات في الشرق الأوسط. وفي إسرائيل، واجهت زيارة نتنياهو إلى الخارج انتقادات شديدة، حيث طالب متظاهرون نتنياهو بعدم مغادرة البلاد، إلا بعد التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن.

إصرار على الزيارةويرى مراقبون أن نجاح زيارة نتنياهو سيُقاس بعدد المرات التي سيصفق له فيها أعضاء الكونغرس ويقفون على أرجلهم تقديراً وحماسةً له. وما تعدى ذلك سيكون بمثابة تحديات تقليدية يعرف كيف يصمد بها ويجيرها لصالحه أمام الجمهور، إذ إنه أصبح معروفاً أن نتنياهو هو الذي طلب هذه الزيارة، قبل عدة شهور. وفي حينه خرج موظفو البيت الأبيض عن طورهم لكي يقنعوه بإرجائها لوقت آخر، بعد انتهاء الحرب على غزة، ووعدوه باستقباله في البيت الأبيض بحفاوة، إذا وافق على التأجيل.

وعد البعض أن هذه سجلت «أول صفعة لأولئك الذين منعوا الرئيس جو بايدن من دعوة نتنياهو للزيارة التقليدية بعد فوزه برئاسة الحكومة»، لكن نتنياهو أصر على الزيارة، كما استغل معركة الانتخابات العصيبة في الولايات المتحدة، والصراع الدائر بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري والمرشحين، بايدن ودونالد ترمب، ليمارس الضغط ليس فقط ليلقي خطاباً أمام نواب المجلسين في الكونغرس بل أيضاً ليلتقي كلا المرشحين.

نتنياهو مستقبلاً بايدن في تل أبيب أكتوبر الماضي (رويترز)

محادثات ماراثونية

في تل أبيب يتحدث البعض عن محادثات ماراثونية مع واشنطن حول جدول أعمال نتنياهو في الولايات المتحدة، وحتى حول مضمون خطاب نتنياهو أمام الكونغرس. وأعرب مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، عن الأمل في ألا يكرر نتنياهو بخطابه في الكونغرس الأقوال الكيدية التي ألقاها ضد الرئيس باراك أوباما من على المنصة ذاتها في عام 2015. وكان هناك من حرص في محافل الاستخبارات الأميركية على التذكير بأن إيران قريبة إلى مسافة أسبوعين من تطوير سلاح نووي.

الخطاب الرابعويبدو، من تصريحات مقربين من نتنياهو، أنه توصل إلى تفاهمات مع البيت الأبيض بأن يكون الخطاب ذا طابع توحيدي بين الدولتين، يرضي فيه الديمقراطيين والجمهوريين على السواء. وحسب المعلقين الإسرائيليين، فإن الهدف هو ليس المعركة مع بايدن، وليس الخلافات مع الإدارة الأميركية، إنما الحظوة بالحدث التاريخي، إذ إن نتنياهو سيكون أول مسؤول أجنبي يلقي خطاباً أمام الكونغرس أربع مرات، وهو يتباهى بذلك أمام الإسرائيليين باستمرار.

والسبب، كما يقول البعض، واضح: «إذا ما سألتم لماذا يسافر نتنياهو إلى واشنطن، فإن الجواب يتطابق مع ما رأيناه في الأشهر الأخيرة... رئيس الوزراء يوجد في ذروة حملة انتخابات ترمي لأن تضمن له كرسي الحكم لبضع سنوات أخرى. ولا تشوش له العقل بالمطلب المهووس لأخذ المسؤولية عن الكارثة التي شهدناها في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي».

وكلما صفق له النواب الأميركيون أكثر يكون خطابه أنجح. وهو يجيد اللغة السياسية الأميركية ويعرف كيف يختار جملاً توقف النواب الأميركيين على أرجلهم ليصفقوا له طويلاً.

ومع أن هناك معارضة ضد زيارته وخطابه، فإن نتنياهو يستخف بذلك، ويقول إنه من مجموع 500 نائب أميركي لا يعارض زيارته اليوم سوى 10 نواب فقط، والمظاهرات التي تنتظره في واشنطن هي بالأساس من متظاهرين إسرائيليين.


مقالات ذات صلة

نتنياهو يزور واشنطن في خضم العاصفة السياسية الداخلية

الولايات المتحدة​ نتنياهو يتحدث مع الصحافيين قبل مغادرته إلى أميركا في 22 يوليو 2024 (د.ب.أ)

نتنياهو يزور واشنطن في خضم العاصفة السياسية الداخلية

بينما تتخبط الولايات المتحدة في أزماتها الداخلية غير المسبوقة بعد تنحي بايدن، يستعد نتنياهو للدخول في معترك الأزمة مع زيارته المقررة إلى واشنطن هذا الأسبوع.

