إنهاء الشغور الرئاسي اللبناني عالق بالشروط حول حوار سابق

عام على آخر جلسة انتخابية في البرلمان

بري يدلي بصوته في الجلسة الأخيرة لانتخاب الرئيس التي عقدت قبل عام (أ.ب)
بري يدلي بصوته في الجلسة الأخيرة لانتخاب الرئيس التي عقدت قبل عام (أ.ب)
TT

إنهاء الشغور الرئاسي اللبناني عالق بالشروط حول حوار سابق

بري يدلي بصوته في الجلسة الأخيرة لانتخاب الرئيس التي عقدت قبل عام (أ.ب)
بري يدلي بصوته في الجلسة الأخيرة لانتخاب الرئيس التي عقدت قبل عام (أ.ب)

لم تثمر ثلاث مبادرات سياسية حتى الآن في الدفع نحو عقد جلسة جديدة لانتخاب الرئيس، بعد مرور عام بالتمام على آخر جلسة عقدت، وبقي الملف عالقاً في التباين حول عقد طاولة حوار يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، تسبق الجلسة لتجنب فشلها، وهي المعضلة التي تحول دون التوافق على رئيس.

ويعاني لبنان شغوراً في سدة رئاسة الجمهورية منذ 20 شهراً، فشل خلالها البرلمان 12 مرة في انتخاب رئيس، وتنشط في المرحلة الحالية ثلاث مبادرات، تقودها «كتلة الاعتدال الوطني»، و«كتلة اللقاء الديمقراطي» (الحزب التقدمي الاشتراكي) ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، فضلاً عن اتصالات دولية، بينها حراك فرنسي، في محاولة لكسر الجمود، والتوصل إلى حل ينهي الأزمة.

جعجع

وفي مناسبة مرور عام على آخر جلسة، سأل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في بيان: «لماذا لم يدعُ بري إلى جلسات أخرى منذ عام بالتمام والكمال»، مُرجعاً السبب إلى أن بري لم يدعُ إليها «بانتظار حوار ما، في الوقت الذي استنفدت فيه الحوارات الممكنة كلها بين الكتل النيابية، من دون أن تتوصل إلى مرشح يتفق عليه الجميع، بسبب تمسُّك محور الممانعة بمرشحه النائب السابق سليمان فرنجية، فيما أعرب الآخرون، كل الآخرين، من المعارضة إلى التغييرين وصولاً إلى المستقلين، عن رغبتهم في البحث عن مرشح ثالث».

وقال جعجع: «حتى بالنسبة للحوار الذي يختبئون خلفه ويتخذون منه قميص عثمان بغية عدم ترك الانتخابات الرئاسية تجري كما يجب أن تجري، فإنه حتى بالنسبة لهذا الحوار، فإن (القوات اللبنانية) كانت قد طرحت على موفد الرئاسة الفرنسية جان إيف لودريان في زيارته الأخيرة للبنان، ثلاث مقاربات تشاورية، وما زالت حتى اللحظة بانتظار الأجوبة عليها».

وأوضح جعجع أن «المقاربات الثلاث التي توفِّر متطلبات الحوار الجدي والفعلي من دون المساس بالدستور والثوابت»، يتمثل أولها في «وضع مبادرة كتلة الاعتدال الوطني موضع التنفيذ؛ بمعنى أن تدعو الكتلة زميلاتها الكتل أخرى إلى التداعي وإرسال ممثلين عنها للاجتماع في مجلس النواب، والتشاور ليوم كامل إذا اقتضى الأمر في موضوع رئاسة الجمهورية، ويدعو بعدها الرئيس بري إلى جلسة انتخابية بدورات متعددة حتى انتخاب رئيس للجمهورية».

أما المقاربة الثانية فتتمثل في أن «يأتي السيد لودريان إلى لبنان، ويطلب من رئيس المجلس النيابي الاجتماع بممثلين عن الكتل النيابية، فتتولى الأمانة العامة في المجلس دعوة الكتل كافة للاجتماع بالسيد لودريان الذي يقوم بطرح ملخّص عن نتائج جولاته المكثفة على المسؤولين والأحزاب والكتل النيابية كافة، وبعدها ينسحب لودريان ويكمل ممثلو الكتل مشاوراتهم ليوم كامل إذا اقتضى الأمر، ويدعو بعدها الرئيس بري إلى جلسة مفتوحة بدورات متعددة حتى انتخاب رئيس للجمهورية».

