عملية إخلاء رفح تفرح سموتريتش وتقلق عائلات الأسرى الإسرائيليين

«لدينا وزراء متعطشون للدماء... كلما نقترب من الخروج يجرون أقدامنا»

جانب من المظاهرات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تطالبه بالسعي لإعادة الرهائن (رويترز)
جانب من المظاهرات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تطالبه بالسعي لإعادة الرهائن (رويترز)
TT

عملية إخلاء رفح تفرح سموتريتش وتقلق عائلات الأسرى الإسرائيليين

جانب من المظاهرات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تطالبه بالسعي لإعادة الرهائن (رويترز)
جانب من المظاهرات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تطالبه بالسعي لإعادة الرهائن (رويترز)

أدى قرار الحكومة الإسرائيلية التقدم بخطوة كبيرة أخرى نحو اجتياح رفح، رداً على هجوم «حماس» الأخير على معبر كرم أبو سالم وقتل أربعة جنود، إلى فرحة في الجناح اليميني المتطرف فخرج وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، يرحب به، ويطلب إلغاء المفاوضات، واتخاذ قرار آخر بمواصلة الحرب حتى احتلال رفح، بينما خرجت عائلات الأسرى الإسرائيليين بنداء استغاثة تطلب فيه عدم الانجرار وراء «حماس»، والعمل على إنجاح المفاوضات بأي ثمن.

وقالت عنات انجرست، والدة الأسير الجندي الشاب متان، إن قرار المضي قدماً في اجتياح رفح «لا يخدم أي هدف سياسي أو عسكري من مصالح إسرائيل». وإنه قرار «يخدم فقط غريزة الانتقام». وتابعت انجرست، خلال حديث لإذاعة «إف إم 103» في تل أبيب تقول: «أنا واثقة من أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ما كان ليتخذ قراراً كهذا لو كان سيد نفسه. لكنه أحاط نفسه بمجموعة من الوزراء المتطرفين الرافضين لأي تسوية للصراع الدامي الذي يكلفنا هذا الثمن الباهظ». وتابعت قولها «بعض الوزراء لدينا متعطشون للدماء، يحرصون في صبيحة كل يوم على تخريب محاولات إخراج أولادنا من كابوس غزة. كانت هناك فرصة ذهبية للتوصل إلى اتفاق في نهاية الأسبوع الأخير، لكن التصريحات التي صدرت عن مسؤولين لدينا أجهضتها».

وأضافت «كنا قريبين جداً من الصفقة، هي ليست مثالية، لكنها تحمل لنا بعض العزاء. لكن هناك من لا يريد ذلك. ولهذا لم تحصل».

وكشفت انجرست أن عدداً من الوزراء الذين تكلمت معهم أكدوا لها أن اجتياح رفح هو مغامرة، وأنه لا ضمان لأي نجاح في الخروج منها. وقالت: «الأمر المؤكد عندهم هو أن هذا الاجتياح لن يحقق الهدف المعلن للحرب، أي تصفية (حماس)».

وفي لقاءات أخرى للإذاعة نفسها، قالت عوفري بيبس ليفي، شقيقة الأسير يردين، إنها كانت على ثقة بأن نتنياهو ومجلس الوزراء سيعملون ما في وسعهم للتوصل إلى اتفاق، «لكن ثقتها تبددت». وقالت: «كان واضحاً لدينا أن (حماس) تطرح مطالب صعبة. فهي لم تغير مطالبها طيلة أيام الحرب. لكن ما تغير هو أن الضغوط السياسية الحزبية لدينا صارت أقوى وأوقح. يتنافسون لدينا على من يكون مغروراً ومتغطرساً أكثر. الأنا تسيطر على قادتنا».

وأضافت ليفي «التفكير بما سيكون عليه وضعنا بعد شهرين يقض مضاجعي. إنني حامل، وبعد أربعة أسابيع يفترض أن ألد ولداً. أي دولة ستكون هذه التي ألده فيها. في أي ظروف سينشأ؟ لا أدري». وتابعت: «الحرب مع (حماس) بدأت قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول) وستستمر لسنين طويلة. المذبحة في 7 أكتوبر لم تقع بسبب عدم قدرتنا على مجابهتها، بل لأن إخفاقاً كبيراً حصل. لأننا كنا نائمين وغارقين في العجرفة. واليوم نحن في الوضع نفسه. القرار باجتياح رفح يأتي للدوافع نفسها. والنتيجة لن تكون مختلفة. سيموت جنود، وسيموت مخطوفون، ولا شيء أكثر من ذلك».

وقال شارون شرعابي، وهو شقيق اثنين من الأسرى: «(حماس) تتهم إسرائيل، وإسرائيل تتهم (حماس) بإجهاض المفاوضات. الحقيقة أن التهمة تصلح لكليهما. عندنا تسود الحسابات السياسية الحزبية. نتنياهو لا يريد أن يخسر أصوات اليمين. هذا هو حسابه الأساسي. لذلك يتحدث عن وقف نار، وليس عن إنهاء الحرب. لا يهمه ما يحصل لنا وللمخطوفين. يثيرون لدينا الآمال يوماً، ثم يحطمونها في اليوم التالي».