رنا أبتر (واشنطن) «الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية يحيى السنوار قائد «حماس» في غزة في صورة تعود إلى 13 أبريل 2022 (أ.ب)

هل أرسل السنوار رسالة لإسرائيل قبل السابع من أكتوبر؟

أرسل زعيم «حماس» في غزة يحيى السنوار، رسالة تحذير سرية إلى إسرائيل قبل أسابيع من شن هجوم 7 أكتوبر، وتساءل تقرير في القناة «12» عن سبب عدم تفسيرها بشكل صحيح!!

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي مبنى مدمّر في بلدة الجمَيجمة بجنوب لبنان استهدفه القصف الإسرائيلي مساء الخميس الماضي وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى (أ.ب)

«حزب الله»: الضغط والتصعيد لوقف العدوان على غزة

تتفاوت حدّة المواجهات في جبهة الجنوب بين إسرائيل و«حزب الله» الذي يعتمد سياسة «الضغط والتصعيد لوقف العدوان على غزة».

كارولين عاكوم (بيروت)
خاص حرب غزة تنعش زراعة التبغ play-circle 04:18

خاص حرب غزة تنعش زراعة التبغ

زراعة التبغ غير مكلفة وتستغرق نحو شهرين فقط لحصاد محصولها، وكلما قلَّ الماء كلما كانت النكهة مركزة وقوية.

سماح السيد (لندن)
المشرق العربي صورة لشركة «ماكسار تكنولوجيز» تظهر تصاعد الدخان الكثيف جراء الحريق في ميناء الحديدة بعد الضربات الإسرائيلية (رويترز)

نيران ميناء الحديدة ما زالت مشتعلة بعد يومين من الغارات الإسرائيلية

تُواصل فِرق الإطفاء، اليوم الاثنين، جهودها لاحتواء الحريق الهائل الذي لا يزال مشتعلاً في ميناء الحُديدة بغرب اليمن.

«الشرق الأوسط» (الحديدة (اليمن))

رئيس الوزراء العراقي يحذّر من استخدام المخدرات في «تجنيد إرهابيين»

السوداني يفتتح «مؤتمر بغداد الدولي الثاني لمكافحة المخدرات» (رئاسة الوزراء العراقية)
السوداني يفتتح «مؤتمر بغداد الدولي الثاني لمكافحة المخدرات» (رئاسة الوزراء العراقية)
TT

رئيس الوزراء العراقي يحذّر من استخدام المخدرات في «تجنيد إرهابيين»

السوداني يفتتح «مؤتمر بغداد الدولي الثاني لمكافحة المخدرات» (رئاسة الوزراء العراقية)
السوداني يفتتح «مؤتمر بغداد الدولي الثاني لمكافحة المخدرات» (رئاسة الوزراء العراقية)

حذّر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في افتتاح «مؤتمر بغداد الدولي الثاني لمكافحة المخدرات»، من «استخدام المخدرات في تجنيد الإرهابيين»، ما يُسهم في تهديد الأمن الإقليمي.

وشارك على مستوى المؤتمر وزراء الداخلية وأجهزة مكافحة المخدرات من تسع دول عربية وإقليمية، بالإضافة إلى الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، و«جامعة نايف للعلوم الأمنية»، فضلاً عن مشاركة مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة المنظمة.

وأكد المشاركون، في بيان ختامي، ضرورة «توحيد الجهود الإقليمية والدولية المشتركة لتعزيز الأمن الإقليمي والعالمي لمواجهة تحدي انتشار المخدرات والمؤثرات العقلية وتهريبها؛ لحماية المجتمعات من خطر هذه الآفة، إدراكاً منها لحتمية تكامل العمل الأمني والاستخباري بين دولنا، الذي يأتي استجابة إلى ظروف المرحلة والتحديات والمشكلات المتشابهة التي نواجهها، علاوة على تماثل كثير من القوانين والأنظمة والتقاليد والمعتقدات التي ترفض هذه الآفة وتدينها، وتشجع على إقامة المؤسسات وإنشاء الأجهزة التي تحد من انتشار هذه الظاهرة والقضاء عليها».

مسؤولة أممية تشارك في «مؤتمر بغداد الدولي الثاني لمكافحة المخدرات» (رئاسة الوزراء العراقية)

ومن جانبه، شدّد السوداني على «أهمية رفع مستوى التنسيق والتعاون المشترك في مواجهة هذه السموم الفتاكة بالمجتمعات والاقتصاد، وتأثيراتها في استقرار المنطقة بأسرها».

ونقل بيان صادر عن مكتب السوداني قوله في المؤتمر، إن «المخدرات والمؤثرات العقلية عامل أساسي من عوامل عدم الاستقرار في المنطقة، وتهديدها لا يقتصر على الضرر الذي تستهدف به الشباب، وإنما يعني أن المستقبل بمجملهِ يقعُ في دائرة الأخطار».

وأشار السوداني إلى أن «التخادم بين الإرهاب وعصابات المخدرات يسعى إلى خلق مناطق معزولة، تخرجُ عن سيطرة القانون، وتستهدف زعزعة الأمن وهز الأسس المستقرة للمجتمعات»، مضيفاً أن «المخدرات استُخدمت في تجنيد الإرهابيين، من أجل خلق منطقة غير آمنة، ووقف التنمية وإضعاف الأوطان، وفعل المخدرات لا يختلف في نتائجه عن الحروب».

