انتشال 25 جثة إضافية من مقبرة مستشفى ناصر بخان يونس... والإجمالي 310

منازل مهدمة في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)
منازل مهدمة في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

انتشال 25 جثة إضافية من مقبرة مستشفى ناصر بخان يونس... والإجمالي 310

منازل مهدمة في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)
منازل مهدمة في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)

قال تلفزيون فلسطين اليوم الثلاثاء إن عدد الجثث التي عثر عليها في مقبرة جماعية بمستشفى ناصر في خان يونس بقطاع غزة ارتفع إلى 310 بعد انتشال 25 جثة جديدة.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع عدد قتلى الحرب الإسرائيلية إلى 34183، بالإضافة إلى 77143 مصاباً.

وكان شهود أبلغوا وكالة «أنباء العالم العربي» بأن مدينة خان يونس في جنوب القطاع تعرضت لسلسلة غارات من الطائرات الحربية الإسرائيلية، وقصف مدفعي مكثف مساء أمس.

وكان رائد صقر، قائد مهام انتشال الجثث من المقبرة الجماعية بمجمع ناصر الطبي، قال للوكالة أول من أمس إنه: «تم التعرف على مقبرة جماعية داخل مجمع ناصر الطبي بعد بلاغات من مواطنين مفادها بأنهم دفنوا شهداءهم ولم يجدوهم، وتم البحث والتحري من طرفنا ووجدنا قبراً جماعياً داخل مجمع ناصر الطبي استخرجنا ما بين 185 و190 شهيداً حتى الآن، علماً بأن العدد الكلي لم يتم التعرف عليه بدقة لكنه بين 300 و400 شهيد حسب الإفادات الواردة لنا من المواطنين». وأضاف صقر: «وجدنا أكياساً مكتوباً عليها باللغة العبرية، ووجدنا بعض الشهداء مكبلي الأيدي. نتيجة التحلل الظاهر على الجثث تم التعرف على مكبلي الأيدي بالأصفاد. جاري البحث والتنقيب عن الشهداء. أعتقد أن المهمة لم تنتهِ بعد، وأمامنا أيام لإنهائها بالكامل».


مقالات ذات صلة

عبد الله بن زايد يلتقي زعيم المعارضة الإسرائيلي ويبحث معه أزمة غزة

الخليج الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي ويائير لابيد زعيم المعارضة في إسرائيل (وام)

عبد الله بن زايد يلتقي زعيم المعارضة الإسرائيلي ويبحث معه أزمة غزة

التقى الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي، يائير لابيد زعيم المعارضة في إسرائيل لبحث آخر التطورات والمستجدات في المنطقة، ولا سيما الأزمة…

المشرق العربي إسماعيل هنية ويحيى السنوار خلال اجتماع لقادة فصائل فلسطينية في غزة عام 2017 (أ.ف.ب)

أسئلة مُعلقة حول وجهة «حماس» إذا غادرت قطر

أثار بقاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في تركيا منذ أكثر من  12 يوماً، تساؤلات حول ما إذا كانت الحركة نقلت ولو مؤقتاً مقر قيادتها من الدوحة.

كفاح زبون (رام الله)
الاقتصاد عبد الله الدردري الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير الإقليمي للدول العربية (الشرق الأوسط)

الدردري لـ«الشرق الأوسط»: أنجزنا برنامجاً للتعافي المبكر في غزة بملياري دولار

المنطقة تعيش حالة مرتفعة من عدم اليقين وعدم الاستقرار، التي تؤدي إلى تجنب المستثمرين الاستثمار، والمستهلكين للاستهلاك.

هلا صغبيني (الرياض)
خاص جواز سفر السائح التركي المنفذ للهجوم في القدس (إكس)

خاص إمام مسجد وعمره 34 عاماً... ماذا نعرف عن التركي منفذ الطعن في القدس؟

قتلت الشرطة الإسرائيلية الشاب التركي حسن ساكلانان، الثلاثاء، بعدما طعن شرطياً إسرائيلياً، ونقلت وسائل إعلام تركية معلومات عن منفذ الهجوم.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (واس)

اجتماع عربي إسلامي - أوروبي يبحث الاعتراف بدولة فلسطين

أكد الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، الرغبة الصادقة في تنفيذ حل الدولتين، مشدداً على أن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته «غير قابل للتصرف».

غازي الحارثي (الرياض)

الحوثيون يهددون بنقل «حرب السفن» إلى المتوسط

صورة جوية لسفينة شحن أصابها صاروخ حوثي في خليج عدن وأدى إلى مقتل 3 من بحارتها (الجيش الأميركي)
صورة جوية لسفينة شحن أصابها صاروخ حوثي في خليج عدن وأدى إلى مقتل 3 من بحارتها (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون يهددون بنقل «حرب السفن» إلى المتوسط

صورة جوية لسفينة شحن أصابها صاروخ حوثي في خليج عدن وأدى إلى مقتل 3 من بحارتها (الجيش الأميركي)
صورة جوية لسفينة شحن أصابها صاروخ حوثي في خليج عدن وأدى إلى مقتل 3 من بحارتها (الجيش الأميركي)

أعلنت الجماعة الحوثية، أمس (الجمعة)، أنَّها ستبدأ استهداف السفن في البحر الأبيض المتوسط، ضمن ما سمَّته المرحلة الرابعة من التصعيد، تنفيذاً لتوجيهات زعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي حين تبنَّى الجيش الأميركي تدمير ثلاث طائرات مسيّرة في سياق عملياته الاستباقية للحد من الهجمات ضد السفن، قال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان، إنَّ الحوثيين سيستهدفون كافة السفن المرتبطة بإسرائيل والمتجهة إلى المواني في البحر الأبيض المتوسط.