وانضم إلى هذه الانتقادات مسؤول إسرائيلي رفيع، تكلم مع صحيفة «نيويورك تايمز»، اليوم الاثنين، طالباً عدم كشف هويته. فقال إن إسرائيل وحركة «حماس» كانتا قريبتين من التوصل إلى اتفاق قبل يومين، لكن تصريحات نتنياهو بشأن الإصرار على اجتياح رفح بوجود اتفاق أو عدم وجوده أجبرت «حماس» على تشديد مطالبها في محاولة لضمان منع دخول القوات الإسرائيلية إلى رفح.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن «حماس» تسعى الآن للحصول على المزيد من الضمانات، لأن إسرائيل لن تنفذ سوى جزء من الاتفاق، ثم تستأنف القتال. وأعرب عن أسفه لأن «حماس» وإسرائيل قد حولتا اتجاههما نحو ممارسة «لعبة اللوم».

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال احتفال إحياء ذكرى المحرقة اليهودية في تل أبيب (أ.ف.ب)

ردّ نتنياهو

أصدر مكتب نتنياهو بياناً رد فيه على تصريح المسؤول الأميركي، وقال: «الادعاء بأن رئيس الحكومة وليس (حماس) هو الذي أحبط صفقة تحرير مخطوفين هو كذب مطلق، وتضليل متعمد للجمهور. والحقيقة معاكسة تماماً، (حماس) هي التي أحبطت أي صفقة كونها لم تتحرك سنتيمتراً عن مطالبها المتطرفة التي لم تكن أي حكومة في إسرائيل ستوافق عليها، وأولها أن تنسحب إسرائيل من غزة وتوقف الحرب، الأمر الذي سيسمح مجدداً لـ(حماس) بالسيطرة العسكرية على القطاع، وتنظيم نفسها كي تشن عمليات 7 أكتوبر المقبلة مثلما تعهدت بأن تفعل».

وإزاء صرخات عائلات الأسرى، بدا اليمين المتطرف كمن وجد فرصة في هجوم «حماس» على كرم أبو سالم، الذي أدى إلى مقتل أربعة جنود، وإصابة 9 آخرين، فراح يطالب بوقف المفاوضات، والقيام بجولة جديدة من الحرب في صلبها اجتياح رفح. وقال الوزيران المتطرفان، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، إن هذا الهجوم يؤكد الحاجة الماسة لاجتياح رفح فوراً، ورفض المطالب الدولية بوقف الحرب. وقال سموتريتش في بيان، اليوم، إن «الجيش الإسرائيلي ملزم بالدخول إلى رفح اليوم، وهزم العدو. فالتأخير بدخول رفح وفقدان التمسك بموارد استراتيجية في القطاع يلحق ضرراً بدولة إسرائيل، وبأهداف الحرب، وباحتمالات إعادة المخطوفين إلى الديار، وتكلفنا دماء كثيرة».

وجاءت أقوال سموتريتش بعد وقت قصير من إعلان الجيش الإسرائيلي عن بدء عملية لإجلاء مدنيين من رفح إلى منطقة المواصي، والتلميح بأنها تمهد لاجتياح المدينة.


مقالات ذات صلة

العالم العربي ميناء إيلات الإسرائيلي (أرشيفية- رويترز)

فصائل عراقية تعلن ضربها «هدفاً حيوياً» في إيلات جنوب إسرائيل

قالت فصائل عراقية مسلحة اليوم (الأحد) إنها استهدفت بالطيران المُسيَّر «هدفاً حيوياً» في إيلات جنوب إسرائيل

«الشرق الأوسط» (بغداد)
شؤون إقليمية جنود إسرائيليون خلال عمليات عسكرية في قطاع غزة (ا.ف.ب)

 الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل اثنين من عناصره في معارك جنوب غزة

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم (الأحد)، أن الجيش الإسرائيلي أعلن مقتل اثنين من عناصره في معارك جنوب غزة أمس.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي دخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة (رويترز)

قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي لمنزل بالمخيم الجديد وسط قطاع غزة

قال تلفزيون الأقصى، إن عدداً من القتلى والجرحى سقطوا في قصف إسرائيلي لمنزل بالمخيم الجديد غرب النصيرات وسط قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية فلسطينيون في أحد شوارع مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

مجلس الحرب الإسرائيلي يواجه «الانهيار»

كشفت مصادر في «مجلس الحرب» الإسرائيلي عن أن العلاقات بين أعضائه «تدهورت بشكل ملحوظ»، ما يهدد بانهياره، على خلفية عدم اتخاذ قرارات استراتيجية وتعثّر حل قضية

كفاح زبون (رام الله)

مقتل 20 شخصاً بقصف إسرائيلي على مخيم النصيرات

فلسطينيون في مخيم النصيرات يتوافدون للحصول على المساعدات الدولية (د.ب.أ)
فلسطينيون في مخيم النصيرات يتوافدون للحصول على المساعدات الدولية (د.ب.أ)
TT

مقتل 20 شخصاً بقصف إسرائيلي على مخيم النصيرات

فلسطينيون في مخيم النصيرات يتوافدون للحصول على المساعدات الدولية (د.ب.أ)
فلسطينيون في مخيم النصيرات يتوافدون للحصول على المساعدات الدولية (د.ب.أ)

أعلن مستشفى «شهداء الأقصى» في وسط قطاع غزة، اليوم (الأحد)، أنّ غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في مخيّم النصيرات للاجئين، أسفرت عن مقتل 20 شخصاً على الأقل.