ورأى أن هدف المخدرات والإرهاب «يتمثّل في نَشرِ الصِّراع، وتوسعة ساحات العنف، لإنتاج التطرّف، والمزيد من اللاجئين، إذ إن المُخدّرات لم تعد مجرّد عقاقير كيميائية تلعب بعقولِ بعضِ الأفرادِ والمتعاطين، بل هي وسيلة لتدمير المجتمعاتِ من الداخل».

وتحدّث السوداني عن جملة إجراءات وقرارات استهدفت «تفتيتَ قدرة الجماعاتِ الإجرامية العاملة على هذهِ السموم، ورفع مستوى حصانة المجتمع، ضمن استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة المخدّرات».

ودعا السوداني إلى التنسيق والتعاون لملاحقة عصاباتِ المخدراتِ وتفكيكِها؛ لأن ذلك «سيخدم الأمن الإقليمي والدولي، إذ إن العراقَ منفتحٌ على كل تعاون أو جهد مع الأشقاءِ والأصدقاء».

ويعاني العراق منذ سنوات من مشكلة المخدرات التي تنامت بشكل كبير خلال العقدين الأخيرين، وتحول إلى دولة مستهلكة بعد أن كان دولة شبه خالية من المخدرات، وغالباً ما تمر تجارة المخدرات من حدوده الشرقية مع إيران والغربية مع سوريا، وتمر بكميات أقل عبر حدوده الشمالية مع تركيا.

مسؤول بوزارة الداخلية العراقية يقدّم تقريراً خلال «مؤتمر بغداد الدولي الثاني لمكافحة المخدرات» (رئاسة الوزراء)

وأعلنت وزارة الداخلية، الأسبوع الماضي، أن عملياتها المتعلقة بمكافحة المخدرات أسفرت خلال النصف الأول من العام الحالي «ضبط مواد مخدرة، بواقع طن و822 كغم، و740 غراماً متنوعة»، وأكدت «وجود انخفاض بالمخدرات وبمعدل 4 في المائة، قياساً بالمدة نفسها عن العام السابق».

ولفتت إلى أن «مجموع ما قُبض عليهم 7705 متهمين، وبواقع 1435 تاجر مخدرات، و198 مواد قانونية أخرى، و147 تاجراً دولياً، والعدد الكلي للمدانين الصادر بحقهم أحكام إعدام خلال 6 أشهر بلغ 72 حكماً، وضُبطت أسلحة مختلفة، وبواقع 781 قطعة سلاح في مجال مكافحة المخدرات».

بدوره، أكد وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، خلال كلمة له في المؤتمر، أن «خطر المخدرات يزداد بقوة، وآفة المخدرات أصبحت شبحاً يطارد شبابنا».

وشدد الشمري على «ضرورة التعاون والتنسيق للوقوف بوجه خطر المخدرات. وزارة الداخلية شرعت بإجراءات كثيرة وخطط مدروسة لمطاردة التجار، والعراق أطاح برؤوس كبيرة في تجارة المخدرات»، كاشفاً عن «إبرام مذكرات تفاهم مع دول كثيرة لمواجهة هذه الظاهرة».

وقال مدير دائرة العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية، اللواء خالد المحنا، لـ«وكالة الأنباء العراقية» (واع): إن «وزارة الداخلية وبعد أن تبنّت ملف مكافحة المخدرات، بصفته أهم ملف في الوزارة، خطت استراتيجية وطنية شاملة أحد بنودها إقامة تعاون إقليمي دولي، لأن المخدرات من الجرائم العابرة للحدود والعابرة للوطنية، وهنالك جماعات محلية تتعامل مع جماعات دولية».

وأضاف المحنا، أن «الفضل الأول كان للعراق في تبني وإنشاء منظومة تعاون دولي إقليمي مشترك. وبغداد وجدت رغبة حقيقية من قبل دول الجوار بصفتها تواجه المشكلة نفسها، وفي بعض البلدان أخطر وأعقد من مشكلة العراق».

صورة تذكارية بين السوداني ووزراء داخلية دول جوار العراق ومشاركين في «مؤتمر بغداد الدولي الثاني لمكافحة المخدرات» (رئاسة الوزراء العراقية)

وتابع: «كان هنالك تفاعل، وأبدت الدول رغبتها بهذا التجمع، وعُقد المؤتمر الأول في العام الماضي، وتمخض عنه كثير من النتائج التي سرعان ما آتت أُكلها، وأثمرت كثيراً من الإنجازات على الصعيدين المحلي والدولي».

ولفت إلى أن «مؤتمر بغداد الثاني يسعى إلى أن يكون هنالك تعزيز لهذا التعاون، وأن يكون هنالك عمل حقيقي مشترك لمواجهة خطر المخدرات»، مشيراً إلى أن «أهم المخرجات المرتقبة سيكون هنالك تعزيز للتعاون، ومكتب دائم في العراق لتناقل البيانات والخبرات».