وزير المالية الإسرائيلي يصادق على مصادرة 8 آلاف دونم في الضفة الغربية

وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش (أرشيفية - أ.ب)
وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش (أرشيفية - أ.ب)
TT

وزير المالية الإسرائيلي يصادق على مصادرة 8 آلاف دونم في الضفة الغربية

وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش (أرشيفية - أ.ب)
وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش (أرشيفية - أ.ب)

قالت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم (الجمعة)، إن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش صادق على مصادرة 8 آلاف دونم في منطقة الأغوار بالضفة الغربية بوصفها «أراضي تابعة للدولة»، بهدف تعزيز البناء الاستيطاني.

ونقل موقع (0404) الإخباري الإسرائيلي عن سموتريتش قوله إن هذا الإعلان سيسمح بمواصلة البناء في الأغوار، عادّاً إياه «مسألة مهمة واستراتيجية».

وأدانت الرئاسة الفلسطينية قرار الحكومة الإسرائيلية ورأت فيه «تحدياً للإدارة الأميركية وللمجتمع الدولي».

ولفت الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إلى أن توقيت القرار يتزامن مع وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، عادّاً هذا «تحدياً للإدارة الأميركية وللمجتمع الدولي الذي يعلن ليل نهار إدانته للاستيطان».

وأضاف: «قرارات هذه الحكومة المتطرفة لن تنجح في فرض الأمر الواقع على الأرض، والاستيطان جميعه غير شرعي، ولن يكون هناك أمن أو استقرار دون قيام دولة فلسطينية خالية من الاستيطان والمستوطنين».

وقال أبو ردينة إن على الإدارة الأميركية «أن تثبت التزامها بالشرعية الدولية والقانون الدولي، وتجبر دولة الاحتلال على وقف حرب الإبادة التي تشنها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ووقف جرائمها واستيطانها، وإلا سيكون البديل مزيداً من العنف والانفجار».

ونشرت أيضاً وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بياناً أدانت فيه القرار الإسرائيلي، وعدّته «جريمة بالمعنى الحقيقي للكلمة».

وجاء في البيان: «إن إفلات إسرائيل المستمر من العقاب يوفر للفاشيين الوقت اللازم لاستكمال ذبح شعبنا وإبادته، وسرقة أرض وطنه وتهجيره منها».


مقالات ذات صلة

«حماس» سلمت 4 مجندات واستعرضت قوتها... والفلسطينيون احتفلوا بأسراهم

المشرق العربي الفلسطينيون يحتفلون بالأسرى المحررين في رام الله السبت (رويترز)

«حماس» سلمت 4 مجندات واستعرضت قوتها... والفلسطينيون احتفلوا بأسراهم

سلمت حركة «حماس»، السبت، 4 مجندات إسرائيليات، عبر «الصليب الأحمر»، في ثاني جولات تبادل الأسرى، وأفرجت إسرائيل مقابل ذلك عن 200 أسير فلسطيني.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مقاتلو «حماس» يقومون بتأمين منطقة قبل إطلاق سراح 4 جنديات إسرائيليات لفريق من «الصليب الأحمر» في مدينة غزة (أ.ف.ب)

استعراض جديد لـ«حماس» خلال تسليم الدفعة الثانية من الرهائن (صور)

صعدت الجنديات الإسرائيليات الأربع اللواتي سلمتهن «حماس» اليوم (السبت) في إطار اتفاق الهدنة، على منصة في مدينة غزة، ورفعن أيديهن بالتحية باسمات.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي طفل فلسطيني يحمل أمتعته أثناء سيره مع عائلته فوق أنقاض المنازل المدمَّرة في مدينة غزة (أ.ب)

الحرب قضت على 60 عاماً من التنمية في غزة

قضت الحرب التي استمرت 15 شهراً بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة على 60 عاماً من التنمية، وسيكون من الصعب جمع عشرات مليارات الدولارات اللازمة لإعادة الإعمار.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيان يسيران بين أنقاض المنازل المدمرة بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة (أ.ب)

القنابل المدفونة تحت الأنقاض تهدد آلاف العائدين إلى منازلهم في غزة

حذَّر خبراء من أن عشرات الآلاف من الناس سوف يخاطرون بالموت أو الإصابة هذا الأسبوع بسبب القذائف والقنابل المدفونة بين الأنقاض بغزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية رجل يسير أمام مكتب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في القدس (أ.ف.ب)

سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة: على «الأونروا» مغادرة القدس نهاية الشهر

حدّد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون مهلة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لوقف أنشطتها في القدس وإخلاء كل المباني التي تشغلها.

«الشرق الأوسط» (القدس)

لماذا يثير مقترح ترمب بنزوح الفلسطينيين من غزة قلق المنطقة؟

فلسطينيون في شارع الرشيد ينتظرون العودة إلى مناطقهم التي نزحوا منها شمال قطاع غزة (إ.ب.أ)
فلسطينيون في شارع الرشيد ينتظرون العودة إلى مناطقهم التي نزحوا منها شمال قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

لماذا يثير مقترح ترمب بنزوح الفلسطينيين من غزة قلق المنطقة؟

فلسطينيون في شارع الرشيد ينتظرون العودة إلى مناطقهم التي نزحوا منها شمال قطاع غزة (إ.ب.أ)
فلسطينيون في شارع الرشيد ينتظرون العودة إلى مناطقهم التي نزحوا منها شمال قطاع غزة (إ.ب.أ)

اقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن يستقبل الأردن ومصر مزيداً من الفلسطينيين من غزة التي مزقتها حرب استمرت 15 شهراً، وهو ما أثار مخاوف بين سكان القطاع، وكذلك الدول المجاورة له.