وأفاد المستشفى في بيان عن «وصول 20 ضحية وعدد من الإصابات جراء قصف إسرائيلي، استهدف منزلاً لعائلة حسان في المخيّم الجديد شمال مخيّم النصيرات، وسط قطاع غزة»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وحسب شهود، وقعت الغارة نحو الساعة الثالثة فجراً (منتصف الليل ت.غ).

ومن جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه يتحقّق من الأمر.

وكان 3 مواطنين فلسطينيين على الأقل قد قُتلوا وأصيب آخرون، مساء أمس (السبت)، في قصف للطيران الإسرائيلي على شقة سكنية وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وأفادت مصادر محلية بأن طواقم الإسعاف والإنقاذ انتشلت 3 قتلى من أنقاض شقة سكنية في عمارة «أبو هاشم» بمنطقة البلد وسط رفح، بعد أن قصفها الطيران الإسرائيلي، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الفلسطينية» (وفا).

وتواصل القوات الإسرائيلية هجومها على قطاع غزة، براً وبحراً وجواً، منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ما أسفر عن مقتل 35 ألفاً و386 مواطناً، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 79 ألفاً و366.


قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي لمنزل بالمخيم الجديد وسط قطاع غزة

دخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة (رويترز)
دخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي لمنزل بالمخيم الجديد وسط قطاع غزة

دخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة (رويترز)
دخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة (رويترز)

قال تلفزيون الأقصى، إن عدداً من القتلى والجرحى سقطوا في قصف إسرائيلي لمنزل بالمخيم الجديد غرب النصيرات وسط قطاع غزة.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم، ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، الماضي إلى 35 ألفا و386، بينما زاد عدد المصابين إلى 79 ألفا و366 .

وقالت الوزارة في بيان إن 83 فلسطينيا قتلوا وأصيب 105 آخرون جراء الهجمات الإسرائيلية على القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.


إصابة ناقلة نفط في هجوم حوثي

أفراد السفينة «غالاكسي ليدر» المحتجزون لدى الحوثيين منذ 6 أشهر (أ.ب)
أفراد السفينة «غالاكسي ليدر» المحتجزون لدى الحوثيين منذ 6 أشهر (أ.ب)
TT

إصابة ناقلة نفط في هجوم حوثي

أفراد السفينة «غالاكسي ليدر» المحتجزون لدى الحوثيين منذ 6 أشهر (أ.ب)
أفراد السفينة «غالاكسي ليدر» المحتجزون لدى الحوثيين منذ 6 أشهر (أ.ب)

أصيبت ناقلة نفط ترفع علم بنما في هجوم صاروخي استهدفها في جنوب البحر الأحمر، ما أدى إلى إشعال حريق على متنها دون وقوع إصابات بين أفراد طاقمها.

وأكدت القيادة المركزية الأميركية أن جماعة الحوثي استهدفت ناقلة نفط بصاروخ مضاد للسفن في البحر الأحمر. وأوضحت أن الناقلة «إم تي ويند» التي ترفع علم بنما وتملكها وتديرها اليونان، رست مؤخراً في روسيا وكانت متجهة إلى الصين.


اشتباكات بالأيدي بين نواب البرلمان العراقي في جلسة انتخاب رئيسه

جانب من جلسة البرلمان العراقي (وكالة أنباء العالم العربي)
جانب من جلسة البرلمان العراقي (وكالة أنباء العالم العربي)
TT

اشتباكات بالأيدي بين نواب البرلمان العراقي في جلسة انتخاب رئيسه

جانب من جلسة البرلمان العراقي (وكالة أنباء العالم العربي)
جانب من جلسة البرلمان العراقي (وكالة أنباء العالم العربي)

قرر البرلمان العراقي، مساء السبت، رفع جلساته بعد افتعال عدد من النواب شجاراً وإثارة الفوضى داخل قبة البرلمان.

وأظهرت لقطات تلفزيونية وقوع شجار واشتباكات بالأيدي بين نواب على خلفية عقد جلسة لانتخاب رئيس جديد للبرلمان.

وأسفرت الجولة الأولى من الانتخابات عن تقدم النائب سالم العيساوي بـ158 صوتاً على منافسه النائب محمود المشهداني الذي حصل على 137 صوتاً من أصل مجموع عدد النواب الذين حضروا الجلسة والبالغ عددهم 311 نائباً.

ولم يتمكن أي من المرشحين من تحقيق مجموع 166 صوتاً المطلوب للفوز.

جانب من جلسة البرلمان العراقي (وكالة أنباء العالم العربي)

وأوضحت اللقطات التلفزيونية أن القوات الأمنية تدخلت وحاولت إنهاء الشجار داخل البرلمان، كما شوهد رئيس البرلمان بالإنابة محسن المندلاولي وهو يحاول إنهاء الفوضى.

وكان البرلمان قد شرع منتصف نهار السبت بعقد جلسة عادية لانتخاب رئيس جديد له خلفاً لمحمد الحلبوسي الذي أقيل من منصبه بقرار من القضاء على خلفية الإدانة في قضية فساد مالي وتزوير.


