الرئاسة الفلسطينية: يجب ألا يكون الهدف من إنشاء الممر البحري في غزة هو التهجير

طائرة تسقط مساعدات إنسانية فوق شمال قطاع غزة (أ.ب)
طائرة تسقط مساعدات إنسانية فوق شمال قطاع غزة (أ.ب)
TT

الرئاسة الفلسطينية: يجب ألا يكون الهدف من إنشاء الممر البحري في غزة هو التهجير

طائرة تسقط مساعدات إنسانية فوق شمال قطاع غزة (أ.ب)
طائرة تسقط مساعدات إنسانية فوق شمال قطاع غزة (أ.ب)

شدد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة على ضرورة ألا يكون هدف الممر البحري المزمع إنشاؤه لإيصال المساعدات إلى غزة هو التهجير، وأكد على أن هدف السلطة الفلسطينية الأول هو إيقاف الحرب على غزة وسرعة إدخال المساعدات.

وقال أبو ردينة لـ«وكالة أنباء العالم العربي» اليوم الخميس: «الممر البحري يجب ألا يكون هدفه التهجير، وهنالك خمسة ممرات مع غزة ونستطيع إيصال المواد الغذائية... مشكور كل من يريد أن يقدم مساعدات لغزة، لكن يجب ألا تكون سببا في التهجير أو لخلق واقع لا نرضى عنه».

كانت الولايات المتحدة وقبرص والإمارات وبريطانيا وقطر والاتحاد الأوروبي أصدرت بيانا مشتركا اليوم أكدت فيه أنه لا بديل للطرق البرية عبر مصر والأردن ونقاط الدخول من إسرائيل لغزة لتوصيل المساعدات على نطاق واسع.

وأضاف البيان، الذي نشرته وزارة الخارجية الأميركية بشأن المشاورات الوزارية لدفع إنشاء ممر بحري لتوصيل المساعدات الإنسانية لغزة، أن فتح ميناء أسدود أمام المساعدات الإنسانية سيكون موضع ترحيب وعنصرا مهما مكملا للممر البحري الذي يجري العمل لإنشائه.

جانب من عملية إنزال نفذها الجيش المصري (صفحة المتحدث العسكري للجيش المصري في فيسبوك)

وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم على ضرورة التنسيق لتفادي «أي تصعيد محتمل» في القدس والمسجد الأقصى.

وقال بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني إن الملك عبد الله جدد التأكيد على «ضرورة التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة بأقرب وقت ممكن، لتخفيف معاناة الأشقاء في القطاع وضمان إيصال المساعدات العاجلة».

وقال أبو ردينة إن الرئيس الفلسطيني «يقول لكل العرب في اتصالاته اليومية مع الأردن ومصر والسعودية وقطر والإمارات إن الهدف الأول الذي يجب أن نسعى إليه هو وقف العدوان وسرعة إدخال المساعدات».

وذكر أن الموقف الفلسطيني يتفق مع الموقف المصري الحالي الخاص بمنع التهجير، لافتا إلى أن عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تحدثا في هذا الموضوع «وأكدا على ضرورة عدم السماح بأي شكل من أشكال التهجير».

وتابع: «بالنسبة لنا يجب وقف العدوان ووقف التهجير، وعدم تجزئة الأمور، لأن الحل ليس فقط كيف ننهي الحرب في غزة، فهنالك حرب أيضا في الضفة وفي القدس، خصوصا أن إسرائيل وضعت الآن عقبات كثيرة أمام المصلين في المسجد الأقصى، إلى جانب الاستهدافات اليومية وعمليات القتل التي تحدث في جنين ونابلس وفي المخيمات».

وأردف بالقول: «لكن المشكلة حاليا هي أن الإدارة الأميركية تسمح لإسرائيل باستمرار العدوان وتريد أن تحول القضية إلى قضية إنسانية، كأن ترسل بعض المساعدات الغذائية سواء عن طريق البحر أو عن أي طريق أخرى».

وأكد متحدث الرئاسة الفلسطينية على أن «المساعدات ضرورية وهامة ومقدرة من أي جهة تقدمها، لكن القضية أكبر من ذلك كثيرا، فالذي يجب أن يتوقف أولا هو عمليات القتل اليومية والمجاعة المستمرة في غزة، ثم نناقش بقية القضايا لما بعد غزة».

وقال أبو ردينة إن جزءا من الجهود والتحركات الحالية يتمثل في «عدم السماح بحدوث مجزرة أخرى في رفح»، مضيفا: «الجهود مستمرة ونرجو أن تستمر هذه الجهود في منع ذلك».

وعدّ متحدث الرئاسة أن التهديدات الإسرائيلية بشن عملية برية في رفح «تهديدات علنية وحقيقية»، وقال إن السلطة الفلسطينية تأخذها بجدية.

وأضاف: «على الإدارة الأميركية أن تكون جدية أكثر وأن تجبر إسرائيل على وقف العدوان... إسرائيل لا تستطيع أن تقول لا لأميركا إذا ما كانت الأخيرة جادة.... يجب وقف الحرب بأي شكل من الأشكال، ثم نبحث كل القضايا».

