غزة تواجه المجاعة... والمساعدات مكدسة على الرصيف العائم ولا أحد يتسلمها

فلسطينيون يهرعون لتلقي الطعام من مطبخ خيري وسط نقص إمدادات المساعدات في خان يونس (رويترز)
فلسطينيون يهرعون لتلقي الطعام من مطبخ خيري وسط نقص إمدادات المساعدات في خان يونس (رويترز)
TT

غزة تواجه المجاعة... والمساعدات مكدسة على الرصيف العائم ولا أحد يتسلمها

فلسطينيون يهرعون لتلقي الطعام من مطبخ خيري وسط نقص إمدادات المساعدات في خان يونس (رويترز)
فلسطينيون يهرعون لتلقي الطعام من مطبخ خيري وسط نقص إمدادات المساعدات في خان يونس (رويترز)

بدأت عملية تسليم المساعدات إلى غزة عبر الرصيف العائم تسير بوتيرة أكثر ثباتاً، بعد مجموعة من العقبات التي تسببت في توقفه عن العمل، إلا أن مشكلة كبيرة تَلوح في الأفق، وهي أنه في الوقت الحالي، لا تساعد هذه المساعدات في التخفيف من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث يواجه أكثر من مليوني شخص أزمة أو حالة طوارئ أو مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، وفقاً لتقرير جديد لشبكة «سي إن إن».

ونقلت الشبكة عن الجيش الأميركي أنه نُقل نحو 40 شاحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف العائم، لكنها مكدسة في انتظار من يتسلمها، في ظل تعليق برنامج الأغذية العالمي لجميع عمليات تلقي المساعدات بسبب مخاوف أمنية.

ولفت تقرير حديث إلى أن أكثر من مليوني شخص في غزة يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، وسط القصف المستمر من الجيش الإسرائيلي.

وتمكنت شبكة «سي إن إن» من الوصول إلى الرصيف العائم (الثلاثاء)، حيث شوهدت شاحنات تتحرك عليه نحو ساحل القطاع.

فتاة تجلس فيما يتجمع الفلسطينيون لتلقي الطعام من مطبخ خيري في خان يونس (رويترز)

وتتولى فرقة عسكرية إسرائيلية مسؤولية ضمان أمن الأفراد العسكريين الأميركيين على الرصيف، وأيضاً تأمين سائقي الشاحنات المدنيين في المنطقة، فيما يوجد نظام دفاع جوي أميركي (C - RAM) قادر على اعتراض قذائف الهاون.

وأشارت الشبكة إلى أن الزيارة سمحت بفرصة نادرة للاطلاع على الدمار الهائل للمباني في قطاع غزة، وذلك في وقت لا يتم فيه السماح لصحافيين أجانب بالدخول إلى القطاع باستثناء جولات ينسقها الجيش الإسرائيلي في مرات محدودة.

وضع إنساني يائس

وبعيداً عن المباني التي قُصفت، فإن الوضع الإنساني في غزة أصبح يائساً على نحو كبير مرة أخرى، خصوصاً في شمال غزة، حيث يزداد الجوع. وتعرضت عمليات المساعدات الإنسانية في غزة لعرقلة شديدة بسبب زيادة العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الشهر الماضي، ويقول مسؤولو المساعدات الإنسانية إن الفوضى وأعمال النهب آخذة في الارتفاع.

ومع بناء الرصيف العائم بهدف توفير مساعدات إنسانية بصورة كبيرة للفلسطينيين في غزة، تسببت الأحوال الجوية السيئة والأمواج العاتية في إعاقة تلك الجهود، وتعرض الرصيف لأضرار قوية وتوقف عن العمل لأسابيع خلال الشهر ونصف الشهر الماضيين.

وتعرضت الولايات المتحدة لانتقادات بسبب بناء الرصيف الذي تكلّف نحو 230 مليون دولار، وأشار البعض إلى أنه كان من الممكن بدلاً من ذلك الضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات إلى القطاع.

ورداً على ذلك قال الضابط بالبحرية الأميركية جويل ستيوارت، لشبكة «سي إن إن»، إن «الرصيف كان يهدف دائماً لأن يكون استجابة للدعم وليس حلاً طويل الأمد».

وأشار إلى أن «البحر يمثل مشكلة كبيرة، فكل موجة مختلفة عن سابقتها، ولذلك التعامل مع ذلك يمثل تحدياً، لكننا تأقلمنا وأعتقد أننا في وضع أفضل مما كنا عليه في البداية».

مستويات «كارثية» في انعدام الأمن الغذائي

ووفق تحديث من مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، فإن أكثر من 495 ألف شخص أو أكثر من خُمس سكان غزة يواجهون مستويات «كارثية» توصف بأنها الأخطر من انعدام الأمن الغذائي.

وأظهر التقرير أن خطر المجاعة لا يزال قائماً بشدة في أنحاء قطاع غزة ما دام القتال بين إسرائيل وحركة «حماس» مستمراً، واستمرت القيود على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.​


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار في لبنان وإسرائيل وغزة

المشرق العربي نازحون فلسطينيون يسيرون في شارع غرب مدينة غزة الاثنين (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار في لبنان وإسرائيل وغزة

دعت الأمم المتحدة، اليوم (الثلاثاء)، من جديد إلى «وقف دائم لإطلاق النار» في لبنان وإسرائيل وغزة، في حين يتوقع إعلان هدنة بين إسرائيل و«حزب الله».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي فلسطينيات يستخدمن طريقاً جافاً لنقل المياه إلى خيمتهن بعد هطول أمطار غزيرة بدير البلح وسط قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)

الغزيون يكابدون الأمطار والبرد

تسبب الانخفاض الجوي الذي تشهده غزة، هذه الأيام، في زيادة معاناة سكان القطاع الذين يعانون أصلاً ويلات الحرب منذ 14 شهراً.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته بالجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا (واس)

السعودية تدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

شددت السعودية، الاثنين، خلال الجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع (G7)، على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان.

«الشرق الأوسط» (فيوجي)
شؤون إقليمية وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش (أ.ب)

وزير المالية الإسرائيلي يدعو لخفض عدد سكان غزة للنصف

دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، اليوم الاثنين، إلى خفض عدد سكان قطاع غزة إلى النصف من خلال تشجيع الهجرة الطوعية لتسهيل السيطرة على القطاع.

«الشرق الأوسط» (القدس)
المشرق العربي «حماس» تقول إن عرض هدنة في قطاع غزة لمدة 5 أيام هو أمر مرفوض (أ.ف.ب)

قيادي في «حماس»: الحديث عن هدنة 5 أيام في غزة مرفوض

قال القيادي في حركة «حماس» أسامة حمدان اليوم الاثنين إن عرض هدنة في قطاع غزة لمدة 5 أيام هو أمر مرفوض، مؤكدا أن الحركة معنية في الوقت نفسه بوقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (غزة)

العراق يدخل مرحلة «الهبّة الديموغرافية»

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

العراق يدخل مرحلة «الهبّة الديموغرافية»

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق اليوم على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم دون الـ15 عاماً، حسبما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، أمس، بعد أول تعداد سكاني شامل منذ 1987، حين كان العدد يناهز 18 مليون نسمة.

وقال السوداني: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية». ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة»، إذ بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة»، وفق النتائج الأولية.

وأعلن إقليم كردستان، من جهته، أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة، من بينهم الأجانب، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.