غالانت لبلينكن: أي اتفاق بشأن غزة يجب أن يتضمن تفكيك «حماس» كسلطة حاكمة وعسكرية

القصف الإسرائيلي يقتل 60 شخصاً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية

فلسطينيون في المستشفى الأوروبي بخان يونس يجلسون أمام جثامين ذويهم الذين قتلوا في غارة إسرائيلية (إ.ب.أ)
فلسطينيون في المستشفى الأوروبي بخان يونس يجلسون أمام جثامين ذويهم الذين قتلوا في غارة إسرائيلية (إ.ب.أ)
TT

غالانت لبلينكن: أي اتفاق بشأن غزة يجب أن يتضمن تفكيك «حماس» كسلطة حاكمة وعسكرية

فلسطينيون في المستشفى الأوروبي بخان يونس يجلسون أمام جثامين ذويهم الذين قتلوا في غارة إسرائيلية (إ.ب.أ)
فلسطينيون في المستشفى الأوروبي بخان يونس يجلسون أمام جثامين ذويهم الذين قتلوا في غارة إسرائيلية (إ.ب.أ)

ناقش وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن أمس (الأحد) هاتفياً مع وزيرَين إسرائيليَّين مقترح وقف إطلاق النار في غزّة الذي كان الرئيس جو بايدن أعلن عنه، وفق ما أفادت وزارة الخارجيّة الأميركيّة.

وتحدّث بلينكن مع كلّ من الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس ووزير الدفاع يوآف غالانت، بحسب ما قالت الخارجيّة الأميركيّة في بيانَين منفصلين. وفي كلا الاتّصالين، «أشاد» بلينكن بإسرائيل لتقديمها هذا المقترح الذي أكّد أنّ مسؤوليّة الموافقة عليه تقع الآن على عاتق حركة «حماس»، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأضاف بلينكن أن مقترح وقف إطلاق النار سيعزز مصالح إسرائيل الأمنية على الأمد الطويل. كما بحث بلينكن هاتفياً المقترح مع غانتس، مؤكداً أنه سيعطي فرصة لتحقيق الهدوء على حدود إسرائيل مع لبنان.

من جانبه، أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي بلينكن أن «أي اتفاق بشأن غزة يجب أن يتضمن تفكيك حركة (حماس) كسلطة حاكمة وعسكرية». وبحسب بيان، فقد ناقش غالانت مع وزير الخارجية الأميركي «تحديد وتمكين البديل الفلسطيني المحتمل لسلطة (حماس)» في غزة.

ميدانياً، استهدفت الضربات الإسرائيلية المتواصلة مناطق عدّة في قطاع غزة الأحد، بما في ذلك مدينة رفح، غداة دعوة الوسطاء الدوليين إسرائيل وحركة «حماس» إلى «إبرام» اتفاق على وقف إطلاق النار، بعد نحو ثمانية أشهر على اندلاع الحرب. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» الأحد مقتل 60 شخصاً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مما يرفع إجمالي عدد القتلى إلى 36439، غالبيتهم مدنيون، منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

ورغم المناشدات الدولية، بدأ الجيش الإسرائيلي في مايو (أيار) شنّ هجوم بري في مدينة رفح بأقصى جنوب القطاع، والتي كانت قد أصبحت الملجأ الأخير لمئات آلاف النازحين في ظل المعارك والدمار في مختلف أنحاء غزة. وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الأحد إنه «بسبب العمليات الإسرائيلية، اضطرت آلاف العائلات إلى الفرار. جميع ملاجئ (الأونروا) الـ36 في رفح أصبحت فارغة الآن». وقال أسامة الكحلوت من غرفة عمليات الطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة لوكالة الصحافة الفرنسية أمس (الأحد): «تصلنا إشارات يومية ومستمرة من رفح، لكن الاستجابة للإصابات والشهداء صعبة جداً، فالوصول صعب للغاية نتيجة استمرار القصف الإسرائيلي، بالإضافة لاستهداف الطواقم». ميدانياً، استهدفت مروحيات أباتشي وسط رفح، بينما طال القصف جنوب وغرب المدينة التي باتت محوراً للحرب بين إسرائيل والحركة الفلسطينية. ورُصدت آليات عسكرية إسرائيلية في غرب رفح ووسطها، وسماع دوي انفجارات وأصوات معارك واشتباكات مع تحليق لطائرات مختلفة من سلاح الجو الإسرائيلي، حسبما أفاد شهود عيان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، كذلك، استهدفت غارات جوية مدينة غزة شمالاً حيث قُتل ثلاثة فلسطينيين، بينهم امرأة وطفل، في قصف دمّر منزلاً في حيّ الدرج، وفق مسعفين.

