مخاوف الفلسطينيين من توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته في رفح

فلسطينيون يبكون بالقرب من جثث أقاربهم الذين قتلوا في القصف الإسرائيلي بمستشفى النجار في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يبكون بالقرب من جثث أقاربهم الذين قتلوا في القصف الإسرائيلي بمستشفى النجار في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مخاوف الفلسطينيين من توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته في رفح

فلسطينيون يبكون بالقرب من جثث أقاربهم الذين قتلوا في القصف الإسرائيلي بمستشفى النجار في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يبكون بالقرب من جثث أقاربهم الذين قتلوا في القصف الإسرائيلي بمستشفى النجار في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعرب فلسطينيون عن خشيتهم من تنفيذ الجيش الإسرائيلي تهديداته بتوسيع عملياته العسكرية نحو مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة وإجبار سكانها بما فيهم النازحون على إخلائها قريباً.

وقال سكان محليون في المدينة، في تصريحات منفصلة لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، إنهم لا يعرفون ما مصيرهم الذي ينتظرهم في حال «قرر الجيش الإسرائيلي فعلياً شن عملية عسكرية على مدينة رفح».

وأضاف الفلسطينيون أنهم يعانون كثيراً في المدينة التي تحتوي على أكثر من مليون ونصف إنسان غالبيتهم من النازحين الذين أجبروا على ترك منازلهم والتوجه لرفح بناء على تعليمات الجيش الإسرائيلي، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية استعداد الجيش الإسرائيلي لشن حملة عسكرية برية على المدينة الحدودية رفح، وذلك بعد إعداد الخطة لذلك والحصول على موافقات رفيعة المستوى بالحكومة الإسرائيلية التي يقودها بنيامين نتنياهو.

وبحسب الإعلام الإسرائيلي، فإن خطة الجيش تشمل إخلاء المدينة من السكان والنازحين إلى «مناطق آمنة» غالباً في المناطق الغربية من قطاع غزة بدءاً من مواصي رفح حتى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وذكر الإعلام الإسرائيلي أن «خطة الجيش عرضت على الولايات المتحدة الأميركية وأطراف عربية للحصول على تقييمات بشأن العملية العسكرية المزمع تنفيذها».

وفي السياق ذاته، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في بيان له، أن «رئيس الأركان الجنرال هيرتسي هاليفي أجرى اليوم تقييماً للوضع وصادق على خطط للمراحل اللاحقة من الحرب في غزة».

ميدانياً، قال سكان محليون إن مؤسسات دولية وعربية تنشط حالياً في توفير خيام للاجئين في المناطق الغربية لمدينة خانيونس، معتقدين أنها خطوة استباقية وتمهيدية لإخلاء السكان من رفح قبيل بدء العملية العسكرية.

ويقول محمد غنيم، فلسطيني نازح في مواصي رفح منذ خمسة أشهر: «نحن أتينا هنا بناء على أوامر الجيش الإسرائيلي ولم يعد لدينا أي مكان آخر يمكننا أن نتوجه له، فجميع المحافظات مكتظة بالنازحين فيما لا يوجد مكان صالح في أماكن كثيرة بسبب الدمار الذي حل بالمناطق».

ويضيف: «الوضع مأساوي للغاية، ولا يمكننا الاحتمال أكثر. ما ذنب الأطفال أن يعيشوا مثل هذه الظروف التي لا يحتملها أي إنسان على وجه هذه الكرة الأرضية»، متسائلاً: «ماذا ينتظر العالم لوقف الحرب والدمار وأن يساعدوننا في التغلب على نتائجها المأساوية».

وأعربت هنية أبو الهنود عن خشيتها من فقدان المزيد من أفراد عائلتها في حال نفذ الجيش الإسرائيلي تهديداته وقرر بدء عملية عسكرية في رفح، مشيرة إلى أن اجتياح رفح هو بمثابة «ارتكاب المزيد من المجازر ضد المدنيين. نحن فقط من يدفع ثمن هذه الحرب».

وقالت هنية أبو الهنود (62 عاماً): «أنا فقدت أربعة من أبنائي وسبعة من الأحفاد في هذه الحرب، ولا أمتلك أي مقومات للحياة لا في خيمة النزوح ولا أي مكان آخر... الاجتياح الجديد لرفح يعني تشريدنا جميعاً للمرة الألف».

ولم يستبعد فارس أبو عواد، وهو فلسطيني نازح من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، أن يحاول عبور الحدود مع مصر للهرب من «الموت الجماعي»، الذي قد يفرض عليهم كنازحين في رفح.

