ميقاتي: نحن أمام خيارين... إما الاستقرار الدائم أو الحرب

لبنان تلقى من الفرنسيين «ورقة أفكار» حول النزاع مع إسرائيل

خلال اللقاء الذي جمع ميقاتي بـ«جمعية الإعلاميين الاقتصاديين» (حساب رئاسة الحكومة)
خلال اللقاء الذي جمع ميقاتي بـ«جمعية الإعلاميين الاقتصاديين» (حساب رئاسة الحكومة)
TT

ميقاتي: نحن أمام خيارين... إما الاستقرار الدائم أو الحرب

خلال اللقاء الذي جمع ميقاتي بـ«جمعية الإعلاميين الاقتصاديين» (حساب رئاسة الحكومة)
خلال اللقاء الذي جمع ميقاتي بـ«جمعية الإعلاميين الاقتصاديين» (حساب رئاسة الحكومة)

قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إن «الوضع في الجنوب لا يخلو من الحذر، لكن الأمور تتجه إلى نوع من الاستقرار الطويل الأمد»، عادّاً أن لبنان اليوم أمام خيارين «إما الاستقرار الدائم الذي يشكل إفادة للجميع وإما الحرب التي ستشكل خسارة لكل الأطراف».

وأتت مواقف ميقاتي خلال استقباله «جمعية الإعلاميين الاقتصاديين»؛ إذ عدّ أن التحدي الأكبر اليوم يتمثل بالوضع الأمني في الجنوب، «وكل الرسائل التي أتوجه بها إلى الموفدين الخارجيين وجميع المعنيين أننا طلاب أمن وسلام واستقرار دائم في الجنوب». وقال: «نحن مع تطبيق القرار (1701) كاملاً، ونريد خطة لدعم الجيش بكل المقومات. نحن اليوم أمام خيارين، إما الاستقرار الدائم الذي يشكل إفادة للجميع وإما الحرب التي ستشكل خسارة لكل الأطراف. أتمنى أن تنتهي هذه المرحلة الصعبة بالتوصل إلى الاستقرار الدائم».

وفي رد على سؤال حول المبادرة الفرنسية، لفت ميقاتي إلى أن لبنان لم يتبلغ من الجانب الفرنسي ورقة رسمية، «بل ورقة أفكار طلبوا الإجابة عنها».

وأشار إلى أن الاتصالات مستمرة في هذا الصدد وسيعقد لقاءات مع عدد من المسؤولين الدوليين خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ يومي الخميس والجمعة المقبلين من بينهم الموفد الأميركي آموس هوكستاين، لمعرفة الجديد حول مسار التهدئة وإعادة الاستقرار.

وعن الحملات التي يتعرض لها، لا سيما تلك المتعلقة بخرقه الدستور في ظل غياب رئيس الجمهورية، قال: «أعمل بما يرضي ضميري وقناعاتي وأتخذ القرارات المناسبة لمصلحة الدولة اللبنانية... ومن يريد الانتقاد فليفعل ما يشاء. لينتخبوا رئيساً جديداً للجمهورية ويشكلوا الحكومة التي يرونها مناسبة».

وتوقف ميقاتي مطولاً عند الملف الاقتصادي، عادّاً أن «الخروج من الأزمة الراهنة ليس صعباً، علماً أن ثلاث كوارث كبيرة حصلت في الوقت ذاته في لبنان في السنوات الأربع الأخيرة، وهي أزمة المصارف التي لم يحصل مثلها نسبة إلى حجم الاقتصاد اللبناني، وانفجار مرفأ بيروت، وجائحة (كورونا)».

ومع تأكيده أن الحكومة تبذل كل ما في وسعها ليبقى لبنان صامداً ووضعه على سكة التعافي النهائي، لفت إلى مشروع القانون الذي سيناقش في مجلس الوزراء الأسبوع المقبل حول «معالجة أوضاع المصارف وإعادة تنظيمها»، مشيراً إلى أنه يشكل أرضية للانطلاق منها لمعالجة الملف المالي.

ومع إشارته إلى أن «سياسة الحفاظ على النقد على مدى سنوات كلفت الخزينة عشرات مليارات الدولارات»، شدد على أن «المسؤولية عما حصل لا يتحملها المودع ولكننا أمام واقع علينا التعاطي معه لإيجاد حل ضمن المنطق، أهم ما نحن في صدد درسه يتعلق بإدارة موجودات الدولة غير المنتجة وأصول الدولة. سنناقش الملف على طاولة مجلس الوزراء ونرسله إلى المجلس النيابي، حيث سيخضع للنقاش في اللجان وبالتشاور مع الحكومة ومصرف لبنان قبل صدور القانون الكفيل بإيجاد حل منطقي ومقبول لهذه المعضلة»، داعياً من يملك اقتراحاً أفضل لطرحه، متمنياً أن «يعجل المجلس في بتّ هذا الملف وأن يكون بتّه بالطريقة الفضلى لتحقيق الغاية المرجوة»، لافتاً إلى أن صندوق النقد الدولي ينظر إلى الأفكار المطروحة بعين إيجابية.