وفي الوسط، استُهدفت مدينة دير البلح ومخيّمي البريج والنصيرات بضربات إسرائيلية، وفق شهود.

فلسطينيون فقدوا ذويهم يغادرون مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح بقطاع غزة (أ.ف.ب)

من جهته، تحدث الجيش عن عمليات «محدّدة الأهداف» في رفح ووسط غزة، لافتاً إلى أنّه استهدف «30 هدفاً إرهابياً، بينها مخزن أسلحة وخلايا مسلّحة».

- ضغوط على نتنياهو

ورغم الدعوات لوقف النار في هذه الحرب، وهي الأطول التي يشهدها القطاع، فإن حدّة الأعمال العدائية لم تتراجع. ومساء السبت، دعت قطر والولايات المتحدة ومصر، وهي الدول الثلاث التي تقود جهود الوساطة بين طرفي الحرب، إسرائيل وحركة «حماس» إلى الموافقة على مقترح يؤسس لوقف دائم للنار.

وكان الرئيس جو بايدن أعلن الجمعة خريطة طريق اقترحتها إسرائيل تهدف إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، على ثلاث مراحل ووفق شروط، مطالباً «حماس» بالقبول بها.

وأوضح الرئيس الأميركي أنّ المرحلة الأولى التي تستمرّ ستّة أسابيع تتضمّن «وقفاً كاملاً وتاماً لإطلاق النار، انسحاب القوّات الإسرائيليّة من كلّ المناطق المأهولة بالسكّان في غزّة، والإفراج عن عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنّون والجرحى، وفي المقابل إطلاق سراح مئات من المساجين الفلسطينيّين».

وبحسب بايدن، سيتمّ التفاوض على الخطوط العريضة للمرحلة الثانية خلال وقف إطلاق النار. وأشار إلى أنّه إذا نجحت المفاوضات قد يصبح وقف إطلاق النار «المؤقت... دائماً... في حال أوفت (حماس) بالتزاماتها».

وتتضمن هذه المرحلة انسحاب الجيش من غزة وإطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقين. أما المرحلة الثالثة فتشمل إطلاق عملية إعادة إعمار القطاع وتسليم رفات من يتبقّى من الرهائن. وقالت الولايات المتحدة إنه إذا قبلت «حماس» بخطة الهدنة، فإنها تتوقع أن تحذو إسرائيل حذوها. وصرّح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي لمحطة «إيه بي سي» الإخبارية «هذا مقترح إسرائيلي. لدينا كل التوقعات أنه إذا وافقت حماس على المقترح، كما نقل إليها، وهو مقترح إسرائيلي، فإن إسرائيل ستقول نعم».

أب يحمل طفلاً قٌتل في غارة إسرائيلية في مبنى عائلة عقيل بمخيم البروج في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط غزة (أ.ب)

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد السبت أنّ «شروط إسرائيل لوقف الحرب لم تتبدّل»، مشدّداً على ضرورة «القضاء على قدرات (حماس) العسكرية وقدرتها على الحكم، تحرير جميع الرهائن وضمان أن غزة لم تعدّ تشكّل تهديداً لإسرائيل».

وفيما يواجه نتنياهو ضغوطاً داخلية لتأمين عودة الرهائن، هدّد وزيران من اليمين المتطرف هما إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش السبت بالانسحاب من ائتلافه الحكومي إذا مضى قدماً في مقترح الهدنة الذي أعلنه بايدن. في المقابل، حصل رئيس الوزراء على دعم زعيم المعارضة يائير لابيد والرئيس إسحاق هرتسوغ، الذي أكد أنه قال لنتنياهو: «إنّني أقدّم له وللحكومة دعمي الكامل توصلا إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق الرهائن... ويحفظ المصالح الأمنية للدولة».