وتعني الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، بالمرحلة الرابعة من التصعيد مهاجمة السفن في البحر المتوسط، بعد مهاجمتها في البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن والمحيط الهندي.

وهدَّد المتحدث الحوثي بأنَّ قوات جماعته ستقوم، في حال اقتحام إسرائيل مدينة رفح، بمهاجمة جميع السفن التي لها علاقة بالإمدادات للدولة العبرية، وتلك التي تحاول الدخول إلى مواني تل أبيب، من أي جنسية كانت، في تلويح واضح بتصعيد ما يوصف بـ«حرب السفن».

وكان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي تبنَّى في أحدث خطبه، الخميس، مهاجمة 107 سفن منذ بدء التصعيد البحري في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وزعم أنَّ هناك 10 قطع بحرية حربية أميركية وأوروبية انسحبت من البحر الأحمر في ظل «الشعور باليأس والإخفاق» في منع عمليات جماعته أو الحد منها، على حد وصفه.


4 من فريق لتسلق الجبال في العراق قضوا غرقاً جراء أمطار غزيرة

صورة جوية لفيضان نهر دجلة في العراق بعد الأمطار الغزيرة (أ.ف.ب)
صورة جوية لفيضان نهر دجلة في العراق بعد الأمطار الغزيرة (أ.ف.ب)
TT

4 من فريق لتسلق الجبال في العراق قضوا غرقاً جراء أمطار غزيرة

صورة جوية لفيضان نهر دجلة في العراق بعد الأمطار الغزيرة (أ.ف.ب)
صورة جوية لفيضان نهر دجلة في العراق بعد الأمطار الغزيرة (أ.ف.ب)

لقي 4 أشخاص من فريق لتسلق الجبال حتفهم، الجمعة، في السليمانية، في شمال العراق، جراء فيضانات ناتجة عن أمطار غزيرة، وفق ما أفاد به مسؤولون محليون.

وقال رؤوف كمال، قائمقام منطقة قرداغ (40 كيلومتراً جنوب السليمانية)، لوكالة الصحافة الفرنسية: «غرق 4 أشخاص من فريق لتسلق الجبال مكون من 12 شخصاً في قرية أواسبي» في قرداغ.

وأكد آرام علي، المتحدث باسم الدفاع المدني في السليمانية، الحصيلة، قائلاً إن 8 متسلقين آخرين نجوا من الحادث في جنوب السليمانية، ثانية مدن إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي. ولفت أنه تم توجيه تحذير أمس بأن الطقس غير مناسب، ولا يجوز السفر إلى هذه الأماكن، وخاصة فرق تسلق الجبال.

وتسببت الأمطار الغزيرة غير المعتادة بحدوث فيضانات في مناطق عدة من العراق، خاصة في الشمال، حيث أُغلقت بعض الطرق في أربيل، عاصمة إقليم كردستان.

وقال المتحدث باسم هيئة الأنواء الجوية العراقية، عامر الجابري، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الأمطار يفترض أن تبدأ في البلاد مع نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) وتستمر إلى نهاية شهر مارس (آذار).

وأشار إلى أن «نسبة الأمطار التي تساقطت على البلاد خلال هذا العام أفضل من العام الماضي».


تقرير: إسرائيل أبلغت واشنطن بخطتها لبدء نقل السكان من رفح تمهيداً لاجتياحها

فلسطينيون يقفون على أنقاض منزل في رفح (أ.ب)
فلسطينيون يقفون على أنقاض منزل في رفح (أ.ب)
TT

تقرير: إسرائيل أبلغت واشنطن بخطتها لبدء نقل السكان من رفح تمهيداً لاجتياحها

فلسطينيون يقفون على أنقاض منزل في رفح (أ.ب)
فلسطينيون يقفون على أنقاض منزل في رفح (أ.ب)

نقل موقع «بوليتيكو»، الجمعة، عن مسؤول أميركي ومصدرين وصفهما بالمطلعين أن إسرائيل أبلغت الحكومة الأميركية ومنظمات إغاثة بخطّتها لبدء نقل السكان من مدينة رفح الفلسطينية تمهيداً لاجتياحها.

وذكر الموقع أنّ الخطة الإسرائيلية تقضي بنقل السكان من رفح إلى منطقة المواصي على ساحل جنوب غربي قطاع غزة، مشيراً إلى أنّ الجيش الإسرائيلي أرسل خريطة بالمنطقة للعاملين في مجال الإغاثة هذا الأسبوع حصل الموقع على نسخة منها.

وفي وقت سابق من اليوم، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أيّ عمليّة عسكريّة إسرائيليّة في رفح «قد تؤدي إلى مذبحة»، وتصيب العمل الإنساني في جميع أنحاء قطاع غزة بالشلل.

وقال المتحدث باسم المكتب يانس لاركيه في مؤتمر صحافي عقده في جنيف، إن أي عملية برية «ستعني مزيداً من المعاناة والموت» بالنسبة للسكان المدنيين والنازحين البالغ عددهم 1.2 مليون فلسطيني في رفح ومحيطها.


الصحة العالمية: الهجوم الإسرائيلي على رفح قد يؤدي إلى حمام دم

الصحة العالمية: الهجوم الإسرائيلي على رفح قد يؤدي إلى حمام دم
TT

الصحة العالمية: الهجوم الإسرائيلي على رفح قد يؤدي إلى حمام دم

الصحة العالمية: الهجوم الإسرائيلي على رفح قد يؤدي إلى حمام دم

حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، اليوم (الجمعة)، من أن هجوماً عسكرياً إسرائيلياً على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة «قد يؤدي إلى حمام دم»، ودعا إلى وقف إطلاق النار، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال تيدروس أدهانوم غيبرييسوس عبر منصة «إكس»: «تشعر منظمة الصحة العالمية بقلق عميق من أن عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح بغزة، قد تؤدي إلى حمام دم، وتزيد إضعاف النظام الصحي المعطوب أصلاً».

