متحدث عسكري إسرائيلي: استهدفنا عدداً كبيراً من كوادر وقيادات «حزب الله»

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (إ.ب.أ)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (إ.ب.أ)
TT

متحدث عسكري إسرائيلي: استهدفنا عدداً كبيراً من كوادر وقيادات «حزب الله»

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (إ.ب.أ)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (إ.ب.أ)

قال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن إسرائيل أغارت على مجمعات وحدة الدفاع الجوي التابعة لجماعة «حزب الله» اللبنانية في بعلبك، رداً على قيام «حزب الله» بإسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية في أجواء لبنان، كما استهدفت عدداً كبيراً من كوادر وقيادات الحزب خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأضاف أدرعي في تصريحات لوكالة «أنباء العالم العربي» اليوم (الاثنين): «إسرائيل تؤكد أن هذه الغارات جاءت رداً على هذا العمل لحزب الله، وستواصل حماية السيادة الإسرائيلية أولاً، وستواصل العمل لحماية الإسرائيليين أيضاً، في السماء وفي الأجواء اللبنانية».

كانت جماعة «حزب الله» قد أعلنت أنها أطلقت 60 صاروخ «كاتيوشا» على مقر قيادة ‏فرقة الجولان التابعة للجيش الإسرائيلي، وذلك رداً على هجوم بعلبك في وقت سابق اليوم.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن غارات استهدفت منشآت لـ«حزب الله» في جنوب لبنان، وسط تقارير لبنانية عن مقتل 4 أشخاص، بينما أكد الحزب مقتل اثنين من عناصره.

وقال أدرعي: «حزب الله هو من دخل الحرب على إسرائيل إسناداً للقتلة من (حماس) في غزة، وهو يخاطر بلبنان واللبنانيين وبالاستقرار اللبناني. ومنذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، يشن اعتداءات على الأراضي الإسرائيلية، ويحاول مرات عدة استهداف الطائرات والقطع الجوية الإسرائيلية العاملة في الأجواء اللبنانية».

وأضاف: «هذه الطائرات تعمل في الأجواء اللبنانية لحماية الإسرائيليين، ولرصد الخلايا التخريبية التي تعمل انطلاقاً من الأراضي اللبنانية للاعتداء على السيادة الإسرائيلية».

وشدد على أن إسرائيل ترد بقوة لتحمي حدودها، واستهدفت عدداً كبيراً من «مخربي حزب الله» وكوادر وقيادات الحزب خلال الساعات الـ24 الأخيرة في مناطق متفرقة من جنوب لبنان.

وأوضح قائلاً: «إسرائيل استهدفت مصالح ومباني عسكرية وبنى تحتية إرهابية لحزب الله في مناطق متفرقة من جنوب لبنان، وفي عيتا الشعب وغيرها. وفي الأيام الأخيرة شنت غارات على مناطق متفرقة من الجنوب، لاستهداف قيادات وكوادر ومصالح عسكرية لحزب الله».

وتابع: «نكبد هذا التنظيم ثمناً متعاظماً ونجرده من القدرات التي كان قد جمعها في جنوب لبنان».

وأضاف أن القوات الإسرائيلية تقوم أولاً «بجهود دفاعية» على امتداد الحدود مع لبنان، بهدف الحيلولة دون تحقيق «حزب الله» أي إنجازات يحاول تحقيقها من خلال استهداف القوات والمواطنين والبلدات الإسرائيلية.

وتابع أن القوات الإسرائيلية تحاول أن «تتصدى للهجمات من خلال اعتراض القذائف واستهداف الخلايا التخريبية على امتداد الحدود. ثانياً نهاجم حزب الله، واستهدفنا آلاف الأهداف التابعة للحزب في جميع أرجاء جنوب لبنان، ونهاجم منظومات رئيسية وخلايا ومواقع ومستودعات تخزن فيها الصواريخ والقدرات العسكرية، وأيضاً مقرات القيادة العسكرية لحزب الله».


