اتّهمت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، اليوم (الثلاثاء)، إسرائيل بتسجيل سابقة في تحدّيها قرارات أرفع محكمة في الأمم المتحدة، وأشارت مجدداً إلى أن غزة تشهد حملة «تجويع»، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».
وتقاضي جنوب أفريقيا إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية؛ إذ تتّهمها بارتكاب إبادة جماعية في الحرب التي انطلقت شرارتها بهجوم غير مسبوق شنّته حركة «حماس» في أراضي الدولة العبرية، وأثارت خطوة بريتوريا حفيظة إسرائيل واستدعت تنديد الولايات المتحدة.
والثلاثاء، قالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، ناليدي باندور، إن إسرائيل تحدّت قراراً أصدرته محكمة العدل الدولية في يناير (كانون الثاني) وأمرتها فيه ببذل كل ما في وسعها لمنع الإبادة الجماعية خلال قتالها «حماس» في غزة.
ومطلع مارس (آذار)، طلبت بريتوريا من محكمة العدل الدولية فرض «إجراءات مؤقتة» لوضع حد لـ«مجاعة واسعة النطاق» تحدث نتيجة هجوم إسرائيل العسكري في غزة.
والثلاثاء، قالت باندور في ندوة في مؤسسة «كارنيغي» للسلام الدولي خلال زيارة لواشنطن، إن «إسرائيل تجاهلت تماماً الإجراءات المؤقتة». وأضافت: «نشهد حالياً أمام أعيننا تجويعاً جماعياً ومجاعة»، وحذّرت من تداعيات خطوة قد تشكّل مثالاً يحتذى.
وأوضحت أن سلوك إسرائيل يمكن أن تفسّره دول على أنها قادرة على القيام بما تريد من دون أي محاسبة.
وقالت إن الديمقراطية السائدة في جنوب أفريقيا في مرحلة ما بعد إلغاء نظام الفصل العنصري ومن خلال اللجوء إلى مؤسسات دولية هي «ممارسة ما يعظنا كل يوم به» الغرب.
وأضافت الوزيرة: «لم تُحترم محكمة العدل الدولية. وآمل حين تبدي (دولة) أفريقية ما عدم احترام (لها) ألا نتوجّه إلى زعيمها في يوم من الأيام بالقول: (اسمع، لقد تخطّيت الحدود؛ لأنك أفريقي نتوقع أن تطيع)».
وحضّت جنوب أفريقيا في التماس جديد المحكمة، ومقرّها في لاهاي، على إصدار أوامر لإسرائيل بوقف «التجويع الواسع النطاق» على خلفية هجومها في غزة.
وندّدت إسرائيل بالالتماس الذي قدّمته جنوب أفريقيا، واصفة إياه بأنه «مشين» و«بغيض أخلاقياً»، مشيرة إلى مبادرات تتّخذها إسرائيل، بما في ذلك تعليق الأعمال القتالية لدواعٍ إنسانية.