مخاوف اللاجئين السوريين في تركيا تدفعهم للبحث عن مآوٍ أخرى

بين أحداث العنف وتحركات التطبيع مع دمشق

اللاجئون السوريون في تركيا يخشون الاتفاق مع دمشق على صفقة لترحيلهم رغم تطمينات أنقرة (أرشيفية)
اللاجئون السوريون في تركيا يخشون الاتفاق مع دمشق على صفقة لترحيلهم رغم تطمينات أنقرة (أرشيفية)
TT

مخاوف اللاجئين السوريين في تركيا تدفعهم للبحث عن مآوٍ أخرى

اللاجئون السوريون في تركيا يخشون الاتفاق مع دمشق على صفقة لترحيلهم رغم تطمينات أنقرة (أرشيفية)
اللاجئون السوريون في تركيا يخشون الاتفاق مع دمشق على صفقة لترحيلهم رغم تطمينات أنقرة (أرشيفية)

تتصاعد مخاوف اللاجئين السوريين في تركيا يوماً بعد يوم مع ما يبدو أنه إصرار من جانب أنقرة على المضي قدماً في تطبيع العلاقات مع دمشق، فضلاً عن موجة العنف والرفض العام التي أصبحت سائدة ضدهم ومخاوف الترحيل القسري على الرغم من التأكيدات الرسمية بعدم إجبار أي منهم على المغادرة.

في أحدث التصريحات بشأن اللاجئين السوريين وموقفهم في ظل الخطوات التي تُتخذ لعقد لقاء بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والسوري بشار الأسد، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن «مساعي تركيا واضحة وصريحة ورغبتها في تطبيع العلاقات مع سوريا طبيعية والتطبيع سيصبّ في صالح جميع دول المنطقة».

وقال فيدان، في تصريحات في إسطنبول، الأحد، إنه «بالنسبة للاجئين السوريين في تركيا، فإننا لم نجبِر، ولن، أي لاجئ على العودة إلى بلاده قسراً، وسنواصل السياسة ذاتها». ولفت إلى استقلالية قرارات المعارضة السورية، موضحاً أن الحوار مع النظام السوري هو قرار خاص بها، ولديها (المعارضة) قراراتها الخاصة، ولن يتم فرض أي شيء عليها، لكن تركيا لن تترك المعارضة في منتصف الطريق بسبب التضحيات المشتركة.

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أكد استمرار خطوات التطبيع مع دمشق وطمأن اللاجئين والمعارضة (الخارجية التركية)

ويتخوف السوريون في تركيا من أن يتوصل إردوغان والأسد إلى اتفاق حال لقائهما على صفقة لإعادة السوريين، على الرغم مما تتمسك به تركيا بشأن حل مشكلة الأملاك وإعادتها للعائدين.

محمد محرز، يدير محلاً لبيع المنتجات السورية في إسطنبول، عبّر عن قلقه من أحداث العنف المتكررة ضد السوريين، والتي بلغت ذروتها في قيصري (وسط) تركيا في نهاية يونيو (حزيران) الماضي على خلفية حادث تحرش تورط فيه سوري، وانتشر العنف ضد السوريين بعد ذلك في الكثير من المدن. وأكد محرز لـ«الشرق الأوسط»، أنه لا يفكر بالبقاء في تركيا؛ لأن الوضع لم يعد آمناً بالنسبة للسوريين، وفضلاً عن ذلك قد يتم الاتفاق بين تركيا وحكومة الأسد على إعادة اللاجئين، وأنه يفكر في الرحيل إلى مصر.

أحمد، شاب سوري يعمل في أحد مصانع الجلود، قال إنه أصبح يخاف السير في الشوارع في طريق ذهابه وعودته إلى عمله، وإنه يفكر جدياً وأسرته في العودة إلى إدلب.

خطة جديدة

وقال إردوغان، في تصريحات منذ أيام، إن 670 ألف سوري عادوا إلى تجمعات سكنية أقامتها بلاده في شمال سوريا، ومن المتوقع عودة مليون شخص آخر.

وأصدرت 73 منظمة حقوقية وإنسانية ومدنية سورية بياناً مشتركاً حثّت فيه الحكومة التركية على الوفاء بالتزاماتها لحماية اللاجئين وضمان حقوقهم الأساسية وكرامتهم ووقف العنف ضدهم، والالتزام بمبدأ عدم الإعادة القسرية إلى دول النزاع، حيث تؤكد تقارير لجان التحقيق المستقلة استمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سوريا؛ مما يجعلها غير آمنة لعودة اللاجئين.