وحذر أبو ردينة من أنه إذا شنت إسرائيل عملية برية في رفح «فستظل خطورة التهجير قائمة وسيقع مزيد من المجازر، وستصل الأمور إلى نقطة اللاعودة، وقد تتسع الحرب لتشمل ما تبقى من المنطقة العربية، خاصة أن هنالك مناوشات جدية على الحدود اللبنانية والجولان واليمن».

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد اليوم على أن الجيش سيدخل رفح في جنوب غزة، وعبر عن رفضه لأي ضغط دولي يستهدف إثناء إسرائيل عن هدفها.

وقال نتنياهو في زيارة لقاعدة للجيش الإسرائيلي: «هناك ضغوط دولية لمنعنا من دخول رفح وإكمال المهمة، وبصفتي رئيسا لوزراء إسرائيل أرفض الضغوط».


مقالات ذات صلة

ما حجم القتل والدمار في غزة بعد 21 شهراً من الحرب؟

المشرق العربي مبانٍ مدمرة بسبب الحرب في شمال قطاع غزة (أ.ب) play-circle

ما حجم القتل والدمار في غزة بعد 21 شهراً من الحرب؟

اجتاحت إسرائيل قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 رداً على هجوم عبر الحدود شنته حركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي طفلة فلسطينية تبكي قرب طفل يتلقى العلاج من إصاباته في مستشفى العودة بالنصيرات وسط غزة الأحد (أ.ف.ب) play-circle 00:39

إسرائيل تقتل أطفالاً عطشى في غزة... وتبرر: «خلل فني»

قتلت غارة إسرائيلية، الأحد، ثمانية أشخاص على الأقل، أغلبهم أطفال كانوا يستعدون لجلب المياه، وبررها الجيش الإسرائيلي بأنها وقعت بسبب «خلل فني».

«الشرق الأوسط» (عواصم)
تحليل إخباري فلسطينية تسير بجوار شاب يحمل جثمان طفلها الذي قُتل في غارة إسرائيلية أمام مستشفى المعمداني (أ.ف.ب)

تحليل إخباري اتهامات متبادلة تهدد بانهيار مفاوضات «هدنة غزة»

تشكو «حماس» من «تعنت ومماطلة» نتنياهو تحت ضربات الجيش الإسرائيلي التي تحصد أرواح العشرات من الفلسطينيين يومياً

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

نتنياهو: قبلنا صفقة ويتكوف... و«حماس» رفضتها

رد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على الانتقادات المتعلقة بمفاوضات إطلاق سراح الرهائن بقطاع غزة وانتقد القنوات الإخبارية التي نشرت تقارير بهذا الشأن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية حركة نزوح كثيفة من شمال قطاع غزة في نوفمبر 2023 (أ.ب)

الجيش الإسرائيلي يعارض «المدينة الإنسانية» لكنه لا يوقف الترحيل

على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي يعارض إقامة ما يسمى بـ«المدينة الإنسانية» في رفح جنوب غزة، تصعّد قواته عسكرياً وتجبر الآلاف على النزوح جنوباً.

نظير مجلي (تل أبيب)

ما حجم القتل والدمار في غزة بعد 21 شهراً من الحرب؟

مبانٍ مدمرة بسبب الحرب في شمال قطاع غزة (أ.ب)
مبانٍ مدمرة بسبب الحرب في شمال قطاع غزة (أ.ب)
TT

ما حجم القتل والدمار في غزة بعد 21 شهراً من الحرب؟

مبانٍ مدمرة بسبب الحرب في شمال قطاع غزة (أ.ب)
مبانٍ مدمرة بسبب الحرب في شمال قطاع غزة (أ.ب)

اجتاحت إسرائيل قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 رداً على هجوم عبر الحدود شنته حركة «حماس» الفلسطينية. ودمرت الحملة العسكرية الإسرائيلية على مدى 21 شهراً منذئذ مساحات شاسعة من القطاع الفلسطيني.

وفيما يلي ملخص لعدد القتلى والدمار، مع استناد كثير من البيانات إلى تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

القتلى في غزة

أفادت وزارة الصحة في غزة بمقتل ما لا يقل عن 58 ألفاً و26 فلسطينياً وإصابة أكثر من 138 ألفاً و500 بجروح في الفترة ما بين السابع من أكتوبر 2023 و13 يوليو (تموز) 2025. ويشمل ذلك العدد أكثر من 7200 قتيل منذ انهيار وقف إطلاق النار في 18 مارس (آذار).

ولا تميز أرقام الوزارة بين المدنيين والمقاتلين، لكنها تقول إن أكثر من نصف القتلى من النساء والأطفال. وتقول إسرائيل إن 20 ألفاً على الأقل كانوا من المقاتلين، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقالت الأمم المتحدة في 11 يوليو إن 798 قُتلوا في أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء منذ أواخر مايو (أيار) عندما بدأت مؤسسة غزة الإنسانية، ومقرها الولايات المتحدة، في توزيع الغذاء. ومن هذه الوفيات، تم تسجيل مقتل 615 قرب مواقع مؤسسة غزة الإنسانية، ومقتل 183 على طرق قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة بشكل رئيسي.

