جنود وضباط إسرائيليون يقفون وراء عرقلة المساعدات لغزة

«تنظيم الأمر 9» يضم في صفوفه نحو 5000 شخص بينهم ممثلو عائلات أسرى لدى «حماس»

شاحنات تحمل مساعدات لغزة تعرضت لاعتداء قرب الخليل يوم الثلاثاء (د.ب.أ)
شاحنات تحمل مساعدات لغزة تعرضت لاعتداء قرب الخليل يوم الثلاثاء (د.ب.أ)
TT

جنود وضباط إسرائيليون يقفون وراء عرقلة المساعدات لغزة

شاحنات تحمل مساعدات لغزة تعرضت لاعتداء قرب الخليل يوم الثلاثاء (د.ب.أ)
شاحنات تحمل مساعدات لغزة تعرضت لاعتداء قرب الخليل يوم الثلاثاء (د.ب.أ)

أكدت حركات سلام إسرائيلية أن قوات الجيش الإسرائيلي تشجع عمليات الاعتداء على شاحنات المساعدات الإنسانية لأهل غزة، وقالت إن الجيش لا يكتفي بعدم منع هذه الاعتداءات، وتوفير الحماية لمرتكبيها، بل إن عدداً من الجنود والضباط يوفرون المعلومات لهم عن موعد تحرك هذه الشاحنات، ومسار سيرها.

وقالت هذه الحركات إن «تنظيم الأمر 9»، الذي يقود هذه الاعتداءات، يضم في صفوفه نحو 5 آلاف شخص، ويوجد بينهم عدد كبير من جنود وضباط الاحتياط الذين يقيمون علاقات مع الجهات التي تشرف على وصول المساعدات، فيبلغونهم عن مكان وجود الشاحنات، ومواعيد تحركها.

وقد جاءت هذه المعلومات في أعقاب الاستغراب من كيف تمكن المعتدون من اقتفاء أثر الشاحنات التي تنقل مساعدات الإغاثة من الأردن ومن المناطق الفلسطينية عبر محافظة الخليل، ومعبر ترقوميا، في الطريق إلى غزة. فهذه المنطقة خاضعة بالكامل لسيطرة الجيش الإسرائيلي، والمخابرات، حيث يتم حشد قوات ضخمة هناك. وأكد شهود عيان أن قوات الجيش لم تتدخل لمنع الاعتداءات في أي مرحلة من تنفيذها.

ناشطون يمينيون إسرائيليون قرب شاحنات مساعدات تم إتلافها عند معبر ترقوميا بالضفة الغربية يوم الاثنين (أ.ف.ب)

وكتبت صحيفة «هآرتس» مقالاً افتتاحياً الأربعاء جاء فيه: «كالمعتاد، لا أحد يتحمل المسؤولية. في الشرطة وفي الجيش ألقوا المسؤولية عن الحدث كل واحد منهم على الآخر. عندما يعارض وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير نقل المساعدات الإنسانية – فلا غرو في أن الشرطة، القوية على عائلات المخطوفين وعلى المتظاهرين ضد الحكومة في كابلان، تبدي ضعفاً تجاه متظاهرين يسدون طريق الشاحنات إلى غزة، ينزلون الحمولة وينثرونها على الطريق بل ويحرقونها. نشطاء (منظمة الأمر 9) هم من يمنعون الشاحنات من المرور. في الأسبوع الماضي سد نشطاء المنظمة ومؤيدوهم طريق الشاحنات عند مدخل متسبيه ريمون على مدى ست ساعات إلى أن أخلتهم الشرطة».

وتابعت الصحيفة أن مسؤولاً كبيراً في جهاز الأمن قال لها: «في الشرطة يغضون الطرف عن شغب المخلين بالقانون ممن يفسدون ويحرقون المساعدات مستخدمين معلومات داخلية يتلقونها عن حركة الشاحنات». وعلى حد قوله «في الشرطة يوجد من يمتنعون عن العناية بالأمر ومنع أعمال الإخلال بالنظام وحتى عندما يعملون شيئاً فإنهم يفعلونه بانعدام شهية واضح. ثمة إحساس بأنهم يحاولون إرضاء أحد ما محدد في الحكومة».

مساعدات لغزة تم إتلافها في ترقوميا على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع الضفة الغربية (أ.ف.ب)

وقالت

الصحيفة إن ضعف الحكومة ورئيسها في مقابل الجناح اليميني المتطرف فيها يعطي إسناداً لنشطاء اليمين المتطرف لتخريب المساعدات الإنسانية وعملياً تخريب السياسة الإسرائيلية.

المعروف أن «تنظيم الأمر 9» تأسس مع بداية الحرب على غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بمبادرة الزوجين رعوت ويوسف بن حايم، وهما مستوطنان في الضفة الغربية. ويضم التنظيم وفقاً لصحيفة «يديعوت أحرونوت» نحو 5000 شخص، بينهم بعض ممثلي عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى «حماس». وقسم منهم يتعرضون لإجراءات عقابية من الولايات المتحدة والدول الأوروبية، لكنهم لا يكترثون لها. بل يهاجمون الرئيس جو بايدن ويتوجهون إليه قائلين: «السيد الرئيس، لا تفعل ذلك. تماماً كما لم يخطر بالبال إرسال مساعدات وإمدادات إلى (أسامة) بن لادن بعد أحداث 11/9، فلا معنى لطلب مساعدات وإمدادات إلى يحيى السنوار بعد أحداث 10/7. لا يتعلق الأمر بأي حال من الأحوال بالمساعدات الإنسانية، بل يتعلق بتزويد شاحنات الأكسجين والمعدات لإرهابيي منظمة (حماس) الإرهابية القاتلة».

