«حزب الله» لإسرائيل: ننتظر خطيئتك الكبرى

قصف متواصل وصفارات الإنذار تدوي في صفد

قذائف إسرائيلية تستهدف جنوب لبنان (إ.ب.أ)
قذائف إسرائيلية تستهدف جنوب لبنان (إ.ب.أ)
TT

«حزب الله» لإسرائيل: ننتظر خطيئتك الكبرى

قذائف إسرائيلية تستهدف جنوب لبنان (إ.ب.أ)
قذائف إسرائيلية تستهدف جنوب لبنان (إ.ب.أ)

ردّ «حزب الله» على التهديدات الإسرائيلية بشن حرب واسعة على لبنان، قائلاً إنه ينتظر أن يخطئ الجانب الإسرائيلي «الخطيئة الكبرى»، في حين تواصل القصف المتبادل بين الطرفين، الأحد.

وقال رئيس كتلة الحزب البرلمانية «الوفاء للمقاومة»، النائب محمد رعد، متوجهاً إلى الجانب الإسرائيلي بالقول: «نحن بانتظار أن تُخطئ الخطيئة الكبرى لنضعَ مَصير كيانك على المحكّ». وأضاف، في تصريح خلال حفل تأبين مقاتل من الحزب: «إن ما يفيد هو أن تكون حاضراً قوياً وجاهزاً للدفاع عن نفسك ولمواجهة العدوّ، وللكيل معه بمكيالين، وأن تردّ الصّاع أكثر من صاعَين، حتى يرتدع».

وتعرّض الحزب، السبت، لضربة قوية، حيث نعى 7 من مقاتلين دفعة واحدة، جرّاء 3 ضربات إسرائيلية استهدفتهم في بلدات راميا والناقورة وبليدا في جنوب لبنان، وشيّعهم على مرحلتين، يومي السبت والأحد، في بلداتهم بالجنوب، بالتزامن مع تبادل متواصل لإطلاق النار يشمل جميع أنحاء المنطقة الحدودية.

آثار غارة اسرائيلية استهدفت سيارة تابعة لـ«حزب الله» في الناقورة السبت أسفرت عن مقتل ثلاثة مقاتلين (أ.ف.ب)

ترسانة صاروخية

وبات الحزب، في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، يعتمد على ترسانة صاروخية تتخطى ما درج عليه، خلال الفترة الماضية، من تركيز على استخدام الصواريخ المضادة للدروع، وذلك بعدما أخلى الجيش الإسرائيلي بشكل شبه كامل المواقع العسكرية الحدودية، وقلّص انتشاره في محيطها. وخلال الأسبوع الأخير، أعلن استخدام الطائرات المُسيّرة وصواريخ «الكاتيوشا» وصواريخ «بركان» بشكل أساسي لاستهداف مواقع إسرائيلية، بما يتخطى الأشهر الماضية التي اعتمد فيها على الصواريخ الموجّهة.

ميدانياً، تواصل القصف المتبادل بين الطرفين، وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، إن صفارات الإنذار دوّت في شمال إسرائيل. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن صفارات الإنذار دوّت في شمال شرقي صفد، خشية تسلل مُسيّرات من لبنان. كما تحدّث الإعلام الإسرائيلي عن اعتراض هدف جوي مشبوه فوق قاعدة للجيش في الشمال.

وفي الصباح، أفادت وسائل إعلام إسرائيليّة، الأحد، بدويّ انفجارات كبيرة داخل أحد المواقع العسكرية الإسرائيلية المُحاذية للحدود مع لبنان. ولفتت التقارير إلى أن الانفجارات التي حصلت ناجمة عن استهداف صاروخ «بركان» موقعاً إسرائيلياً في منطقة الجليل الغربي.

من جهته، أعلن الحزب استهداف موقع جل ‏العلام بصاروخ «بركان»، وأصابوه إصابةً مباشرة، كما أعلن استهداف منظومة ‏المراقبة في موقع المطلة، إضافة إلى استهداف موقع السماقة في تلال كفرشوبا التي يَعدّها لبنان محتلّة من قِبل إسرائيل. وقال أيضاً، في بيان منفصل، إنه استهدف قوّة عسكرية إسرائيلية مقابل قرية الوزاني، وحقق مُقاتلوه ‏فيها إصابات ‏مباشرة، «مما دفع قوات العدو لإطلاق قذائف دخانية للتغطية على عملية سحب ‏القتلى والجرحى ‏بالمروحيّات من موقع الاستهداف»، وفق ما جاء في بيانه.