ومن المرجح أن يفاقم هذا المقترح مخاوف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة فيما يتعلق باحتمال طردهم من القطاع الساحلي، فضلاً عن إثارة قلق الدول العربية التي كانت تخشى دائماً أن يؤدي مثل هذا النزوح إلى زعزعة استقرار المنطقة، وفقاً لوكالة «رويترز».

ماذا وراء المخاوف؟

يشعر الفلسطينيون منذ فترة طويلة بذكريات النكبة تطاردهم عندما طُرد 700 ألف من منازلهم مع إعلان قيام إسرائيل عام 1948.

فقد طُرد أو فر كثيرون منهم إلى الدول العربية المجاورة، بما في ذلك الأردن وسوريا ولبنان، وما زال كثيرون منهم أو من نسلهم يعيشون في مخيمات اللاجئين في هذه الدول وبعضهم ذهب إلى غزة. وتشكك إسرائيل في الرواية التي تقول إنهم أُخرجوا من ديارهم.

وشهدت أحدث موجة من الصراع قصفاً إسرائيلياً لم يسبق له مثيل، وهجوماً برياً في غزة، مما أدى إلى تدمير المناطق الحضرية. ويقول فلسطينيون ومسؤولون من الأمم المتحدة إنه لم تعد هناك أي مناطق آمنة داخل غزة يمكن اتخاذها مأوى.

ونزح معظم سكان غزة أكثر من مرة خلال العملية العسكرية الإسرائيلية التي بدأت في أعقاب هجوم بقيادة حركة «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، الذي أدى وفقاً لإحصاءات إسرائيلية إلى مقتل 1200 شخص.

وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن الحملة الإسرائيلية تسببت منذ ذلك الحين في مقتل أكثر من 47 ألفاً في غزة.

ماذا حدث خلال هذا الصراع؟

قبل شن إسرائيل هجومها على غزة، طلبت في البداية من الفلسطينيين في شمال غزة الانتقال إلى ما قالت إنها مناطق آمنة في الجنوب. ومع توسع الهجوم، طلبت منهم إسرائيل التوجه جنوباً نحو رفح.

ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، فإن نحو 85 في المائة من 2.3 مليون نسمة يقطنون قطاع غزة، الذي يعد واحداً من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في العالم، نزحوا بالفعل من منازلهم.

هل يمكن حدوث نزوح كبير في هذا الصراع؟

يقول كثير من الفلسطينيين داخل غزة إنهم لن يغادروا حتى لو أُتيحت لهم الفرصة، لأنهم يخشون أن يؤدي ذلك إلى نزوح دائم آخر في تكرار لما حدث في عام 1948. وتعارض مصر ودول عربية أخرى بشدة أي محاولة لدفع الفلسطينيين عبر الحدود.

فلسطينيون يحملون أغراضهم على سقف سيارة في شارع صلاح الدين استعداداً للعودة إلى شمال قطاع غزة (د.ب.أ)

وتفوق نطاق هذا الصراع على أزمات وانتفاضات أخرى شهدتها غزة في العقود الماضية، وتتفاقم الكارثة الإنسانية للفلسطينيين يوماً بعد آخر.

ماذا تقول الدول العربية والغربية والأمم المتحدة؟

منذ الأيام الأولى للصراع، قالت الحكومات العربية، لا سيما مصر والأردن، إنه يتعين ألا يُطرد الفلسطينيون من الأراضي التي يريدون إقامة دولتهم عليها في المستقبل، والتي تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتخشى هذه الدول، مثل الفلسطينيين، من أن يؤدي أي تحرك جماعي عبر الحدود إلى تقويض احتمالات التوصل إلى «حل الدولتين» وترك الدول العربية تتعامل مع العواقب.

وعبر كبار مسؤولي الأمم المتحدة عن المخاوف نفسها بشأن حدوث نزوح جماعي.

عائلات فلسطينية تتجمع على شارع الرشيد انتظاراً للعودة إلى شمال قطاع غزة (إ.ب.أ)

وقال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، في فبراير (شباط) الماضي، إن فكرة انتقال الناس في غزة إلى مكان آمن محض «وهم».

ماذا قالت الحكومة الإسرائيلية وساستها؟

قال يسرائيل كاتس، وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، الذي يشغل حالياً منصب وزير الدفاع، في 16 فبراير (شباط) 2024، إن إسرائيل لا تعتزم ترحيل الفلسطينيين من غزة، وإنها ستنسق مع مصر بشأن اللاجئين الفلسطينيين وستجد طريقة لعدم الإضرار بمصالح مصر.

لكن تعليقات بعض الوزراء الإسرائيليين أثارت مخاوف الفلسطينيين والعرب من نكبة جديدة.

ودعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، يوم 31 ديسمبر (كانون الأول) 2023، السكان الفلسطينيين في غزة إلى مغادرة القطاع المحاصر. وقال وزير الأمن القومي السابق إيتمار بن غفير إن الحرب قدمت «فرصة للتركيز على تشجيع هجرة سكان غزة».

وبعد أن قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، في 10 ديسمبر 2023، إن الهجوم الإسرائيلي «مجهود ممنهج لإفراغ قطاع غزة من سكانه»، وصف المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي تلك التعليقات بأنها «اتهامات سافرة وكاذبة».