التلفزيون العراقي يعاقب مذيعة لانتقادها رفع أسعار الوقود

البرلمان يقر تعديلاً يحظر «إهانة السلطات» باستثناء «النقد البنّاء والمظلومية»

المذيعة العراقية آن صلاح خلال تقديمها برنامج على شاشة قناة «العراقية» (موقع القناة)
المذيعة العراقية آن صلاح خلال تقديمها برنامج على شاشة قناة «العراقية» (موقع القناة)
TT

التلفزيون العراقي يعاقب مذيعة لانتقادها رفع أسعار الوقود

المذيعة العراقية آن صلاح خلال تقديمها برنامج على شاشة قناة «العراقية» (موقع القناة)
المذيعة العراقية آن صلاح خلال تقديمها برنامج على شاشة قناة «العراقية» (موقع القناة)

حجب التلفزيون الحكومي في العراق مذيعة من الظهور العلني، بعد نشرها انتقاداً لرفع أسعار الوقود، في حين أقر البرلمان تعديلاً مثيراً للجدل يعزز حصانة النواب وحظر إهانة السلطات كافة، باستثناء ما وصفه بـ«النقد البناء».

وقالت المذيعة آن صلاح، والتي تقدم برنامجاً ترفيهياً على تلفزيون «العراقية» المملوك للدولة، إن «إدارة القناة حققت معها على خلفية منشور في منصتها الشخصية بموقع للتواصل الاجتماعي انتقدت فيه قرار رفع سعر وقود السيارات». وأكدت أن التحقيق انتهى خلال 24 ساعة بإيقاف برنامجها ومنعها من الظهور العلني.

وأوضحت صلاح، في منشور على منصة «إنستغرام»، أن «قرار القناة شمل أيضاً نقلها إلى الإذاعة، في شبكة الإعلام العراقي».

وقررت الحكومة العراقية، الأسبوع الماضي، رفع سعر اللتر الواحد من البنزين المحسن (عالي الأوكتان) من 650 ديناراً (نحو 50 سنتاً) إلى 850 ديناراً، وللبنزين الممتاز من 1000 دينار إلى 1250 ديناراً للتر الواحد، اعتباراً من 1 مايو (أيار) المقبل.

رغم الرضا النسبي عن أداء حكومة محمد شياع السوداني، خلال السنة الأخيرة، فإن بوادر موجة غضب عارمة بدأت تفور في الشارع العراقي.

وفي منشورها، موضوع الخلاف، كتبت صلاح، إن «بناء 4 جسور ونفقين كلف العراقيين حتى الآن زيادة في أسعار الوقود (...) وفي بلد يغرق بزختي مطر».

وبعد قرار إيقافها عن العمل بصفة مذيعة تلفزيونية، لم تعلق قناة «العراقية» على الواقعة حتى الآن.

في السياق، أجرى البرلمان تعديلاً على المادة 226، يشدد على حصانة النائب بصفته ممثلاً للشعب، واشترط على المواطنين التعبير عن آرائهم في حدود «النقد البنّاء، وبقصد تقويم أداء السلطات أو إبداء المظلومية».

إحدى جلسات البرلمان العراقي (إعلام المجلس)

وفي جلسة الأربعاء الماضي، صوّت البرلمان على التعديل الذي «يجرم إهانة كافة السلطات، التشريعية والتنفيذية والقضائية، وفي المحافظات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية».

وقال عضو اللجنة القانونية النيابية، رائد المالكي، في بيان صحافي، إن «مجلس النواب أقر تعديلاً مهماً لقانون العقوبات، ويتضمن ضمان حصانة النائب ضد كافة الإجراءات الجزائية إلا بعد الحصول على موافقة رئاسة مجلس النواب بالنسبة للنائب نظير ما موجود بالنسبة للقاضي». وأضاف أنه «تم كذلك تعديل المادة 226 بتجريم إهانة السلطات العامة، مع استثناء حق المواطن في التعبير عن رأيه ونقد السلطات العامة بقصد تقويم الأداء، وحق إبداء المظلومية».