وفي المقابل، استهدف الجيش الإسرائيلي بلدة الخيام بوابل من القذائف المدفعية، وفق ما أفادت وسائل إعلام لبنانية، كما أطلق الجيش الإسرائيلي نيران أسلحته الرشاشة الثقيلة باتجاه منطقة الوزراني، وفي اتجاه أطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب ورامية.

إلى ذلك، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بدوي صافرات الإنذار المرتبطة بإطلاق الصواريخ، وذلك في مستوطنتيْ باتس وشلومي. وتناقل ناشطون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً تُوثّق أعمدة الدخان المتصاعدة من مركز إسرائيلي مستهدَف.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أطلق، ليل السبت - الأحد، القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق في القطاعين الغربي والأوسط، وصولاً حتى مشارف بلدات المنصوري ومجدل زون والشعيتية. وحلّق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي فوق منطقة صور والساحل البحري.


مقالات ذات صلة

السعودية: على المجتمع الدولي ترجمة الأقوال لأفعال وتَجسيد حل الدولتين واقعياً

الخليج وزير الخارجية السعودي خلال مشاركته في أعمال اليوم الأول للمنتدى العشرين للأمن الإقليمي «حوار المنامة 2024» (واس)

السعودية: على المجتمع الدولي ترجمة الأقوال لأفعال وتَجسيد حل الدولتين واقعياً

شددت السعودية على دعوتها للمجتمع الدولي إلى ترجمة أقواله لأفعال، وتجسيد حل الدولتين على أرض الواقع، خلال «حوار المنامة» المنعقد بالبحرين.

«الشرق الأوسط» (المنامة)
المشرق العربي صورة وزعها الجيش اللبناني لانتشار وحداته في جنوب لبنان (مديرية التوجيه)

لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف النار في جنوب لبنان تبدأ عملها 

تؤكد مصادر عسكرية لبنانية أن لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف النار بين إسرائيل و«حزب الله» بدأت فعلياً عملها على أن تعقد أول اجتماعاتها مطلع الأسبوع المقبل.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي اجتماع بين رئيس البرلمان نبيه بري وكتلة «الجمهورية القوية» النيابية العام الماضي (أرشيفية)

قنوات تواصل رئاسية بين بري و«القوات»

فتحت قنوات التواصل بين رئيس البرلمان نبيه بري وحزب «القوات اللبنانية»، الخصمين اللدودين، على نية «تقارب وجهات النظر الرئاسية» بينهما.

كارولين عاكوم (بيروت)
المشرق العربي منزل مُدمَّر نتيجة الغارات الإسرائيلية بجنوب لبنان (رويترز)

الحرب الإسرائيلية على لبنان خلّفت 4047 قتيلاً ونحو 17 ألف جريح

أعلن وزير الصحة اللبناني أن الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 4047 شخصاً وإصابة 16638 في لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج تستهدف المساعدات السعودية تنفيذ عدد من المشروعات الغذائية والإيوائية والصحية التي تلامس احتياجات الأسر المتضررة (واس)

مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن المرحلة الثانية من المساعدات السعودية إلى لبنان

دشَّن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية المرحلة الثانية من المساعدات السعودية إلى لبنان التي تستهدف تنفيذ عدد من المشروعات الغذائية والإيوائية والصحية

«الشرق الأوسط» (بيروت)

عشرات الضحايا في قصف إسرائيلي لقطاع غزة

فلسطينيون يتفقدون مباني تضررت بغارة إسرائيلية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة السبت (د.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون مباني تضررت بغارة إسرائيلية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة السبت (د.ب.أ)
TT

عشرات الضحايا في قصف إسرائيلي لقطاع غزة

فلسطينيون يتفقدون مباني تضررت بغارة إسرائيلية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة السبت (د.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون مباني تضررت بغارة إسرائيلية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة السبت (د.ب.أ)

سقط عشرات الفلسطينيين قتلى، الجمعة والسبت، جراء ضربات إسرائيلية في قطاع غزة.

وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن ضربات إسرائيلية على قطاع غزة أودت بحياة 20 فلسطينياً على الأقل، السبت، جراء غارات على مدينتَي غزة ورفح.