ونقلت تقارير، الأحد، عن مسؤولين أتراك أنه يجري الإعداد لخطة جديدة لتنظيم أوضاع اللاجئين السوريين، تقوم على شقين، أحدهما تأمين ظروف العودة الطوعية لغالبية اللاجئين الذين يتجاوز عددهم 3 ملايين، والآخر اتخاذ إجراءات لإدماج من سيفضّلون البقاء وإعطائهم إقامات وتصاريح عمل بشروط معينة وحسب حالة قطاعات الأعمال في البلاد، مع اتخاذ إجراءات للتحفيز على العودة الطوعية عبر التفاوض مع دمشق.

وأكد عضو الهيئة السياسية منسق مجموعة عمل اللاجئين في «الائتلاف الوطني السوري»، أحمد بكورة، على حسابه في «إكس» أن الحكومة التركية ستعلن خلال الأيام القليلة المقبلة عن قرارات تهدف إلى تحسين المكانة القانونية للأجانب، وتقنين وجودهم، وتيسير حصول السوريين على تصاريح العمل.

ووصف الخطوات المرتقبة بأنها «تمثل نهاية جزئية لمرحلة صعبة وتحسيناً ملموساً في أوضاع السوريين القانونية».

ويطالب مسؤولو قطاع الأعمال في تركيا بتوظيف اللاجئين كعمال مسجلين من خلال الحصول على تصاريح العمل والإقامة، وفي حال تطبيق سياسات الإدماج، فسيتم اتخاذ الخطوة الأولى لضمان تسجيل اللاجئين في القوى العاملة.

أخطاء 13 عاماً

وفي خضم التصريحات المتتابعة من الرئيس رجب طيب إردوغان عن دعوة الأسد للقاء وإعادة العلاقات مع سوريا إلى ما كانت عليه في الماضي، تساءل الكاتب المحلل السياسي، مراد يتكين، عمن سيدفع فاتورة الأخطاء السياسية للحكومة التركية في الملف السوري على مدى 13 عاماً.

وقال يتكين، في مقال على مدونته «يتكين ريبورت» إن أحداث قيصري التي وقعت الشهر الماضي، تظهر وحدها أن الوقت قد حان لإغلاق الفصل الخاص بسوريا، مضيفاً أن تركيا لم تتمكن، تحت إدارة إردوغان، من تحقيق أهدافها بالكامل في سياستها تجاه سوريا منذ عام 2011.

ولفت إلى أنه لا يتم الحديث كثيراً عن دور السياسة السورية في الأزمة الاقتصادية في تركيا، ومع ذلك، وفقاً لإردوغان، فإن الأموال التي تم إنفاقها على اللاجئين فقط تبلغ 40 مليار دولار.

وقال: «نحن جميعاً ندفع ثمن استخفاف فريق إردوغان ووزير الخارجية رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، بإيران وروسيا في بداية الحرب الأهلية وثقتهم في الولايات المتحدة، ضد رغبتهم».

احتجاجات شمال سوريا

في السياق، تتواصل الاحتجاجات الغاضبة في المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة، على خلفية التقارب بين تركيا والحكومة السورية بمبادرة من روسيا، وذلك منذ افتتاح معبر أبو الزندين، الفاصل بين مناطق المعارضة والحكومة السورية في مدينة الباب شرق حلب في 27 يونيو (حزيران) الماضي، والتي تجددت بقوة منذ مطلع الشهر الحالي بسبب أحداث العنف ضد اللاجئين السوريين في تركيا على خلفية حادث قيصري.

وتظاهر العشرات، ليل الأحد - الاثنين، في مدينة أعزاز بريف حلب ضمن منطقة «درع الفرات» للتعبير عن رفض التطبيع التركي - السوري، وعبّروا عن رفضهم رفع الأعلام التركية على المؤسسات المدنية في شمال سوريا، وطالبوا برفع عَلم الثورة وحيداً، واقتصار رفع العلم التركي على القواعد العسكرية التركية المتواجدة في المنطقة، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنشان» الاثنين.

