مرشح مسيحي قد يفك عقدة المحافظ في كركوك

مصادر قالت إن التفاهم بين العرب والكرد «صعب جداً الآن»

عناصر من البيشمركة يتموضعون تحت صورة لمسعود بارزاني في ضواحي كركوك (أرشيفية - إ.ب.أ)
عناصر من البيشمركة يتموضعون تحت صورة لمسعود بارزاني في ضواحي كركوك (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

مرشح مسيحي قد يفك عقدة المحافظ في كركوك

عناصر من البيشمركة يتموضعون تحت صورة لمسعود بارزاني في ضواحي كركوك (أرشيفية - إ.ب.أ)
عناصر من البيشمركة يتموضعون تحت صورة لمسعود بارزاني في ضواحي كركوك (أرشيفية - إ.ب.أ)

مضى أكثر من 7 أشهر على إجراء الانتخابات المحلية العراقية وما زال الصراع بين الكرد والعرب والتركمان يحول دون التوصل إلى صيغة محددة لحسم منصب محافظ كركوك ورئيس مجلسها.

وتدفع هذه الدوامة المتواصلة بعض الاتجاهات القريبة من حزب «الاتحاد الوطني» الكردستاني، أكبر الفائزين (6 من أصل 16 مقعداً)، إلى الاعتقاد بقيام رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إسناد المنصب إلى شخصية من المكون المسيحي في المحافظة بهدف حسم «نزاع القوم» على المناصب الذي يبدو أنه غير قابل للانتهاء.

وقال مصدر قريب من حزب الاتحاد الوطني لـ«الشرق الأوسط» إن «اختيار السوداني شخصية مسيحية هو الأقرب إذا ما أراد وضع حد سريع لنهاية صراع المكونات على المنصب، وهذا الاختيار لن يثير حفيظة أحد بالمقارنة مع اختيار أي شخصية أخرى من بقية المكونات».

وتعليقاً على الاجتماع الثالث الذي عقده السوداني مع الكتل الفائزة في مجلس كركوك، الأربعاء الماضي، أكد المصدر أن نقاشاً حاداً وقع بين ممثلي الاتحاد الوطني و«الديمقراطي الكردستاني»، اللذين يرغب كل منهما في تولي المنصب.

وأضاف المصدر أن «حزب الاتحاد سمع طروحات جديدة ومفاجئة من المكونين العربي والتركماني في المحافظة بالتنسيق مع غريمه الحزب الديمقراطي، الأمر الذي يدفع الاتحاد إلى الاعتقاد بأن هناك اصطفافاً ضده لإبعاده عن المنصب».

وتتمثل الطروحات التي سمعها حزب الاتحاد في اجتماع بغداد، بحسب المصدر، في أن «يتسلم الحزب الديمقراطي منصب المحافظ حتى ولو لأشهر معدودة بهدف حرمان حزب الاتحاد منه، ومن ثم يذهب المنصب إلى العرب والتركمان بالتعاقب».

جانب من اجتماع للسوداني مع قادة الأحزاب بكركوك فبراير الماضي (إعلام حكومي)

صراع تركي - إيراني

وفي مقابل أنباء ترددها أوساط الحزب الديمقراطي عن اقتراب موعد حل عقدة كركوك، أكد المصدر «صعوبة حسم الأمور في كركوك، بالنظر إلى تزاحم الأجندات المحلية والإقليمية فيها، إذ يبدو الأمر من زاوية نظر أخرى وكأن الأمر لا يتجاوز حدود الصراع التركي الإيراني، ذلك أن الأتراك مصرون على عدم القبول بمرشح عن حزب الاتحاد الوطني الذي يتهمونه بإيواء عناصر حزب العمال التركي».

وتابع: «لدينا في المقابل عدم قبول إيران بمرشح عن الحزب الديمقراطي رغم تحالف الأخير مع قسم من الأحزاب والكتل العربية ومنها كتلة خميس الخنجر، ولا ننسى أن العرب الذين يسيطرون على منصب المحافظ غير مستعجلين نتائج الحسم».

وتتوزع مقاعد مجلس كركوك على 16 مقعداً يتقاسمها الأكراد بواقع 6 لحزب الاتحاد الوطني وضمنها كوتة الأقلية المسيحية، ومقعدان للحزب الديمقراطي، في مقابل 8 أخرى يتقاسمها العرب مجتمعين بـ6 مقاعد واثنان للتركمان.