وفي مناسبات عديدة شدد نتنياهو على عزمه على توسيع العملية العسكرية الى مدينة رفح، عادَّاً إياها المعقل الأخير لـ«حماس»، التي يعمل على تقويض قدراتها في القطاع منذ نحو سبعة أشهر.

وقال نتنياهو، في عدة مؤتمرات صحافية: «لا يمكننا أن نحقق النصر الشامل دون القضاء على (حماس) وألويتها الأربعة الموجودة في رفح... الضغوط الدولية تتزايد علينا ولكننا لن نرضخ حتى نقضي على (حماس) ونحرر أسرانا من سجونها».

وتواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة الساحلي للشهر السابع على التوالي، وذلك عقب تنفيذ «حماس» هجوماً عسكرياً مباغتاً على البلدات المحاذية للقطاع وقتل ما يزيد عن 1200 شخص واختطاف نحو 240 آخرين، بحسب بيانات رسمية إسرائيلية.

في المقابل، قتل أكثر من 34262 فلسطينياً وأصيب نحو 77229 آخرين جراء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، وفق ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها.


مقالات ذات صلة

مصر تدين سياسة «الأرض المحروقة» في الضفة الغربية

شمال افريقيا بدر عبد العاطي خلال لقاء سيغريد كاغ في القاهرة (الخارجية المصرية)

مصر تدين سياسة «الأرض المحروقة» في الضفة الغربية

أدانت مصر «استمرار الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، التي أدت لاستشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين على مدار الأيام الماضية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء (الشرق الأوسط)

ولي العهد السعودي يؤكد للرئيس التركي الحرص على توحيد الجهود لدعم الشعب الفلسطيني

أجرى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، اتصالاً هاتفياً، بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شؤون إقليمية صورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال احتجاجات عائلات الرهائن في تل أبيب (رويترز)

نتنياهو يعتذر لأسرة رهينة لقي حتفه... واتحاد العمال الإسرائيلي يعلن الإضراب العام

في خطوة نادرة، قدّم رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأحد، اعتذاراً لأسرة الرهينة الراحل ألكسندر لوبانوف، لعدم إنقاذه هو و5 رهائن آخرين كانوا محتجزين في غزة أحياءً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
أوروبا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (إ.ب.أ)

رئيس الوزراء البريطاني يعرب عن «صدمته» لمقتل الرهائن الإسرائيليين الست

أعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم الأحد، عن «صدمته الشديدة» إزاء مقتل ست رهائن إسرائيليين «بشكل مروِّع وغير مبرَّر» بعدما عُثر على جثثهم في غزة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية متظاهر في تل أبيب مساء السبت يرتدى قناعاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتنديد بسياسته في ملف المحتجزين لدى «حماس» (د.ب.أ)

جثث المختطفين الستة تؤجج الغضب ضد نتنياهو

في أعقاب تباهي الجيش الإسرائيلي والحكومة باسترداد «ستة جثامين» لمحتجزين لدى «حماس»، خرجت عائلات في موجة مظاهرات شوّشت الحياة الاقتصادية في شتى أنحاء البلاد.

نظير مجلي (تل أبيب)

فلسطينيون يسارعون إلى تطعيم أطفالهم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة

بدء حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة (أ.ب)
بدء حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة (أ.ب)
TT

فلسطينيون يسارعون إلى تطعيم أطفالهم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة

بدء حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة (أ.ب)
بدء حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة (أ.ب)

في مركز طبي بمخيم الزوايدة وسط قطاع غزة، لا تخفي الفلسطينية بسمة البطش فرحتها بوصول اللقاحات ضد شلل الأطفال التي ستمكّن أطفالها وآلاف الأطفال الآخرين من الحصول على مناعة ضد المرض الذي عاد إلى القطاع المحاصر والمدمّر.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، تجمّع عشرات الأهالي مع أطفالهم أمام المركز ينتظرون حصول الأطفال على التطعيم على أيدي أفراد طواقم طبية موزعين في المكان. وكانوا قد تلقوا صباحاً رسائل نصية على هواتفهم تطلب منهم إحضار أطفالهم.

ويفتح أحد الأطفال فمه قبل أن يقوم العامل الطبي بتنقيط قطرتين من الطُّعم في فمه. وتقول البطش: «أشعر بالفرح والارتياح... كنت خائفة على أطفالي من الشلل والأمراض». وتضيف: «لكن الحمد لله، أنا الآن سعيدة؛ لأن أولادي سوف يحصلون على التطعيم».

