حكومة غزة: 10 % من القذائف والقنابل التي ألقتها إسرائيل على القطاع لم تنفجر

دخان وانفجارات جراء القصف الإسرائيلي على شمال غزة (أ.ب)
دخان وانفجارات جراء القصف الإسرائيلي على شمال غزة (أ.ب)
TT

حكومة غزة: 10 % من القذائف والقنابل التي ألقتها إسرائيل على القطاع لم تنفجر

دخان وانفجارات جراء القصف الإسرائيلي على شمال غزة (أ.ب)
دخان وانفجارات جراء القصف الإسرائيلي على شمال غزة (أ.ب)

قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم (الاثنين)، إن إسرائيل ألقت أكثر من 75 ألف طن من المتفجرات على القطاع، منها 7500 طن لم تنفجر.

وأضاف المكتب في بيان: «وفق التقديرات الأممية التي تؤكدها تقارير الأجهزة الحكومية المختصة، فإن نحو 10 في المائة من القذائف والقنابل التي ألقاها جيش الاحتلال وتقدر بأكثر من 75 ألف طن متفجرات لم تنفجر، وهو ما يعني نحو 7500 طن من القذائف والقنابل في الشوارع وأراضي المواطنين ومنازلهم، وبين الركام وتحت الأنقاض، في مختلف مناطق قطاع غزة، الأمر الذي يمثل خطورة شديدة لن تنتهي حتى بانتهاء العدوان، ما لم تتم إزالتها وتحييد خطر انفجارها».

وحذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة المواطنين من العبث في المخلفات «والانتباه الشديد لما يتركه جيش الاحتلال خلفه من معلبات الطعام»، وطالب المجتمع الدولي بإدخال فرق هندسية متخصصة وخبراء متفجرات إلى قطاع غزة، للتعامل مع المخلفات التي لم تنفجر.

ولقي ما يقرب من 35 ألف فلسطيني حتفهم، وأصيب عشرات الآلاف، ويُعتقد أن آلاف الجثث ما زالت تحت أنقاض وركام المنازل المدمرة في قطاع غزة، منذ بدأت إسرائيل حربها على القطاع في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) التي تسببت أيضاً في ظروف إنسانية مروعة.


مقالات ذات صلة

الخارجية الأميركية: الوضع الإنساني في غزة يواصل التدهور

المشرق العربي دخان يتصاعد خلف مخيم نزوح في خانيونس للنازحين من رفح نتيجة العملية العسكرية الإسرائيلية (إ.ب.أ)

الخارجية الأميركية: الوضع الإنساني في غزة يواصل التدهور

قالت وزارة الخارجية الأميركية إنه على إسرائيل أن تبذل المزيد من الجهد بشكل عاجل لإتاحة دخول مستمر للمساعدات إلى جنوب وشمال غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تحليل إخباري شاحنات تحمل مساعدات إنسانية لقطاع غزة تعبر بوابة رفح الحدودية (إ.ب.أ)

تحليل إخباري خلاف معبر رفح... مصر وإسرائيل لترتيبات جديدة أو توتر أعمق

تقف العلاقات المصرية - الإسرائيلية عند مفترق طرق صعب، مع تصاعد الخلافات، إثر سيطرة تل أبيب على معبر رفح من الجانب الفلسطيني، ورفض القاهرة التنسيق معها بشأنه.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي أطفال فلسطينيون نازحون يسيرون على طول شارع مليء بالحطام لجلب المياه في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن أن قوات إضافية «ستدخل رفح»

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن قوات إضافية «ستدخل رفح» متعهداً بـ«تكثيف» العمليات في المدينة الواقعة بأقصى جنوب قطاع غزة وتستضيف آلاف النازحين.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

نتنياهو يتعرّض لهجوم عنيف من وزير دفاعه في خطاب متلفز

بدأ الخلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت عندما سجل الأخير بياناً متلفزاً ينتقد فيه الإصلاحات القضائية الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (القدس)
المشرق العربي مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (رويترز)

مارتن غريفيث: مخزونات الطعام في جنوب غزة تنفد ولم يبق شيء

حذّر مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام لـ«الأمم المتحدة» للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، من أن المجاعة خطر وشيك في غزة مع نفاد مخزونات الأغذية.


أمين عام جامعة الدول العربية: الدولة الفلسطينية «مسألة وقت»

وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني في مؤتمر مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (رويترز)
وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني في مؤتمر مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (رويترز)
TT

أمين عام جامعة الدول العربية: الدولة الفلسطينية «مسألة وقت»

وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني في مؤتمر مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (رويترز)
وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني في مؤتمر مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (رويترز)

دعا إعلان البحرين، في ختام القمة العربية التي عقدت بالمنامة، اليوم الخميس، إلى نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية لحين تنفيذ حل الدولتين.

كما دعا الإعلان مجلس الأمن لإصدار قرار تحت الفصل السابع بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأصدر إعلان البحرين دعوة جماعية لعقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة، لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

وقال وزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف الزياني، في مؤتمر مشترك، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن المؤتمر الدولي الذي تمت الدعوة إليه لحل القضية الفلسطينية سيكون عبر سلسلة من المؤتمرات، وإنه من «المستحيل حل الوضع في اجتماع واحد أو خلال يومين أو ثلاثة».

وأضاف الزياني: «هذه دعوة عربية خالصة مضمونها أن العرب يريدون السلام».

ووصف أبو الغيط خلال المؤتمر الصحافي الوصول لدولة فلسطينية بأنه «مسألة وقت (قريب)»، وقال إن إسرائيل «عرّضت نفسها لمأزق كشف عن عدوانية مؤيديها»، لافتاً إلى أن هذا «تطور هائل... لا يدافع عن إسرائيل سوى طرف واحد».

ورداً على سؤال صحافي بشأن اقتراحات إرسال قوة عربية أو دولية إلى قطاع غزة، قال أبو الغيط «نتابع وبدقة شديدة ما يحدث، لا يتحدث معنا أي طرف فيما هو مطروح والافتراضات الموضوعة في هذا الشأن».

وتابع: «من يضع هذه الاقتراحات يفترض تدمير حركة (حماس) ونزع عنها قدرتها على إدارة السلطة في غزة وهذا يخلق سلطة جديدة لديها قدراتها العسكرية والأمنية لتأمين القطاع، وكمرحلة انتقالية تدخل قوات حفظ سلام عربية أو دولية، أو قوات دولية، وكل هذا الحديث (افتراضات) والعمليات العسكرية لا تزال تدور».

ووصف أبو الغيط استقرار غزة بأنه «مطلوب للغاية»، وقال إنه «بعد الاقتتال والتدمير يجب أن تكون هناك سلطة وقدرة على تأمين أهل القطاع ليس بالضرورة ضد الاعتداءات الإسرائيلية فقط، ولكن ضد السلب والنهب إذا ما ساد القطاع وضع فوضوي».

وقف «العدوان»

وشدد إعلان المنامة على ضرورة وقف «العدوان» الإسرائيلي على قطاع غزة فوراً وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع مناطقه.

وأشار الإعلان إلى «ضرورة فتح جميع المعابر أمام إدخال مساعدات إنسانية كافية لغزة وتمكين منظمات الأمم المتحدة وخصوصاً الأونروا من العمل».