على صعيد متصل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد إن إسرائيل، أثناء تنفيذها عملياتها العسكرية في غزة، تجري «تقييماً لتسلّم جهة بديلة لـ(حماس) الحكم».

- مصر تتمسك بانسحاب إسرائيل من معبر رفح

من جهتها، أكدت «حماس» أنّها «تنظر بإيجابية» إلى المقترح وكرّرت مطالبها الأساسية بأن يضمن أي اتفاق وقف إطلاق نار دائم والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، وهو ما ترفضه إسرائيل إلى الآن. وكانت «حماس» سيطرت على السلطة في غزة عام 2007، بعد عامين على انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع الفلسطيني الذي احتلّه لمدّة 38 عاماً. وتصنّف إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الحركة بأنها «إرهابية».

أشخاص يقفون بجانب الشاحنات عند مدخل المستشفى الميداني الأميركي التابع للهيئة الطبية الدولية قبل إخلائه في رفح بجنوب قطاع غزة في 2 يونيو 2024 (أ.ب)

ورغم المخاوف الدولية على مصير المدنيين في رفح، بدأ الجيش الإسرائيلي هجوماً برياً على المدينة الحدودية مع مصر في 7 مايو، مؤكداً أنه ضروري للقضاء على «آخر» معاقل «حماس» في القطاع. وتقدّمت القوات الإسرائيلية نحو وسط رفح، فيما نزح نحو مليون شخص من المدينة إلى منطقة المواصي الساحلية التي تصنّفها إسرائيل «منطقة إنسانية» لاستقبال النازحين. غير أنّ الأمم المتحدة تؤكد أنّه لم يعد هناك مكان آمن في القطاع الذي نزحت غالبية سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة. وما يزيد مستوى الكارثة الإنسانية، إغلاق معبر رفح منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني منه في 7 مايو. وكان المعبر منفذاً أساسياً لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني. في السياق، استضافت مصر اجتماعاً الأحد مع إسرائيل والولايات المتحدة للبحث في إعادة فتح المعبر. وجدّدت مصر في الاجتماع تمسّكها بـ«ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الجانب الفلسطيني لمعبر رفح حتى يتم استئناف تشغيله مرة أخرى»، وفق ما نقلت قناة القاهرة الإخبارية القريبة من الاستخبارات المصرية عن مصدر رفيع المستوى.

وحسب السلطات الإسرائيلية، دخلت هذا الأسبوع 764 شاحنة محمّلة مواد إغاثية من مصر إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي بين القطاع وإسرائيل التي تطبق نظام تفتيش صارماً عليها.
وتشكو المنظمات الإنسانية والدولية من أن المساعدات لا تكفي حاجات السكان.
في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، قالت أميرة الطويل (33 عاماً) إنها لم تتمكن من العثور على حليب لطفلها الذي يعاني سوء التغذية. وقالت لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» وهي تحمل طفلها: «يوسف يحتاج إلى علاج وغذاء جيد، الحليب غير متوفر نهائياً».
إقليمياً، قتل 12 شخصاً على الأقل وأصيب آخرون جرَّاء قصف صاروخي إسرائيلي استهدف بلدة حيّان في ريف حلب الغربي فجر الاثنين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
دولياً، تظاهر المئات في مسيرة يوم إسرائيل في مدينة نيويورك وسط إجراءات أمنية مشددة الأحد، مطالبين بإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم «حماس» في غزة.
 


مقالات ذات صلة

«مجموعة السبع» لـ«حل دبلوماسي» في لبنان

أوروبا وزير خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني في مؤتمر صحافي بختام أعمال اجتماع وزراء «مجموعة السبع» في فيوجي الثلاثاء (أ.ف.ب)

«مجموعة السبع» لـ«حل دبلوماسي» في لبنان

أنهى وزراء خارجية «مجموعة السبع» اجتماعها الذي استمر يومين في فيوجي بإيطاليا، وقد بحثوا خلاله القضايا الساخنة في العالم.

