جنوب أفريقيا: الهجوم الإسرائيلي في غزة يقوّض أرفع محكمة أممية

دمار ناجم عن غارة جوية إسرائيلية في مخيم النصيرات للاجئين جنوب قطاع غزة في 19 مارس 2024 (إ.ب.أ)
دمار ناجم عن غارة جوية إسرائيلية في مخيم النصيرات للاجئين جنوب قطاع غزة في 19 مارس 2024 (إ.ب.أ)
TT

جنوب أفريقيا: الهجوم الإسرائيلي في غزة يقوّض أرفع محكمة أممية

دمار ناجم عن غارة جوية إسرائيلية في مخيم النصيرات للاجئين جنوب قطاع غزة في 19 مارس 2024 (إ.ب.أ)
دمار ناجم عن غارة جوية إسرائيلية في مخيم النصيرات للاجئين جنوب قطاع غزة في 19 مارس 2024 (إ.ب.أ)

اتّهمت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، اليوم (الثلاثاء)، إسرائيل بتسجيل سابقة في تحدّيها قرارات أرفع محكمة في الأمم المتحدة، وأشارت مجدداً إلى أن غزة تشهد حملة «تجويع»، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتقاضي جنوب أفريقيا إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية؛ إذ تتّهمها بارتكاب إبادة جماعية في الحرب التي انطلقت شرارتها بهجوم غير مسبوق شنّته حركة «حماس» في أراضي الدولة العبرية، وأثارت خطوة بريتوريا حفيظة إسرائيل واستدعت تنديد الولايات المتحدة.

والثلاثاء، قالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، ناليدي باندور، إن إسرائيل تحدّت قراراً أصدرته محكمة العدل الدولية في يناير (كانون الثاني) وأمرتها فيه ببذل كل ما في وسعها لمنع الإبادة الجماعية خلال قتالها «حماس» في غزة.

ومطلع مارس (آذار)، طلبت بريتوريا من محكمة العدل الدولية فرض «إجراءات مؤقتة» لوضع حد لـ«مجاعة واسعة النطاق» تحدث نتيجة هجوم إسرائيل العسكري في غزة.

والثلاثاء، قالت باندور في ندوة في مؤسسة «كارنيغي» للسلام الدولي خلال زيارة لواشنطن، إن «إسرائيل تجاهلت تماماً الإجراءات المؤقتة». وأضافت: «نشهد حالياً أمام أعيننا تجويعاً جماعياً ومجاعة»، وحذّرت من تداعيات خطوة قد تشكّل مثالاً يحتذى.

وأوضحت أن سلوك إسرائيل يمكن أن تفسّره دول على أنها قادرة على القيام بما تريد من دون أي محاسبة.

وقالت إن الديمقراطية السائدة في جنوب أفريقيا في مرحلة ما بعد إلغاء نظام الفصل العنصري ومن خلال اللجوء إلى مؤسسات دولية هي «ممارسة ما يعظنا كل يوم به» الغرب.

وأضافت الوزيرة: «لم تُحترم محكمة العدل الدولية. وآمل حين تبدي (دولة) أفريقية ما عدم احترام (لها) ألا نتوجّه إلى زعيمها في يوم من الأيام بالقول: (اسمع، لقد تخطّيت الحدود؛ لأنك أفريقي نتوقع أن تطيع)».

وحضّت جنوب أفريقيا في التماس جديد المحكمة، ومقرّها في لاهاي، على إصدار أوامر لإسرائيل بوقف «التجويع الواسع النطاق» على خلفية هجومها في غزة.

وندّدت إسرائيل بالالتماس الذي قدّمته جنوب أفريقيا، واصفة إياه بأنه «مشين» و«بغيض أخلاقياً»، مشيرة إلى مبادرات تتّخذها إسرائيل، بما في ذلك تعليق الأعمال القتالية لدواعٍ إنسانية.


مقالات ذات صلة

«صحة غزة» تحذر من انهيار الخدمات الطبية وسط استمرار القصف والإخلاءات

المشرق العربي عائلة تبكي قريبها الذي قُتل بنيران إسرائيلية بالقرب من مركز توزيع مساعدات في رفح (رويترز)

«صحة غزة» تحذر من انهيار الخدمات الطبية وسط استمرار القصف والإخلاءات

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الأحد، من أن التهديدات المتكررة بالإخلاء والقصف المستمر لمحيط المستشفيات تهدد بخروج ما تبقى من المرافق الطبية عن الخدمة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطيني يحمل حقيبة مساعدات إنسانية في رفح (أ.ب)

غزة: إسرائيل تقتل 80 شخصاً معظهم كان في انتظار مساعدات

أفاد تلفزيون فلسطين بمقتل 80 شخصاً في الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة أمس (السبت).