ورفض القادة العرب في إعلان البحرين بشكل قاطع «أي محاولات للتهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه بقطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية».

ودعا إعلان البحرين إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل «وقف إطلاق النار الفوري والدائم وإنهاء العدوان على قطاع غزة وتوفير الحماية للمدنيين وإطلاق سراح المحتجزين».

وأدان إعلان قمة البحرين بشدة «عرقلة إسرائيل لجهود وقف إطلاق النار في غزة وإمعانها في التصعيد العسكري وإقدامها على توسيع عدوانها على رفح»، مطالباً إسرائيل بالانسحاب من رفح من أجل «ضمان وصول المساعدات وإدانة سيطرتها على الجانب الفلسطيني من معبر رفح».

وطالب بيان للقادة العرب في ختام القمة بتحقيق دولي بالاعتداءات الإسرائيلية على قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة لقطاع غزة من قبل «متطرفين» إسرائيليين، كما دعا البيان لإجراء «تحقيقات مستقلة ونزيهة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت بحق الفلسطينيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة».

وأدان البيان بأشد العبارات «استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلية المنظمات الإنسانية والمنظمات الأممية في قطاع غزة، وإعاقة عملها».

ووجه إعلان البحرين وزراء الخارجية العرب «بالتحرك الفوري والتواصل مع وزراء خارجية دول العالم لحثهم على الاعتراف السريع بدولة فلسطين، على أن يتم التشاور بين وزراء الخارجية حول كيفية هذا التحرك».

وسيدعم تحرك وزراء الخارجية العرب «مساعي الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة بصفتها دولة مستقلة وذات سيادة كاملة، وتكثيف الجهود العربية مع جميع أعضاء مجلس الأمن لتحقيق هذا الاعتراف». وذلك بالتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.


الخارجية الأميركية: الوضع الإنساني في غزة يواصل التدهور

دخان يتصاعد خلف مخيم نزوح في خانيونس للنازحين من رفح نتيجة العملية العسكرية الإسرائيلية (إ.ب.أ)
دخان يتصاعد خلف مخيم نزوح في خانيونس للنازحين من رفح نتيجة العملية العسكرية الإسرائيلية (إ.ب.أ)
TT

الخارجية الأميركية: الوضع الإنساني في غزة يواصل التدهور

دخان يتصاعد خلف مخيم نزوح في خانيونس للنازحين من رفح نتيجة العملية العسكرية الإسرائيلية (إ.ب.أ)
دخان يتصاعد خلف مخيم نزوح في خانيونس للنازحين من رفح نتيجة العملية العسكرية الإسرائيلية (إ.ب.أ)

قالت وزارة الخارجية الأميركية، الخميس، إنه على إسرائيل أن تبذل المزيد من الجهد بشكل عاجل لإتاحة دخول مستمر للمساعدات إلى جنوب وشمال غزة.

وأضاف نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، في إحاطة صحافية، «نشعر بالقلق بشأن توقف حركة السفر والوقود إلى غزة عبر رفح بشكل تام»، وفقا لوكالة «رويترز».

وتابع: «الوضع الإنساني في غزة يواصل التدهور، وواشنطن تعمل على زيادة المساعدات عبر كل السبل المتاحة».


وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن أن قوات إضافية «ستدخل رفح»

أطفال فلسطينيون نازحون يسيرون على طول شارع مليء بالحطام لجلب المياه في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون نازحون يسيرون على طول شارع مليء بالحطام لجلب المياه في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن أن قوات إضافية «ستدخل رفح»

أطفال فلسطينيون نازحون يسيرون على طول شارع مليء بالحطام لجلب المياه في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون نازحون يسيرون على طول شارع مليء بالحطام لجلب المياه في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، يوم الخميس، أن قوات إضافية «ستدخل رفح»، متعهداً بـ«تكثيف» العمليات في المدينة الواقعة بأقصى جنوب قطاع غزة وتستضيف مئات الآلاف من النازحين.

وقال غالانت في بيان إن العملية العسكرية في رفح «ستتواصل مع دخول قوات إضافية المنطقة»، مضيفاً: «دمرت قواتنا العديد من الأنفاق في المنطقة، سوف يتم تكثيف هذا النشاط».

وتابع غالانت قائلاً إن «(حماس) ليست منظمة قادرة على إعادة تنظيم صفوفها، وليست لديها قوات احتياطية، وليس لديها مخزون إمدادات، ولا قدرة على معالجة الإرهابيين الذين نستهدفهم»، مشدداً على أن الهدف هو أن «نرهق (حماس)». وأكد غالانت الذي زار رفح الأربعاء: «تم ضرب مئات الأهداف (الإرهابية)، وتقوم قواتنا بمناورة في المنطقة».

وتهدد إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو منذ أشهر بشنّ هجوم في رفح، معتبراً أنه ضروري لتحقيق هدف «القضاء» على الحركة، رغم التحذيرات الدولية التي كانت تحذّر من تبعات هذا الهجوم على حياة المدنيين.

وكانت القوات الإسرائيلية قد سيطرت مطلع مايو (أيار) على معبر رفح مع مصر، وهو نقطة عبور أساسية للمساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن «600 ألف شخص فروا من رفح منذ تكثيف العمليات العسكرية» الإسرائيلية.

جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)

احتدام القتال في جباليا

وبشكل عام، كثفت القوات الإسرائيلية هجماتها في قطاع غزة على وقع احتدام القتال والاشتباكات المسلحة، فيما بدا انتقاماً لهجمات مكثفة سابقة لـ«كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس» وفصائل أخرى، خاصة في جباليا شمالاً ورفح جنوباً.

وقصفت الطائرات الإسرائيلية مناطق واسعة في قطاع غزة، طالت منازل في رفح وخان يونس ومدينة غزة، وكذلك في جباليا وبيت لاهيا شمال قطاع غزة، وقتلت 39 شخصاً في يوم واحد ليرتفع عدد الضحايا منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى 35272 قتيلاً، و79205 جرحى، وفق آخر إحصائية لوزارة الصحة في غزة.

ولا تشمل هذه الإحصائية، وجود الآلاف تحت الأنقاض، آخرهم 60 فلسطينياً من أصل 100 تم قصفهم داخل منزل منذ يومين في مخيم النصيرات وسط غزة، مكون من عدة طوابق، كانت تقطن فيه عدة عوائل نازحة ولم تتمكن فرق الدفاع المدني من إنقاذهم بسبب قلة الإمكانيات. وجاء القصف المكثف غطاء جوياً للمعارك البرية الدائرة في شمال القطاع وجنوبه.

فلسطينيون يسيرون وسط ركام مبانٍ مدمّرة بفعل غارات إسرائيلية عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي من حي الزيتون في مدينة غزة أمس (د.ب.أ)

دمار واسع

وتعرض مخيم جباليا ومناطق محيطة به، لسلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي فيما تمضي إسرائيل في عملية برية عسكرية متواصلة لليوم الرابع على التوالي، أحرق خلاله الجيش عدة مدارس تتبع لـ«أونروا»، وجرف ونسف منازل ومحالاً تجارية في منطقة سوق المخيم، لتوسيع الأزقة هناك بهدف تسهيل مهمة القوات الراجلة من أجل الوصول إلى عمق المخيم الذي يعد من أكثر المخيمات اكتظاظاً بالسكان وبأعداد المنازل.