غانتس يطرح خطة لـ«غزة بعد الحرب»... ويهدد بالاستقالة من الحكومة إذا رُفضت

بنيامين نتنياهو وبيني غانتس (صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الإسرائيلية)
بنيامين نتنياهو وبيني غانتس (صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الإسرائيلية)
TT

غانتس يطرح خطة لـ«غزة بعد الحرب»... ويهدد بالاستقالة من الحكومة إذا رُفضت

بنيامين نتنياهو وبيني غانتس (صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الإسرائيلية)
بنيامين نتنياهو وبيني غانتس (صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الإسرائيلية)

هدد عضو مجلس الحرب الإسرائيلي وزير الدفاع السابق، بيني غانتس، بالاستقالة من حكومة بنيامين نتنياهو إذا لم تتم الموافقة على خطة لغزة ما بعد الحرب بحلول 8 يونيو (حزيران) المقبل.

وفي خطاب ألقاه غانتس، مساء اليوم (السبت)، قال إن «أقلية صغيرة سيطرت على قرار إسرائيل وتقود البلاد إلى المجهول»، متهماً بعض السياسيين الإسرائيليين بالتفكير في مستقبلهم فقط، ما يعني أن «هناك حاجة لتغيير فوري»، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

ووضع غانتس في خطابه 6 أهداف للعمل عليها قبل الثامن من يونيو؛ وهي إعادة المختطفين، وتقويض حكم حركة «حماس»، ونزع السلاح من قطاع غزة، وإقامة ائتلاف أوروبي - عربي لإدارة القطاع لا يشمل «حماس» ولا السلطة الفلسطينية في رام الله بقيادة محمود عباس، وإعادة سكان الشمال، وضمان خدمة كل الإسرائيليين في الجيش.

وقال غانتس في خطابه: «نحن في حرب من أجل البقاء، نحن في حرب وجودية، وسنتغلب على أعدائنا لنضمن مستقبل دولة إسرائيل».

وأضاف: «دخلنا الحكومة والائتلاف لنخدم دولة إسرائيل ولم نطلب مناصب، لكن لم يتم اتخاذ قرارات حيوية، وأقلية صغيرة سيطرت على قرار إسرائيل وتقودها إلى الهاوية».

وأشار غانتس إلى أن هناك حاجة «لتغيير فوري»، وأنه لن يتم ترك الأمور على حالها، وتعهد بالعمل على ضمان حصول إسرائيل على ما وصفه بـ«انتصار حقيقي».

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الأربعاء الماضي، أنه لن يوافق على حكم إسرائيلي عسكري في غزة بعد انتهاء الحرب والقضاء على «حماس». وأضاف أن وجوداً أمنياً لإسرائيل في غزة بعد الحرب من شأنه أن يؤدي إلى «خسائر غير ضرورية في أرواح الإسرائيليين». وقال إنه طلب تشكيل هيئة حكم بديلة لـ«حماس»، ولم يتلقَّ رداً.

غانتس زعيم صغير

من جانبه، هاجم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، السبت، غانتس ووصفه بأنه«منافق وكاذب» ويعمل على تفكيك الحكومة.

وقال بن غفير، في بيان نشره في حسابه على موقع «إكس»، «بيني غانتس هو زعيم صغير، وكان منذ اللحظة الأولى لانضمامه إلى الحكومة منخرطاً بشكل أساسي في محاولات تفكيكها، ولم تكن رحلاته إلى واشنطن لإجراء محادثات ضد موقف رئيس الوزراء سوى جزء صغير من عمليات تخريبه».

وتابع بن غفير: «الرجل الذي استضاف محمود عباس في منزله، وأحضر عمالاً من غزة، وقاد اتفاقية تسليم الغاز مع لبنان، وأزال الحواجز الأمنية في الضفة الغربية، وعرّض جنود وحدة غولاني للخطر (من منطلق القلق على الفلسطينيين)، هو الرجل الأخير الذي يمكن أن يقدم بدائل أمنية».

ودعا بن غفير إلى تغيير سياسة الحكومة، وقال: «لقد حان الوقت لتفكيك الحكومة بمفهومها الراهن وتغيير السياسة إلى حكومة حازمة وقوية وحاسمة».

وقال نتنياهو، (الأربعاء)، في خطاب: «لا جدوى من الحديث عن ترتيبات اليوم التالي للحرب، ما دامت حماس في السلطة في غزة».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الأحد الماضي، وجود خلافات ومواجهات كلامية بين نتنياهو وغالانت بعدما قرر الأخير إجراء مناقشات مع كبار قادة الجيش والعسكريين حول مسألة «اليوم التالي» للحرب في غزة، والعملية في رفح، دون حضور نتنياهو.


المستشار الألماني يحذر إسرائيل من شن هجوم شامل في رفح

المستشار الألماني أولاف شولتس خلال فعالية انتخابية أقامها حزب «الاشتراكي الديمقراطي» في مدينة كارلسروه (د.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتس خلال فعالية انتخابية أقامها حزب «الاشتراكي الديمقراطي» في مدينة كارلسروه (د.ب.أ)
TT

المستشار الألماني يحذر إسرائيل من شن هجوم شامل في رفح

المستشار الألماني أولاف شولتس خلال فعالية انتخابية أقامها حزب «الاشتراكي الديمقراطي» في مدينة كارلسروه (د.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتس خلال فعالية انتخابية أقامها حزب «الاشتراكي الديمقراطي» في مدينة كارلسروه (د.ب.أ)

حذّر المستشار الألماني أولاف شولتس، إسرائيل من شنّ هجوم شامل محتمل في مدينة رفح الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة الفلسطيني. وطالب بزيادة المساعدات للسكان الفلسطينيين.