أما المقاربة الثالثة فتتمثل في دعوة بري «إلى جلسة انتخابية كما ينص الدستور، وبعد أن تجرى الدورة الأولى، وإذا لم تسفر عن انتخاب رئيس يعلِّق الرئيس بري جلسة الانتخاب لمدة ساعة أو ساعتين، ويطلب من الكتل التشاور بين بعضها قبل أن يعود ليدعو إلى دورة ثانية، وهلمّ جرّا حتى الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية».

وقال: «لقد طرحنا هذه المقاربات الثلاث مع علمنا اليقين بأن الموضوع ليس موضوع حوار، بل موضوع تعطيل انتخابات حتى تستجمع الممانعة كل أوراقها التي تمكِّنها من انتخاب مرشحها الرئاسي».

«الكتائب»

وباستثناء حزب «القوات اللبنانية»، بدت هناك ليونة لدى بعض القوى السياسية تجاه فكرة الحوار، وتليه دورات انتخابية مفتوحة في البرلمان. ونشطت الاتصالات أخيراً، وبرز منها حراك «الكتائب» الذي زار وفد منه، الخميس، رئيس البرلمان نبيه بري. وأشار عضو كتلة «الكتائب» النائب سليم الصايغ بعد زيارته والنائب نديم الجميّل بري إلى «أننا أردنا أن نسمع مباشرة منه ولأول مرة أفكاره التي يطرحها بشكل مبادرة لإنتاج رئيس للجمهورية»، مضيفاً: «التقينا مع كثر نقلوا عن بري أجواءه وأفكاره، إنما اليوم نحن متأكدون أن في لبنان ليس هناك من مبادرات إنما مبادرة واحدة، وهي مبادرة بري، يتم شرحها والتعامل معها بطرق مختلفة؛ إما من قبل كتلة (الاعتدال الوطني) وإما من قبل (اللقاء الديمقراطي)، وأخيراً (التيار الوطني الحر)».

بري مستقبلاً وفد «الكتائب» (رئاسة مجلس النواب)

وقال الصايغ في حديث إذاعي: «ما هو مطروح اليوم، هو ما صدر عن بري؛ أي عقد حوار برئاسته واجتماع مع الكتل، واليوم سألناه أسئلة وطلبنا أن تترافق كل عملية تسهيلية لانتخاب رئيس بضمانات». وتابع: «نحن نرى أن الضمانة الأساسية هي ضمن الدستور وتطبيقه والذهاب إلى جلسة انتخاب، وهذا موقفنا بصفتنا (حزب كتائب)، عبّرنا عنه مباشرة أو ضمن بيانات المعارضة».

ورأى أنه «ليس هناك حتى الساعة كفالة أو ضمانات أن العملية الانتخابية ستنتج رئيساً توافقياً»، مؤكداً أن لا بد من تعميق التشاور مع كل القوى السياسية، بدءاً بالمعارضة والقوى التي تقاطعنا معها على الوزير جهاد أزعور، والقوى الأخرى للخروج من المأزق».

بري مستقبلاً النائب إبراهيم كنعان (رئاسة مجلس النواب)

كنعان

وكان رئيس لجنة المال النائب إبراهيم كنعان سأل بعد لقائه بري: «في المسألة الوطنية، لا السياسية. هل يعقل أن نبقى نتحاور ونتبادر للبحث في جنس الملائكة؟ فرئاسة الجمهورية مسألة أساسية تشكّل مفتاحاً لكل الحلول ولعمل المؤسسات واستعادة الثقة بلبنان والقرار لمؤسساته الدستورية. وانتخاب الرئيس يجب أن يُعطى كل الاهتمام اللازم من قبل جميع النواب وهي أساسية». وتابع: «لا يعتقد أحد أنه يمكن تجاوز انتخاب رئيس للجمهورية، بأي شكل من الأشكال، بأي ملف من الملفات المطروحة اليوم على الساحة اللبنانية. لذلك كان هناك بحث بعدة نقاط وأمور، وتشاركنا مع دولة الرئيس بهذه الأفكار، وإن شاء الله فسيكون لها تابع في وقت قريب جداً»


مقالات ذات صلة

مقتل لبنانيين في غارة إسرائيلية على الناقورة

المشرق العربي عناصر من الدفاع المدني أمام السيارة المستهدفة بالغارة الإسرائيلية على طريق الناقورة التي أدت إلى مقتل مدنيين لبنانيين اثنين (إ.ب.أ)

