«القسّام» توسّع نشاطها العسكري في جنوب لبنان نحو القطاع الشرقي

أعلنت عن استهداف مقرات عسكرية قرب كريات شمونة

آثار الأضرار في منازل في كفر كلا بجنوب لبنان إثر ضربات إسرائيلية (د.ب.أ)
آثار الأضرار في منازل في كفر كلا بجنوب لبنان إثر ضربات إسرائيلية (د.ب.أ)
TT

«القسّام» توسّع نشاطها العسكري في جنوب لبنان نحو القطاع الشرقي

آثار الأضرار في منازل في كفر كلا بجنوب لبنان إثر ضربات إسرائيلية (د.ب.أ)
آثار الأضرار في منازل في كفر كلا بجنوب لبنان إثر ضربات إسرائيلية (د.ب.أ)

جددت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، الاثنين، إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، وأعلنت عن استهداف منطقة قريبة من كريات شمونة الواقعة في القطاع الشرقي، في أول توسيع من نوعه لأهداف «القسام» التي درجت في استهدافات سابقة على إطلاق الصواريخ من القطاع الغربي الساحلي.

وتبنت «القسام»، الاثنين، هجوماً صاروخياً على موقع عسكري في شمال إسرائيل، وقالت في حسابها على تطبيق «تلغرام» إنها «قصفت من جنوب لبنان مقر قيادة اللواء الشرقي 769» في شمال إسرائيل «برشقة صاروخية مركزة رداً على مجازر العدو الصهيوني في غزة الصابرة والضفة الثائرة».

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإطلاق أكثر من 30 قذيفة من لبنان نحو كريات شمونة والمنطقة. وأفاد الجيش الإسرائيلي، من جهته، برصد «نحو 20 عملية إطلاق من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية، تم اعتراض معظمها» من دون الإبلاغ عن إصابات أو أضرار. وقال إنه «ردّ على مصادر النيران».

ويعد هذا القصف من القطاع الشرقي، الأول من نوعه منذ بدء الحرب، فقد درجت «القسام» والفصائل الفلسطينية الأخرى على إطلاق الصواريخ من القطاع الغربي القريب من الساحل، بينما يعد الدخول إلى القطاع الشرقي أكثر تعقيداً على ضوء موانع وقيود الجيش اللبناني و«اليونيفيل» على دخول الأجانب إلى المنطقة الحدودية.

وليست هذه المرة الأولى التي تطلق فيها «القسام» الصواريخ باتجاه شمال إسرائيل. وبعد انقطاع من فبراير (شباط) الماضي، استأنفت في الأسبوع الماضي إطلاق الصواريخ نحو قصف ثكنة شوميرا في شمال إسرائيل «بعشرين صاروخ غراد». وكررته الاثنين بقصف القاعدة العسكرية، كما قالت.

وجاء القصف في وقت كان ينتظر أن تُقدّم حركة «حماس» ردّها، الاثنين، على مقترح للتوصل إلى هدنة في الحرب التي تخوضها مع إسرائيل في قطاع غزّة المحاصر والمهدّد بمجاعة، تشمل إطلاق سراح رهائن.

مشاهد الدمار في بلدة كفركلا المقابلة لمستعمرة المطلة الإسرائيلية بجنوب لبنان (د.ب.أ)

يأتي هذا القصف بموازاة التصعيد العسكري المتواصل بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية أغارت على أهداف لـ«حزب الله» في منطقتي راشيا الفخار والخيام في جنوب لبنان، من بينها «مواقع إطلاق قذائف وبنى إرهابية ومبنى عسكري كان يستخدمه التنظيم في المنطقة». كما أعلن أن مدفعيته شنت هجمات لـ«إزالة تهديدات محتملة انطلاقاً من منطقة عيتا الشعب جنوب لبنان».

وكان الجيش أكد صباحاً أن طائراته الحربية هاجمت ليل الأحد - الاثنين، أهدافاً لـ«حزب الله» في جنوب لبنان. وذكر أن بين الأهداف التي جرى مهاجمتها، «بنية تحتية عملياتية» في جبل بلاط إلى جانب مبانٍ عسكرية في مروحين.