«الشرق الأوسط» (روما)
المشرق العربي ضربات إسرائيلية تستهدف جسوراً في منطقة القصير قرب الحدود السورية - اللبنانية (المرصد السوري)

إسرائيل تقصف طرق إمداد لـ«حزب الله» في القصير السورية

اختارت إسرائيل وقت الذروة في منطقة القصير عند الحدود مع لبنان، لتعيد قصف المعابر التي سبق أن دمرتها بغارات.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية مستوطنون يرقصون في مؤتمر يدعو إلى إعادة إنشاء المستوطنات اليهودية في غزة 21 أكتوبر الماضي (تايمز أوف إسرائيل)

سموتريتش يدعو مجدداً إلى تهجير نصف سكان غزة

دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، مجدداً، إلى احتلال قطاع غزة، وتشجيع نصف سكانه البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة على الهجرة خلال عامين.

كفاح زبون (رام الله)
العالم العربي طفل ضحية غارة جوية إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في غزة (أ.ف.ب)

مقتل 10 على الأقل في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في غزة

قال مسعفون، الثلاثاء، إن 10 فلسطينيين على الأقل لقوا حتفهم في غارة جوية إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي كشف تقرير للبنك الدولي أن تكلفة الأضرار التي لحقت بالمساكن في لبنان جراء الحرب تقدر بنحو 2.8 مليار دولار (أ.ف.ب)

ما حجم الخسائر البشرية والمادية جراء الحرب الإسرائيلية على لبنان؟

قد يتوقف قريباً إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية بموجب اتفاق يستهدف إنهاء أكثر من عام من قتال أشعلته حرب غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

ما حجم الخسائر البشرية والمادية جراء الحرب الإسرائيلية على لبنان؟

كشف تقرير للبنك الدولي أن تكلفة الأضرار التي لحقت بالمساكن في لبنان جراء الحرب تقدر بنحو 2.8 مليار دولار (أ.ف.ب)
كشف تقرير للبنك الدولي أن تكلفة الأضرار التي لحقت بالمساكن في لبنان جراء الحرب تقدر بنحو 2.8 مليار دولار (أ.ف.ب)
TT

ما حجم الخسائر البشرية والمادية جراء الحرب الإسرائيلية على لبنان؟

كشف تقرير للبنك الدولي أن تكلفة الأضرار التي لحقت بالمساكن في لبنان جراء الحرب تقدر بنحو 2.8 مليار دولار (أ.ف.ب)
كشف تقرير للبنك الدولي أن تكلفة الأضرار التي لحقت بالمساكن في لبنان جراء الحرب تقدر بنحو 2.8 مليار دولار (أ.ف.ب)

قد يتوقف قريباً إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية بموجب اتفاق يستهدف إنهاء أكثر من عام من قتال أشعلته حرب غزة.

وفيما يلي بعض الجوانب الرئيسية من تكلفة الصراع الذي احتدم بشدة منذ شهرين حين شنت إسرائيل هجوماً على الجماعة اللبنانية المدعومة من إيران.

حصيلة القتلى والجرحى

قالت وزارة الصحة اللبنانية إنه حتى 24 نوفمبر (تشرين الثاني) قُتل 3768، وجُرح 15699 شخصاً على الأقل في لبنان منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023. ولا تميز الأرقام بين مقاتلي «حزب الله» والمدنيين. وغالبية الحصيلة وقعت بعد أن شنت إسرائيل هجومها في سبتمبر (أيلول).

ولم يتضح بعد عدد القتلى في صفوف «حزب الله». وكانت الجماعة قد أعلنت عن مقتل نحو 500 من مقاتليها في المعارك حتى اللحظة التي شنت فيها إسرائيل هجومها في سبتمبر، لكنها توقفت عن إعلان ذلك منذئذ.

ويقول معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية، إن جماعة «حزب الله» خسرت 2450 فرداً إجمالاً.

وقتلت غارات «حزب الله» 45 مدنياً في شمال إسرائيل وهضبة الجولان المحتلة.

وقالت السلطات الإسرائيلية إن 73 جندياً إسرائيلياً على الأقل قُتلوا في شمال إسرائيل، وهضبة الجولان وفي معارك بجنوب لبنان.

