ازدياد الجرائم في مناطق سيطرة الحكومة السورية

جراء أوضاع معيشية قاسية وأمراض نفسية متفشية

عصابة مراهقين مع سكين ضبطت معهم (وزارة الداخلية السورية)
عصابة مراهقين مع سكين ضبطت معهم (وزارة الداخلية السورية)
TT

ازدياد الجرائم في مناطق سيطرة الحكومة السورية

عصابة مراهقين مع سكين ضبطت معهم (وزارة الداخلية السورية)
عصابة مراهقين مع سكين ضبطت معهم (وزارة الداخلية السورية)

في جريمة هي الثانية من نوعها خلال أقل من أسبوع يرتكبها سوريون، قتلت طفلة (ثلاث سنوات) على يد والدها الذي حاول قتل أطفاله الستة بالسم لخلافات مع زوجته التي طردها من المنزل قبل تسميم أطفاله، بحسب مصادر محلية في حمص، قالت إنه جرى توقيف الأب من قبل الأجهزة الأمنية لدى محاولته الانتحار، كما جرى إسعاف الأطفال ونجا منهم خمسة.

وازدادت بشكل ملحوظ الجرائم الأسرية الناجمة عن احتدام الخلافات العائلية نتيجة الأوضاع المعيشية القاسية التي يعاني منها السوريون والأوضاع النفسية المرضية، ففي منتصف أبريل (نيسان) الماضي أقدم رجل في حرستا بريف دمشق على قتل زوجته وأخيها وأختها وأصاب والدة زوجته بإطلاق النار، ولكنها نجت وقامت بالتبليغ عنه.

عصابة مسلحة للسرقة (وزارة الداخلية السورية)

«المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي أكد، الجمعة، مقتل طفلة ونجاة خمسة أطفال من محاولة قتل بالسم على يد والدهم في ريف حمص الشمالي، قال إن شاباً من بلدة بيانون التابعة لمدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، أقدم على قتل نفسه بتناول حبة «غاز».

مصادر متابعة في دمشق قالت لـ«الشرق الأوسط» إن كثيراً من حوادث الشروع بالقتل تجري يومياً ولا يتم الإعلان عنها، وما يتم الإعلان عنه هو الحوادث والجرائم التي تسفر عن قتلى، وأشارت المصادر إلى ازدياد الشجارات التي يستخدم فيها السلاح الأبيض، المنتشر بشكل كبير بين الشباب، لا سيما المراهقين، وذلك رغم وجود قانون يجرم حمل سلاح كهذا، كما ينتشر حمل القنابل اليدوية والمسدسات وبالأخص لدى عناصر الميليشيات والمتطوعين المدنيين لدى الأجهزة الأمنية، وأقل مشكلة تحصل في الشارع مثل خلاف على موقف سيارة، أو عدم إفساح المجال لمرور سيارة يمكن أن تؤدي إلى شجار عنيف وإشهار سلاح ووقوع إصابات أو قتلى، وأشارت المصادر أيضاً إلى الخلافات الأسرية وحالات الخيانة والغيرة، التي قد تنتقل إلى الأماكن العامة كتلك التي تحصل بين حين وآخر في مطاعم دمشق، ناهيك من عمليات السرقة التي تؤدي إلى مواجهات وقتلى جراء رمي قنابل يدوية.

وارتفع معدل ارتكاب جرائم القتل في المناطق الحكومية، وسجل «المرصد السوري» وقوع 121 جريمة قتل بشكل متعمد منذ مطلع العام الحالي، قال إن بعضها ناجم عن عنف أسري أو بدوافع السرقة وأخرى لا تزال أسبابها ودوافعها مجهولة، وقد راح ضحية تلك الجرائم 132 شخصاً، هم: 7 أطفال، و20 امرأة، و105 رجال وشباب. وكان المرصد قد سجل خلال الفترة ذاتها من العام الماضي وقوع نحو 91 جريمة قتل، بزيادة عشرين جريمة قتل هذا العام.

مهربا مخدرات مع المضبوطات (وزارة الداخلية السورية)

وقال «المرصد» إن الجرائم تتواصل ضمن مناطق سيطرة الحكومة في مختلف المحافظات، في ظل عجز الأجهزة الأمنية عن «وضع حد للفوضى والفلتان الأمني المستشري في عموم مناطقها، بدوافع مختلفة».