وقالت مصادر ميدانية في المخيم لـ«الشرق الأوسط» إن طائرات الاحتلال نفذت أحزمة نارية متواصلة في جباليا لدعم التقدم البري، وهو ما يفسر الصعوبات الكبيرة التي تواجهها قوات الاحتلال في تلك المنطقة. ويشهد المخيم المعروف بأزقته الصغيرة، اشتباكات هي الأعنف منذ بداية الحرب الإسرائيلية، خاصة أن قوات الاحتلال لم تصل سوى لأطرافه في العملية البرية الأولى عندما وصلت إلى حي القصاصيب في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وهو ما يظهر أن «حماس» ما زالت تحافظ على قوتها هناك، حتى إنها تستخدم إمكانيات فقدتها في مناطق أخرى، مثل المسيّرات التي تلقي قنابل على دبابات إسرائيلية، وكذلك الصواريخ التي تطلق باتجاه مستوطنات الغلاف الشمالي لغزة.

حرب الشوارع

ولجأت «حماس» إلى استخدام حرب الشوارع في مجابهة القوات الإسرائيلية التي أعلنت عن مقتل 5 ضباط وجنود، وإصابة 16، في جباليا لوحدها، مشيرة إلى أن قتلاها سقطوا نتيجة تشخيص خاطئ من قبل دبابة إسرائيلية. غير أن «كتائب القسام» أعلنت مسبقاً عن سلسلة من الهجمات، مؤكدة إيقاع قتلى وخسائر فادحة في صفوف تلك القوات، ووثقت سلسلة من العمليات القتالية التي قامت بها.

وتقول «القسام»، إنها تنفذ العديد من العمليات المركبة، وأظهرت مقاطع فيديو بثتها، قيام عناصرها بإطلاق عدة صواريخ مضادة للدروع تجاه الآليات الإسرائيلية في آن واحد، مؤكدة أن عناصرها يستخدمون أيضاً العبوات الناسفة وبنادق قناصة. ولاحظ شهود عيان هبوط طائرات مروحية أكثر من مرة في مناطق شرق جباليا، فيما يبدو لإخلاء قتلى ومصابين في ظل احتدام الاشتباكات.

واعترف مصدر عسكري إسرائيلي في حديث لقناة «14» العبرية، بأن الجيش تجاهل خلال عمليته الأولى الدخول لجباليا، وتفكيك كتائب «حماس» هناك، واصفاً المخيم بأنه من أهم معاقل الحركة.

نازحون فلسطينيون يصلون إلى دير البلح بوسط قطاع غزة بعد فرارهم من رفح (أ.ب)

رفح ومحور فيلادلفيا

وبالتزامن تتصاعد أيضاً حدة الاشتباكات في رفح مع استمرار محاولات القوات الإسرائيلية السيطرة على أحياء محاذية لمنطقة محور فيلادلفيا. وتدور الاشتباكات في أحياء السلام والتنور ومنطقة مقبرة الشهداء وغيرها من المناطق الشرقية للمدينة، وسط قصف مدفعي وجوي لا يكاد يتوقف.

وزعم الجيش الإسرائيلي أنه تمكن من اكتشاف 10 أنفاق جديدة، كما أنه قتل العشرات من المسلحين الفلسطينيين. وفي المقابل، قالت «كتائب القسام» إنها تخوض اشتباكات مع الجيش في محاور التقدم، وأعلنت، يوم الخميس «استهداف مقر القيادة والسيطرة للعدو في محيط موقع كرم أبو سالم العسكري برشقة صاروخية».

وتأتي التطورات حول رفح قبل وصول مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى إسرائيل يوم الأحد القادم لمناقشة العملية البرية في رفح. وقالت وكالة «الأونروا» إن نحو 1.7 مليون شخص تعين عليهم الفرار من منازلهم جراء الحرب على غزة، وبعضهم اضطر للنزوح أكثر من مرة.


سوريا تتنازل عن استضافة القمة العربية المقبلة لصالح العراق

الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد (أرشيفية - رويترز)
الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد (أرشيفية - رويترز)
TT

سوريا تتنازل عن استضافة القمة العربية المقبلة لصالح العراق

الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد (أرشيفية - رويترز)
الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد (أرشيفية - رويترز)

أعلن الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، خلال كلمته أمام اجتماع قمة الرؤساء العرب في البحرين، اليوم (الخميس)، عن استضافة بلاده للقمة المقبلة بعد تنازل سوريا عن الاستضافة لصالح العراق.

وقال رشيد، في كلمته: «أعبر عن شكرنا وامتناننا إلى الجمهورية العربية السورية لقبولها التنازل عن الدورة العادية الرابعة والثلاثين عام 2025 لصالح العراق»، وفق وكالة أنباء العالم العربي.

وأضاف: «ننتظر بفارغ الصبر الترحيب بالأشقاء في العاصمة بغداد، سائلاً الله أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير بلداننا، وأن نجتمع دوماً على وحدة الموقف والكلمة في وجه التحديات وصولاً إلى المستقبل الذي تستحقه شعوبنا الكريمة».

واختتمت اليوم في العاصمة البحرينية المنامة اجتماعات قمة الرؤساء العرب، ضمن الدورة العادية الثالثة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.


مارتن غريفيث: مخزونات الطعام في جنوب غزة تنفد ولم يبق شيء

مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (رويترز)
مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (رويترز)
TT

مارتن غريفيث: مخزونات الطعام في جنوب غزة تنفد ولم يبق شيء

مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (رويترز)
مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (رويترز)

حذّر مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام لـ«الأمم المتحدة» للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، الخميس، من أن المجاعة خطر وشيك في غزة مع نفاد مخزونات الأغذية.

وتابع وكيل الأمين العام لـ«الأمم المتحدة» للشؤون الإنسانية، لوكالة «رويترز»، خلال مقابلة في جنيف، إن العملية الإنسانية في غزة «عالقة» ولا يمكن التخطيط لها منذ الهجوم الإسرائيلي على رفح.

ووصف غريفيث التحديات الجديدة منذ بداية العملية الإسرائيلية في رفح بأنها تجعل التخطيط للمساعدات وتوزيعها أمراً شبه مستحيل.

وأضاف: «تنفد مخزونات الطعام الموجودة بالفعل في جنوب غزة. أعتقد أننا نتحدث عن عدم بقاء شيء تقريباً»، مؤكداً: «لذلك، العملية الإنسانية عالقة، إنها عالقة تماماً. لا يمكننا القيام بما نريد فعله»، واصفاً عمليات الإغاثة بأنها «لا يمكن التخطيط لها».

ويقول الجيش الإسرائيلي إن العملية في رفح هدفها القضاء على مقاتلي حركة «حماس»، وتفكيك البنية التحتية التي تستخدمها الحركة. وتتهم إسرائيل «حماس» بتحويل مسار المساعدات، وهو أمر تنفيه الحركة الفلسطينية.

ومع بدء إسرائيل عملية عسكرية جنوب غزة، فرّ نحو 600 ألف شخص، أو قرابة نصف السكان النازحين الذين يلوذون بالمنطقة، إلى مناطق أخرى من القطاع المحاصر، وأحياناً كانوا يعودون إلى منازل تعرضت للقصف أو ساحات خالية.