جاء ذلك خلال فعالية انتخابية أقامها حزب شولتس «الاشتراكي الديمقراطي» في مدينة كارلسروه، اليوم (السبت)، في إطار انتخابات البرلمان الأوروبي المزمع إجراؤها في ألمانيا في التاسع من يونيو (حزيران) المقبل.

وقال شولتس، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، «نحن متفقون في ألمانيا وفي أوروبا، وكذلك في الحكومة الأميركية أيضاً، على أنه من غير المسؤول التفكير في شنّ هجوم الآن على رفح التي لاذ إليها ملايين اللاجئين وهم دون حماية. لا يمكن أن ينتهي هذا الأمر بشكل جيد».

وطالب شولتس أيضاً بضرورة توصيل مساعدات إنسانية كافية إلى غزة، وهو ما صاحبته هتافات عالية من عشرات المحتجين ضد حرب غزة.

وقال شولتس: «500 شاحنة يومياً هو الحد الأدنى. مَن يشن حرباً، يتحمل المسؤولية أيضاً عن الجانب الإنساني والسكان المدنيين الذين هم ضحايا الحرب».

يذكر أنه رغم التحذيرات الدولية المشددة، تقدّم الجيش الإسرائيلي من الشرق إلى مدينة رفح في القطاع المحاصر قبل أكثر من أسبوع، كما أعلنت إسرائيل، اليوم، استئناف عملياتها في رفح ووسط وشمال القطاع الواقع على ساحل البحر المتوسط.

وتقول القيادة الإسرائيلية إنها تهدف من خلال عمليتها في رفح إلى تدمير آخر كتائب لحركة «حماس» يعتقد أنها موجودة في المدينة الواقعة على الحدود المصرية.


إسرائيل تعلن استعادة جثة جديدة لمحتجز من قطاع غزة

جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)
TT

إسرائيل تعلن استعادة جثة جديدة لمحتجز من قطاع غزة

جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)

أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) اليوم (السبت)، استعادة جثة محتجز إسرائيلي رابع من قطاع غزة خلال عملية خاصة مشتركة.

وقال بيان الجيش و«الشاباك» إنه تمت استعادة جثة المحتجز رون بنيامين بعد امتلاك الجيش لمعلومات مؤكدة تفيد بأنه قتل خلال هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، ونقل عناصر «حماس» جثته إلى قطاع غزة.

وأضاف الجيش أن جثة بنيامين أعيدت مع جثث المحتجزين الثلاثة يتسحاق غلرانتر وشاني لوك وعميت بوسكيلا بناء على معلومات توفرت خلال تحقيقات أجراها جهاز «الشاباك» مع مسلحين تم القبض عليهم داخل قطاع غزة.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أمس العثور على جثث 3 محتجزين إسرائيليين في قطاع غزة، في الوقت الذي أكد فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إصراره على إعادة جميع المحتجزين «أحياء وأمواتاً».

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أمس، إن «حماس» هي من قتلت المحتجزين يتسحاق غلرانتر وشاني لوك وعميت بوسكيلا أثناء هروبهم من حفلة موسيقية أقيمت في 7 أكتوبر بمحاذاة حدود غزة ونقلت جثثهم إلى قطاع غزة.

وقال القيادي في حركة «حماس» عزت الرشق في بيان، إن «ادعاء الاحتلال - إن صح - عن وصوله إلى جثامين بعض أسراه لدى المقاومة في قطاع غزة»، ليس «إنجازاً» لحكومة نتنياهو، بل هو «محاولة للتغطية على خسائره وفشله الذريع أمام بسالة المقاومة» في جباليا والزيتون وشرق رفح.


الانقسام يتعمق في إسرائيل حول حكم غزة

نتنياهو وغانتس في ملصق دعائي عشية انتخابات مارس 2021 (رويترز)
نتنياهو وغانتس في ملصق دعائي عشية انتخابات مارس 2021 (رويترز)
TT

الانقسام يتعمق في إسرائيل حول حكم غزة

نتنياهو وغانتس في ملصق دعائي عشية انتخابات مارس 2021 (رويترز)
نتنياهو وغانتس في ملصق دعائي عشية انتخابات مارس 2021 (رويترز)

قالت مصادر في مجلس الوزراء، الذي يدير شؤون الحرب (كابينت الحرب)، إن العلاقات بين أعضاء الكابينت المصغر «تدهورت بشكل ملحوظ» في الآونة الأخيرة، خاصة بسبب عدم اتخاذ قرارات استراتيجية وعدم إحراز تقدم في قضية المحتجزين.

وحسب المصادر التي تحدثت لقناة «كان» التلفزيونية، فإن حلّ المجلس الوزاري يبدو «أقرب من أي وقت مضى». وقالت المصادر: «العلاقات المتوترة داخل المجلس الوزاري ليست بين أفراد المستوى السياسي أنفسهم فقط، بل بينهم وبين القيادة العسكرية كذلك».

