​​​​​​​المستوطنون يسيطرون على ينابيع المياه الفلسطينية

الجيش الإسرائيلي يصادر أراضي بالضفة الغربية

مركبات عسكرية خلال مداهمة إسرائيلية في جنين بالضفة الغربية 6 يونيو 2024 (رويترز)
مركبات عسكرية خلال مداهمة إسرائيلية في جنين بالضفة الغربية 6 يونيو 2024 (رويترز)
TT

​​​​​​​المستوطنون يسيطرون على ينابيع المياه الفلسطينية

مركبات عسكرية خلال مداهمة إسرائيلية في جنين بالضفة الغربية 6 يونيو 2024 (رويترز)
مركبات عسكرية خلال مداهمة إسرائيلية في جنين بالضفة الغربية 6 يونيو 2024 (رويترز)

شهدت الضفة الغربية، اليوم الجمعة، سلسلة اعتداءات من المستوطنين ومن الجيش الإسرائيلي على السواء، شملت مصادر ينابيع المياه وحرف مسارها إلى البؤر الاستيطانية، ومصادرة أراض، وغيرها.

ففي عدة ينابيع مياه في خربة الدير، الواقعة شمال غور الأردن، جرى نهب المياه. وقال مسؤول ملف الاستيطان بمحافظة طوباس، معتز بشارات، إن حركة «أرضنا» الاستعمارية قامت بتأهيل عدد من ينابيع المياه لتحويلها إلى منتجع ومتنزه للمستعمرين. وأضاف أن المستعمرين حضروا برفقة مجموعة من الجنود، واستولوا على عدد من ينابيع المياه، ودمّروا مضخات المياه التي كان يستفيد منها المواطنون لري محاصيلهم المروية في المنطقة، وحوّلوا مجرى المياه لصالح أغراضهم الاستيطانية.

وفي بلدة العيسوية، شمال شرقي القدس، أجبرت البلدية وأجهزة الأمن الإسرائيلية، المواطن المقدسي أمجد محمود على هدم منزله ذاتياً. وقال محمود إنه يسكن في المنزل الذي تبلغ مساحته 100 متر مربع، منذ سبع سنوات، مع أسرته التي تضم 7 أفراد، بينهم 3 أطفال؛ أكبرهم 6 سنوات، وأصغرهم عمره شهران، إضافة لوالده ووالدته. لكن سلطات البلدية الإسرائيلية قررت هدمه لأنه بُني بلا ترخيص، علماً بأن البلدية لا تمنح ترخيصاً لمن يطلب. وقد جرى تخييره بين هدم البيت بنفسه، أو دفع تكاليف الهدم، وفقاً للمبلغ الذي تحدده البلدية.

وفي قرية برقا، شرق رام الله، أحرق المستوطنون، بحماية الجيش، مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية. وقال رئيس مجلس قروي برقا، صايل كنعان، إن مجموعة من مستعمري مستعمرة عوز عتصيون، المُقامة على أراضي القرية، أضرموا النار بأراض زراعية في المنطقتين الشمالية والغربية، مساحتها تقدّر بـ500 دونم، حيث أتت النيران على العشرات من أشجار الزيتون المعمّرة.

فلسطينيون يتفقدون الأضرار التي لحقت بسوق الخضر المركزي بعد هجوم إسرائيلي في رام الله بالضفة الغربية (أرشيفية - رويترز)

ولفت إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت القرية لتأمين الحماية للمستعمرين، حيث أطلق جنود الاحتلال الرصاص تجاه المواطنين، دون أن يبلغ عن إصابات.

وكشف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، الوزير مؤيد شعبان، أن الاحتلال الإسرائيلي استولى على ما مجموعه 385 دونماً من أراضي المواطنين في الخليل، تحت مسمى «أوامر الاستملاك». وقال شعبان، في بيان صحافي، إن أمر الاستيلاء يهدف إلى إحداث توسعة كبيرة في «شارع 60»؛ لتسهيل تنقل المستعمرين، وهو المقطع الذي يبدأ عند جبل جوهر جنوب مدينة الخليل، وهي النقطة التي بدأ العمل فيها عام 1990، وفق أمر استملاك سابق، ثم يمتد المقطع المخصص للتوسعة من خربة عديسة، شرق مدينة الخليل، بمحاذاة مستعمرة «كريات أربع»، وصولاً إلى أراضي حلحول عند المقطع الذي جرى استملاكه من قِبل دولة الاحتلال عام 1995.

وأضاف أن دولة الاحتلال تقوم بتجيير قوانين تنظيم وتطوير البنية التحتية السارية قبل الاحتلال لصالح المستعمرين، في مخالفة جسيمة للقوانين الدولية التي جرَّمت كل أشكال الفصل العنصري، والاستيلاء على الأرض لصالح المستعمرين، من حيث إنها تسرق الأرض الفلسطينية وتقدمها بوصفها بنية تحتية لتمكين المستعمرين.

وبيَّن شعبان أن «ما يبدو من الخارج تطويراً للبنية التحتية والطرق، وفق الادعاء الاحتلالي، لا يعدو كونه وسيلة احتلالية لتقسيم الجغرافيا الفلسطينية، وخنق الوجود الفلسطيني، ومنع التواصل بين القرى والبلدات في كل أماكن الوجود الفلسطيني».