وتوعدت إسرائيل بتنفيذ عملية ضد حركة «حماس» في رفح بجنوب القطاع الذي يؤوي نحو مليون نازح فرّوا من القتال في الشمال وتكدّسوا في ملاجئ ومخيمات مؤقتة.

وقال المتحدث باسم مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، ينس لايركه ، في وقت سابق من اليوم، إن أي توغل إسرائيلي في رفح سيعرّض أرواح مئات الآلاف من سكان غزة إلى الخطر، وسيكون ضربة هائلة للعمليات الإنسانية في القطاع بأكمله.

وأضاف: «قد تكون مذبحة للمدنيين وضربة هائلة لعملية الإغاثة الإنسانية في القطاع بأسره؛ لأنها تدار بشكل رئيسي من رفح».


بسبب سوء الأحوال الجوية... واشنطن تغير مكان تجميع رصيف غزة العائم

الرصيف البحري الذي بدأت القيادة المركزية للجيش الأميركي في بنائه قبالة ساحل غزة
الرصيف البحري الذي بدأت القيادة المركزية للجيش الأميركي في بنائه قبالة ساحل غزة
TT

بسبب سوء الأحوال الجوية... واشنطن تغير مكان تجميع رصيف غزة العائم

الرصيف البحري الذي بدأت القيادة المركزية للجيش الأميركي في بنائه قبالة ساحل غزة
الرصيف البحري الذي بدأت القيادة المركزية للجيش الأميركي في بنائه قبالة ساحل غزة

أعلن الجيش الأميركي، اليوم (الجمعة)، أن قواته نقلت موقع بناء رصيف عائم لإيصال المساعدات إلى غزة من منطقة في عرض البحر إلى ميناء أسدود الإسرائيلي بسبب الأمواج والرياح القوية، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في 25 أبريل (نيسان) عن بدء بناء الرصيف الذي سيكلف 320 مليون دولار على الأقل، وقالت في وقت سابق من هذا الأسبوع إن أكثر من 50 في المائة منه قد اكتمل.

وقال الجيش في بيان: «أمس، أوقفت القيادة المركزية الأميركية مؤقتاً التجميع البحري للرصيف العائم في جوار غزة لاعتبارات الحالة البحرية».

وأضاف أن «الرياح العاتية المتوقعة وأمواج البحر العالية تسببتا في ظروف غير آمنة للجنود الذين يعملون على سطح الرصيف الذي تم تشييد جزء منه».

وتابع: «تم نقل الرصيف الذي تم بناؤه جزئياً والسفن العسكرية المشاركة في بنائه إلى ميناء أسدود، حيث سيستمر التجميع، وسيتم الانتهاء منه قبل وضع الرصيف في موقعه المقصود عندما تهدأ حالة البحر».

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن لأول مرة عن خطط إنشاء الرصيف في أوائل مارس (آذار)، في ظل تعطيل إسرائيل تسليم المساعدات عن طريق البر.

ولا يزال الوضع الإنساني في غزة سيئاً في ظل الدمار بعد أكثر من ستة أشهر من العمليات الإسرائيلية ضد حماس، وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية الأسبوع الماضي إن جميع سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة يواجهون انعدام الأمن الغذائي.

اندلعت الحرب إثر الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) على جنوب إسرائيل وأدى إلى مقتل أكثر من 1170 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها «وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وأدى الهجوم الانتقامي الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 34600 شخص في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع الذي تديره «حماس».


قادة الحرب على غزة يكافَأون بترقيات في الجيش الإسرائيلي

نتنياهو متوسطاً وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي (د.ب.أ)
نتنياهو متوسطاً وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي (د.ب.أ)
TT

قادة الحرب على غزة يكافَأون بترقيات في الجيش الإسرائيلي

نتنياهو متوسطاً وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي (د.ب.أ)
نتنياهو متوسطاً وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي (د.ب.أ)

في خطوة وصفت بأنها تهدف إلى تغيير هيئة ورئاسة أركان الجيش الإسرائيلي، في أعقاب الإخفاق في رصد هجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، كوفئ خمسة من قادة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بترقيات رفيعة، من عميد إلى لواء، ومن عقيد إلى عميد، وتسليمهم مفاتيح أساسية في القيادة للمستقبل.

ومع أن هذه التغييرات ليست نهائية، وستعقبها موجة تعيينات أخرى، إلا أنها تعطي صورة عن توجه قيادة الجيش بأن يظل مهيمناً على «مملكته»، ويصد محاولات اليمين المتطرف السيطرة عليه أو إحداث انقلاب في صفوفه.

وفور الإعلان عن قرار وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هليفي، هذه التعيينات بشكل مفاجئ، والكشف عن أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أُبلغ بها فقط في اللحظة الأخيرة، ثارت موجة انتقادات في الحكومة وبشكل خاص في أوساط اليمين.

إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش (رويترز)

تعيينات حساسة

وادعى اليمين بأنه لا يجوز أن يقوم غالانت وهليفي بفرض تعيينات حساسة كهذه لمستقبل الجيش، وهما متهمان بالمسؤولية مع آخرين عن الفشل في منع هجوم 7 أكتوبر الماضي. وشن وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير، والمالية بتسلئيل سموتريتش، هجوماً حاداً على غالانت وهليفي، وعدّا التعيينات «غير الشرعية».

