«حزب الله» يغير تكتيكاته العسكرية بجنوب لبنان لمحاولة تقليص الخسائر البشرية

مقاتلوه «تأقلموا مع الميدان»... وأسلحة وتقنيات جديدة

جندي إسرائيلي يقف إلى جانب سيارة محترمة في كريات شمونة إثر قصف «حزب الله» (رويترز)
جندي إسرائيلي يقف إلى جانب سيارة محترمة في كريات شمونة إثر قصف «حزب الله» (رويترز)
TT

«حزب الله» يغير تكتيكاته العسكرية بجنوب لبنان لمحاولة تقليص الخسائر البشرية

جندي إسرائيلي يقف إلى جانب سيارة محترمة في كريات شمونة إثر قصف «حزب الله» (رويترز)
جندي إسرائيلي يقف إلى جانب سيارة محترمة في كريات شمونة إثر قصف «حزب الله» (رويترز)

يختبر «حزب الله» بميدان القتال في جنوب لبنان، «تكتيكات جديدة»، تتضمن تطويراً لأنواع الأسلحة التي يستخدمها في المعركة، وداخل تقنيات جديدة، وذلك بهدف تقليص الخسائر البشرية في صفوف الحزب الذي «تأقلم مقاتلوه مع الميدان».

وضاعف الحزب استخدام المسيّرات والصواريخ الموجَّهة بشكل لافت منذ مطلع الأسبوع، مستهدفاً نقاط تجمع جنود إسرائيليين، كما يقول، فضلاً عن استهداف المستعمرات والبلدات الإسرائيلية في الشمال برشقات كبيرة من صواريخ «الكاتيوشا»، وذلك بالتزامن مع تصعيد جديد في الميدان ترافق مع تعثر المفاوضات في القاهرة لإنهاء حرب غزة.

وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن مقاتلي الحزب «بدأوا باتباع استراتيجيات عسكرية جديدة في الميدان»، موضحة أنها «تعتمد على تقنيات وأسلحة جديدة تم إدخالها إلى المعركة، ويجري اعتمادها لتنفيذ قصف لمناطق أعمق، وتنفيذ استهدافات محددة بناء على معلومات أمنية في الداخل»، في إشارة إلى اعتماد المسيَّرات والهجمات المركَّبة التي يهاجم بها الحزب مراكز تجمُّع لجنود إسرائيليين، وأسفرت عن مقتل 3 جنود إسرائيليين على الأقل، الشهر الماضي، وكان أعنفها في هجوم عرب العرامشة في الجليل الغربي.

رجل إطفاء يعمل على إخماد نيران اندلعت في كريات شمونة إثر صواريخ «حزب الله» (رويترز)

تأقلم مع الميدان

وقالت المصادر التي تواكب دينامية المعركة في الجنوب، إن مقاتلي الحزب «تأقلموا مع الميدان»، في إشارة إلى طبيعة الحرب التي ألزمتهم بالقتال على مسافة تتراوح بين 5 و7 كيلومترات على طول الحدود مع إسرائيل، وتتطلب وجوداً دائماً للمقاتلين، في مقابل مسيرات إسرائيلية لا تفارق سماء المنطقة، وهي جبهة مختلفة عن كل الحروب التي خاضها الحزب في السابق، كما يقول خبراء في الشأن العسكري.

وإضافة إلى ذلك، عمد الحزب إلى «تغيير تكتيكات عسكرية»، بهدف «الحد من الخسائر البشرية»، حسبما تقول المصادر، وذلك «بإدخال تقنيات جديدة لم تُستخدم من قبل»، لافتة إلى أن هذه التقنيات «ساهمت في تقليص الخسائر البشرية وحماية المقاتلين الذين ينتشرون في الميدان منذ بدء الحرب»، من غير الإفصاح عن طبيعة تلك التقنيات التي «لا يعرفها إلا مقاتلو الحزب أنفسهم».

تشييع مقاتل لـ«حزب الله» في المنصوري الشهر الماضي (إعلام «حزب الله»)

وحتى يوم الثلاثاء، لم تُسجَّل طوال 3 أسابيع أي خسائر في صفوف مقاتلي الحزب الذي غالباً ما كان ينعى مقاتلين قتلوا في الميدان، ويناهز عددهم 255 مقاتلاً. وتعرض مقاتلوه في المرحلة الأولى إلى هجمات مميتة، خصوصاً في الأسابيع الثلاثة الأولى داخل الميدان، من خلال المسيرات الإسرائيلية التي لم تفارق سماء الجنوب.