في المقابل، تحدثت مصادر ميدانية عن إطلاق 3 صواريخ موجهة نحو المطلة بعد الظهر، فيما أعلن الحزب عن هجوم ناريّ مركّز على قاعدة خربة ماعر ومواقع مدفعيتها. كذلك «تم استهداف انتشار جنود العدو وآلياته في محيطها بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية على أنواعها»، كما قال في بيان، معلناً عن «استهداف تجمع ‏لجنود العدو في محيط موقع ‏رويسات العلم بقذائف ‏مدفعية‏».

ولم يهدأ القصف الإسرائيلي، فتعرضت أطراف بلدتي علما الشعب والناقورة لقصف مدفعي متقطع تزامن مع إطلاق القنابل الضوئية فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولاً حتى مشارف بلدات زبقين وياطر وكفرا.

كما أطلقت مسيّرة إسرائيلية صاروخين باتجاه محيط «الملعب» في بلدة عيتا الشعب. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين استهدفتا منطقة المسلخ في بلدة الخيام.


مقالات ذات صلة

ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان إلى 3670 قتيلاً

المشرق العربي عمال إنقاذ ينقلون جثة أحد الضحايا من موقع غارة إسرائيلية استهدفت وسط بيروت (ا.ب)

ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان إلى 3670 قتيلاً

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، أن حصيلة الضحايا جراء الغارات الإسرائيلية المستمرة على مناطق مختلفة في البلاد ارتفعت إلى 3670 قتيلاً، و15413 مصاباً.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال اجتماع سابق مع مسؤولين إسرائيليين (أ.ب)

وزير الدفاع الأميركي يشدد على التزام بلاده «حلاً دبلوماسياً في لبنان»

كرر وزير الدفاع الأميركي، السبت، التزام بلاده التوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان، وذلك خلال اتصال مع نظيره الإسرائيلي الذي أكد تواصل التحرك «بحزم» ضد «حزب الله».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي عناصر الدفاع المدني يبحثون عن ضحايا بعد قصف إسرائيلي على مدينة بعلبك في 14 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

لبنان: مقتل 24 وإصابة 45 في غارات إسرائيلية على بعلبك الهرمل

أفادت وزارة الصحة اللبنانية اليوم (السبت)، بأن الغارات الإسرائيلية على بعلبك الهرمل اليوم، قتلت 24 وأصابت 45 آخرين في حصيلة غير نهائية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
المشرق العربي عمال يزيلون الأنقاض من موقع غارة جوية إسرائيلية على احد المنازل في بعلبك (أ.ف.ب)

لبنان: مقتل 5 في قصف إسرائيلي على بعلبك

أفادت تقارير إعلامية لبنانية اليوم (السبت) بمقتل خمسة في قصف إسرائيلي استهدف بلدة شمسطار في بعلبك.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

تقرير: ترمب قد يفرض عقوبات على مدعي «الجنائية الدولية» رداً على مذكرة اعتقال نتنياهو

مقر المحكمة الجنائية في لاهاي (أ.ف.ب)
مقر المحكمة الجنائية في لاهاي (أ.ف.ب)
TT

تقرير: ترمب قد يفرض عقوبات على مدعي «الجنائية الدولية» رداً على مذكرة اعتقال نتنياهو

مقر المحكمة الجنائية في لاهاي (أ.ف.ب)
مقر المحكمة الجنائية في لاهاي (أ.ف.ب)

قالت صحيفة «تليغراف» البريطانية، إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يفكر في فرض عقوبات على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية البريطاني، كريم خان، بسبب مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وذكرت الصحيفة أن مايك والتز، الذي سيشغل منصب مستشار الأمن القومي لترمب، قال إن المحكمة الجنائية الدولية «ليست لديها مصداقية»، ووعد «برد قوي على التحيز المعادي للسامية للمحكمة» عندما تتولى إدارة ترمب منصبها في 20 يناير (كانون الثاني).