وقال بن غفير، في بيان، إن «غالانت، أحد قادة التوجه الانهزامي وأحد الشخصيات البارزة المسؤولة عن فشل السابع من أكتوبر، ليس لديه تفويض للمصادقة على تعيينات القيادات العسكرية وتحديد تشكيلة هيئة الأركان العامة المستقبلية في الجيش الإسرائيلي».

وتابع: «التعيينات التي أقرها غالانت مع رئيس الأركان تظهر أنه يستهزئ بالجماهير. ولا علاقة لذلك بهوية الضباط المعينين الذين قد يكون بعضهم جديرين جداً، ولكن بقرار غالانت نفسه بالاستمرار في النهج القديم نفسه. وكأن الفشل الأكبر في تاريخ الدولة لم يحدث تحت مسؤوليته بصفته وزيراً للأمن». وأضاف: «على ضوء ذلك، أدعو رئيس الحكومة نتنياهو إلى إقالة غالانت من منصبه، فهو لا يصلح لمواصلة العمل وزيراً للأمن».

آليات للجيش الإسرائيلي في طولكرم (رويترز)

التقصير العسكري

بدوره، قال سموتريتش، إن «تعيين الجنرالات الذين سيقودون عملية التصحيح داخل الجيش بعد التقصير في السابع من أكتوبر الماضي، لا يمكن أن يتم بواسطة رئيس الأركان الذي وقّع بنفسه على التقصير العسكري. هذه التعيينات ليست شرعية، ما هكذا يتم الإصلاح، وما هكذا تُستعاد الثقة». واقترح إقالة هيرتسي هليفي أيضاً.

من جانبه، قال زعيم المعارضة يائير لبيد، في بيان، إن «تعيين الجنرالات في الجيش الإسرائيلي هو دور وواجب رئيس الأركان ووزير الأمن. إن المحاولة غير الشرعية التي يقوم بها بن غفير وسموتريتش، النصابان اللذان لم يخدما عملياً في صفوف الجيش، بهدف السيطرة على الجيش الإسرائيلي، لن تنجح».

وتابع «إذا كان هناك من يجب عليه الاستقالة، فهو هذه الحكومة الفاسدة والمدمرة التي تعرضنا خلال حكمها لأفظع مذبحة في تاريخ البلاد، ومنذ ذلك الحين وهي تدير معركة سياسية فاشلة وخطيرة. أتمنى للجنرالات الجدد التوفيق في مهامهم. ستعرف كل أم عبرية أن مصير أبنائها ليس بيد متطرفين غير مسؤولين، بل بيد ضباط ذوي خبرة سيحمون شعب إسرائيل».

بلينكن مع غالانت عند معبر كرم أبو سالم الحدودي (رويترز)

هيئة أركان مستقرة

وأما غالانت فقال إن هذه التعيينات ضرورية لأن إسرائيل لم تنهِ الحرب بعد، وهناك خطر لأن تتسع إلى الشمال، ولذلك نحتاج إلى هيئة أركان مستقرة لا يكون فيه الجنرالات مؤقتين. وبحسب بيان الجيش الإسرائيلي الرسمي، شملت التعيينات الجديدة: رئيساً جديداً لوحدة الاستخبارات العسكرية «أمان»، مكان أهرون حليوة، وهو شلومي بيندر الذي كان يشغل منصب رئيس شعبة العمليات خلال هجوم «كتائب القسام»، ويحمّله البعض مسؤولية الاستجابة العملية السيئة للجيش على هجوم «حماس»، والفشل في صد مقاتلي «كتائب القسام» الذين شاركوا في الهجوم.

وشملت التعيينات الجديدة أيضاً تعيين آفي بلوط قائداً لقيادة المنطقة الوسطى، خلفاً ليهودا فوكس الذي كان قد أعلن عزمه الاستقالة من منصبه في أغسطس (آب) المقبل. وكان بلوط قد شغل في السابق منصب المستشار العسكري لرئيس الحكومة نتنياهو، وكان قائداً لفرقة الضفة الغربية التابعة للجيش.

وبلوط مستوطن في الضفة الغربية ويعتمر «كيباه» (قلنسوة اليهود المتدينين)، ومشجع للاستيطان ومقرب من قادة المستوطنين. ويأتي تعيينه ضمن رغبة غالانت وهليفي في مسايرة اليمين.

جنود إسرائيليون يفحصون المعدات العسكرية في موقع على الحدود الجنوبية مع قطاع غزة قرب رفح (إ.ب.أ)

تعيينات إضافية

كما جرى تعيين دان غولدفوس قائداً للفيلق الشمالي وتشكيلات المناورة البرية في الذراع البرية، وهو الذي قاد الاجتياح البري لقطاع غزة. وجاء تعيينه في الشمال لتولي مسؤولية الإعداد لعملية اجتياح في لبنان، خلال أي حرب مقبلة ضد «حزب الله»، والتي لا يستبعد أن تنشب في حال فشل مفاوضات الهدنة مع «حماس».

وجرى تعيين بار خليف قائداً لمديرية القوى العاملة في الجيش الإسرائيلي، وأفيعاد دغان رئيساً لشعبة الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، وكلاهما أمضى 7 شهور في غزة. وذكر بيان الجيش أن تعيينات أخرى في قيادة الجيش «ستُجرى بشكل تدريجي خلال الأشهر المقبلة»، وسط توقعات بموجة استقالات في المؤسسة العسكرية على وقع التحقيقات في هجوم 7 أكتوبر.

ومع أن اليمين المتطرف يعارض هذه التعيينات، إلا أنها تشير إلى مدى تأثير سياسته أيضاً على الجيش، فبالإضافة إلى بلوط، هناك 3 جنرالات متدينون ينضمون إلى رئاسة الأركان، لكن اليمين كان يريد المزيد؛ لأنه يراها فرصة له لتغيير مسار الجيش لصالحه.