مقتل لبنانيين في غارة إسرائيلية على الناقورة

قتل مدنيان بغارة إسرائيلية استهدفت سيارتهما في بلدة الناقورة بجنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي عدد من النواب في زيارة لهم إلى مطار القليعات أو ما يعرف بـ«مطار رينيه معوض» (صورة أرشيفية)

النقابات السياحية في لبنان تطالب بتشغيل مطار القليعات ومرفأ جونية

تستمر المطالبات في لبنان بتشغيل مطار القليعات ومرفأ جونية مع الانعكاسات السلبية التي تتركها الحرب الدائرة في الجنوب على الاقتصاد وحركة السياحة في لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي المفتي دريان مستقبلاً وفد «القوات اللبنانية» في دار الفتوى (الوكالة الوطنية)

تشدد بري وجعجع رئاسياً يعيد الكرة إلى «الملعب الخارجي»

أكدت المواقف التي أطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أن الهوة بين الطرفين واسعة يصعب ردمها من دون تدخل خارجي مباشر.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في احتفال «ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية» (القوات اللبنانية)

جعجع: «محور الممانعة» يزجّ بلبنان في حرب عبثيّة لا أفق لها

أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أن «اليوم التالي للحرب يجب أن يكون يوماً لإعادة النظر في كلّ شيء ما عدا حدود لبنان ووحدته».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي نزلاء سجن رومية ينتظرون قانون العفو العام (الوكالة الوطنية للإعلام)

وفاة سجين في «رومية» تحيي قضية «الموقوفين الإسلاميين»

عادت قضية «الموقوفين الإسلاميين» إلى الواجهة مع وفاة سجين السبت جرّاء أزمة قلبية والتأخر في تقديم الإسعافات له ما دفع برفاقه إلى التحرّك داخل سجن رومية المركزي.

يوسف دياب (بيروت)

الخارجية الفلسطينية: نتنياهو يعرقل اتفاق الهدنة لإطالة حرب الإبادة والتهجير

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
TT

الخارجية الفلسطينية: نتنياهو يعرقل اتفاق الهدنة لإطالة حرب الإبادة والتهجير

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

أفادت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الاثنين، بأن «رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخترع العقبات أمام اتفاق الهدنة؛ بهدف إطالة حرب الإبادة والتهجير».

قالت الوزارة، في بيان، الاثنين، أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) إن «عجز المجتمع الدولي عن تحقيق وفرض الوقف الفوري لإطلاق النار، يعطي نتنياهو وائتلافه اليمني الحاكم الفرصة لكسب المزيد من الوقت، لإطالة أمد الحرب، وأمد بقائه في الحكم».

وأشارت إلى أنه «بات واضحاً أن نتنياهو يواصل فرض وقائع جديدة على الأرض في قطاع غزة، وقام بتعيين مسؤولين عسكريين لإدارة شؤونه المدنية، ويكرّس احتلال القطاع، والسيطرة على حدوده؛ بحجج وذرائع واهية، ويقوم بتعطيل وتخريب مفاوضات الهدنة، وتستنجد حكومته بدوامة العنف، وإشعال الحرائق في ساحة الصراع، وتسعى إلى توسيع دوائرها لتشمل الضفة الغربية المحتلة والإقليم لتحقيق الأهداف ذاتها».

وأكدت أن «الشروط التي يروّج لها نتنياهو لليوم التالي للحرب ورفضه عودة قطاع غزة إلى الشرعية الفلسطينية تندرج في إطار سياسته القائمة على استمرار الفصل بين الضفة والقطاع؛ لضرب فرصة تجسيد دولة الشعب الفلسطيني».

وحذّرت الوزارة من «مخاطر تعايش المجتمع الدولي مع هذه السياسة الاستعمارية التوسعية»، وطالبت بـ«فضحها واتخاذ ما يلزم من إجراءاتها العملية لرفضها، ولتحقيق الوقف الفوري لإطلاق النار كمناخ أكثر إيجابية لاستمرار المفاوضات بشأن اتفاق الهدنة والتبادل، بما يحمي شعبنا من ويلات حرب الإبادة والتهجير المتصاعدة، ويؤدي إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وأرض دولة فلسطين، باعتبار ذلك المدخل الصحيح، لتحقيق أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها، ودولها وشعوبها».