وقال «المرصد» إن عدداً من المتظاهرين توجّهوا إلى مبنى حكومة الائتلاف لإغلاقه إعلاناً لرفض الوصاية التركية التي أعادت افتتاح المبنى من جديد وفرضت القرار على الشعب السوري، بعد أن أغلق مطلع الشهر الماضي في ظل الاحتجاجات الشعبية.

تطورات ميدانية

في غضون ذلك، استقدمت القوات التركية، الأحد، 14 آلية عسكرية بعضها تحمل مواد لوجيستية عبر دفعتين من معبر باب السلامة إلى نقاطها المتمركزة على أطراف مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي.

القوات التركية تواصل قصف مواقع «قسد» في منبج (إكس)

وأفاد «المرصد» بأن ذلك يأتي في إطار استمرار تعزيز القوات التركية لقواعدها تحسباً لمعارك محتملة.

ووقعت اشتباكات عنيفة بين فصائل «الجيش الوطني» وقوات «مجلس منبج العسكري» التابع لـ«قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بعد منتصف ليل الأحد - الاثنين، استخدمت خلال الأسلحة الثقيلة، إثر محاولة الأخيرة التسلل إلى مواقع عسكرية تابعة للفصائل، على محور قرية عرب حسن بريف منبج شرقي حلب.

وتزامنت الاشتباكات مع قصف مدفعي مكثف نفّذته القوات التركية والفصائل الموالية لها على 7 قرى في ريف منبج.

كما قصفت القوات التركية وفصائل الجيش الوطني، الاثنين، قريتي قرط ويران والعريمة في ريف منبج الغربي ضمن مناطق «مجلس منبج العسكري».

وقُتل عامل مدني متعاقد مع «قسد»، وأصيب آخر بقصف بري نفّذته القوات التركية على أنفاق عسكرية تابعة لـ«قسد» في ريف عين عيسى شمال الرقة.


مقالات ذات صلة

الأسد يكلف الجلالي «المُعاقَب أوروبياً» بتشكيل الحكومة

المشرق العربي الرئيس السوري بشار الأسد (رويترز)

الأسد يكلف الجلالي «المُعاقَب أوروبياً» بتشكيل الحكومة

أصدر الرئيس السوري بشار الأسد، السبت، مرسوماً بتكليف وزير الاتصالات السابق محمد غازي الجلالي بتشكيل الحكومة، وفق وكالة الإعلام السورية (سانا).

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي سيارة إسعاف تمر أمام مركبة محترقة بسبب الضربة الإسرائيلية في سوريا (أ.ب)

الجيش الإسرائيلي يقول إنه قصف أهدافاً في سوريا هذا الأسبوع

قال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إنه نفذ خلال الأسبوع الحالي عمليات على أهداف في سوريا بعد أيام قليلة من إعلان سوريا عن وقوع غارات إسرائيلية قتلت 16 شخصاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي وزير الخارجية السوري فيصل المقداد يغادر اجتماع وزراء خارجية جامعة الدول العربية في القاهرة (رويترز)

هل يرسل انسحاب المقداد أثناء كلمة نظيره التركي «رسائل متناقضة»؟

إشارات متناقضة للموقف السوري حيال التطبيع مع تركيا، عندما غادر وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قاعة اجتماع وزراء الخارجية العرب قبل كلمة نظيره التركي.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته في الاجتماع بالقاهرة (الخارجية السعودية)

وزير الخارجية السعودي يناقش تعزيز الدور العربي لتسوية الأزمة السورية

ناقش وزير الخارجية السعودي تعزيز الدور العربي لتسوية الأزمة السورية، ومعالجة تبعاتها السياسية والأمنية والإنسانية، خلال الاجتماع الثاني للجنة الاتصال العربية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي تظهر هذه الصورة جانباً من مدينة حلب شمال سوريا في 10 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

لجنة أممية: العنف في سوريا يتصاعد مجدداً

حذّرت لجنة تابعة للأمم المتحدة من أن الصراع في سوريا، الدائر منذ 2011، يهدد بالتصاعد مجدداً.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

منشورات إسرائيلية تدعو أهالي قرى لبنانية إلى إخلائها

عائلات سورية لاجئة تغادر بلدة الوزاني خوفاً من التهديدات الإسرائيلية في المنشورات التي طالبت السكان بالمغادرة (أ.ف.ب)
عائلات سورية لاجئة تغادر بلدة الوزاني خوفاً من التهديدات الإسرائيلية في المنشورات التي طالبت السكان بالمغادرة (أ.ف.ب)
TT