ارتفاع عدد الموقوفين من عصابة «تيكتوكرز» في لبنان إلى 8 أشخاص... آخرهم طبيب أسنان

خلال ندوة لتوعية الطلاب بجرائم الإنترنت أو ما يعرف بالأمن السيبراني (موقع قوى الأمن الداخلي)
خلال ندوة لتوعية الطلاب بجرائم الإنترنت أو ما يعرف بالأمن السيبراني (موقع قوى الأمن الداخلي)
TT

ارتفاع عدد الموقوفين من عصابة «تيكتوكرز» في لبنان إلى 8 أشخاص... آخرهم طبيب أسنان

خلال ندوة لتوعية الطلاب بجرائم الإنترنت أو ما يعرف بالأمن السيبراني (موقع قوى الأمن الداخلي)
خلال ندوة لتوعية الطلاب بجرائم الإنترنت أو ما يعرف بالأمن السيبراني (موقع قوى الأمن الداخلي)

ارتفع عدد الموقوفين في قضيّة عصابة ما باتت تعرف بـ«تيكتوكرز» في لبنان (مجموعة من الناشطين على تطبيق «تيك توك»)، التي تم الكشف عنها قبل أيام في لبنان، إلى ثمانية أشخاص كان آخرهم طبيب أسنان، من أصل نحو ثلاثين شخصاً.

وكانت «قوى الأمن الداخلي» قد أعلنت في بيان لها الأربعاء، أنها أوقفت 6 أشخاص ضمن عصابة ترتكب اعتداءات جنسية بحق أطفال، ومن بين الموقوفين ثلاثة قصّر من ذائعي الصّيت على التطبيق، وهم من جنسيّات لبنانيّة، وسورية، وتركيّة.

وقال مصدر قضائي متابع بدقّة لسير التحقيقات الأولية، إن القضية «تحوّلت إلى كرة ثلج تكبر ساعة بعد أخرى»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «التحقيقات الأولية تكشف فصولاً جديدة، وتفيد بأن عدد المعتدين والمعتدى عليهم أكبر من الأرقام المتداولة». وأوضح أن «مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية أوقف مساء يوم الخميس أحد أبرز الناشطين في استدراج الأطفال وتسليمهم لقادة الشبكة، وأن الأخير أنكر دوره في العملية، لكنه عاد وأدلى باعترافات مفصّلة عمّن كان يكلفه بهذه المهمة، وأنه يعمل لصالح أكثر من شخص، وهذا ما أدى إلى كشف أسماء جديدة».

وكشف المصدر القضائي أن «آخر الموقوفين في هذه القضية طبيب أسنان يدعى (علي. ع)، وذلك بناء على اعترافات قاصرين اثنين، أفادا بأنه تحرّش بهما داخل عيادته في منطقة مار مخايل، في ضاحية بيروت الجنوبية، مقابل وعده لهما بعلاج أسنانهما دون مقابل»، لافتاً إلى أنه في حين تشير المعلومات إلى أنه مجرّد متحرّش، هناك من يقول إنه أحد رؤوس العصابة التي تستغلّ الأطفال في هذه الأفعال المشينة، مع تأكيده أن التحقيقات لا تزال مستمرة.

وأظهرت التحقيقات في هذه القضية أن هذه الظاهرة ليست حديثة العهد في لبنان، بل تعود إلى أشهر طويلة، لكن بروز عوامل معينة ساعد في كشفها، في حين لا تتجاوز أعمار الضحايا الذين أدلوا بإفاداتهم حتى اليوم الـ16 عاماً.

ويعمل أفراد العصابة الذين يختارون ضحاياهم من الأطفال على استدراجهم بطرق عدة، على غرار عروض هدايا من محل للملابس وإيهامهم بتصوير دعايات، أو عبر صالون مصفّف شعر، أو حسابات مزيّفة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعمدون إلى تخديرهم، ومن ثم الاعتداء عليهم وتصويرهم وهم عراة من أجل ابتزازهم لاحقاً بنشر الفيديوهات وإرغامهم على تنفيذ مطالبهم.

وكانت «وكالة الصحافة الفرنسية» قد نقلت عن مصدر قضائي قوله، الخميس، إنه «جرى حتى الآن التعرّف على 28 شخصاً على الأقل (ستة منهم موقوفون) من أفراد العصابة المتعددة الرؤوس، والتي جنّدت مراهقين محترفين من خارج لبنان لاستدراج الأطفال عبر (تيك توك)».


إسرائيل تجتاح 17 بلدة فلسطينية في الضفة الغربية

جندي إسرائيلي قرب مستوطنين في أحد شوارع الضفة الغربية (أرشيفية - وكالة «وفا»)
جندي إسرائيلي قرب مستوطنين في أحد شوارع الضفة الغربية (أرشيفية - وكالة «وفا»)
TT

إسرائيل تجتاح 17 بلدة فلسطينية في الضفة الغربية

جندي إسرائيلي قرب مستوطنين في أحد شوارع الضفة الغربية (أرشيفية - وكالة «وفا»)
جندي إسرائيلي قرب مستوطنين في أحد شوارع الضفة الغربية (أرشيفية - وكالة «وفا»)

تعرضت 17 بلدة فلسطينية بالضفة الغربية إلى عمليات اقتحام واجتياح، الجمعة، بغرض تنفيذ اعتقالات أو عمليات بطش وتنكيل بالمواطنين بلا تفسير، وبعضها تستهدف الترهيب لمنع المقاومة أو للسيطرة على أراض لصالح الاستيطان.