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي طفل فلسطيني ينظر إلى الدخان المتصاعد في المسافة أثناء القصف الإسرائيلي برفح (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في جنوب قطاع غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد مقتل جندي في جنوب قطاع غزة، مع دخول الحرب شهرها العشرين.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي قطع إسرائيل لآخر خطوط الإنترنت في غزة دفع كثيرين إلى محاولات استخدام الشرائح الإلكترونية (رويترز)

خدمات الإنترنت تعود إلى غزة بعد انقطاع دام 3 أيام

عادت خدمات الإنترنت إلى قطاع غزة بعد انقطاع استمر ثلاثة أيام، بحسب ما أفاد المدير التنفيذي لهيئة تنظيم قطاع الاتصالات الفلسطينية ليث دراغمة

«الشرق الأوسط» (رام الله )
شؤون إقليمية نازحون فلسطينيون يستلمون مساعدات إنسانية من مؤسسة تدعمها الولايات المتحدة في رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

التصعيد الإسرائيلي - الإيراني يُجمد جهود عقد هدنة في غزة

توارت الأحاديث عن محادثات إبرام هدنة في قطاع غزة التي كانت متوهجة قبل أيام، مع تصاعد الضربات الإسرائيلية على إيران وتبادل طهران الرد معها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«صحة غزة» تحذر من انهيار الخدمات الطبية وسط استمرار القصف والإخلاءات

عائلة تبكي قريبها الذي قُتل بنيران إسرائيلية بالقرب من مركز توزيع مساعدات في رفح (رويترز)
عائلة تبكي قريبها الذي قُتل بنيران إسرائيلية بالقرب من مركز توزيع مساعدات في رفح (رويترز)
TT

«صحة غزة» تحذر من انهيار الخدمات الطبية وسط استمرار القصف والإخلاءات

عائلة تبكي قريبها الذي قُتل بنيران إسرائيلية بالقرب من مركز توزيع مساعدات في رفح (رويترز)
عائلة تبكي قريبها الذي قُتل بنيران إسرائيلية بالقرب من مركز توزيع مساعدات في رفح (رويترز)

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الأحد، من أن التهديدات المتكررة بالإخلاء والقصف المستمر لمحيط المستشفيات تهدد بخروج ما تبقى من المرافق الطبية عن الخدمة، في ظل التدهور الحاد للوضع الصحي بفعل الحرب المستمرة في القطاع منذ أكثر من عام ونصف العام.

وقالت الوزارة، في بيان لها، إن المستشفيات العاملة تواجه صعوبات متفاقمة في تقديم الرعاية الصحية، بسبب نقص الإمدادات الطبية، وانعدام الأمان للطواقم الطبية والمرضى في الوصول إلى المرافق الصحية. وأضافت أن الأوضاع الأمنية غير المستقرة تعرقل عمل الفرق الطبية وتربك جهود الاستجابة للحالات الطارئة.

رجل وصبي مصابان يجلسان على الأرض في مستشفى الشفاء بمدينة غزة (أ.ف.ب)

وأشار البيان إلى أن مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس يعد المركز الصحي الأساسي في جنوب القطاع، ويستقبل مئات المرضى والجرحى يومياً، محذراً من أن توقفه عن العمل سيكون له تداعيات كارثية لا يمكن التنبؤ بها.

ودعت الوزارة إلى تدخل عاجل لضمان حماية المرافق الصحية وتوفير ممرات آمنة لوصول الإمدادات والكوادر الطبية والمرضى، مؤكدة أن الحلول المؤقتة لم تعد كافية في ظل تصاعد الاحتياجات الطبية وغياب الاستقرار.

فلسطيني أصيب أثناء محاولته الحصول على مساعدات إنسانية ينتظر تلقي العلاج في مستشفى الشفاء بمدينة غزة (أ.ب)

كما عبَّرت الوزارة عن قلقها من تجاهل السلطات الإسرائيلية لمطالب المؤسسات الدولية المتعلقة بتأمين المستشفيات وضمان تدفق المساعدات الطبية والإنسانية إلى القطاع.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة أن المستشفيات استقبلت 100 قتيل و605 جرحى منذ يوم الجمعة الماضي، وحتى صباح اليوم، ما يرفع إجمالي عدد الضحايا في القطاع منذ بدء الحرب في السابع أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى 55 ألفاً و297 قتيلاً و128 ألفاً و426 مصاباً.

فلسطيني جريح على أرضية مستشفى الشفاء بغزة (رويترز)

وأوضحت الوزارة أن من بين هؤلاء، سقط خمسة آلاف و14 قتيلاً و16 ألفاً و385 مصاباً منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار منتصف مارس (آذار) الماضي.

وذكرت الوزارة أن 42 شخصاً قتلوا وأصيب أكثر من 380 آخرين خلال اليومين الماضيين أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات غذائية في مواقع توزيع بأنحاء القطاع، مما يسلط الضوء على المخاطر المتزايدة التي تواجه المدنيين حتى خارج مناطق المواجهات المباشرة.

في حين تواجه المنظومة الصحية في قطاع غزة خطر الانهيار الكامل نتيجة الحرب الإسرائيلية واسعة النطاق التي اندلعت في أكتوبر 2023، عقب هجوم مفاجئ نفذته حركة «حماس» داخل الأراضي الإسرائيلية. ومنذ ذلك الحين تعرضت البنية التحتية الصحية لأضرار جسيمة، بما في ذلك استهداف مباشر أو غير مباشر للمرافق الطبية، وخروج عدد كبير من المستشفيات عن الخدمة نتيجة القصف أو النقص الحاد في الوقود والمستلزمات الطبية.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أقل من 30 في المائة من المستشفيات لا تزال تقدم خدمات جزئية، في وقت يعاني فيه السكان من أوضاع صحية متدهورة، مع تفشي الأمراض، وتراجع حاد في خدمات رعاية الأمومة والطفولة، فضلاً عن العجز الكبير في استقبال الجرحى والمصابين جراء القصف المستمر.

وتحذر منظمات دولية من تفاقم الكارثة الصحية، في ظل الإغلاق شبه الكامل للمعابر ومنع دخول الإمدادات الأساسية، واستمرار العمليات العسكرية المكثفة في مناطق مأهولة بالسكان.