صبي فلسطيني يحمل دجاجة وسط الدمار جراء غارة إسرائيلية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة السبت (أ.ف.ب)

وقال سكان ومسعفون إن 8 على الأقل من القتلى كانوا من المدنيين. ولم يتضح ما إذا كان باقي القتلى من المقاتلين.

وقُتل عشرات الفلسطينيين، الجمعة، إثر قصف إسرائيلي استهدف مربعاً سكنياً في بلدة بيت لاهيا، وفي قصف مدرسة للنازحين في بلدة جباليا شمال قطاع غزة، وشمال رفح جنوب القطاع.

وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) بأنَّ قوات الجيش الإسرائيلي نسفت مربعاً سكنياً، واستهدفت منازل في محيط مستشفى كمال عدوان

في بيت لاهيا؛ ما أدى لمقتل أكثر من 30 شخصاً، وإصابة عدد كبير من المواطنين.

فلسطينيون يدفنون فلسطينياً قُتل بغارة إسرائيلية في مقبرة مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة السبت (رويترز)

وأشارت الوكالة إلى أنه لا يزال هناك كثير من المفقودين تحت أنقاض المنازل في بيت لاهيا، وأنَّ هناك جثثاً وجرحى في الشوارع، ولا يستطيع أحد الوصول إليها، وتمنع قوات الجيش الإسرائيلي سيارات الإسعاف والطواقم الطبية من الاقتراب من المكان، وتستهدف مَن يحاول الاقتراب من المنطقة.

وأضافت الوكالة أن قوات إسرائيلية نسفت عدداً كبيراً من المباني السكنية والمنازل في مدينة غزة وفي جباليا شمالاً، ورفح جنوباً.

وقالت «منظمة الصحة العالمية» إن الخوف من التعرُّض لهجوم وشيك، إلى جانب القصف العنيف في المنطقة تسبَّبا في حالة من الذعر في مستشفى كمال عدوان.

وقال ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إنه على الرغم من عدم صدور أمر إخلاء رسمي من الجيش الإسرائيلي، فإن التقارير عن هجوم وشيك انتشرت خلال الليل.

فلسطينيان يتفقدان مبنى تضرر بغارة إسرائيلية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة السبت (إ.ب.أ)

وتحدَّث بيبركورن للصحافيين في جنيف، عبر رابط فيديو من غزة، وقال إن مواطنين تسلّقوا الجدران للهرب، ووردت أنباء عن سقوط قتلى.

وأوضح بيبركورن أن منظمة الصحة العالمية لم تتمكّن من إيصال فريق طوارئ إلى المستشفى إلا قبل أيام قليلة، بعد أسابيع من المحاولات الفاشلة، بينهم جرّاحان إندونيسيان.

وأشار إلى أنهم تمكّنوا من الهرب إلى مكان آمن، صباح الجمعة، مع عدد كبير من المواطنين الآخرين الذين أرادوا الفرار من المبنى.

ووفقاً لبيبركورن، فإن هناك ما يُقدَّر بنحو 12 ألف مصاب ومريض في غزة ينتظرون الإجلاء؛ لأنهم لا يستطيعون تلقي العلاج في القطاع.

وقالت وزارة الصحة في غزة، السبت، إن الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع تسبب في مقتل 44664 فلسطينياً، وإصابة 105976 منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

من جهة أخرى، أفرجت إسرائيل، السبت، عن 18 فلسطينياً من قطاع غزة، كانت قد اعتقلتهم منذ الاجتياح البري للقطاع في 27 أكتوبر 2023.

ووفق «وفا»، تم نقل الأسرى المحرَّرين الـ18 إلى مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس جنوب قطاع غزة. وأشارت إلى أنه «منذ بدء الاجتياح البري للقطاع، اعتقل جيش الاحتلال آلاف المواطنين بينهم نساء وأطفال، وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني، بينما جرى الإفراج لاحقاً عن عدد ضئيل منهم، في حين لا يزال مصير الآخرين مجهولاً».

وفي الضفة الغربية، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن فلسطينياً قُتل برصاص قوات إسرائيلية عند نقطة تفتيش. وقالت الشرطة إن أحد أفراد الأمن أطلق النار عليه بعد أن ألقى مفرقعات على القوات هناك، وإنها عثرت بحوزته على سكين.