وقال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في 10 يوليو إن عدد سكان غزة انخفض إلى مليونين و129 ألفاً و724 نسمة من مليونين و226 ألفاً و544 في 2023. وتشير التقديرات إلى أن نحو 100 ألف فلسطيني غادروا غزة منذ اندلاع الحرب.

القتلى الإسرائيليون

تقول مصادر رسمية إسرائيلية إن ما يقرب من 1650 إسرائيلياً وأجنبياً قُتلوا في الفترة ما بين السابع من أكتوبر 2023 و13 يوليو 2025 نتيجة الصراع.

ويشمل هذا العدد 1200 قتيل في السابع من أكتوبر و446 جندياً قُتلوا في القطاع الفلسطيني أو على طول الحدود في إسرائيل منذ بداية العملية البرية في أكتوبر 2023. وقُتل 37 جندياً، وأصيب 197 منذ استئناف الأعمال القتالية في مارس.

ولا يزال نحو 50 إسرائيلياً وأجنبياً محتجزين في غزة، منهم 28 رهينة أُعلن عن مقتلهم واحتجاز جثثهم.

نزوح

أصدر الجيش الإسرائيلي 54 أمر نزوح منذ 18 مارس من هذا العام، وشملت نحو 81 في المائة من مساحة قطاع غزة.

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن هذا يعني أن أكثر من 700 ألف شخص اضطُروا إلى النزوح خلال هذه الفترة. وبداية من التاسع من يوليو، أصبح 86 في المائة من قطاع غزة داخل المناطق العسكرية الإسرائيلية أو خاضعاً لأوامر النزوح.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن كثيرين لجأوا إلى مواقع النزوح المكتظة والملاجئ المؤقتة والمباني والشوارع المتضررة.

الغذاء والجوع

قال برنامج الأغذية العالمي في تحديث صادر في الخامس من يوليو إنه أرسل أكثر من 1200 شاحنة تحمل 18 ألفاً و247 طناً من المساعدات الغذائية منذ 21 مايو عندما أعيد فتح المعابر الحدودية أمام كميات محدودة من مساعداته.

وأضاف البيان: «على الرغم من هذه الجهود، فإن المواد الغذائية التي تم تسليمها حتى الآن لا تزال جزءاً ضئيلاً مما يحتاج إليه السكان الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة للبقاء على قيد الحياة».

وذكر أن معظم الشاحنات التي تحمل المساعدات الغذائية إلى غزة يعترضها المدنيون الجوعى. وأردف أن هدفه المتفق عليه مع إسرائيل هو إدخال ألفي طن من المساعدات الغذائية إلى غزة يومياً.

وقال البرنامج إن من المتوقع أن يواجه نحو 470 ألفاً «جوعاً كارثياً» بين مايو وسبتمبر (أيلول) هذا العام. وأضاف أن سوء التغذية آخذ في الارتفاع وأن نحو 90 ألف طفل وامرأة بحاجة ماسة إلى العلاج.

وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية تسليم الغذاء في نهاية مايو عبر عدد قليل من مراكز التوزيع. وتعمل المؤسسة خارج نطاق الأمم المتحدة وتدعمها إسرائيل. وقالت في الثامن من يوليو إنها أوصلت أكثر من 66 مليون وجبة مجانية في أكثر من شهر. واتضح أن الوصول إلى مواقع المؤسسة كثيراً ما يؤدي إلى مقتل سكان في القطاع.

وأقر الجيش الإسرائيلي بأن مدنيين فلسطينيين تعرضوا للأذى قرب مراكز توزيع المساعدات، وقال إن القوات الإسرائيلية صدرت لها تعليمات جديدة بعد ما وصفها بأنها «دروس مستفادة».

تقارير الأضرار

أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في التاسع من يوليو بأن ما يقدر بنحو 436 ألف وحدة سكنية (92 في المائة من إجمالي الوحدات) تعرضت للأضرار أو التدمير؛ إذ تضرر أو دُمر 70 في المائة من جميع المباني و81 في المائة من جميع الطرق في القطاع.

وذكر تقرير للأمم المتحدة صدر في أبريل (نيسان) أن 83 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة و83 في المائة من آبار المياه الزراعية و71 في المائة من الصوبات الزراعية تعرضت للتدمير.

الرعاية الصحية

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 18 مستشفى فقط من أصل 36 في غزة لا تزال تعمل بشكل جزئي فقط. وتعمل 10 مستشفيات ميدانية من أصل 16. ويعمل ما يزيد قليلاً على ثلث مراكز الرعاية الصحية الأولية في غزة بصورة جزئية.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن أكثر من مليون طفل بحاجة إلى نوع من الدعم النفسي والاجتماعي. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 1580 من العاملين في مجال الرعاية الصحية قُتلوا خلال الصراع.