قوات إسرائيلية تقتحم نابلس بالضفة الغربية (أرشيفية ـ أ.ف.ب)

وفي قرية بيتين، شرق محافظة رام الله والبيرة، هاجم عدد من المستوطنين المكان، وأضرموا النيران في محيط عدد من المنازل.

وأظهرت مقاطع مصوَّرة انتشار المستوطنين قرب منازل مأهولة في الجهة الشمالية الشرقية من القرية، على مقربة من الجسر بين قريتيْ بيتين ودير دبوان، حيث قاموا بإشعال النيران في الأعشاب الجافة بأراض ملاصقة للبيوت، في مؤشر على نيتهم إحراقها. وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال منعت أهالي القرية من التصدي لهجوم المستعمرين، وعرقلت لاحقاً محاولاتهم إخماد النيران.


مقالات ذات صلة

«هدنة غزة»: ما المنتظر عقب موافقة «حماس» على «لجنة إدارة القطاع»؟

تحليل إخباري دخان يتصاعد عقب غارات إسرائيلية على رفح بجنوب قطاع غزة في وقت سابق (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: ما المنتظر عقب موافقة «حماس» على «لجنة إدارة القطاع»؟

موافقة حركة «حماس» على تشكيل «لجنة إدارة قطاع غزة»، بعد جولات ماراثونية على مدار نحو شهرين في القاهرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية بنيامين نتنياهو وإلى جانبه نجله يائير (أرشيفية - أ.ب) play-circle 01:39

فيديو لنجل نتنياهو «يغزو» شبكات التواصل الاجتماعي

فيديو مصنوع بالذكاء الاصطناعي يظهر فيه نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير بنيامين نتنياهو، وكأنه من المحتجَزين، وهو يوجِّه نداء استغاثة لوالده.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري أطفال يبكون بسبب مقتل أفراد من أسرهم في غارة إسرائيلية قرب مستشفى ناصر جنوب قطاع غزة (رويترز)

تحليل إخباري ​ما فرص الوسطاء لإقرار «هدنة» في غزة قبل تنصيب ترمب؟

الحديث عن «مقترح مصري» لإبرام هدنة في قطاع غزة يتواصل في دوائر إعلامية إسرائيلية وأميركية يقابله إعلان «حماس» قبول مقترح القاهرة بشأن «لجنة إدارة القطاع».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

نتنياهو يبدي «جدية» هذه المرة في التوصل إلى اتفاق في غزة

أفادت مصادر سياسية مقربة من الحكومة بأن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يظهر جدية لأول مرة في المفاوضات بشأن صفقة تبادل أسرى مع «حماس».

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي رجل يختبئ خلف عمود بينما ينتشر الدخان والغبار نتيجة انفجار خلال غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة في غزة (أ.ف.ب)

إسرائيل سلمت «حماس» اقتراحاً محدثاً بشأن صفقة غزة... ماذا يتضمن؟

قال مسؤولان إسرائيليان إن إسرائيل قدمت لـ«حماس» اقتراحاً محدثاً لاتفاق إطلاق سراح بعض الرهائن المائة المتبقين الذين تحتجزهم «حماس» وبدء وقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

«حزب الله» يسحب عناصره من محيط دمشق وحمص

مقاتلون من الفصائل المسلحة يمرون أمام مدرعة محترقة جنوب حماة (ا.ب)
مقاتلون من الفصائل المسلحة يمرون أمام مدرعة محترقة جنوب حماة (ا.ب)
TT

«حزب الله» يسحب عناصره من محيط دمشق وحمص

مقاتلون من الفصائل المسلحة يمرون أمام مدرعة محترقة جنوب حماة (ا.ب)
مقاتلون من الفصائل المسلحة يمرون أمام مدرعة محترقة جنوب حماة (ا.ب)

سحب «حزب الله عناصره الموجودين في محيط دمشق وفي حمص باتجاه لبنان ومنطقة الساحل السوري، فجر اليوم (الأحد)، بحسب ما أفاد مصدر مقرب من الحزب وكالة الصحافة الفرنسية، في وقت أعلنت فصائل المعارضة سيطرتها الكاملة على مدينة حمص، ثالث كبرى مدن سوريا، بعد يوم واحد فقط من القتال، الأمر الذي يشكل تهديدا للرئيس بشار الأسد الذي يحكم البلاد منذ 24 عاما، مع تقدم قوات المعارضة نحو العاصمة.

وقال المصدر المقرب من «حزب الله»، إن «الحزب أوعز لمقاتليه في الساعات الأخيرة بالانسحاب من منطقة حمص، بعضهم توجه إلى اللاذقية وآخرون إلى منطقة الهرمل في لبنان»، مشيراً إلى أن «مقاتلي الحزب أخلوا كذلك مواقعهم في محيط دمشق».

من جهة أخرى، سمع دوي إطلاق نار كثيف في وسط العاصمة السورية دمشق بينما تتقدم قوات المعارضة باتجاه المدينة، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز»، ولم يتضح حتى الآن مصدر إطلاق النار.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الجيش وقوات الأمن الحكومية السورية يخليان مطار دمشق الدولي.