والبلدات هي: الخليل، وبلدتا بيت أمر وحلحول في الجنوب، ويعبد وعرابة وقرية جلبون في قضاء جنين بالشمال، وسالم، شرق نابلس، وكفر قليل، ومادما، ويتما، وبيتا، وعصيرة القبلية جنوباً، وتل جنوب غرب نابلس، وبيت أمرين غرباً، وبرقة وسبسطية شمال غربي نابلس.

وأفاد شهود عيان في الخليل بأن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة الخليل من المدخل الجنوبي باتجاه منطقة وادي الهرية، وصولاً إلى جبل الرحمة، ودوار التحرير، وضاحية الزيتون، وجبل أبو رمان، وانتشرت في محيط منازل المواطنين، وداهمت عدداً منها، دون أن يُبلغ عن مداهمات أو اعتقالات. كما اقتحمت القوات منطقة الظهر في بيت أمر، وبلدة حلحول، شمال الخليل، وسط إطلاق قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، دون أن يبلغ عن إصابات أو اعتقالات. وفي بلدتيْ يعبد وعرابة، وقرية جلبون في قضاء جنين، اقتحمت القوات الإسرائيلية عدة أحياء، وشنّت حملة تفتيش، ونصبت حاجزاً عسكرياً بين البلدتين، وآخر على مفترق قرية كفيرت، حيث أوقف الجنود المواطنين وفتّشوهم ومركباتهم، كما اقتحمت قوات الاحتلال قرية جلبون، بالتزامن مع مواصلتها الاستيلاء لليوم الـ12 على التوالي، على منزل المواطن رافع رفيق أبو الرب، والمحاذي لمدرسة البنات الأساسية.

وفي مدينة نابلس، اعتقلت القوات، صباح الجمعة، ثلاثة مواطنين، ثم اقتحمت عدةُ آليات للاحتلال أحياء عدة من المدينة، وداهمت منازل في أحياء شارع 24 وشارع التعاون، وقامت بتفتيشها، واعتقلت المواطنيْن عيد الدردوك، ومحمد العقروق. وأضافت مصادر محلية أن قوات احتلالية اقتحمت فجراً وصباحاً قرى سالم، شرق نابلس، وكفر قليل، ومادما، ويتما، وبيتا، وعصيرة القبلية جنوباً، وتل جنوب غربي نابلس، وبيت أمرين غرباً، وبرقة وسبسطية شمال غربي نابلس، وفتشت بعض المنازل فيها، ودارت مواجهات في بعض القرى ولم يُبلغ عن اعتقالات أو إصابات.

وصرح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، د. رمزي خوري، بأن الاعتداءات التي ينفذها المستعمرون المستمرة على أرض عائلة نصار، والمعروفة باسم «خيمة الأمم»، في بلدة نحالين جنوب غربي بيت لحم، تأتي ضمن العمل المنهجي والمخطط الإسرائيلي للاستيلاء عليها.

وفي لقاء خوري مع المطران منيب يونان، وعائلة نصار، بحضور قائد المنطقة ناصر عمر، ومدير شرطة محافظة بيت لحم محمد أبو الرب، وعضو اللجنة الرئاسية جهاد خير، ومدير العلاقات العامة والإعلام رائد حنانيا، شدد على أن الحفاظ على كل الأراضي مسؤولية وطنية تقع على عاتق جميع مكونات شعبنا الفلسطيني، وحمايتها واجب وطني، مثمناً تمسك العائلة بحقها في الأرض، وصمودها رغم تعدد التحديات التي تواجهها.

وكان عشرات المستوطنين قد احتلوا، الجمعة، قمة جبل العرمة في بلدة بيتا جنوب نابلس. وأفاد شهود عيان بأن عدة مركبات شوهدت تقلّ مستعمرين إلى جبل العرمة، الواقع بين بلدتيْ بيتا وعقربا. ودوت صفارات الإنذار في البلدة؛ تحسباً لهجوم المستعمرين على المواطنين ومنازلهم، فحضرت قوات من الجيش لحمايتهم.


إسرائيل تسعى لمنطقة عازلة في جنوب لبنان... بالدبلوماسية أو بالقوة

تسعى إسرائيل من خلال عمليات التدمير الممنهج لقرى جنوب لبنان إلى خلق منطقة عازلة خالية من السكان والمسلحين (أ.ف.ب)
تسعى إسرائيل من خلال عمليات التدمير الممنهج لقرى جنوب لبنان إلى خلق منطقة عازلة خالية من السكان والمسلحين (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تسعى لمنطقة عازلة في جنوب لبنان... بالدبلوماسية أو بالقوة

تسعى إسرائيل من خلال عمليات التدمير الممنهج لقرى جنوب لبنان إلى خلق منطقة عازلة خالية من السكان والمسلحين (أ.ف.ب)
تسعى إسرائيل من خلال عمليات التدمير الممنهج لقرى جنوب لبنان إلى خلق منطقة عازلة خالية من السكان والمسلحين (أ.ف.ب)

تُحمِّل إسرائيل كل الموفدين الدوليين إلى لبنان شرطاً أساسياً لعودة الاستقرار إلى جنوب البلاد، يقول بإقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح وخالية من المسلحين، غير أن خطوة مماثلة قد تعني حرباً طويلة المدى في ضوء تجربة الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من جنوب لبنان عام 1982 واضطرار تل أبيب إلى الانسحاب عام 2000 بعد حرب استنزاف طويلة خاضها «حزب الله» ضد جيشها.