وكان وزراء في الحكومة قد هاجموا وزير الدفاع يوآف غالانت بقوة، وطالبوا بإقالته، متهمين إياه بالمسؤولية عن الفشل المستمر، بعد خلافات حول موضوع «اليوم التالي» للحرب في غزة، بعدما رفض حكماً عسكرياً في القطاع يسعى له نتنياهو.

وردّ غالانت على الوزراء قائلاً: «أنا أول من يعارض دولة فلسطينية، وأؤيد السيطرة الإسرائيلية من النهر إلى البحر. لكن غزة ليست جبل الشيخ، ولا هي أورشليم (القدس)، هناك مليونان من الفلسطينيين، وليست هناك مصلحة إسرائيلية». ورأى غالانت أن حكماً عسكرياً في غزة سيكلف كثيراً من الدم والمال والوقت.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع وزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بيني غانتس يعقدون مؤتمراً صحافياً في قاعدة كيريا العسكرية في تل أبيب 28 أكتوبر 2023 (رويترز)

تحالف ثلاثي

وقبل الاجتماع كان مقرراً أن يخرج بيني غانتس في خطاب يعتقد أنه سيحدد فيه لنتنياهو شروطه من أجل البقاء في المجلس. وقال موقع «واللا» عن مصادر إن غانتس سيعلن شروطه ومطالبه لنتنياهو من أجل بقائه في الحكومة ومجلس الحرب. جاء ذلك فيما دعاه زعيم المعارضة، يائير لبيد، للاستقالة من أسوأ حكومة في تاريخ إسرائيل والمطالبة بانتخابات مبكرة.

وناقش مجلس الوزراء، الذي يدير شؤون الحرب، لمدة 10 دقائق خلال جلسته السابقة، موضوع المفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن، ثم قاطع رئيس الوزراء المتحدثين قائلاً إنه لم يبقَ ما يكفي من الوقت لمناقشة الموضوع، وإنه سيحدد موعداً لمتابعة المناقشة. وعدم الاتفاق على أولويات الحرب، بما في ذلك إنجاز صفقة تبادل، وحول «اليوم التالي» في غزة، سيعني انهيار مجلس الحرب، خصوصاً أن الوزير الثاني في المجلس غادي أيزنكوت ينوي الاستقالة بسبب تحكم الوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموترتيش في نتنياهو. وكان أيزنكوت هدّد سابقاً بالاستقالة إذا أفشل اليمين المتطرف اتفاق صفقة. ويتضح أن التحالف الثلاثي بين غالانت وأيزنكوت وغانتس يهدد فعلاً قوة نتنياهو داخل المجلس.

دمار جراء غارات إسرائيلية على مدينة غزة (أ.ف.ب)

مباحثات التهدئة

في غضون ذلك، يحاول الوسطاء، بمن فيهم الولايات المتحدة، دفع مباحثات تهدئة جديدة بين إسرائيل وحركة «حماس»، لكن اعتقاداً سائداً في إسرائيل بأن أي اتفاق لن يرى النور إلا بتضييق الخناق على زعيم «حماس» في قطاع غزة يحيى السنوار. وقالت مصادر لهيئة البثّ الإسرائيلية (كان) إن الوسطاء يحاولون تجديد مباحثات التهدئة، بعدما وقفت أمام طريق مسدودة، وإن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الذي يصل إلى إسرائيل يوم الأحد، سيناقش مع المسؤولين الإسرائيليين الاتصالات الخاصة بالصفقة.

وتهدف زيارة سوليفان إلى وقف هجوم إسرائيلي أوسع تخطط له إسرائيل على مدينة رفح الحدودية مع مصر. ويعتقد البيت الأبيض أن التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى هو الطريق الوحيدة من أجل الوصول إلى وقف إطلاق نار في غزة ومنع اجتياح شامل لمدينة رفح، وربما إنهاء الحرب التي أصبحت مصدر تهديد كبير للرئيس الأميركي جو بايدن قبل الانتخابات الرئاسية.

وكان سوليفان، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية، قال لسفراء 17 دولة، لديهم مواطنون تحتجزهم «حماس»، يوم الأربعاء الماضي، إن إدارته تعتقد أن السنوار انسحب من محادثات الهدنة الأسبوع الماضي، على أمل زيادة الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة.

وزعم سوليفان أن السنوار لا يريد الوصول إلى اتفاق الآن، على أمل أن يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط الدولي على إسرائيل لإنهاء الحرب.

مقاتلون من «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» في قطاع غزة (أرشيفية - رويترز)

الضغط على «حماس»

وأخبر سوليفان السفراء أن ثمة حاجة للضغط على «حماس»، من خلال مخاطبة الحركة مباشرة أو عبر وسطاء. وكانت «حماس» وافقت على مقترح مصري من أجل صفقة تبادل، لكن إسرائيل رفضت، وقالت إن المقترح معدل، قبل أن تنهار المباحثات. وضمن المحاولات الأميركية لإطلاق جولة أخرى، زار بريت ماكغورك، كبير مستشاري الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط، الدوحة، يوم الأربعاء، والتقى برئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لمناقشة استئناف المحادثات، وفقاً لمصدرين مطلعين على الاجتماع تحدثا إلى موقع «أكسيوس» الأميركي.

