50 قتيلاً وجريحاً في الاستهدافات «المجهولة» على دير الزور

ارتفع عدد القتلى في القصف الجوي، فجر الثلاثاء، شرق سوريا، إلى 15، بحسب مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، التي أفادت بأن بينهم 14 من الحرس الثوري الإيراني، أبرزهم مستشار إيراني وهو عقيد في «الحرس الثوري» ومسؤول عن مركز الاتصالات المستهدف، واثنان، من مرافقيه الذين كانوا معه، و9 من الجنسية العراقية، واثنان من السوريين العاملين مع «الحرس الثوري» الإيراني، ومهندس مدني سوري.

الإعلام الإيراني اعترف بمقتل أحد عناصره البارزين لكنه اختلف في الجهة التي شنت الغارات، فبينما تحدثت وكالة «إسنا»، عن مقتل مستشار في الحرس الثوري الإيراني يدعى بهروز واحدي «إثر قصف إسرائيلي استهدف مناطق في شرق سوريا»، أفادت قنوات تابعة للحرس الثوري على «تلغرام»، بأن «القصف أميركي»، فيما نقلت وكالة «إرنا» عن بيان للحرس الثوري أنه من «ضباط فيلق القدس وقتل بقصف إسرائيلي في دير الزور».

نعي مقتل المستشار بهروز واحدي على قنوات «الحرس الثوري» على «تلغرام»

الإعلام الإيراني اعترف بمقتل أحد عناصره البارزين لكنه اختلف في الجهة التي شنت الغارات، وقالت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» في تقريرها الأول، إن الهجوم أوقع 20 جريحاً، قبل أن تؤكد دائرة العلاقات العامة في «الحرس الثوري» مقتل الضابط في «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» بهروز واحدي. وقالت وكالة «مهر» شبه الرسمية إن واحدي، قتل في قصف أميركي على مواقع قوات «محور المقاومة». لكن وكالة «إرنا» الرسمية نقلت عن دائرة العلاقات العامة أن الضابط في فيلق القدس، قتل فجر اليوم في قصف «للكيان الصهيوني» على دير الزور، في «سبيل الدفاع عن الحرم» في إشارة إلى الاسم الذي يستخدمه «الحرس الثوري» لوصف قتلاه في سوريا. وتداولت قنوات «الحرس الثوري» صوراً لضابط «الحرس الثوري»، وقالت إنه «أول مستشار لـ(الحرس الثوري) يقتل إثر هجوم الجيش الإرهابي الأميركي على مواقع (محور المقاومة) في دير الزور».

المصادر المحلية السورية غير الحكومية، تحدثت عن استهداف إحدى الغارات اجتماعاً أمنياً لقادة الميليشيات في مدينة البوكمال القريبة من الحدود مع العراق، حضره قائد الميليشيات الإيراني شرق سوريا المعروف باسم حاج عسكر، وقياديون من الحرس الثوري الإيراني و«حزب الله» اللبناني.

هل قتل حاج عسكر؟

وتداولت مواقع تواصل معنية بالمنطقة، أنباء عن مقتل القيادي في الحرس الثوري الإيراني حاج عسكر في إحدى الغارات التي استهدفت اجتماعاً لقادة ميليشيات تتبع إيران، عقد في مربع الموارد البشرية في مدينة البوكمال بحضور حاج عسكر ونائبه الحاج سجاد وضباط في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قدموا من العراق.

وأفادت «شبكة عين الفرات» الإخبارية، بأن الحاج عسكر غادر الاجتماع «برفقة الضبـاط الإيـرانيين بعد الغـارة الأولى إلى أحد المنازل القريبة من المكان المستهـدف ليتم استهــداف مقر الاجتماع بغـارة ثانية بعد مغادرته».

وتضاربت الأنباء حول مصير عسكر، وقال عمر أبو ليلى المدير التنفيذي لشبكة دير الزور 24، لـ«الشرق الأوسط» إن هناك أنباء عن مقتله لم تتأكد مائة بالمائة حتى الآن، غير أن إصابته مؤكدة وقد تم نقله وهو فاقد الوعي.

في السياق، قالت (عين الفرات)، إن الغارة خلفت قتلى وجرحى من قيـادات الميليشيات الإيـرانية الذين حضروا الاجتماع وتم نقلهم إلى مدينة القائم العراقية.

كما أفادت باستهداف الغارات أحد مستودعات الأسلحة التابعة للميليشيات الإيرانية قرب مربع المعري الأمني، ما أدى لإصابة عدد من المدنيين لوقوع المستودع بمناطق مأهولة.

ونقلت عن مصادر قولها «إن عناصر الميليشيات الإيرانية هربوا من مواقعهم عقب الغارات وانتشروا بين منازل المدنيين، خوفاً من استهدافهم، بينما أغلقت قوات النظام الطرق المؤدية إلى المناطق المستهدفة». كما «استهدفت غارات مماثلة مواقع الميليشيات الإيرانية في حي القصور بمدينة دير الزور، وفي قرية الصالحية وقرب الحدود السورية العراقية».

من جانبها، قالت ميليشيا (الدفاع الوطني في دير الزور) في حسابها على «فيسبوك» «إن طائرات أميركية» شنت 10 غارات جوية على دير الزور وريفها، في حين قالت (نداء الفرات) المحلية، إن المواقع المستهدفة هي: مستودعات عياش بريف دير الزور الغربي، ومقر بحي الفيلات بمدينة دير الزور، وموقع في منطقة الهري على الحدود السورية – العراقية، ومقر بشارع الهجانة في مدينة البوكمال، بينها مكتب أمني في محيط مشفى بدر الذي يضم قاعدة إيرانية، ومقر في حي التمو بمدينة الميادين، إضافة إلى مقر الاتصالات التابع للميليشيات الإيرانية ومقر الأمن العلوي في شارع رئاسة الجامعة بمدينة دير الزور.

قوات إيرانية في سوريا (أرشيفية - المرصد السوري)

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد قال، في بيان سابق اليوم، إن «الضربات الجوية جرت بعد ساعات قليلة من وصول طائرة نقل إيرانية من دمشق إلى مطار دير الزور، وإنها هبطت بمطار دير الزور العسكري قبيل المغرب يوم الاثنين، وعلى متنها مواد لوجيستية وتقنية متطورة وعناصر وشخصيات من الحرس الثوري الإيراني». ورجح «المرصد» أن تكون الغارات إسرائيلية لأن «المجموعات المدعومة من إيران، أوقفت نشاطاتها ضد القواعد الأميركية في سوريا، منذ 25 فبراير (شباط) الفائت، بأوامر من القيادة العسكرية للميليشيات الإيرانية».

وكانت مصادر مقربة من القوات الحكومية السورية، قد ذكرت أن طائرات أميركية هي التي شنت الغارات على عدة مناطق في دير الزور مخلفة قتلى وجرحى ودماراً كبيراً في المواقع المستهدفة. وقالت المصادر لـ«وكالة الأنباء الألمانية» إن «طائرات أميركية شنت 10 غارات استهدفت دير الزور ومدينة الميادين ومدينة البوكمال وبلدتي الصالحية والسويعية».