الدمار

قال تقرير للبنك الدولي إن تكلفة الأضرار التي لحقت بالمساكن في لبنان تقدَّر بنحو 2.8 مليار دولار مع تدمير أكثر من 99 ألف وحدة سكنية جزئياً أو كلياً.

وقال مختبر المدن بيروت التابع للجامعة الأميركية إن الضربات الجوية الإسرائيلية هدمت 262 مبنى على الأقل في الضاحية الجنوبية لبيروت وحدها، معقل «حزب الله».

وألحق الجيش الإسرائيلي أيضاً أضراراً واسعة النطاق في قرى وبلدات في سهل البقاع وجنوب لبنان، وهما منطقتان يسيطر عليهما «حزب الله».

وقدَّر تقرير البنك الدولي الأضرار التي لحقت بالزراعة بنحو 124 مليون دولار وخسائر تزيد على 1.1 مليار دولار، بسبب فوات الحصاد نتيجة تدمير المحاصيل والثروة الحيوانية ونزوح المزارعين.

وتقدر السلطات الإسرائيلية الأضرار التي لحقت بالممتلكات في إسرائيل بنحو مليار شيقل (273 مليون دولار) على الأقل، مع تضرر أو تدمير آلاف المنازل والمزارع والشركات.

ووقع القسط الأكبر من الأضرار في إسرائيل في المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية التي تعرضت لقصف صاروخي من «حزب الله».

وتقول السلطات الإسرائيلية إن نحو 55 ألف فدان من الغابات والمحميات الطبيعية والحدائق والأراضي المفتوحة في شمال إسرائيل وهضبة الجولان تعرضت للحرق منذ بداية الحرب.

نزوح

قالت المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من 886 ألف شخص نزحوا داخل لبنان حتى 18 نوفمبر. وأظهرت بيانات المفوضية أن أكثر من 540 ألف شخص فروا من لبنان إلى سوريا منذ بدء الحرب.

وفي إسرائيل، تم إجلاء نحو 60 ألف شخص من منازلهم في الشمال.

التأثير الاقتصادي

قدم البنك الدولي في تقرير صدر في 14 نوفمبر تقديراً أولياً للأضرار والخسائر التي لحقت بلبنان بنحو 8.5 مليار دولار. ومن المتوقع أن ينكمش الإنتاج المحلي الإجمالي الحقيقي للبنان بنحو 5.7 في المائة في عام 2024، مقارنة بتقديرات النمو قبل الصراع البالغة 0.9 في المائة.

وتكبد قطاع الزراعة خسائر تجاوزت 1.1 مليار دولار خلال الأشهر الاثني عشر الماضية بسبب تدمير المحاصيل والثروة الحيوانية ونزوح المزارعين، خصوصاً في المناطق الجنوبية. وقال البنك الدولي إن قطاعي السياحة والضيافة، المساهمين الرئيسيين في الاقتصاد اللبناني، كانا الأكثر تضرراً بخسائر بلغت 1.1 مليار دولار.

وفي إسرائيل، فاقم الصراع مع «حزب الله» التأثير الاقتصادي للحرب في قطاع غزة؛ ما أدى إلى ضغط على المالية العامة.

وارتفع العجز في الميزانية إلى نحو 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي؛ ما دفع وكالات التصنيف الائتماني الثلاث الكبرى إلى خفض تصنيف إسرائيل هذا العام.

وفاقم الصراع الاضطرابات في سلاسل التوريد حتى صعد التضخم إلى 3.5 في المائة متخطياً النطاق المستهدف للبنك المركزي بين واحد وثلاثة في المائة. وأبقى البنك المركزي نتيجة لهذا على أسعار فائدة مرتفعة لكبح التضخم فظلت أسعار الرهن العقاري مرتفعة، وتفاقمت الضغوط على الأسر.

وانتعش الاقتصاد الإسرائيلي في الربع الثالث إلى حد ما عن الربع الثاني الضعيف لينمو بنحو 3.8 في المائة على أساس سنوي وفقاً ًللتقديرات الأولية للحكومة.