قضى 12 لاجئاً سورياً عطشاً في صحراء الجزائر، بينما لا يزال مصير 5 آخرين مجهولاً، بعد أن تاهوا وتقطعت بهم السبل لأكثر من 3 أيام، نفد خلالها ما كان بحوزتهم من مياه للشرب.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الضحايا السوريين كانوا في رحلة عبورهم، عبر طرق «التهريب»، من ليبيا إلى الجزائر، في سيارة «رباعية الدفع»، تعود لأحد المهربين مع مرافقه، وبينما كانت القافلة تحاول العبور باتجاه الأراضي الجزائرية أضاعوا طريقهم في الصحراء ضمن منطقة عسكرية تصل درجة الحرارة فيها لنحو 60 درجة مئوية في هذه الفترة من الصيف، لينتهي المطاف بموتهم عطشاً.
يُذكَر أن «جمعية غوث للبحث والإنقاذ - تامنغست»، جنوب شرقي الجزائر، هي التي اكتشفت جثامين السوريين الذين كانوا في قافلة التهريب، والتي قضى كل مَن كان فيها، وقالت على صفحتها في «فيسبوك»: «تُنهي الجمعية إلى علم كافة المتابعين، وخاصة الذين يراسلوننا عبر بريد الصفحة والواتساب؛ ليستفسروا عن هوية وأسماء الضحايا»، أن الجهات المسؤولة في الجزائر أحالت الأمر إلى السفارة السورية، التي كلّفت بدورها أحد النشطاء بمتابعة تسلّم جثامين السوريين؛ لتسليمها إلى ذويهم في سوريا.
«الشرق الأوسط» حاولت التواصل مع الجمعية عبر حساباتها المختلفة في مواقع التواصل، لتحصل منها على بعض المعلومات، من بينها نشاط الجمعية المدنية، التي تقوم بعمل تطوعي من هذا النوع لإنقاذ أرواح العابرين باتجاه شواطئ أوروبا، غير أنها لم تتسلّم أي ردّ لحين كتابة الخبر.
وحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، يعاني اللاجئون السوريون في ليبيا أوضاعاً صعبة للغاية، نتيجة الانتشار الكبير لعصابات تسرق أموالهم، وتخطفهم وتبتزّهم مقابل الفدى المالية، بالإضافة للدعوات المستمرة التي تطالب السلطات الليبية بترحيل جميع الأجانب، بمن فيهم السوريون، من أراضيها، فضلاً عن سوء الأوضاع المعيشية عموماً هناك، وفق «المرصد».
وكانت «الجمعية» قد نشرت على حسابها في «فيسبوك» قائمة «أسماء الضحايا من الأشقاء السوريين، الذين تم انتشالهم من منطقة بلفبور»، وتحوّلت جثامينهم إلى مصلحة حفظ الجثث في مستشفى «برج عمر إدريس».
ومن خلال البحث على غوغل عن منطقة برج عمر إدريس، المعروفة بتماسنين، يتبيّن أنها إحدى بلديات ولاية إليزي في أقصى الجنوب الشرقي الجزائري، وهي من أقدم البلديات على مستوى الجزائر؛ إذ كانت ملتقى طرق لقوافل الحجيج والتجارة إلى مختلف المدن الصحراوية والأفريقية، وهمزة وصل بين الشمال والجنوب منذ أكثر من 8000 سنة، وكانت تسمى «تماسنين»، أي منطقة العبور، باللغة الأمازيغية القديمة، وعندما دخلها الاحتلال الفرنسي عام 1880 تغيّر اسمها إلى فور فلاتيرز (fort flatters)، وهو اسم ضابط فرنسي قُتل على أيدي السكان المحليين.