وهم يحظون بتأييد علني من الوزير بن غفير، وبالتالي من شرطته، ولا يسمح رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، حتى بانتقاده.


مقالات ذات صلة

غزة... فصائل ترد على الاحتجاجات بالتهديد

المشرق العربي 
الدخان يتصاعد من مخيم البريج وسط غزة أمس بعد غارة إسرائيلية (أ.ف.ب)

غزة... فصائل ترد على الاحتجاجات بالتهديد

ردت فصائل فلسطينية، أمس، على الاحتجاجات التي شهدها قطاع غزة خلال اليومين الماضيين بتهديد من وصفتهم بـ«أذناب الاحتلال» الذين يخدمون الأهداف الإسرائيلية،

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية موظفون في «الكابيتول» يرفعون لافتة للمطالبة بـ«إنقاذ رفح» قُبيل التصويت على قانون تجميد صفقة السلاح لإسرائيل (أرشيفية - أ.ف.ب)

إسرائيل قلقة من تدهور التأييد لها بين الديمقراطيين الأميركيين

ثُلث مصوتي الحزب الديمقراطي الأميركي فقط يحملون رأياً إيجابياً تجاه إسرائيل، في مقابل 80 في المائة من الجمهوريين. ويثير هذا المعطى قلقاً كبيراً في تل أبيب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري فلسطينيون خلال احتجاجات مناهضة لـ«حماس» في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «هدنة غزة»: تحركات من الوسطاء نحو «مرحلة انتقالية» لخفض التصعيد

تحركات جديدة للوسطاء بشأن دعم مسار استئناف الهدنة في قطاع غزة وخفض التصعيد، في ظل مواصلة إسرائيل استهداف قيادات بارزة في «حماس».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي مقاتلون تابعون للفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة خلال تسليم رهائن (ألوية الناصر صلاح الدين)

«فصائل فلسطينية» تحذر من مساعدة إسرائيل بالاحتجاجات في غزة

هدّدت الفصائل الفلسطينية المسلحة بمعاقبة «أذناب الاحتلال» الذين يخدمون الأهداف الإسرائيلية، وذلك بعد أول احتجاجات واسعة النطاق ضد الحرب في غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت (رويترز)

غالانت يدعو لإعطاء أولوية لإعادة الرهائن على تدمير «حماس»

دعا وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت إسرائيل لإعطاء الأولوية لإعادة الرهائن على تدمير «حماس».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

غزة... فصائل ترد على الاحتجاجات بالتهديد


الدخان يتصاعد من مخيم البريج وسط غزة أمس بعد غارة إسرائيلية (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من مخيم البريج وسط غزة أمس بعد غارة إسرائيلية (أ.ف.ب)
TT

غزة... فصائل ترد على الاحتجاجات بالتهديد


الدخان يتصاعد من مخيم البريج وسط غزة أمس بعد غارة إسرائيلية (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من مخيم البريج وسط غزة أمس بعد غارة إسرائيلية (أ.ف.ب)

ردت فصائل فلسطينية، أمس، على الاحتجاجات التي شهدها قطاع غزة خلال اليومين الماضيين بتهديد من وصفتهم بـ«أذناب الاحتلال» الذين يخدمون الأهداف الإسرائيلية، وذلك بعد أول احتجاجات واسعة النطاق ضد الحرب في غزة وحكم حركة «حماس».

وتوعدّ بيان صادر عن «فصائل المقاومة»، وهي مجموعات مسلحة صغيرة نسبياً لكنها تتلقى دعماً من حركة «حماس»، بمعاقبة قادة ما سمته «الحراك المشبوه».

وتظاهر مئات الفلسطينيين في الأيام القليلة الماضية في شمال ووسط غزة، وهتف بعضهم «حماس بره»، في احتجاج نادر على الحركة، التي قوبل هجومها على إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بحرب مدمرة على القطاع.

في غضون ذلك، أفادت مصادر من «حماس» تحدثت إلى «الشرق الأوسط» شريطة عدم ذكر اسمها، بأن الحركة عقدت ما وصفته بـ«محاكم ثورية» لبعض من اعتقلتهم من مناطق تعرضت فيها قيادات الحركة وفصائل أخرى للقصف والاغتيال.

وكشفت المصادر عن أنه «تم فعلياً إعدام بعض من ثبت بحقهم تهم الجاسوسية، في حين لا يزال التحقيق يجري مع آخرين».

ولم تكشف المصادر عن عدد من طالتهم عمليات الإعدام، لكنها أكدت أن «حماس» تأثرت بالاغتيالات «على مستويات سياسية وعسكرية وحكومية».