ربط انتخاب رئيس للبنان بغزة يفرمل تحرك سفراء «الخماسية»

من اجتماع لسفراء الخماسية في السفارة الفرنسية (السفارة الفرنسية)
من اجتماع لسفراء الخماسية في السفارة الفرنسية (السفارة الفرنسية)
TT

ربط انتخاب رئيس للبنان بغزة يفرمل تحرك سفراء «الخماسية»

من اجتماع لسفراء الخماسية في السفارة الفرنسية (السفارة الفرنسية)
من اجتماع لسفراء الخماسية في السفارة الفرنسية (السفارة الفرنسية)

اقتصر اجتماع سفراء «اللجنة الخماسية» في لبنان، بدعوة من سفيرة الولايات المتحدة الأميركية، ليزا جونسون، وحضور سفراء المملكة العربية السعودية، وليد البخاري، وفرنسا، هيرفيه ماغرو، ومصر، علاء موسى، وقطر، عبد الرحمن بن سعود آل ثاني، على تقويمهم لمروحة الاتصالات التي أجروها برؤساء الكتل النيابية لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، لأن شراء الوقت لن يبدل من واقع الحال، وسيرفع منسوب التأزم الذي يؤدي حتماً إلى ترحيل انتخاب الرئيس، ما دام المعنيون بإنجاز الاستحقاق الرئاسي ليسوا في وارد التلاقي في منتصف الطريق والاستجابة للدعوات الإقليمية والدولية التي تحثهم على إنجازه، في مهلة أقصاها نهاية يونيو (حزيران) المقبل، قبل أن تنصرف الإدارة الأميركية الحالية، كما تقول مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط»، للتفرغ لخوض المعركة الانتخابية للرئيس جو بايدن وضمان عودته إلى البيت الأبيض في ولاية رئاسية ثانية.

لا جديد لدى «الخماسية»

وكشفت المصادر الدبلوماسية الغربية أن لا شيء جديداً لدى سفراء «الخماسية» يستدعي معاودة اتصالاتهم على نطاق واسع، أقله في المدى المنظور، ليس بسبب الانقسام بين الكتل النيابية الذي يعطل انتخاب الرئيس فحسب، وإنما لأن «حزب الله» يعطي الأولوية لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، الذي يُفترض أن ينسحب على جنوب لبنان، وبالتالي فهو يقفل الأبواب أمام إمكانية الفصل بين الجبهتين، للالتفات إلى انتخاب الرئيس، وهذا ما يدعو السفراء إلى فرملة تحركهم، ريثما تتوضح الصورة على الجبهة الغزاوية.

ولفتت المصادر إلى أن مهمة سفراء «الخماسية» تكمن في دعم الجهود المحلية لتسهيل انتخاب الرئيس؛ كونهم يشكلون مجموعة دعم ومساندة لإخراج انتخابه من دوامة التعطيل. وقالت إن السفراء أكدوا دعمهم للمبادرة التي أطلقتها كتلة «الاعتدال» النيابية، لكنها واجهت صعوبة في تذليل العقبات؛ سواء لجهة التباين في العمق بين المعارضة ومحور الممانعة حول مَنْ يدعو للحوار؟ ومن يرعاه؟ علماً بأن «حزب الله» يتمسك بموقفه، ويشترط أن يترأس رئيس المجلس النيابي نبيه بري طاولة الحوار.

ورأت المصادر نفسها أن هناك صعوبة في إحداث اختراق يعبّد الطريق أمام التلاقي والحوار بين الكتل النيابية، رغم أن هذه الكتل تعاطت بإيجابية مع مبادرة كتلة «الاعتدال»، من دون أن تقدم الدعم المطلوب لتفعيلها، وكأنها أرادت أن تعفي نفسها من مسؤولية التعطيل، من دون أن تتجاوب كما يجب.

لماذا لا يعلن الطامحون للرئاسة عن ترشيحهم؟

وسألت المصادر الدبلوماسية عن الأسباب الكامنة وراء عزوف المرشحين، باستثناء رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، والوزير السابق جهاد أزعور، ورئيس حركة «وطن الإنسان» النائب نعمة أفرام، عن إعلان ترشحهم، وقالت إن لجنة السفراء تعكف الآن على إعداد تقريرها تمهيداً لرفعه إلى وزراء خارجية الدول الأعضاء في «الخماسية»، لعلهم يتقدمون بأفكار جديدة تتيح لهم استئناف تحركهم، لئلا يبقى تحت سقف الدوران في حلقة مفرغة، مع أن السفراء يتجنَّبون الدخول في أسماء المرشحين، حتى ولو من باب الاستفسار عنهم.

كما سألت المصادر: هل لدى «حزب الله» الجاهزية للدخول في تسوية تؤدي للتفاهم على رئيس توافقي؟ أم أنه وحليفه الرئيس بري لا يزالان يتمسكان بترشيح فرنجية؟ رغم أن الحزب يتعاطى مع انتخاب الرئيس من زاوية إقليمية، لارتباطه الوثيق، بالمفهوم السياسي للكلمة، بإيران التي لن تُفرط مجاناً بالورقة الرئاسية، وتراهن على أن الولايات المتحدة ستتصل بها لسؤالها: ما العمل لوقف الشغور في رئاسة الجمهورية؟ وهذا ما يسمح لها بأن تحجز مقعداً في التسوية الرئاسية.

ونفت المصادر نفسها كل ما يُشاع حول وجود خلاف بين واشنطن وباريس في مقاربتهما للملف الرئاسي، وقالت إنه لا مجال لدخولهما في منافسة، ولا مكان للنفور، بعد الزيارة التي قام بها المستشار الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى العاصمة الأميركية، وأكدت أن موقف باريس حيال لبنان يبقى تحت المظلة الأميركية، وإن كانت الإدارة الأميركية لا تمانع أن تترك لها، من حين لآخر، حرية التحرك، انطلاقاً من علاقتها المميزة بلبنان الذي يعني لها الكثير، ولن تتركه وحيداً في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها.

هل يُرحّل انتخاب الرئيس إلى 2025؟

ومع أن هذه المصادر لا تبرر الدوافع التي أملت على «حزب الله» ربط التهدئة في جنوب لبنان بوقف إطلاق النار على الجبهة الغزاوية، فهي ترى أن مساندته لحركة «حماس» تأتي في سياق حفظ دور محور الممانعة بقيادة إيران في التسوية، في حال سمحت الظروف بإعادة تعويم الاتصالات لإنجازها.

وأضافت أن إمكانية الفصل بين غزة وجنوب لبنان تكاد تكون شبه مستحيلة، خصوصاً في ضوء تشدد الرئيس بري في ملاحظاته على الورقة الفرنسية بنسختها الثانية. وقالت إن تل أبيب تصطدم برفض أميركي، إذا أقدمت على توسعة الحرب في جنوب لبنان.