وبدأت، الأحد، رسمياً حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة، وفق ما أعلن مسؤول صحي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أن الحملة ستجري على مراحل في كل مناطق القطاع الفلسطيني الذي يشهد حرباً مدمّرة منذ قرابة أحد عشر شهراً، وستترافق مع «هدن إنسانية» لم تتضح شروطها تماماً.

وأعلنت الأمم المتحدة عن حملة التطعيم بعد أن سُجلت، الشهر الماضي، أول حالة شلل أطفال منذ ربع قرن في قطاع غزة. وقد أصيب بها طفل يبلغ من العمر 10 أشهر. وقالت عائلته التي اضطُرت للنزوح مراراً بسبب الحرب، إنهم لم يتمكنوا قط من تطعيمه حاله حال كثير من الأطفال في القطاع.

وأكّدت متحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) لويز ووتردج تطعيم نحو 2000 طفل في عيادة في دير البلح، الأحد. وأوضحت أن هناك فرقاً متنقلة بين الخيام، وتوضع علامة بالحبر على إبهام الطفل الذي حصل على التطعيم.

«حصلوا على التطعيم»

ينتشر فيروس شلل الأطفال في أغلب الأحيان عن طريق مياه الصرف الصحي والمياه الملوثة، وهو شديد العدوى. ويمكن أن يسبب تشوّهات وشللاً دائماً، وقد يصبح مميتاً. وهو يصيب بشكل رئيسي الأطفال دون سن الخامسة.

وأرسلت الأمم المتحدة 1.26 مليون جرعة من اللقاحات التي تُعطى بالفم.

وتقول غدير حجي إنها شعرت بالخوف عندما سمعت عن تسجيل حالة إصابة بشلل الأطفال. وتضيف: «شعرنا بالخوف على أطفالنا، وطالبنا بضرورة توفير تطعيم لهم». وبحسب حجي: «تلقينا رسائل من وزارة الصحة، وأتينا إلى هنا فوراً»، وتقول الأم لخمسة: «حصلوا جميعهم على التطعيم».

في المركز الطبي في الزوايدة، كُتب على صناديق التطعيم المكدسة في إحدى الغرف، اسم منظمة «يونيسيف».

في الخارج، كان أحدهم يوزّع كتيبات بعنوان «أسئلة وأجوبة حول شلل الأطفال»، في حين علّقت على جدران المركز ملصقات حول الحملة. وتلقّى عدد من الأطفال، السبت، قبل بدء الحملة رسمياً، لقاحات في خان يونس في جنوب القطاع.

«أسئلة وأجوبة»

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن إسرائيل وافقت على سلسلة «هدن إنسانية» تستمر كلّ منها 3 أيام في وسط القطاع وجنوبه وشماله لتنفيذ حملة تلقيح تشمل 640 ألف طفل في أنحاء غزة. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شدّد على أن هذه الهدن الموقتة «ليست وقفاً لإطلاق النار».

وأعلن المدير الطبي لمستشفى العودة (وسط) ياسر شعبان أن التطعيم اليوم عند التاسعة صباحاً (6 بتوقيت غرينتش).

ولم تشر التقارير الميدانية، الأحد، إلى قصف أو عمليات عسكرية حتى الساعة الثانية بعد الظهر، وهو الوقت المحدّد مبدئياً لانتهاء هدنة اليوم.

إلا أن شعبان تحدّث عن «تحليق مكثّف لطائرات مسيّرة إسرائيلية في أجواء المحافظة الوسطى»، متمنياً أن «تتمّ عملية تطعيم أبنائنا الأطفال وسط جو من الطمأنينة والهدوء».

وقالت ووتردج إنها سمعت بعض أصوات إطلاق النار في وسط غزة بعد السادسة صباحاً، لكن بعد ذلك عمّ الهدوء المنطقة.

وأضافت لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «صعب جداً أن تنتقل من العيش في خوف مطلق في كل ثانية من يومك من الاستيقاظ وحتى النوم، إلى أن تطمئن فجأة إلى أن الأمر على ما يرام الآن».

وحدّدت وزارة الصحة في قطاع غزة ووكالات الأمم المتحدة 67 مركزاً للتطعيم، في مستشفيات ومستوصفات ومدارس في وسط القطاع الفلسطيني الصغير، و59 مركزاً في الجنوب، و33 مركزاً في الشمال الذي بات غير مأهول إلى حدّ كبير، على أن تنتقل الحملة إلى الجنوب والشمال في مرحلتين ثانية وثالثة.