وأضافت الصحيفة أن كريم خان قد يكون من بين المسؤولين المستهدفين بعقوبات من قبل ترمب.

ومثل إسرائيل، لا تعترف الولايات المتحدة بسلطة المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها، ودعا كبار الجمهوريين إلى فرض عقوبات على كبار المسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية رداً على مذكرات الاعتقال.

ويجري التحقيق مع خان بشأن مزاعم سوء السلوك الجنسي وهو ينفي هذه الاتهامات.

وخلال فترة ولايته الأولى في منصبه، فرض ترمب عقوبات على المدعي العام السابق للمحكمة بسبب تحقيق في جرائم حرب مزعومة ارتكبتها القوات الأميركية في أفغانستان.

وفي ذلك الوقت، وصف مايك بومبيو، وزير الخارجية آنذاك، المحكمة بأنها «مؤسسة فاسدة تماماً».

في النهاية، ألغى الرئيس الأميركي جو بايدن العقوبات المفروضة على المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، التي تضمنت حظراً للسفر، عندما تولى منصبه في عام 2021، لكن هناك توقع بأن ترمب قد يعيد تنفيذ الاستراتيجية نفسها رداً على معاملة المحكمة الجنائية الدولية لإسرائيل.

دونالد ترمب (رويترز)

ويمكنه أيضاً سحب مشاركة الولايات المتحدة ومواردها من التحقيقات التي تقودها المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب الروسية في أوكرانيا.

وأي عقوبات تُفرض على خان وموظفيه قد تهدد العلاقة بين بريطانيا وترمب إذا اختار رئيس الوزراء البريطاني الجديد، كير ستارمر، الامتثال لأوامر الاعتقال.

وتقود الولايات المتحدة ردود فعل دولية عنيفة ضد المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها، حتى مع تردد المملكة المتحدة بشأن ما إذا كانت ستحتجز رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقالت بريطانيا إنها تحترم المحكمة ورفضت الإفصاح عما إذا كان سيتم اعتقال نتنياهو إذا جاء إلى المملكة المتحدة.

ودعت سفيرة إسرائيل لدى المملكة المتحدة، تسيبي هوتوفلي، جميع الدول إلى رفض الأمر «الهزلي» للمحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو.

وفي مقال لها في صحيفة «تليغراف»، اتهمت هوتوفلي المحكمة بـ«إيجاد أرضية مشتركة مع حماس»، وقالت: «نشكر الولايات المتحدة والدول الحليفة الأخرى التي رفضت القرار الهزلي للمحكمة وندعو الدول الأخرى إلى أن تحذو حذوها في رفض هذا الظلم. لقد أظهرت المحكمة الجنائية الدولية أن كل زعيم ديمقراطي يسعى إلى الدفاع عن شعبه قد يصبح هدفاً للمحكمة».

وأشارت ألمانيا إلى أنها لن تحتجز نتنياهو بسبب ماضيها النازي وعلاقتها الخاصة بالدولة اليهودية، على الرغم من كونها عضواً في المحكمة الجنائية الدولية.

وتعهد فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر العضو في الاتحاد الأوروبي، بتحدي اعتقال نتنياهو، وبدلاً من ذلك دعاه لزيارة بلاده.

وتمثل مذكرة الاعتقال المرة الأولى في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية الممتد 22 عاماً التي يسعى فيها قضاتها إلى اعتقال زعيم دولة مدعومة من الغرب.

والدول الأعضاء في المحكمة البالغ عددها 124 دولة، بما في ذلك بريطانيا، مسؤولة عن تنفيذ مذكرات الاعتقال التي تصدرها.

وفي إشارة إلى الانقسامات بين الدول الأوروبية، وعدت آيرلندا وإيطاليا وهولندا باعتقال نتنياهو، إذا وصل إلى أراضيها، وأكدت فرنسا موقف المحكمة لكنها لم تقل ما إذا كان نتنياهو سيواجه الاعتقال إذا عبر حدودها.

وأكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة، بما في ذلك ألمانيا والمجر، ستكون ملزمة بتنفيذ مذكرات الاعتقال.