«يونامي»: العراق تحسن رغم «العثرات الهائلة»

رئيسة البعثة الأممية في العراق جينين بلاسخارت (أ.ف.ب)
رئيسة البعثة الأممية في العراق جينين بلاسخارت (أ.ف.ب)
TT

«يونامي»: العراق تحسن رغم «العثرات الهائلة»

رئيسة البعثة الأممية في العراق جينين بلاسخارت (أ.ف.ب)
رئيسة البعثة الأممية في العراق جينين بلاسخارت (أ.ف.ب)

في آخر إحاطة لها عن العراق في مجلس الأمن الدولي، قالت رئيسة بعثة «يونامي»، إن الوضع الأمني في البلاد تحسن كثيراً لكن «السلاح المنفلت وشعور طوائف بالتهميش والاستبعاد تشكل عثرات كبيرة».

وقالت جينين بلاسخارت، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، الخميس، إن «الشعور بالاستبعاد والتهميش يتزايد بين المكونات العراقية، وإن لم يجد هذا حلاً فإننا قد نواجه إشعالاً للتوترات في داخل الطوائف وبينها».

وتابعت بلاسخارت: «نشير إلى محاولات للسطو على السلطة، واعتماد سياسات مجحفة وعقابية قد تعود بالفائدة إلى طائفة دون غيرها».

وكانت بلاسخارت تتحدث إلى ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، بعد أيام من إعلان الحكومة العراقية تحديد يناير (كانون الثاني) 2025 موعداً لإنهاء مهمة «يونامي»، وقالت إنها «لم تعد بحاجة إلى دورها السياسي».

وتأسست «يونامي»، وهي بعثة سياسية خاصة، عام 2003، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1500؛ بناءً على طلب حكومة العراق بعد إطاحة نظام الرئيس الراحل صدام حسين.

وقالت بلاسخارت إن «زيادة في عمليات الإعدام الجماعية غير المعلنة مسبقاً للمدانين بموجب قوانين مكافحة الإرهاب في الآونة الأخيرة تثير قلقاً كبيراً».

جينين بلاسخارت (يونامي)

وتابعت رئيسة البعثة الدولية: «لا يمكن إنكار المطالب المشروعة في مكافحة الفساد، والإفلات من العقاب، والطائفية، والتدخل في وظائف الدولة، والعناصر المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة؛ جميعها مشاكل تواجهها الدولة وتمثل عثرات هائلة».

لكن بلاسخارت قالت إن «العراق يشهد نهوضاً واضحاً في مجالات الخدمات والإعمار، معربة عن أمنياتها لاختيار رئيس لمجلس النوّاب خلال جلسة السبت المقبل»، كما دعت إلى «إجراء الانتخابات في إقليم كردستان بأسرع وقت ممكن، وأن تشمل الجميع، إضافة إلى كوتا الأقليات».

ونشرت «يونامي» نهاية أبريل (نيسان) الماضي، تقريراً لتقييم عملها في العراق، ووضعت فيه جملة حول التهديدات التي لا تزال قائمة في العراق، رداً على طلب تقدمت به الحكومة العراقية للبدء «بتخفيف» عمل البعثة، وصولاً إلى إنهاء أعمالها في غضون عامين.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأسبوع الماضي، على أن «القيادة العراقية إذا وجدت أنها لم تعد في حاجة إلى مساعدة (يونامي)، فيجب أن تستعد إلى تولي زمام الأمور، وينبغي للأمم المتحدة أن تبقى مستعدة للدعم».


«أموال الفلسطينيين» سبب في مواجهة جديدة بين تل أبيب وواشنطن

مزارعون فلسطينيون ينتظرون خلف بوابة أمنية للسماح لهم بدخول أراضيهم وقطف الزيتون في قرية سالم بالضفة الثلاثاء (أ.ب)
مزارعون فلسطينيون ينتظرون خلف بوابة أمنية للسماح لهم بدخول أراضيهم وقطف الزيتون في قرية سالم بالضفة الثلاثاء (أ.ب)
TT

«أموال الفلسطينيين» سبب في مواجهة جديدة بين تل أبيب وواشنطن

مزارعون فلسطينيون ينتظرون خلف بوابة أمنية للسماح لهم بدخول أراضيهم وقطف الزيتون في قرية سالم بالضفة الثلاثاء (أ.ب)
مزارعون فلسطينيون ينتظرون خلف بوابة أمنية للسماح لهم بدخول أراضيهم وقطف الزيتون في قرية سالم بالضفة الثلاثاء (أ.ب)

تصاعدت حدة أزمة جديدة بين واشنطن وتل أبيب على خلفية احتجاز وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أموال العوائد الضريبية عن السلطة الفلسطينية، على رغم اتفاق سابق قريب، بتحويل جزء من هذه الأموال، ووضع البقية في عهدة النرويج إلى حين حل الخلافات حول حصة قطاع غزة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن الإدارة الأميركية طالبت إسرائيل بتحويل أموال العائدات الضريبية التي تجبيها لصالح السلطة الفلسطينية، والمتفق عليها بقيمة 200 مليون شيقل تقريباً (نحو 54 مليون دولار).

وبحسب الهيئة، فان المسؤولين الأميركيين حذّروا نظراءهم الإسرائيليين من تفاقم الأزمة المالية التي تعانيها السلطة الفلسطينية أصلاً، وانعكاس ذلك على احتمال انهيارها وتصعيد الأوضاع الميدانية في الضفة الغربية.

وقالت مصادر، إن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، الذي يزور إسرائيل، الأحد المقبل، لمناقشة مسألة العملية العسكرية في رفح، سيطرح قضية استمرار وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في تأخير تحويل تلك العائدات. وبحسب قناة «كان»، فإن الطلب الأميركي يدشن مواجهة أخرى جديدة بين إسرائيل والولايات المتحدة.

وتتهم الولايات المتحدة سموتريتش بتعمد تأخير الأموال المستحقة للفلسطينيين، وهي عملياً تقاطعه ولا تتعامل معه ولا مع وزير الأمن القومي، المتطرف إيتمار بن غفير، باعتبارهما متطرفين يعملان ضد السلام مع الفلسطينيين، ويحرّضان المستوطنين على أعمال عنف في الضفة.

وردت أوساط مقربة من سموتريتش قائلة إن سبب تأخير تحويل الأموال هو الحراك الدبلوماسي والقانوني الذي تقوده السلطة الفلسطينية ضد إسرائيل في المؤسسات الدولية.

واعتبر المقربون من سموتريتش أنه نجح في منع تحويل مئات ملايين الشواقل إلى «الإرهابيين» في قطاع غزة، أما بخصوص بقية المبالغ، فإن الموضوع قيد الدراسة في أعقاب نشاطات السلطة الفلسطينية.

وكان سموتريتش قد شنّ هجوماً كبيراً على السلطة، أثناء مناقشات حكومية متعلقة بعضوية الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وقال إنه حان وقت انهيارها مالياً وسياسياً.

ومعروف عن سموتريتش عداؤه الكبير للسلطة ورفضه قيام دولة فلسطينية أو حتى بقاء السلطة قائمة، ولا يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني.

وطالب سموتريتش في اجتماع الحكومة الأخير، بمحاربة وطرد كل من يدعم قيام دولة فلسطينية في الحكومة، وبسنّ قرار يمنع عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة.

ويخطط سموتريتش في ذروة الأزمة حول الأموال الفلسطينية، إلى مصادر جزء كبير من هذه الأموال المجمدة لدى إسرائيل، وكان أرسل الأسبوع الماضي، رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هاجمه فيها لأنه يمنع هذه الخطوة، واتهمه بالمماطلة.