لكن يرى مسؤولون إسرائيليون مطلعون على سير المفاوضات، بحسب هيئة البث الإسرائيلية، أنه من الضروري تضييق الخناق على زعيم «حماس» في غزة، السنوار، وتكثيف الضغط عليه، «لأن هذا هو السبيل الوحيدة التي يمكن من خلالها دفع صفقة إطلاق سراح المختطفين في القطاع». وأكد المسؤولون: «حالياً هناك مأزق فعلياً، لكن هناك محاولات من الدول الوسيطة».


«الأونروا»: 800 ألف شخص أُجبروا على الفرار من رفح

نازحون فلسطينيون يتجمعون لشراء المياه من سيارة مياه في مخيم مؤقت برفح (أ.ف.ب)
نازحون فلسطينيون يتجمعون لشراء المياه من سيارة مياه في مخيم مؤقت برفح (أ.ف.ب)
TT

«الأونروا»: 800 ألف شخص أُجبروا على الفرار من رفح

نازحون فلسطينيون يتجمعون لشراء المياه من سيارة مياه في مخيم مؤقت برفح (أ.ف.ب)
نازحون فلسطينيون يتجمعون لشراء المياه من سيارة مياه في مخيم مؤقت برفح (أ.ف.ب)

أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، السبت، أن 800 ألف شخص «أجبروا على الفرار» من رفح في أقصى جنوب قطاع غزة منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في المدينة هذا الشهر.

وقال فيليب لازاريني، عبر منصة «إكس»، إن «ما يقرب من نصف سكان رفح أو 800 ألف شخص موجودون على الطريق، بعد أن أجبروا على الفرار منذ أن بدأت القوات الإسرائيلية العملية العسكرية في المنطقة في 6 مايو (أيار)»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأشار مفوض «الأونروا» إلى أن الادعاءات بأن الناس في غزة يمكنهم الانتقال إلى مناطق آمنة أو إنسانية هي ادعاءات «كاذبة».

ووصف لازاريني الظروف الإنسانية في غزة بـ«الكارثية»، وقال إن ذلك سيستمر دون فتح المعابر البرية و«الوصول الآمن إليها»، مشيراً إلى أن 33 شاحنة فقط وصلت إلى رفح منذ 6 مايو (أيار).


إسرائيل تستهدف طريق دمشق - بيروت... عمليتا اغتيال خلال 24 ساعة

جنود ومواطنون يعاينون سيارة استهدفتها غارة إسرائيلية في بلدة مجدل عنجر الجمعة (أ.ف.ب)
جنود ومواطنون يعاينون سيارة استهدفتها غارة إسرائيلية في بلدة مجدل عنجر الجمعة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تستهدف طريق دمشق - بيروت... عمليتا اغتيال خلال 24 ساعة

جنود ومواطنون يعاينون سيارة استهدفتها غارة إسرائيلية في بلدة مجدل عنجر الجمعة (أ.ف.ب)
جنود ومواطنون يعاينون سيارة استهدفتها غارة إسرائيلية في بلدة مجدل عنجر الجمعة (أ.ف.ب)

تواصل التصعيد على جبهة جنوب لبنان، مع استمرار تسجيل عمليات الاغتيال التي تنفذها إسرائيل ضد عناصر وقياديين في «حزب الله» وحركة «حماس»، بحيث باتت طريق دمشق - بيروت هدفاً للقصف الإسرائيلي مع تسجيل عمليتي اغتيال خلال 24 ساعة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت، بأن مسيرة إسرائيلية استهدفت سيارة قرب حاجز للفرقة الرابعة بمنطقة الديماس بريف دمشق، على الطريق الواصلة بين دمشق - بيروت، ما أدى لتدميرها واحتراقها وسط مصير مجهول يلاحق شخصين؛ هما قيادي بـ«حزب الله» ومرافقه، كانا يستقلان السيارة.

وهذا الاستهداف هو الثاني من نوعه في هذه المنطقة خلال 24 ساعة، بعدما كان القصف الإسرائيلي استهدف مساء الجمعة، القيادي في «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» شرحبيل علي السيد، في بلدة مجدل عنجر على بعد 5 كيلومترات من الحدود مع سوريا.

وتشكّل هذه الطريق معبراً أساسياً لقياديي «حزب الله» وخط إمداد ينقل عبره شاحنات الأسلحة والذخائر.

دخان يتصاعد من مكان استهدف بالقصف الإسرائيلي في خراج بلدة راميا الجنوبية السبت (أ.ف.ب)

وصباح السبت، استهدفت مسيرة إسرائيلية دراجة نارية في الناقورة حيث أصيب الراكب وهو صياد سمك، بجروح، نقل على أثرها إلى المستشفى، في وقت طال فيه القصف بلدات جنوبية عدة.

في المقابل، أعلن «حزب الله» تنفيذه عمليات عدة، وقال في بيانات متفرقة إنه استهدف «تجمعاً ‏لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية»، ورد على استهداف صياد في الناقورة بقضف موقع رأس الناقورة البحري بقذائف المدفعية.