ونالت درعا العدد الأكبر من الجرائم بمعدل 35 جريمة قتل فيها 30 رجلاً و3 أطفال و7 سيدات. تلاها ريف دمشق بـ26 جريمة قضى فيها 22 رجلاً وطفلان و7 سيدات. ثم حمص بـ14 جريمة والسويدا 10 ودير الزور 7 جرائم وحماة 6 جرائم وطرطوس 6 جرائم ودمشق 5 جرائم واللاذقية 4 جرائم وحلب ثلاث جرائم والحسكة جريمتان والقنيطرة جريمة واحدة.

وسجل شهر آذار (مارس) أعلى رقم في ارتكاب الجرائم، حيث وصلت إلى 38 جريمة، في حين ارتكبت في الشهر الأول من العام 28 جريمة، وفي فبراير (شباط) 25 جريمة، تلاه أبريل بـ23 جريمة قتل، بينما تم تسجيل خمس جرائم في الشهر الحالي.

معظم الجرائم المرتكبة إما طعن بالسكين أو بإطلاق النار، وأغلب الأسباب السرقة أو خلافات مالية، وشجارات لأسباب لا تستدعي القتل بسبب ضغوط نفسية ناجمة عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة والفقر والبطالة. وذلك في ظل فوضى انتشار السلاح، وتفشي ظاهرة تعاطي المخدرات، واللصوصية في ظل شبه غياب للقانون. ناهيك من استفحال انتشار الأمراض النفسية، لا سيما الكآبة، حيث تشير أرقام تقارير طولية إلى أن أكثر من 60 في المائة من السوريين يعانون من اضطرابات انفعالية، فيما لا يتوافر العلاج النفسي اللازم.


مقالات ذات صلة

هل يكسر موقف الأسد إلحاح إردوغان على لقائه ويحطم دوافعه للتطبيع؟

المشرق العربي لقاء رجب طيب إردوغان وبشار الأسد في دمشق خلال مايو 2008 (أ.ب)

هل يكسر موقف الأسد إلحاح إردوغان على لقائه ويحطم دوافعه للتطبيع؟

روسيا تريد دفع تركيا إلى انفتاح سريع على الأسد من دون حديث عن ضمانات، عبر إيجاد صيغ أخرى للقضاء على مخاوف تركيا من قيام «دولة كردية» على حدودها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي نساء وأطفال ورجل عجوز ضمن موجة النازحين السوريين الأخيرة إلى الأراضي اللبنانية (الشرق الأوسط)

تردُّد الوزراء يعوق تفعيل لجنة التنسيق اللبناني - السوري في ملف النازحين

رغم مرور نحو شهرين على توصية البرلمان بتفعيل عمل اللجنة الوزارية لوضع برنامج زمني وتفصيلي لإعادة النازحين، لم تفعّل حتى الساعة هذه اللجنة أو تشكَّل لجنة جديدة.

بولا أسطيح (بيروت)
أوروبا تتهم النيابة العام الاتحادية المشتبه بهما بالانتماء لتنظيم «داعش» وارتكاب جرائم حرب (متداولة)

تحريك دعوى قضائية ضد سوريين اثنين بتهمة الانتماء لتنظيمين «إرهابيين» في ألمانيا

من المنتظر أن يمثل قريباً أمام المحكمة الإقليمية العليا في مدينة ميونيخ جنوب ألمانيا رجلان سوريان يشتبه في انتمائهما لتنظيمي «لواء جند الرحمن» و«داعش».

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)
المشرق العربي مدخل دير الزور (مواقع التواصل)

قتلى وجرحى في اشتباكات عشائرية بريف دير الزور الغربي

أفاد «مركز دير الزور الإعلامي»، باقتحام مهنا الفياض شيخ قبيلة «البوسرايا» مركز المحافظة بالسلاح الثقيل «بسبب الانتخابات».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي صورة نشرها «المرصد السوري» للسيارة المستهدفة

مقتل رجل أعمال سوري بغارة إسرائيلية عند الحدود اللبنانية

قُتل شخصان في غارة إسرائيلية استهدفت سيارتهما مساء الاثنين على الحدود اللبنانية - السورية، وفق ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

مقتل 5 أشخاص خلال ساعات في جنوب لبنان

مواطنون من جنوب لبنان أمام المنازل المدمر نتيجة القصف الإسرائيلي (إ.ب.أ)
مواطنون من جنوب لبنان أمام المنازل المدمر نتيجة القصف الإسرائيلي (إ.ب.أ)
TT