نتنياهو مع وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة (أرشيفية - رويترز)

وقال سموتريتش «أنت تماطل وتؤجل الخطوة (إقرار قانون تم الاتفاق عليه بين الطرفين يقضي بمصادرة ثلاثة مليارات شيقل تابعة للسلطة الفلسطينية)». وأضاف: «خلافاً لالتزامك، فإنك تحجب مصدراً في الميزانية من المفترض أن يستخدم لتمويل نفقات إعادة إعمار منطقة تكوما (في الجنوب)، بحيث يتم استخدام أموال الإرهابيين لإصلاح الأضرار التي لحقت بها. وبهذه الطريقة سيتم تحرير ثلاثة مليارات شيقل مما سيسهل مكافحة غلاء المعيشة».

كما انتقد سموتريتش، نتنياهو، باعتبار أنه لا يمكن أن يكون الاهتمام بالسلطة الفلسطينية أكثر أهمية من مواطني إسرائيل. ووقّع سموتريتش على رسالة تطلب طرح القانون فور افتتاح الدورة الصيفية للكنيست.

وأكدت رسالة سموتريتش تقارير سابقة، أنه يخطط لقرصنة نحو 3 مليارات شيقل (835 مليون دولار) من الأموال الفلسطينية المحتجزة للتخفيف من غلاء المعيشة في إسرائيل.

خطوات سموتريتش تأتي في وقت تعاني فيه السلطة الفلسطينية وضعاً مالياً حرجاً في الضفة، اضطرت معه هذا الأسبوع إلى دفع راتب نصف شهر فقط لموظفيها، عن شهر مارس (آذار) الماضي؛ ما خلق حالة غضب شعبي كبير، وتساؤلات حول قدرة واشنطن على إلزام إسرائيل بالاستجابة إلى طلب صغير.

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى يترأس جلسة مجلس الوزراء الأحد الماضي (وفا)

المعروف أن الحكومة الجديدة التي ترأسها محمد مصطفى، مدعومة أميركياً وأوروبياً، وتوقّع الفلسطينيون أن شيئاً ما سيختلف، لكن الحكومة الإسرائيلية لم تستجب.

ومنذ عامين، تدفع السلطة رواتب منقوصة للموظفين في القطاعين المدني والعسكري، بسبب اقتطاع إسرائيل نحو 50 مليون دولار من العوائد الضريبية، تساوي الأموال التي تدفعها السلطة لعوائل مقاتلين قضوا في مواجهات سابقة وأسرى في السجون الإسرائيلية، إضافة إلى بدل أثمان كهرباء وخدمات طبية. وعمّقت الحرب على غزة هذه الأزمة بعدما بدأت إسرائيل باقتطاع حصة غزة كذلك.

وبموجب اتفاق أوسلو، تجمع وزارة المالية الإسرائيلية الضرائب نيابة عن الفلسطينيين عند استيراد السلع من الخارج إلى السلطة الفلسطينية، وتقوم بتحويلات شهرية إلى السلطة الفلسطينية تشكل 65 في المائة من ميزانيتها السنوية، وتتراوح التحويلات ما بين 750 و800 مليون شيقل.

ويثير هذا الترتيب خلافات مستمرة، وصلت حد رفض السلطة بعد حرب غزة تسلم الأموال منقوصة من حصة القطاع، قبل أن تتدخل واشنطن وتضع حلاً وسطاً تقوم معه إسرائيل بتحويل أموال المقاصة إلى السلطة، على أن تبقى حصة غزة في عهدة الحكومة النرويجية، إلى حين تسوية الخلافات. ورغم ذلك، احتجزت إسرائيل هذا الشهر حتى الحصة التي لا تشمل مدفوعات القطاع.

اقرأ أيضاً


ما قصة الفلسطيني الذي اعتنق اليهودية وقتل برصاص جندي إسرائيلي؟

ديفيد بن أبراهام (أ.ب)
ديفيد بن أبراهام (أ.ب)
TT

ما قصة الفلسطيني الذي اعتنق اليهودية وقتل برصاص جندي إسرائيلي؟

ديفيد بن أبراهام (أ.ب)
ديفيد بن أبراهام (أ.ب)

استعرضت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية للأنباء قصة مقتل فلسطيني، على يد جندي إسرائيلي في الضفة الغربية بعدما عدّه تهديداً.

وقالت إنه في البداية، بدا الحادث وكأنه من حوادث إطلاق النار التي أصبحت شائعة جداً في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، والتي تدور حول فلسطيني أثار الشبهات فقتله جندي إسرائيلي، ولكن بعد ذلك تم التعرف على القتيل على أنه ديفيد بن أبراهام، وهو فلسطيني اتخذ قراراً نادراً بالتحول من الإسلام إلى اليهودية قبل سنوات.

جنود إسرائيليون على طريق مؤدية إلى نابلس (أ.ب)

وذكرت الوكالة أن القتيل نظر إليه معظم الفلسطينيين على أنه منبوذ غريب الأطوار، في حين عامله كثير من الإسرائيليين باعتباره متحولاً غير مرحب به إلى دين لا يقوم بالتبشير. وفي لحظاته الأخيرة، نظر إليه مرة أخرى على أنه فلسطيني، ولكنه كان في المكان الخطأ، في وقت يسوده الغضب والشكوك على نطاق واسع.

وبحسب الوكالة، وُلد ديفيد بن أبراهام (سامح زيتون) في مدينة الخليل، التي يسكنها نحو 200 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى مئات المستوطنين اليهود الذين يعيشون في جيوب تحرسها القوات الإسرائيلية، وسادت فيها التوترات على مدى عقود، وكثيراً ما تحولت إلى أعمال عنف، ولطالما اتهمت جماعات حقوق الإنسان مستوطني الخليل بمضايقة الفلسطينيين، وارتكب الفلسطينيون عدداً من هجمات الطعن وإطلاق النار ضد الإسرائيليين على مرّ السنين.

ووفقاً لنوعام أرنون، وهو مستوطن يهودي في الخليل أصبح صديقاً له، أجرى زيتون اتصالاته لأول مرة مع المستوطنين اليهود منذ أكثر من عقد من الزمن، طالباً المساعدة في التحول إلى اليهودية.

وقال إن زيتون استوحى أفكاره من قصص عائلية عن جده الذي كان يحمي اليهود عندما اندلعت أعمال الشغب عام 1929، عندما كانت الأراضي الفلسطينية تحت الحكم الاستعماري البريطاني، وقتل الفلسطينيون عشرات من السكان اليهود في المدينة.

وذكر أرنون: «لقد ذهب إلى أبعد من ذلك، ليس أن يعيش كجار جيد فقط، ولكن لينضم إلى المجتمع اليهودي».

وقال أرنون إن معظم المستوطنين في الخليل رفضوا قبول بن أبراهام، لكن أرنون وعددا قليلاً من الآخرين فقط تفاعلوا معه، وساعدوه في أوراق طلب التحول.

دورية للجيش الإسرائيلي في رام الله (أ.ف.ب)

والتحول الديني نادر، لكنه قانوني في المناطق التي تديرها السلطة الفلسطينية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، ومعظم حالات التحول الديني يقوم بها مسيحيون فلسطينيون يعتنقون الإسلام من أجل الزواج.