مقالات ذات صلة

ماذا كشف سقوط الأسد عن تجارة «الكبتاغون» في سوريا؟

المشرق العربي أقراص من «الكبتاغون» مبعثرة بعد العثور عليها قرب العاصمة السورية دمشق الأسبوع الماضي (رويترز) play-circle 02:40

ماذا كشف سقوط الأسد عن تجارة «الكبتاغون» في سوريا؟

منذ سقوط الرئيس السوري بشار الأسد تم الكشف عن منشآت تصنيع مخدر «الكبتاغون» على نطاق واسع في جميع أنحاء سوريا.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم العربي فرق «الخوذ البيضاء» عثرت على نحو 20 جثة ورفات مجهولة الهوية بمخزن للأدوية في منطقة السيدة زينب بدمشق (أ.ف.ب)

العثور على جثث مجهولة الهوية في منطقة السيدة زينب بدمشق

أعلن عضو مجلس إدارة في الدفاع المدني السوري، عمار السلمو، اليوم الأربعاء، أن فرق «الخوذ البيضاء» عثرت على نحو 20 جثة ورفات مجهولة الهوية في دمشق.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي جلسة سابقة للبرلمان السويسري في العاصمة برن (أ.ف.ب)

البرلمان السويسري يحظر «حزب الله»

صوّت البرلمان السويسري، اليوم الثلاثاء، لصالح حظر «حزب الله» في خطوة يندر أن تقوم بها الدولة المحايدة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
تحليل إخباري رجل يحمل راية «حزب الله» على مبانٍ مدمرة في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ب)

تحليل إخباري الحرب الإسرائيلية وسقوط الأسد أفقدا «حزب الله» معادلة التحكّم بالاستحقاق

فرضت الحرب الإسرائيلية على لبنان وسقوط الأسد واقعهما على استحقاق انتخابات الرئاسة اللبنانية وأفقدا «حزب الله» وحلفاء النظام السوري قدرة التحكّم بانتخاب الرئيس.

يوسف دياب
المشرق العربي شخصان يتعانقان على أنقاض المباني المتضررة في قرية جون بقضاء الشوف بلبنان (رويترز)

الدمار والتعويضات يخلقان نقمة في بيئة «حزب الله»

خلقت أزمة الدمار الكبير في جنوب لبنان والالتباس حول تعويض المتضررين نقمة بدأت تخرج إلى العلن في بيئة «حزب الله». وظهرت ملامح تململ في رفض البعض العودة إلى الضاح

كارولين عاكوم (بيروت)

حلب «الشاهدة على التاريخ والمعارك» تستعد لنفض ركام الحرب عن تراثها (صور)

لقطة جوية تُظهر قلعة حلب (أ.ف.ب)
لقطة جوية تُظهر قلعة حلب (أ.ف.ب)
TT

حلب «الشاهدة على التاريخ والمعارك» تستعد لنفض ركام الحرب عن تراثها (صور)

لقطة جوية تُظهر قلعة حلب (أ.ف.ب)
لقطة جوية تُظهر قلعة حلب (أ.ف.ب)

يشهد فندق «بارون» الأثريّ على تاريخ عريق يمتدّ لقرن من الزمان في مدينة حلب، كبرى مدن الشمال السوري، وأيضاً على معارك قاسية عاشتها المدينة في العقد الماضي بين قوات الحُكم السابق وفصائل المعارضة.

وأتت المعارك في شوارع المدينة والقصف الجويّ والصاروخي على كثير من معالم هذه المدينة المُدرجة على قائمة اليونيسكو، لا سيما بين عامي 2012 و2016.

وبعدما سيطرت فصائل المعارضة على المدينة في مطلع ديسمبر (كانون الأول) الحالي، تبدو المدينة وكأنها تستعد للخروج من حالة الفوضى والتقاط أنفاسها، رغم الدمار الكبير فيها.

ويقول جورج إدلبي، وهو مرشد سياحيّ منذ 35 عاماً: «للأسف، أكثر من 60 في المائة من مباني حلب القديمة هدمت».

المرشد السياحيّ جورج إدلبي في منطقة السوق القديمة في حلب (أ.ف.ب)

المتحف بخير

رغم ذلك، يبدو المتحف الوطني في حلب جاهزاً لاستقبال زواره بعد شيء من أعمال الترميم، فالقذائف التي سقطت في محيطه أصابت بشكل أساسي باحته من دون أن تسبب ضرراً كبيراً للمبنى نفسه.

مدخل المتحف الوطني في حلب (أ.ف.ب)

ومما نجا من سنوات الحرب والفوضى الكنوز الأثرية التي يحويها المتحف، وهي تشهد على تسعة آلاف سنة من عمر البشريّة وعلى ظهور الكتابة في بلاد ما بين النهرين المجاورة.

يقول مدير المتحف أحمد عثمان لوكالة الصحافة الفرنسية: «لقد استفدنا مما جرى مع الدول المجاورة»، لا سيما العراق الذي «تعرّض متحفه للنهب»، لذا «اتخذنا التدابير اللازمة لحماية ما لدينا من قطع أثريّة».