مقتل 5 أشخاص خلال ساعات في جنوب لبنان

مواطنون من جنوب لبنان أمام المنازل المدمر نتيجة القصف الإسرائيلي (إ.ب.أ)
مواطنون من جنوب لبنان أمام المنازل المدمر نتيجة القصف الإسرائيلي (إ.ب.أ)

قُتل شخصان في قصف إسرائيلي استهدف دراجة نارية كانا يستقلانها في منطقة النبطية، في جنوب لبنان، بعد ساعات على مقتل 3 أشخاص، هم عنصر في «حزب الله» وشقيقتاه في استهداف منزلهم في بنت جبيل.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن مسيرة إسرائيلية شنت غارة بصاروخ موجه مستهدفة دراجة نارية على طريق النبطية - الخردلي، كان يستقلها شخصان، وعندما حاول عدد من المواطنين الاقتراب منها تعرضت لغارة ثانية وبصاروخ موجه أدى إلى وقوع إصابات مؤكدة براكبيها»، وأفادت وسائل إعلام لبنانية في وقت لاحق بوفاة الشخصين وهما من الجنسية السورية، من دون أن يجري الإعلان عن هويتهما.

وكان جنوب لبنان قد شهد تصعيداً في المواجهات ليلاً، بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، إثر مقتل 3 أشخاص من عائلة واحدة في بنت جبيل، بعد ساعات على اغتيال إسرائيل، رجل أعمال سوري مقرّب من الرئيس السوري بشار الأسد، ويخضع لعقوبات أميركية وأوروبية، بعد ظهر الاثنين جراء ضربة إسرائيلية استهدفت سيارته في منطقة حدودية قريبة من لبنان، وفق ما أفاد به «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، مشيراً إلى أن «مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة كان تقل براء القاطرجي عند الحدود اللبنانية - السورية ما أدى إلى مقتله مع شخص آخر كان برفقته».

وكان القاطرجي، وهو رجل أعمال مقرب من الأسد، وفق «المرصد» «مسؤولاً في العامين الأخيرين عن تمويل فصيل المقاومة السورية لتحرير الجولان» الذي أسسه «حزب الله» اللبناني، وترأسه القيادي في الحزب سمير القنطار قبل مقتله في قصف إسرائيلي قرب دمشق نهاية عام 2015. ويتولى الفصيل تنفيذ عمليات ضد إسرائيل من جنوب سوريا.

ومساء الاثنين، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بارتكاب «العدو الإسرائيلي مجزرة في حق المدنيين في مدينة بنت جبيل قُتل خلالها شقيقان من آل داغر (شقيق وشقيقته)، بينما أصيبت شقيقتهما الأخرى بجروح خطرة عندما استهدفت المقاتلات الحربية منزلهم بغارة وعلى دفعتين فدمرته في حي العويني في المدينة»، قبل أن يعلن عن مقتل الأخت الثانية. ولاحقاً، أعلن «حزب الله» مقتل «المجاهد عامر جميل داغر»، مشيراً إلى أنّه من مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنّ مقاتلات تابعة لسلاح الجو «أغارت على مستودع أسلحة في منطقة بنت جبيل، بالإضافة إلى مبنى عسكري تابع لمنظمة (حزب الله) الإرهابية في منطقة كفركلا بجنوب لبنان».

وردّاً على الغارة التي استهدفت بنت جبيل، أطلق «حزب الله» صواريخ باتجاه مستعمرة كريات شمونة. وقال الحزب في بيان إنّه «ردّاً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة خصوصاً المجزرة المروّعة التي أقدم عليها العدو في مدينة بنت جبيل»، فإنّ مقاتلي الحزب قصفوا بلدة كريات شمونة شمال إسرائيل «بعشرات الصواريخ».

وكان مدنيان قد قُتلا السبت بعد غارة إسرائيلية على قرية دير ميماس في جنوب لبنان، وفق ما أفادت به «الوكالة الوطنية»، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف عنصرين من «حزب الله» في المنطقة.

وردّاً على غارة السبت، أعلن «حزب الله» أنّه قصف شمال إسرائيل بعشرات صواريخ «الكاتيوشا»، وقد أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ 4 جنود أصيبوا، أحدهم بجروح خطرة.