وعن إعادة هيكلة القطاع العام قال: «من أصل 28 ألف وظيفة عامة تنص عليها هيكلية الدولة هناك 7400 فقط حالياً، وكل شهر يغادر منهم ألف شخص من المدنيين والعسكريين»، قائلاً: «القطاع العام هو الأقل عدداً، والحوار المطلوب يتعلق بالأعداد الكبيرة للعسكريين والأمنيين».

وأوضح: «مصرف لبنان حدد سابقاً سقفاً للإنفاق هو 5800 مليار ليرة لبنانية للرواتب، مع إمكان رفعه كحد أقصى حالياً إلى 8500 مليار ليرة شهرياً في ضوء التحسن في الإيرادات. تجري اجتماعات في وزارة الدفاع للجيش والقوى الأمنية والعسكريين المتقاعدين، وسيعاودون الاجتماع الخميس سعياً للوصول إلى حل لتوزيع الإضافات ضمن هذا الرقم».


مقالات ذات صلة

«حزب الله» يستعد لحراك سياسي داخلي وورشة استراتيجية جديدة

المشرق العربي الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم خلال إلقائه كلمة في احتفال الحزب بمناسبة ذكرى «عاشوراء» (إ.ب.أ)

«حزب الله» يستعد لحراك سياسي داخلي وورشة استراتيجية جديدة

يستعد «حزب الله» قريباً، وكما أعلن أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، لإطلاق حراك سياسي داخلي بالتوازي مع «ورشة استراتيجية جديدة» ناشطة داخل الحزب.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي الفنان اللبناني فضل شاكر (صفحة إنستغرام)

ملفّات قضائية وأحكام مشددة تؤخّر عودة فضل شاكر إلى جمهوره

تحُول الملفات القضائية التي تلاحق الفنان فضل شاكر دون عودته إلى الفن ما لم يسلّم نفسه للقضاء، ويخضع لمحاكمة علنيّة في 5 قضايا مقامة ضدّه.

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي من وقائع الجلسة الأخيرة للحكومة اللبنانية في قصر بعبدا (الرئاسة اللبنانية)

جلسة محاسبة الحكومة اللبنانية تتحول لمساءلة «حزب الله» عن سلاحه

تمثُل حكومة الرئيس نواف سلام أمام البرلمان في جلسة مناقشة عامة تُعقد الثلاثاء تجيب فيها على أسئلة النواب حول ما أنجزته منذ أن منحوها ثقتهم.

محمد شقير (بيروت)
خاص وزير العدل اللبناني عادل نصار (الوكالة الوطنية)

خاص وزير العدل اللبناني: جاهزون لمعاهدة مع سوريا لتسليم محكومين بغير قضايا الإرهاب

نفى وزير العدل اللبناني عادل نصّار تلقيه أي تحذيرات من توجه السلطات السورية لاتخاذ إجراءات تصعيدية لتحريك ملف الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي قطيع الأبقار الذي دخل الأراضي اللبنانية من إسرائيل أثناء تجميعه بحظيرة في بلدة عيتا الشعب الحدودية (متداول)

تحذيرات من أبقار إسرائيلية «ملوثة جرثومياً» دخلت الأراضي اللبنانية

أثار دخول عشرات الأبقار من الجانب الإسرائيلي إلى الجانب اللبناني ليل الجمعة - السبت نوعاً من الاستنفار في البلدات اللبنانية الحدودية.

بولا أسطيح (بيروت)

إسرائيل تقتل أطفالاً عطشى في غزة... وتبرر: «خلل فني»

TT

إسرائيل تقتل أطفالاً عطشى في غزة... وتبرر: «خلل فني»

طفلة فلسطينية تبكي قرب طفل يتلقى العلاج من إصاباته في مستشفى العودة بالنصيرات وسط غزة الأحد (أ.ف.ب)
طفلة فلسطينية تبكي قرب طفل يتلقى العلاج من إصاباته في مستشفى العودة بالنصيرات وسط غزة الأحد (أ.ف.ب)

في الوقت الذي تجاوز فيه عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة أكثر من 58 ألف قتيل، قتلت غارة إسرائيلية، الأحد، ثمانية أشخاص على الأقل، أغلبهم من الأطفال، وأصابت أكثر من 12 في وسط القطاع عندما كانوا يستعدون لجلب المياه، في ضربة صاروخية زعم الجيش الإسرائيلي أنها وقعت نتيجة «خلل فني».

وقالت وزارة الصحة في غزة، الأحد، إن عدد من قتلتهم إسرائيل في القطاع منذ بدء حربها تخطى 58 ألفاً بعد مقتل 139 شخصاً حتى قرب نهاية نهار الأحد.