وبالرغم من توكيل «حزب الله» رئيس المجلس النيابي نبيه بري التفاوض باسمه مع الفرنسيين والأميركيين وغيرهم من المبعوثين الدوليين، وتأكيد بري التمسك بالقرار 1701، فإن الحزب يرفض إعلان أي موقف بخصوص الوضع في الجنوب قبل وقف إطلاق النار في غزة، حيث يبدو أنه سيبني على النتائج هناك ليقرر وضعيته في الجنوب. علماً أن مطلعين على جو الحزب يقولون لـ«الشرق الأوسط» إنه «حتى القرار 1701 قد لا يكون محسوماً العودة لتطبيقه، باعتبار أن هناك معادلات جديدة قامت بعد 7 أكتوبر في لبنان والمنطقة»، والحزب يعدّ أنه «قادر اليوم على أن يحرر المناطق اللبنانية التي لا تزال محتلة بإطار أي تفاهم جديد، لذلك هو لن يُقدّم أي أجوبة مجانية للعدو في هذه المرحلة».

فبالرغم من أن القرار 1701، الذي أنهى حرباً استمرت 33 يوماً بين إسرائيل و«حزب الله» في عام 2006، نصّ في جزء منه على إيجاد منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني (عُرفت بمنطقة جنوب الليطاني) تكون خالية من أيّ مسلّحين ومعدات حربية وأسلحة، عدا تلك التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوات «يونيفيل»، فإن «حزب الله» حافظ بطريقة أو بأخرى على وجوده في هذه المنطقة، رداً على ما يقول إنها خروقات متواصلة تقوم بها اسرائيل للقرار الدولي، براً وبحراً وجواً.

وتنصّ الورقة الفرنسية لمعالجة الوضع في الجنوب، التي وصلت نسخة معدلة منها أخيراً إلى رئيسي الحكومة والمجلس النيابي اللبنانيين، ويتم العمل على إدخال تعديلات إضافية عليها، على تطبيق القرار 1701 وإعادة تموضع «حزب الله»، بعدما كانت تلحظ في نسخة أولية مصطلح «انسحاب» عناصر الحزب. لكن رفض الحزب المطلق لانسحاب عناصره من منطلق أنهم أبناء القرى الواقعة على الحدود مع إسرائيل، قاد إلى محاولة التوصل إلى صيغ جديدة يوافق عليها طرفا الصراع.

سحب للسلاح والمسلحين

وتقول مصادر رسمية لبنانية مطلعة على المساعي التي يقوم بها الموفد الأميركي، آموس هوكستين، لمنع تدهور الوضع جنوباً، إن «النقاط التي وضعها الأخير تلحظ العودة إلى تطبيق القرار 1701، ولا تتحدث عن انسحاب (حزب الله) من جنوب الليطاني»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «القرار الدولي لا يتحدث أصلاً عن انسحاب، وإنما عن سحب المسلحين والمظاهر المسلحة».

وفي إطار بحث القوى الدولية عن حلول للأزمة على الحدود الجنوبية بعد قرار «حزب الله» فتح هذه الجبهة لمساندة ودعم غزة، أشار دبلوماسيون في «الأمم المتحدة»، في مارس (آذار) الماضي، إلى وجود اقتراحات لـ«توسيع نطاق المنطقة العازلة» بين لبنان وإسرائيل، كإجراء لوقف دوامة التصعيد الحالية. وورد الكلام عن هذه الاقتراحات والمخاوف خلال جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن، حيث تم البحث عن «طريقة ما لتوسيع المنطقة العازلة (بهدف) حماية إسرائيل من الهجمات التي تتعرض لها من الجانب اللبناني، فتقوم القوات المسلحة اللبنانية بضبط الوضع الأمني في الجنوب، في استكمال للجهود التي تقوم بها منذ عام 2006».

وتختلف الطروحات حول المنطقة العازلة بين من يدعو إلى منطقة تبعد عن الحدود 10 أو 12 كيلومتراً، وصولاً إلى طروحات لمنطقة تمتد حتى جنوب الليطاني، أي لمسافة تصل إلى حدود 30 كيلومتراً، إذ إن ما تخشاه إسرائيل هو تكرار سيناريو «طوفان الأقصى» من جبهة لبنان، لذلك تسعى لاتخاذ كل الإجراءات التي قد تحول دون ذلك.

بالدبلوماسية أو بالقوة

ويوضح العميد المتقاعد جورج نادر أن المنطقة العازلة التي نصّ عليها القرار 1701 هي منطقة خالية من السلاح، وليس من الناس، خاصة أن مقاتلي «حزب الله» هم في نهاية المطاف أبناء القرى في جنوب وشمال الليطاني، ولن يكون منطقياً دفعهم لمغادرة قراهم، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «القرار الدولي لم ينفذ أصلاً، لا من إسرائيل، ولا من الحزب».

ويشدد نادر على أن «إسرائيل تريد إقامة منطقة عازلة بالدبلوماسية أو بالقوة، وطالما أن الحزب يربط أي نقاش بانتهاء الحرب في غزة، فالمساعي الدبلوماسية فشلت، أقله حتى الساعة»، مضيفاً: «أما خيار القوة فيكون من خلال تدمير منطقة جنوب الليطاني ومنع أهلها من العودة، ولكن هذا التدمير يعني البقاء في حالة حرب دائمة، وهذا السيناريو لا يناسب إسرائيل ولا سكان المستوطنات المتاخمة لحدودها مع لبنان». ويرجح نادر ألا يقبل الحزب بالمنطقة العازلة «لأنها ستعني انسحابه إلى شمال الليطاني وسحب عناصره أبناء القرى الموجودة جنوب الخط، ما يعدّ هزيمة له ونكسة أمام الرأي العام ومناصريه، إلا إذا تم ذلك بإطار صفقة إيرانية أميركية أجبرته على ذلك».

قرار نهائي

من جهته، يتحدث أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية، الدكتور هلال خشان، عن وجود «قرار إسرائيلي نهائي بإقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان، وتل أبيب لا تهول حين تقول لـ(حزب الله): تنسحبون بالدبلوماسية أو نخرجكم بالقوة»، لافتاً إلى أن «حديث الورقة الفرنسية عن إعادة انتشار لعناصر (حزب الله) يعني عملياً انسحابهم، وهذا الأمر سيضعف الحزب ويحجمه، سواء انسحب مسافة 8 أو 10 أو 12 كيلومتراً، فهذا سيكون هزيمة له ولجمهوره».