وبعد الظهر أعلن «حزب الله» استهدافه ‏التجهيزات التجسسية في موقع الرمثا بالأسلحة المناسبة، ومن ثم المنظومات الفنية والتجهيزات التجسسية في موقع الراهب بالأسلحة المناسبة، كما أعلن استهداف تموضع لجنود إسرائيليين داخل غرفة في ثكنة راميم بمحلقة هجومية انقضاضية أصابتها بشكل مباشر.

ترتيبات لدفن القتلى

في غضون ذلك، ومع التصعيد المستمر في الجنوب، بات الأهالي يستفيدون من هذه الفترات للمشاركة في تشييع قتلاهم وتفقد منازلهم، بينما لا يزال بعضهم الآخر لا يتجرأ على الذهاب إلى بلداتهم رغم أنه يتم التنسيق بين الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل» التي تنسق بدورها مع الجيش الإسرائيلي لتأمين الهدوء في المنطقة.

مقاتلة إسرائيلية تطلق بالونات حرارية في سماء جنوب لبنان الحميس الماضي (أ.ف.ب)

ويؤكد مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» أنه عند تحديد موعد لتشييع القتلى في الجنوب يبلغ المعنيون الجيش اللبناني بالمكان والزمان، وهو بدوره يبلغ قوات «اليونيفيل» التي تبلغ بدورها الجيش الإسرائيلي، وهو ما يؤكد عليه أيضاً مصدر في قوات «اليونيفيل» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتشكّل مراسم تشييع أشخاص قتلوا في المواجهات بين إسرائيل و«حزب الله»، الفرصة لسكان ميس الجبل الحدودية لزيارة قريتهم المدمّرة بناء على هذا الهدوء المؤقت، لكن في المقابل، لا يزال آخرون يخشون من هذه المغامرة منطلقين في ذلك من وقائع سابقة، حيث سجّل قصف إسرائيلي على مقربة من تشييع أحد قتلى «حزب الله».

وتقول إحدى السيدات التي تعيش في بيروت واعتادت أن تنتقل في الصيف إلى عيتا الشعب لقضاء العطلة، لـ«الشرق الأوسط»: «في الأسابيع الأولى للحرب، ذهبت مرات عدة إلى القرية وتفقدت المنزل، لكن منذ ما بعد الهدنة في شهر نوفمبر (تشرين الأول) الماضي، لم أغامر بذلك، لا سيما أن بعض الأحيان يتم استهداف التشييع كما حصل سابقاً في قريتنا». وتلفت إلى أنه ورغم أن قريباً لها قتل في الحرب فإنها لم تشارك في التشييع.

تشييع أحد قتلى «حزب الله» في بلدة ميس الجبل الجنوبية الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)

وكان الجيش الإسرائيلي قد استهدف أحد المنازل في بلدة عيتا الشعب، على مقربة من موقع تشييع أحد عناصر «حزب الله»، في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

والأمر نفسه حصل في 5 الشهر الحالي، حيث قتلت عائلة كاملة مؤلفة من 4 أشخاص، بضربة إسرائيلية في ميس الجبل، بينما كانت تقام مراسم تشييع. وكان فادي حنيكة، الوالد، قد استغل فترة تشييع أحد القتلى لإخراج أغراض له من منزله، لكن الطيران الإسرائيلي استهدفه بصواريخ، ما أدى إلى مقتله وزوجته وولديه وتدمير منزلهم.

بدورها، تبدو ميس الجبل أشبه بساحة معركة، أما سكانها النازحون بمعظمهم فيستغلّون الهدوء النسبي المؤقت الذي يسجّل خلال مراسم تشييع لتفقّد منازلهم والإتيان بأغراض لم يفكّروا بحملها معهم عندما هربوا تحت وطأة القصف الإسرائيلي، من دون أن يدركوا أن غيابهم عن منزلهم سيطول كل هذا الوقت.

وأمام ركام منزله الذي لم ينجُ منه إلا خزان مياه بلاستيكي، يقول عبد العزيز عمار (60 عاماً) لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «البيت سوّي بالأرض»، موضحاً: «منازل أهلي وأخي وابن أخي دمّرت كلياً».

ويقول: «يأتي الشخص إلى القرية للمشاركة في تشييع، ولا بدّ أن يستغلّ الفرصة للاطمئنان على منزله لإلقاء نظرة عليه، وإذا لم يكن مدمّراً، فلأخذ أغراض يحتاجها في مكان إقامته».

وعلى مرأى من نقاط عسكرية في الجانب الإسرائيلي، يشارك غالباً مئات من أهالي البلدات والقرى الحدودية في تشييع القتلى، وغالبيتهم من مقاتلي «حزب الله» الذي ينظّم مراسم عسكرية ويرفع راياته ويردّد عناصره ومناصروه هتافات الولاء له، بينما طائرات الاستطلاع الإسرائيلية لا تفارق الأجواء.

وأمام منزل مدمّر جزئياً، امتلأت شاحنة بمقتنيات نجت من القصف بينها غسالة وعربة طفل ودراجة نارية وكراسي بلاستيكية، يقول عبد العزيز عمار: «بغض النظر عمّا إذا كنت أحمل السلاح أم لا، فإن مجرّد وجودي في بلدتي يعني أنني هدف أمام الإسرائيلي»، مشيراً إلى مقتل 4 مدنيين من عائلة واحدة خلال الشهر الحالي.