وفي إسرائيل، يتطلب التحول إلى اليهودية تقديم طلب إلى هيئة التحويل التي تديرها الحكومة.

وقدّم بن أبراهام طلبين في عام 2018، لكنه لم يستوفِ المتطلبات، وفقاً لمسؤول حكومي غير مخول بالتحدث مع وسائل الإعلام، وتحدث بشرط عدم الكشف عن هويته.

مع إغلاق هذا المسار، تحوّل بن أبراهام إلى المجتمع الأرثوذكسي المتطرف المعزول في إسرائيل، وفي نهاية المطاف أصبح تحوله رسمياً في عام 2020، وفقاً للوثائق المنشورة على الإنترنت.

وفي العام الذي سبق تحوله، تم اعتقال بن أبراهام من قبل وحدة المخابرات التابعة للسلطة الفلسطينية في الخليل، وفقاً لأرنون والناشط الفلسطيني عيسى عمرو.

ولم يتم الكشف عن سبب اعتقاله علناً أبداً، لكنهم يعتقدون أن تحوله وعلاقاته المفتوحة مع الإسرائيليين جذبا اهتماماً غير مرغوب فيه.

وقال بن أبراهام لموقع «تايمز أوف إسرائيل» إنه احتُجز لمدة شهرين في الحبس الانفرادي، وتعرض للضرب قبل إطلاق سراحه. وفي ذلك الوقت تقريباً، ظهر مقطع فيديو يظهره وهو يحمل ما يبدو أنه مصحف.

وقال أرنون وعمرو إن أقواله جاءت على الأرجح تحت الإكراه أثناء الاحتجاز.

وذكرت النيابة العامة التابعة للسلطة الفلسطينية أنه ليست لديها معلومات عن قضيته.

وبعد إطلاق سراحه، انتقل بن أبراهام للعيش مع حاييم باراج، وهو صديق يهودي كان يعيش في القدس، وعاد إلى الخليل بشكل غير متكرر بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، وواصل دراساته اليهودية، وقال باراج: «لقد كان بمثابة الابن بالنسبة لي».

وذكر باراج أيضاً أنه التقى بزوجة بن أبراهام وبعض أبنائه، وأن كثيراً من أفراد الأسرة المقربين حافظوا على علاقة معه حتى بعد تحوله لليهودية.

ورفضت عائلة زيتون التحدث مع وكالة «أسوشييتد برس» خوفاً من الانتقام.

قوة من الجيش الإسرائيلي (رويترز - أرشيفية)

إطلاق النار

كان بن أبراهام ينتظر خارج مستوطنة بالضفة الغربية حافلة إسرائيلية تقلّه إلى شقة باراج في 19 مارس (آذار) عندما دخل في جدال باللغة العبرية مع جندي إسرائيلي.

وفي جميع أنحاء الضفة الغربية، يعيش المستوطنون اليهود منفصلين عن الفلسطينيين في مستوطنات خاضعة للحراسة حيث يخضعون لقوانين مختلفة.

ويُمنع الفلسطينيون بشكل عام من دخول المستوطنات، ما لم تكن لديهم تصاريح عمل.

وصرخ الجندي في أبراهام، بحسب مقطع فيديو انتشر على الإنترنت، ويبدو أنه تم تصويره بواسطة الكاميرا الموجودة على جسده: «هل أنت يهودي؟»

وأجاب بن أبراهام: «نعم، اسمي ديفيد»، ثم أمره الجندي بالابتعاد عن حقيبته على الأرض، ورفع يديه في الهواء، قبل أن يقول بسخرية: «يهودي!».

ويُظهر مقطع فيديو ثانٍ، يبدو أنه تم التقاطه من كاميرا أمنية قريبة، جنديين يطلقان النار على بن أبراهام من مسافة قريبة، بينما كان يتراجع إلى الخلف على الرصيف.

وقال الجيش إنه تم العثور على سكين صغيرة في حقيبة بن أبراهام بعد إطلاق النار، وإنه يحقق في حادث إطلاق النار، لكن جماعات حقوق الإنسان تقول إن الجنود نادراً ما يتعرضون للمساءلة في مثل هذه المواقف.

وقال باراج إنه أعطاه السكين للدفاع عن النفس، واتهم الجنود بالعنصرية، قائلاً إنهم نظروا لبن أبراهام بناءً على خلفيته، وليس معتقداته غير المتوقعة.

وكانت هوية بن أبراهام محل نزاع في الجنازة حيث طلب باراج وصديق إسرائيلي آخر من محكمة إسرائيلية تسليم الجثة لدفنه في مقبرة يهودية، وقدّما التماساً ضد أفراد عائلة زيتون، الذين أرادوا له جنازة إسلامية.

وقال بتسلئيل هوخمان، المحامي الذي يمثل الإسرائيليين، إن محكمة الأسرة في تل أبيب حكمت لصالحهما.

وبعد أن أثارت وفاته غضباً شعبياً، منحته وزارة الداخلية الإقامة الإسرائيلية، قائلة إنها تريد «تحقيق إرادة ورغبة المتوفى في أن يكون جزءاً من دولة إسرائيل».

وقال باراج إن بن أبراهام دفن في أبريل (نيسان) في مقبرة يهودية على سفح جبل جرزيم بالقرب من مدينة نابلس الفلسطينية، وإن أحداً من عائلة زيتون لم يحضر الجنازة.


حرب استنزاف في جبهة الجنوب اللبناني... وإسرائيل تسعى لـ«منطقة عازلة» عسكرياً

الدخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي استهدف المنطقة (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي استهدف المنطقة (أ.ف.ب)
TT

حرب استنزاف في جبهة الجنوب اللبناني... وإسرائيل تسعى لـ«منطقة عازلة» عسكرياً

الدخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي استهدف المنطقة (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي استهدف المنطقة (أ.ف.ب)

تحوّلت المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل إلى «حرب استنزاف» مع تصاعد المواجهات بشكل غير مسبوق وبوتيرة مرتفعة، مقارنة مع الأشهر الأولى للمواجهات من دون أن تصل إلى الحرب الشاملة.

وشهدت جبهة الجنوب تصعيداً كبيراً عبر قصف قام به «حزب الله» وإسرائيل، طال مناطق للمرة الأولى، وهو ما يصفه الخبير العسكري، العميد المتقاعد خليل الحلو، بـ«حرب استنزاف» تسعى خلاله إسرائيل لإنشاء «منطقة عازلة»، في ظل الواقع الذي يفرض على الطرفين عدم الدخول في حرب واسعة ووصول مفاوضات التهدئة إلى حائط مسدود.

ويقول الحلو لـ«الشرق الأوسط»: في ظل الضغوط الأميركية لمنع إسرائيل من عمل عسكري واسع في لبنان وسعي إيران و«حزب الله» بعدم الوصول إلى عملية كبيرة، في موازاة فشل مفاوضات التهدئة، سيبقى الوضع على ما هو عليه مع تصعيد وتدمير ممنهج تقوم به إسرائيل في جنوب لبنان في عمق بين 5 و7 كلم، بحيث تسعى لإنشاء المنطقة العازلة التي تفشل في إنشائها عبر المفاوضات، وذلك عبر استهداف المنازل عند الحدود الجنوبية، إضافة إلى مداخل أنفاق «حزب الله» ومراكز القيادة والذخيرة والمراكز القتالية.