ويهزأ خشان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» من الطرح الذي يطالب بأن تكون هناك منطقة عازلة مماثلة من جهة إسرائيل، مؤكداً أن «الإسرائيليين لا يمكن أن يقبلوا بصيغة كهذه للحل، لأن شروط اللعبة يحددها توازن القوى، ويبدو واضحاً تماماً أنه لمصلحة إسرائيل». ويضيف: «(حزب الله) في وضع لا يُحسد عليه على الإطلاق. فالانسحاب لإقامة منطقة عازلة سينعكس سلباً عليه شعبياً وفي وضعيته في الداخل اللبناني، كما أنه إذا أصرّ على عدم التجاوب مع الجهود الدبلوماسية فسيضطر للانسحاب بالقوة، مع ترجيح خيار الاجتياح البري».


أغلبية إسرائيلية تؤيد اتفاقاً مع «حماس»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
TT

أغلبية إسرائيلية تؤيد اتفاقاً مع «حماس»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

دلت نتائج استطلاع للرأي أن غالبية 54 في المائة من المجتمع الإسرائيلي تؤيد إبرام صفقة مع حركة «حماس» لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، فيما 38 في المائة فقط يفضلون اجتياح مدينة رفح في جنوب غزة، أولاً. لكن رغم ذلك، فإن 73 في المائة من مصوتي اليمين يقفون ضد هذا التوجه.

وبموجب استطلاع الرأي الأسبوعي الذي تنشره صحيفة «معاريف»، فإن نسبة المؤيدين من مجموع مصوتي أحزاب اليسار والليبراليين والعرب تصل إلى 81 في المائة، ما يشير إلى استقطاب شديد يتيح لكل طرف أن يحارب لأجل موقفه. وبما أن مؤيدي الصفقة يقيمون مظاهرات كبيرة ضد الحكومة مطالبين بإسقاطها، فإن أحزاب اليمين تناشد جماهيرها أيضاً النزول إلى الشوارع، وهو ما يثير قلقاً من خطر صدامات دامية بين الجانبين، بل عاد كثيرون إلى التحذير من خطر نشوب حرب أهلية.

وزير المال بتسلئيل سموتريتش ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أغسطس الماضي (رويترز)

الائتلاف الحكومي

وسألت الصحيفة المستطلعة آراؤهم كيف سيصوتون في حال تبكير موعد الانتخابات، فجاءت النتائج شبيهة بالنتائج التي ظهرت في كل الاستطلاعات تنبئ بسقوط الائتلاف الحكومي برئاسة بنيامين نتنياهو. فقد هبط هذا المعسكر من 64 مقعداً له حالياً، إلى 50 مقعداً، بينما ارتفعت أحزاب المعارضة من 56 إلى 70 مقعداً، من ضمنها 10 مقاعد للأحزاب العربية، يتقاسمها مناصفة تكتل «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» برئاسة النائبين أيمن عودة وأحمد الطيبي، اللذين يرفضان دخول أي ائتلاف حكومي، لكنهما يقفان ضد أي ائتلاف يميني، و«القائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية» برئاسة النائب منصور عباس الذي يوافق على دخول الائتلاف.

ويشير الاستطلاع، الذي أجراه معهد «لازار» برئاسة مناحم لازار، إلى أن حزب «المعسكر الرسمي» برئاسة بيني غانتس، وبعد أسابيع طويلة من الهبوط في الاستطلاعات، يعود إلى تعزيز قوته ليكون أكبر الأحزاب برصيد 31 مقعداً (له حالياً 8 مقاعد فقط)، بينما يتراجع «الليكود» من 32 مقعداً اليوم إلى 19 مقعداً.

ولا ينجح حزب «يوجد مستقبل» بقيادة يائير لبيد، زعيم المعارضة، في الارتفاع، ويواصل التقوقع في حدود 13 مقعداً (له اليوم 24 مقعداً). يليه حزب اليهود الروس «يسرايل بيتينو»، بقيادة أفغدور ليبرمان الذي يرتفع من 6 إلى 11 مقعداً.

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يرافق الشرطة في مواجهة احتجاجات قرب مقر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالقدس تطالب بالإفراج عن الرهائن في غزة (أ.ف.ب)

الاستقطاب الشديد

وفي إطار الدلائل على الاستقطاب الشديد فإن حزبي اليمين المتطرف «الصهيونية الجديدة» برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، و«عظمة يهودية» برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، يزدادان قوة بمقعد إضافي، من 14 مقعداً حالياً إلى 15 مقعداً في الانتخابات المقبلة (بن غفير يرتفع من 6 إلى 10، وسموتريتش يهبط من 8 إلى 5 مقاعد).

وتخسر الأحزاب الدينية مقعداً واحداً، من 17 إلى 16 (اليهود الشرقيون يهبطون من 10 إلى 9، واليهود الأشكناز يحافظون على قوتهم بـ7 مقاعد).

وتشير النتائج إلى أن حزب «العمل» مؤسس الحركة الصهيونية الذي قاد إسرائيل عبر عشرات السنوات سيختفي من الخريطة الحزبية، وكذلك حزب «الأمل الصهيوني» برئاسة جدعون ساعر، الذي انسحب من التحالف مع غانتس، وحزب «التجمع الوطني الديمقراطي العربي»، فكلها لا تتجاوز نسبة الحسم. ويفوز حزب «ميرتس» الصهيوني اليساري بأربعة مقاعد.