منشورات إسرائيلية تدعو أهالي قرى لبنانية إلى إخلائها

عائلات سورية لاجئة تغادر بلدة الوزاني خوفاً من التهديدات الإسرائيلية في المنشورات التي طالبت السكان بالمغادرة (أ.ف.ب)
عائلات سورية لاجئة تغادر بلدة الوزاني خوفاً من التهديدات الإسرائيلية في المنشورات التي طالبت السكان بالمغادرة (أ.ف.ب)

استفاق سكان بلدات لبنانية جنوبية قريبة من الحدود على منشورات إسرائيلية تطالبهم بإخلاء منازلهم، مما أثار الخوف في نفوسهم؛ مع التصعيد المتواصل الذي تشهده جبهة الجنوب بين إسرائيل و«حزب الله» في الأيام الأخيرة.

وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو لسيارات وحافلات محمّلة بالأغراض تخرج من عدد من البلدات؛ لا سيما العديسة و«رب ثلاثين» والطيبة.

وتشهد قرى وبلدات الجنوب حركة لافتة في الأيام الأخيرة، حيث تعمد العائلات إلى نقل ما أمكن من الأغراض والأثاث من المنازل إلى مناطق آمنة، وهي تستعين في ذلك بالجيش اللبناني.

وقالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» إن العائلات التي تريد نقل أغراضها من منازلها في الجنوب تبلغ الجيش وتطلب مؤازرة عناصره لتنفيذ المهمة خوفاً من استهدافهم، كما حدث أخيراً في بلدة العديسة حيث سقط جرحى.

في السياق نفسه، قالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن من صمد من السكان خلال الأشهر الماضية اتخذ قراره اليوم بالمغادرة في ظل التصعيد الذي تشهده جبهة الجنوب والمترافق مع تهديدات إسرائيلية بتوسعة الحرب. ولفتت إلى أن معظم العائلات النازحة تحاول نقل ما تبقى من أغراضها من منازلها في البلدات الجنوبية مع الشعور المتصاعد بأن الحرب ستطول وستتوسع، حيث بات بقاء هذه المنازل على حالها أمراً شبه مستحيل، خصوصاً أن قرى بأكملها باتت مدمّرة نتيجة القصف الإسرائيلي.

وصباح الأحد، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن «العدو الإسرائيلي ألقى منشورات فوق الوزاني تدعو الموجودين في هذه المنطقة وجوارها إلى إخلائها»؛ الأمر الذي أكده أيضاً رئيس بلدية الوزاني أحمد محمّد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

تضارب إسرائيلي

وتضاربت المعلومات بشأن هذه المنشورات التي تلقاها أهالي القرى الحدودية؛ إذ نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن الجيش الإسرائيلي قوله إن أحد ألويته بادر إلى هذه الخطوة دون الحصول على موافقة، مشيراً إلى أن «هذه الخطوة مبادرة من (اللواء 769)، ولم تجرِ الموافقة عليها من قبل قيادة الشمال»، وأنه فُتح تحقيق في الأمر.

وأُلقيت المنشورات باستخدام طائرة من دون طيار على مناطق في جنوب لبنان «أُطلقت منها صواريخ باتجاه شمال إسرائيل في الأسابيع الماضية»، وفق ما أوضح الجيش الإسرائيلي.

وجاء في المنشورات: «إلى جميع السكان والنازحين في منطقة مخيمات اللجوء: يطلق (حزب الله) النيران من منطقتكم. عليكم ترك منازلكم فوراً والتوجه إلى شمال منطقة الخيام حتى الساعة الرابعة مساء، وعدم الرجوع إلى هذه المنطقة حتى نهاية الحرب».

وأضافت المنشورات: «من وُجد في هذه المنطقة بعد هذه الساعة، فسيعدّ عنصراً إرهابياً وستستباح دماؤه. جيش الدفاع الإسرائيلي سيعمل بكل ما أوتي من قوة في منطقتكم ليتأكد من أن تكون خالية من السكان».

لاجئون سوريون يحملون أمتعتهم ويغادرون بلدة الوزاني بعد المنشورات الاسرائيلية التي طلبت من السكان المغادرة (أ ف ب)

وأتت هذه التهديدات مترافقة مع قصف استهدف بلدات جنوبية عدة، حيث قصفت المدفعية الإسرائيلية بلدتَي كفركلا والعديسة؛ ما أدى إلى سقوط 4 جرحى في العديسة من المدنيين خلال إخلاء الأهالي منازلهم من الأثاث، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية بلدتَي مركبا ورب ثلاثين.