ويضيف: «في حين لا يزال (حزب الله)، رغم تصعيد وتيرة عملياته، يختار أهدافه بدقة، ولا يستهدف مثلاً وسط إسرائيل بصواريخ بعيدة المدى، ولا منصات النفط والغاز في البحر، لعدم إعطاء تل أبيب ذريعة لتجاوز الضوء الأخضر، يبدو واضحاً أن إسرائيل ليس لها حدود للعمليات الجوية وهي تحوّل لبنان إلى مسرح عمليات يشبه مسرح العمليات السوري، حيث لا تزال تقصف أهدافاً سورية منذ 12 عاماً من دون اجتياح»، واصفاً ما يحصل بـ«الحروب الصغيرة بين حربين»... «وهي حروب ليس لها حدود ولا خسائر ولا تكلفة دبلوماسية، أو ثمن إعلامي على اعتبار أنها تستهدف المراكز والأهداف العسكرية بشكل أساسي».

وأخذت المواجهات بعداً جديداً، بعد العمليات العسكرية التي نفذها «حزب الله»، الأربعاء، وطالت 3 قواعد عسكرية إسرائيلية إحداها قرب طبريا؛ «ردّاً» على «اغتيالات» نفّذتها إسرائيل كان آخرها القائد الميداني حسين مكي، حيث ردّت الأخيرة بقصف هو الأعنف منذ بدء الحرب بين الطرفين، مستهدفة نقاطاً عدة في شرق لبنان، بينها معسكر تابع لـ«حزب الله»، ومناطق تستهدف للمرة الأولى، مثل «بريتال» و«النبي شيت». مع العلم أن الهجوم على غرب طبريا، هو الأعمق داخل إسرائيل منذ بدء الحرب، وقال الحزب إنه نفذه «بعدد من الطائرات المسيّرة الانقضاضية» واستهدف «جزءاً من منظومة المراقبة والكشف الشاملة لسلاح الجو».

وصباحاً، عاد «حزب الله» ورد على الرد، بهجوم بأكثر من 60 صاروخاً في الجولان السوري، وقال في بيان له إنه «ردّاً على اعتداءات العدو الإسرائيلي ليل أمس على منطقة البقاع، شنّ مجاهدو المقاومة (...) هجوماً صاروخياً بأكثر من ستين صاروخ كاتيوشا» على مواقع عسكرية إسرائيلية في الجولان.

واستمرت المواجهات بين الطرفين الخميس، حيث نفّذ الطيران الإسرائيلي غارة استهدفت سيارة على طريق الرمادية - قانا، ما أدى إلى «سقوط شهيدين»، وفق ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، مشيرة كذلك إلى جرح راعي ماشية نتيجة القصف الإسرائيلي على سهل مرجعيون.

وبعدما كانت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» قالت إن «صافرات الإنذار دوت الخميس في بلدة المطلة قرب الحدود اللبناني»، أعلن «حزب الله» أنه هاجم، الخميس، موقع المطلة ‏وحاميته وآلياته بمسيّرة هجوميّة مسلّحة بصاروخي «‏S5‏»، مشيراً إلى أنها أطلقت الصاروخين، ثم أكملت انقضاضها على الموقع المستهدف، علماً بأنها المرة الأولى التي يستخدم فيها الحزب هذا النوع من الطائرات التي تحمل الصواريخ التقليدية غير الموجهة.

وجاء هجوم «حزب الله» على الجولان بصواريخ الكاتيوشا، بعد ساعات على سلسلة غارات جوية استهدفت نقاطاً عدة في شرق لبنان، بينها معسكر تابع لـ«حزب الله»، وفق ما أفاد مصدر مقرّب من الحزب لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

طائرة مقاتلة إسرائيلية تطلق قنابل مضيئة فوق جنوب لبنان (أ.ف.ب)

وكان مصدر مقرّب من «حزب الله» أفاد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ «غارات إسرائيلية استهدفت نقاطاً عدة في محيط بلدة بريتال، طالت إحداها معسكراً للحزب»، مضيفاً أنّ وتيرة هذه الغارات «هي الأعنف» منذ بدء التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل.

في المقابل، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الخميس، بأن «حزب الله» اللبناني قصف الليلة الماضية موقعاً تابعاً لسلاح الجو وصفته بأنه «حساس للغاية» في شمال إسرائيل، مشيرة إلى أن طائرة مسيرة قصفت موقع «تل الشمايم» التابع لسلاح الجو بالقرب من مفرق جولاني في الجليل الأسفل.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية نقلت في وقت سابق عن الجيش تأكيده بأن «حزب الله» أطلق طائرة مسيرة انفجرت بالقرب من موقع أمني حساس، على بعد عشرات الكيلومترات من الحدود مع لبنان.

واعترف الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، الخميس، بأن طائرة مسيرة أطلقها «حزب الله»، أمس، استهدفت قاعدة عسكرية وأصابت منطاد المراقبة الذي تطلق عليه تسمية «طال شمايم» (طل السماء) قرب مفترق غولاني (مسكنة) في شمال إسرائيل. وقد حذر مسؤولون إسرائيليون من خطورة هذه العملية واعتبروها «تجاوزاً لخطوط حمراء أخرى». وطالب جنرالات سابقون من أنصار اليمين بالرد على ذلك بعملية حربية ضخمة تصل إلى حد تدمير الضاحية الجنوبية في بيروت وتدمير البنى التحتية في الجنوب، وقطع الماء والكهرباء عنه.

ووجهت «القناة 14»، التي تعتبر ناطقة بلسان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أصابع الاتهام إلى الإدارة الأميركية أيضاً بالمسؤولية عن هذه الضربة؛ كونها «تقيد أيدي إسرائيل وتمنعها من توجيه ضربة لـ(حزب الله) تؤدي إلى وقف حرب الاستنزاف التي يديرها ضد إسرائيل».

وقال يعقوب بردوغو، الذي يعتبر صديقاً مقرباً لعائلة نتنياهو، إن «إدارة بايدن تفرض إملاءات غير معقولة على إسرائيل أيضاً في الموضوع اللبناني ولا تتأثر من رؤية الخراب والدمار في بلدات الشمال».

وقال الجنرال رون طال إن «هناك ضرورة ملحة لتصعيد الضربات ضد (حزب الله). فهو يفرض على الشمال الإسرائيلي الرعب والفزع ويجعل إسرائيل تبدو ضعيفة ومهانة. وعلينا أن نرد بقوة على قصف (حزب الله)، ليس بالشكل البائس الذي يفعله الجيش اليوم، بل بتفعيل قدرات إسرائيل الجبارة وتوسيع القصف ليشمل بعلبك والضاحية الجنوبية في بيروت ورموزاً للدولة اللبنانية التي لا تفعل شيئاً لكبح (حزب الله)». واقترح تدمير البنى التحتية، وخصوصاً الماء والكهرباء، عن الجنوب اللبناني.

المعروف أن منطاد التجسس المتطور «سكاي ديو»، دخل إلى الخدمة في إسرائيل في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، بعد تحضير دام سنتين. وهو يستخدم لأغراض عسكرية بحتة، وفي مهام تجسسية ودفاعية، للمراقبة وجمع المعلومات، ويحلق على ارتفاعات شاهقة.