وبعد تلك المرحلة، لجأت إسرائيل أواخر العام الماضي إلى استهداف المنازل ومراكز عسكرية بغارات عنيفة أطلقتها الطائرات والمقاتلات الإسرائيلية، مما أدى إلى مقتل العديد من مقاتلي الحزب.

وفي مرحلة ثالثة، تعرض الحزب لخسائر أيضاً إثر اغتيالات نفذتها المسيرات الإسرائيلية باستهداف المقاتلين، وهو نشاط إسرائيلي تراجع إثر رد الحزب على اغتيال مهندس باستهداف سيارته في بلدة عدلون، باستهداف محيط مدينة عكا قبل 3 أسابيع بالمسيرات الانقضاضية.

ومنذ بدء التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل، قُتل في لبنان 390 شخصاً على الأقل، بينهم 255 عنصراً في «حزب الله»، وأكثر من 70 مدنياً، وفق حصيلة أعدتها وكالة «الصحافة الفرنسية»، استناداً إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.

وأحصى الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 13 عسكرياً و9 مدنيين.


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يجدد الغارات على ضاحية بيروت بعد إنذارات بالإخلاء

المشرق العربي تصاعد الدخان بعد غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة 22 نوفمبر 2024 (أ.ب)

الجيش الإسرائيلي يجدد الغارات على ضاحية بيروت بعد إنذارات بالإخلاء

تجدَّدت الغارات الإسرائيلية، صباح الجمعة، على ضاحية بيروت الجنوبية عقب إنذارات وجَّهها الجيش الإسرائيلي للسكان بإخلاء 3 مواقع.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية هوكستين خلال اجتماعه مع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ورئيس أركان الجيش هرتسي هليفي (وزارة الدفاع)

هوكستين «المتفائل» في تل أبيب يحتاج إلى جولات إضافية لإحكام الاتفاق مع لبنان

أجرى هوكستين في تل أبيب محادثات مع وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، في وزارة الدفاع، وذلك غداة وصوله من لبنان.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي رجال إنقاذ وسكان يتجمعون حول أنقاض مبنى دمّرته غارة إسرائيلية على قرية يونين بسهل البقاع شرق لبنان في 21 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

مقتل 47 في غارات إسرائيلية على شرق لبنان

قال مسؤول لبناني إن 47 شخصاً على الأقل، قُتلوا في غارات إسرائيلية على شرق لبنان، اليوم الخميس، لتُواصل إسرائيل بذلك حملة على جماعة «حزب الله».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي نيران مشتعلة بمبنى استهدفته غارة إسرائيلية في حارة حريك بالضاحية الجنوبية (أ.ف.ب) play-circle 00:36

موجات غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت بُعيد مغادرة هوكستين

لم تمضِ ساعات قليلة على مغادرة الموفد الرئاسي الأميركي، آموس هوكستين، بيروت باتجاه تل أبيب، حتى استأنف الجيش الإسرائيلي ضرباته على الضاحية الجنوبية لبيروت.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية تصاعد الدخان من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت قرية الخيام الحدودية في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

عمليات لـ«حزب الله» في الخيام الجنوبية ومستوطنة كفاريوفال... وقتيل في نهاريا

أعلن الإسعاف الإسرائيلي، اليوم (الخميس)، مقتل شخص جراء صواريخ أُطلقت من لبنان على نهاريا بشمال إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

الاتحاد الأوروبي يجدد الدعوة لوقف إطلاق نار فوري في لبنان والالتزام بالقرار «1701»

الدخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في الضاحية الجنوبية لبيروت - 22 نوفمبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في الضاحية الجنوبية لبيروت - 22 نوفمبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)
TT

الاتحاد الأوروبي يجدد الدعوة لوقف إطلاق نار فوري في لبنان والالتزام بالقرار «1701»

الدخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في الضاحية الجنوبية لبيروت - 22 نوفمبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في الضاحية الجنوبية لبيروت - 22 نوفمبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)

دعت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى لبنان، اليوم (الجمعة)، مجدداً إلى التوصل لوقف فوري لإطلاق النار والالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن «1701» بشكل كامل.

وأكدت البعثة مجدداً على منصة «إكس» أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بدعم لبنان وشعبه وسيادته على أراضيه.

ووسعت إسرائيل حربها التي تشنها على قطاع غزة لتشمل لبنان في الأسابيع الماضية، وقتلت العديد من كبار قادة جماعة «حزب الله» التي تتبادل معها إطلاق النار، منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وتسببت الهجمات الإسرائيلية في مقتل الآلاف ونزوح ما لا يقل عن مليون لبناني من جنوب لبنان، وألحقت دماراً واسعاً في أنحاء مختلفة من البلاد.