مقالات ذات صلة

حكومة كركوك إلى صيغة «التدوير الثلاثي»

المشرق العربي صورة من الجو لمدينة كركوك (غيتي)

حكومة كركوك إلى صيغة «التدوير الثلاثي»

وسط أنباء عن اجتماع حاسم لمكونات كركوك المتنازعة يعقد في العاصمة بغداد تنتهي غداً الأحد مهلة رئيس الحكومة لحل أزمة الحكم في المحافظة

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي السوداني يدخل على خط أزمة «الأحوال الشخصية»

السوداني يدخل على خط أزمة «الأحوال الشخصية»

تعهد رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، بمناقشة «جميع الملاحظات» التي أثيرت بشأن تعديل قانون «الأحوال الشخصية».

حمزة مصطفى (بغداد)
شؤون إقليمية جندي تركي مشارك في عملية «المخلب - القفل» شمال العراق (وزارة الدفاع التركية)

أنقرة وبغداد إلى «اجتماع أمني رابع» لتعزيز التعاون

قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن الاجتماع الرابع للآلية الأمنية المشتركة بين تركيا والعراق سيعقد في أنقرة الأسبوع المقبل.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عراقيون يحتجون في بغداد ضد قانون قد يسمح بتزويج القاصرات (إ.ب.أ)

برلمان العراق أمام 3 اختبارات صعبة

يواجه البرلمان العراقي 3 ملفات شائكة، تتمثل في انتخاب رئيس جديد وتعديل قانون «الأحوال الشخصية»، إلى جانب إقرار قانون «العفو العام».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي أرشيفية لتدريب في قاعدة «عين الأسد» الجوية غربي العراق (الجيش الأميركي)

الأمن العراقي يعتقل «متورطين» بقصف «عين الأسد»

أعلن العراق، الخميس، اعتقال 5 من المتورطين بقصف قاعدة «عين الأسد» التي تستضيف قوات أميركية غربي البلاد.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

«مذبحة الفجر» تصعّد الضغوط لوقف الحرب

دماء وسط الخراب الذي خلفته ضربة إسرائيلية في مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة أمس (رويترز)
دماء وسط الخراب الذي خلفته ضربة إسرائيلية في مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة أمس (رويترز)
TT

«مذبحة الفجر» تصعّد الضغوط لوقف الحرب

دماء وسط الخراب الذي خلفته ضربة إسرائيلية في مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة أمس (رويترز)
دماء وسط الخراب الذي خلفته ضربة إسرائيلية في مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة أمس (رويترز)

أطلقت مذبحة مروعة ارتكبتها الطائرات الإسرائيلية ضد نازحين في مدرسة بمدينة غزة، أمس، موجة واسعة من الإدانات العربية والدولية، وصعّدت الضغوط على إسرائيل لوقف الحرب المستمرة منذ 10 أشهر.

وهاجمت الطائرات مصلى في مدرسة «التابعين» بحي الدرج شرق مدينة غزة، أثناء تأدية نازحين صلاة الفجر، مخلفة أكثر من 100 قتيل، و150 مصاباً، وفق مسؤولين فلسطينيين. لكن إسرائيل شككت في هذه الأرقام، مشيرة إلى أنها استهدفت مقراً لـ«حماس» و«الجهاد الإسلامي». وأظهرت مقاطع فيديو دماراً كبيراً وجثثاً محترقة وأشلاء متناثرة.

وشددت السعودية على ضرورة وقف المجازر الجماعية في القطاع، بينما طالبت مصر بـ«موقف دولي موحد... يضع حداً لمسلسل استهداف المدنيين العزل». كما طالب الأردن بـ«وقف العدوان الإسرائيلي بشكل فوري». وبينما أكد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، أنه «لا يوجد أي مبرر لهذه المجازر»، قال مفوض وكالة «الأونروا» فيليب لازاريني: «حان الوقت لوضع حد لهذه الأهوال والفظائع».

في غضون ذلك، عزلت إيران «انتقامها» من إسرائيل بسبب اغتيال زعيم «حماس» إسماعيل هنية على أرضها، عن اتفاق محتمل لوقف النار في غزة. وقالت ممثلية طهران لدى الأمم المتحدة إن إيران «تأمل في الرد (على إسرائيل) في الوقت المناسب، بطريقة لا تضر بوقف إطلاق النار المحتمل»، وفقاً لوكالة «مهر» الحكومية.