وقال صحافيون عراقيون، عبر منصاتهم الرقمية، إن القرار يكرس «سياسة قمع الحريات»، وأن «الصحافيين لا يعولون على البرلمان لضمان حرية النشر والرأي».

وسبق للسلطات أن اعتقلت المدون ياسر الجبوري، في فبراير (شباط) الماضي، استناداً إلى المادة 226، على خلفية منشور تحدث فيه عن «تعيين أقرباء كبار المسؤولين في الحكومة العراقية».

وتنص هذه المادة على أنه «يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سبع سنوات أو بالحبس أو الغرامة من أهان بإحدى طرق العلانية مجلس الأمة (البرلمان) أو الحكومة أو المحاكم أو القوات المسلحة أو غير ذلك من الهيئات النظامية أو السلطات العامة أو المصالح أو الدوائر الرسمية أو شبه الرسمية».


مقالات ذات صلة

ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟

شؤون إقليمية إيرانية تمرّ أمام لوحة إعلانية مناهضة لإسرائيل كُتب عليها بالعبرية: «في الدم الذي سفكتَه ستغرق» (إ.ب.أ)

ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟

ثمة من يعتقد أن إيران ستركز اهتمامها في مناطق نفوذها في العراق بالتزامن مع تهديدات إسرائيلية بشن هجمات على فصائل عراقية

المحلل العسكري
خاص عائلة صدام وتبدو حلا إلى يساره (أ.ف.ب) play-circle 03:44

خاص جمال مصطفى: عرفنا في المعتقل بإعدام الرئيس ونقل جثته للتشفي

ليس بسيطاً أن تكون صهر صدام حسين، وسكرتيره الثاني، وابن عشيرته، وليس بسيطاً أن تُسجن من عام 2003 وحتى 2021... فماذا لدى جمال مصطفى السلطان ليقوله؟

غسان شربل
المشرق العربي جانب من الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت (رويترز)

العراق لمجلس الأمن: إسرائيل تخلق مزاعم وذرائع لتوسيع رقعة الصراع

قالت وزارة الخارجية العراقية إن بغداد وجهت رسائل لمجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية و«التعاون الإسلامي» بشأن «التهديدات» الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

قال مسؤول دفاعي أميركي إن قائداً كبيراً بـ«حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق، قُتل بسوريا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (الخارجية العراقية)

بغداد: المنطقة تحت النار وهناك تهديدات واضحة من إسرائيل لنا

قال وزير خارجية العراق فؤاد حسين، الجمعة، إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجّه القوات المسلحة باتخاذ إجراءات بحق كل من يشن هجمات باستخدام الأراضي العراقية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

بوريل من بيروت: لبنان بات على شفير الانهيار

مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مؤتمر صحافي في بيروت (رويترز)
مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مؤتمر صحافي في بيروت (رويترز)
TT

بوريل من بيروت: لبنان بات على شفير الانهيار

مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مؤتمر صحافي في بيروت (رويترز)
مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مؤتمر صحافي في بيروت (رويترز)

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الأحد، من بيروت من أن لبنان بات «على شفير الانهيار» بعد شهرين من المواجهة المفتوحة بين «حزب الله» وإسرائيل.

وقال بوريل خلال مؤتمر صحافي «في سبتمبر (أيلول)، كنت هنا وكان لدي أمل بأنه من الممكن تفادي حرب مفتوحة تشنّها إسرائيل على لبنان. وبعد شهرين، بات لبنان على شفير الانهيار».

كما حثّ بوريل إسرائيل و«حزب الله» على قبول مقترح الهدنة الأميركي. وأضاف أن على القادة اللبنانيين انتخاب رئيس بعد عامين من الفراغ في السلطة. كما أعلن أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتخصيص 200 مليون يورو (نحو 208 ملايين دولار) للقوات المسلحة اللبنانية، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال بوريل خلال مؤتمر صحافي بعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري: «نرى سبيلاً واحداً للمضي قُدماً: وقف فوري لإطلاق النار، وتطبيق كامل لقرار مجلس الأمن الدولي (1701)»، الذي أرسى وقفاً لإطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل في عام 2006.