جرحى العديسة

وصدر عن «مركز عمليات طوارئ الصحة العامة»، التابع لوزارة الصحة العامة، بيان أُعلن فيه أن «قصف العدو الإسرائيلي بلدة العديسة أدى إلى إصابة 4 أشخاص بجروح، من بينهم شخصان احتاجا دخول المستشفى لإتمام العلاج، والاثنان الآخران عولجا في الطوارئ».

صورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر سيارات محمّلة بالأغراض تغادر بلدة العديسة الجنوبية

وكانت جبهة الجنوب قد شهدت توتراً مساء السبت استمر حتى الصباح؛ حيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بسقوط طائرة مُسيرة في مستوطنة المطلة الإسرائيلية المحاذية للحدود مع لبنان.

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الطائرة وصلت إلى المطلة آتية من لبنان، مشيرة إلى أن حادثة «سقوطها لم تُسفر عن إصابات، لكنها ألحقت أضراراً بالممتلكات».

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه جرى «إطلاق وابل من نحو 40 صاروخاً من لبنان على منطقة الجليل ومرتفعات الجولان، بعد انطلاق صافرات الإنذار في المنطقة».

وأشارت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، الأحد، إلى أنه جرى «اعتراض بعض الصواريخ من خلال دفاعات جوية، وسقطت الصواريخ الباقية في مناطق مفتوحة»، وفق الجيش الإسرائيلي، مضيفاً أن «بعض الصواريخ التي سقطت في مناطق مفتوحة تسببت في نشوب حرائق».

ومساءً قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته أغارت على منصات صاروخية تابعة لـ«حزب الله»؛ من بينها «منصة صاروخية جاهزة للإطلاق في منطقة رشيا الفخار في جنوب لبنان»، مشيراً إلى أنه «رُصدت انفجارات ثانوية تدل على وجود قذائف صاروخية داخل المنصة».

في المقابل، أعلن «حزب الله» عن استهدافه تجمعات ومواقع عسكرية، وقال في بيانات متفرقة إنه استهدف «مرابضَ العدو في الزاعورة بالأسلحة الصاروخية»، و«التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا بصاروخ موجّه»، إضافة إلى «تموضع لجنود العدو في موقع المطلة بمُحَلّقة انقضاضية، ومنظومةٍ فنيةٍ في موقع (المالكية) بمحلقة انقضاضية»، وأيضاً «مقر كتائب ‏المدرعات التابع لـ(اللواء 188) في ثكنة (راوية) بعشرات صواريخ الـ(كاتيوشا)».

ومساء السبت كان القصف الإسرائيلي استهدف بلدتَي الصرفند والهرمل، شمال البقاع، على بعد 140 كيلومتراً من الحدود الإسرائيلية؛ حيث أصيب 4 أشخاص؛ بينهم 3 أطفال. وقال مصدر قريب من «حزب الله» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «الضربة استهدفت مزرعة في المنطقة، وهي من معاقل الحزب، كما استهدفت ضربة ثانية في قرية سرعين قرب بعلبك (مستودعات مواد غذائية)»، وفق المصدر.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاحه الجوي قصف ما يشتبه في أنها مخازن أسلحة في موقعين بالبقاع (شرق)، و6 مواقع أخرى في الجنوب.

يأتي هذا التصعيد والدعوات الإسرائيلية غير المسبوقة في سياق توتر متصاعد بعد أيام من إعلان مسؤولين إسرائيليين عزمهم على إعادة الهدوء إلى الجبهة الشمالية التي نزح منها نحو 100 ألف إسرائيلي.

وقال نعيم قاسم، نائب الأمين العام لـ«حزب الله»، في خطاب ببيروت السبت: «ليست لدينا خطة للمبادرة بحرب؛ لأنَّنا لا نجدها ذات جدوى، ولكن إذا شنَّت إسرائيل الحرب فسنواجهها بالحرب».

وأضاف: «إذا كانوا يعتقدون أنَّ هذه الحرب تعيد المائة ألف نازح (إلى شمال إسرائيل)، فمن الآن نبشركم: أعدّوا العدة لاستقبال مئات الآلاف الإضافية من النازحين».