ويضيف: «التماثيل الثقيلة التي كان يصعب نقلها حُميت في المكان نفسه بصبّ الإسمنت حولها، أما القطع القابلة للنقل، فقد نُقلت إلى مستودعات آمنة».

مدير المتحف الوطني في حلب أحمد عثمان (أ.ف.ب)

الأسواق القديمة تستعيد حياتها

تروي جدران الأسواق القديمة في حلب، العابقة برائحة صابون الغار الحلبي الشهير، قصص المعارك العنيفة والقصف الذي حوّل مساحات منها إلى ركام ترتفع من ورائه قلعة حلب المهيبة الشاهدة هي الأخرى على صعود دول وسقوط أخرى على امتداد الزمن.

واليوم، وبعدما توالت على هذا الموقع جيوش من عصور مختلفة، باتت القلعة تحت حراسة مسلّحين من إدارة العمليّات العسكريّة، يضع أحدهم وردة في فوهة بندقيّته، في مؤشر على انتهاء نزاع دام 13 سنة مع حُكم عائلة الأسد التي أمسكت بمقاليد البلاد أكثر من نصف قرن بالحديد والنار.

مسلح يضع وردة في فوهة بندقيّته أمام قلعة حلب (أ.ف.ب)

إضافة للنزاع الطاحن واستخدام الجيش السوري القلعة مربضاً للقصف، عانى هذا البناء الأثريّ من تداعيات الزلزال العنيف الذي ضرب تركيا والشمال السوري في فبراير (شباط) 2023، وفقاً للمرشد السياحي.

وبجوار القلعة، عادت الحياة إلى الأزقة الصغيرة التي تشكّل السوق القديم بعدما خضعت لأعمال ترميم بتمويل من مؤسسة «الآغا خان» الثقافية بموجب اتفاق مع السلطات السورية، وأيضاً بتمويل سعودي، حسب ما تُظهر اللوحات الموضوعة في المكان.

«الأوضاع ما زالت صعبة»

يقول جمال حبال، البالغ من العمر 66 عاماً، الذي أعاد قبل نحو عام افتتاح متجره في السوق لبيع الحبال والمشغولات الحرفيّة: «لدينا الكثير من الذكريات هنا، كان سوقاً كبيراً ينبض بالحياة، كانت العرائس يأتين إلى هنا لشراء جهازهنّ، ويجدن كل شيء هنا. ثم فجأة، وقعت الأزمة»، متجنّباً استخدام كلمة «حرب».

لقطة جوية تُظهر منطقة السوق القديمة في حلب (أ.ف.ب)

ويروي هذا التاجر أنّه اضطر لترك متجره ثم عاد إليه في عام 2018، ويقول وسط آثار الدمار وقلّة الحركة وضعف الإنارة: «الأوضاع ما زالت صعبة».

وعلى غرار جمال حبال، أعاد فاضل فاضل فتح متجره المخصص لبيع التذكارات والصابون والصناديق المرصّعة.

ويقول هذا التاجر البالغ 51 عاماً: «كان كلّ شيء مدمراً هنا»، آملاً أن تعود المدينة «مركزاً تجارياً وصناعياً وسياحياً» مثلما كانت.

ويضيف: «يحدونا الأمل بحياة أفضل».

التاجر السوري فاضل فاضل في متجره (أ.ف.ب)

فندق «بارون» وعبق التاريخ

استقبل فندق «بارون» في خالي الأيام شخصيات ذات شهرة عالمية، من بينها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، والرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول، ومؤسس نظام جمهورية تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، وأيضاً الكاتبة البريطانية الشهيرة آغاثا كريستي.

وكان الفندق مقصداً للسياح والمهتمين بالتاريخ، سواء لعمارته الساحرة، أو لمعاينة مقتنيات توثّق تاريخاً مضى، من بينها فاتورة لم تُسدّد، تعود للضابط والدبلوماسي البريطاني «لورانس العرب». لكن غرف الفندق وباحاته تحتاج لنفض غبار السنين عنها قبل أن تعود لاستقبال زوارها.

في عام 2014، وفيما كانت الحرب السوريّة في ذروتها، أعرب آخر مالكي الفندق آرمان مظلوميان لوكالة الصحافة الفرنسية عن تشاؤمه لمصير الفندق. وقال يومها: «أخشى أن تكون الأيام الجميلة قد ولّت»، وقد توفي بعد ذلك قبل أن تضع الحرب السوريّة أوزارها.