وأفاد «مستشفى العودة - النصيرات» في وقت سابق من الأحد، بوصول «8 شهداء؛ بينهم 6 أطفال، و16 إصابة، بينهم 7 أطفال، جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي نقطة توزيع مياه بمنطقة المخيم الجديد شمال غربي مخيم النصيرات».

«خلل فني»

بشأن استهداف نقطة توزيع المياه بمنطقة المخيم الجديد، وسط غزة، قال الجيش الإسرائيلي إن «الغارة القاتلة» كانت نتيجة «خلل فني» خلال استهداف أحد عناصر «حركة الجهاد الإسلامي» الفلسطينية.

مسعفون يعالجون رضيعاً فلسطينياً مصاباً في مستشفى العودة بالنصيرات وسط غزة الأحد (أ.ف.ب)

وأعلن الجيش أنه «في وقت سابق من (الأحد)، استهدفت غارة جوية عنصراً إرهابياً من (حركة الجهاد الإسلامي) وسط قطاع غزة. وبسبب عطل فني في الذخيرة، سقطت القذيفة على بُعد عشرات الأمتار من الهدف المقصود».

وأضاف: «الحادث قيد التحقيق. لدينا علم بتقارير عن سقوط ضحايا في المنطقة نتيجةً لذلك، وما زالت تفاصيل الحادث قيد المراجعة».

وبعد مقتل كثير من الأطفال في الغارة، أشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه يبذل «كل جهد ممكن لتقليل الأذى الذي يلحق بالمدنيين غير المتورطين» في الصراع. وأعرب الجيش عن أسفه «لأي أذى لحق بالمدنيين».

وأفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الأحد، بأن فرقها تواصل عملها لمساعدة أكثر الفئات ضعفاً في غزة.

وقالت «الأونروا»، في منشور على صفحتها بموقع «فيسبوك»، إن عيادتها في غزة شهدت زيادة في عدد حالات سوء التغذية منذ مارس (آذار) الماضي عندما بدأ الحصار الذي فرضته حكومة إسرائيل، وأضافت: «لم يسمح للأونروا بتقديم أي مساعدات إنسانية منذ ذلك الحين».

مفاوضات عالقة

سياسياً، بدت مفاوضات الهدنة عالقةً بين اتهامات إسرائيلية لحركة «حماس» برفض الصفقة، مقابل إلقاء الحركة مسؤولية تعثر المسار على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورفضها الالتزام بخرائط جغرافية واضحة لمناطق الانسحاب خلال التهدئة.

وقال نتنياهو إن «(حماس) تريد البقاء في غزة. يريدون منا المغادرة، حتى يتمكنوا من إعادة تسليح أنفسهم ومهاجمتنا مراراً وتكراراً. لن أقبل بهذا؛ سأبذل قصارى جهدي لإعادة رهائننا إلى ديارهم. سألتقي العائلات... أعرف ألمهم ومعاناتهم. أنا مصمم على إعادة الرهائن إلى ديارهم والقضاء على (حماس)».

وتناول رئيس الوزراء الإسرائيلي تقارير تحدثت عن رفض الحكومة الإسرائيلية الصفقة، وانتقد قنوات إخبارية عبرية نشرتها، قائلاً: «إنهم دائماً ما يرددون دعاية (حماس)، لكنهم دائماً مخطئون. لقد قبلنا بالصفقة؛ صفقة (المبعوث الأميركي) ستيف ويتكوف، ثم النسخة التي اقترحها الوسطاء. قبلناها، ورفضتها (حماس)»، حسب زعمه.

وسُئل نتنياهو عن استطلاعات الرأي التي تُظهر أن معظم الجمهور يؤيد الصفقة، فأجاب: «بالتأكيد أنا أيضاً أؤيد الاتفاق، لكنهم لا يخبرونك بالطرف الآخر. استطلاعات الرأي مُتلاعَب بها، ودائماً ما يُضلّلون الرأي العام. لا يسألون: هل تريدون اتفاق رهائن يُبقي (حماس) في مكانها؟ يسمح لهم بتكرار الاغتصاب والقتل والاختطاف والغزوات؟ لا، ليس هذا هو المقصود. فجأة، تنقلب الأرقام تماماً، كل شيء مُتلاعَب به».

فلسطيني يحمل جثمان ابن أخيه بعد استشهاده في غارة إسرائيلية على النصيرات وسط غزة يوم الأحد (أ.ف.ب)

واختتم نتنياهو حديثه قائلاً: «علينا أن نفعل الصواب، وأن نُصرّ على إطلاق سراح الرهائن، وأن نُصرّ على الهدف الآخر من حرب غزة، وهو القضاء على (حماس)، وضمان ألا تُشكّل غزة تهديداً لإسرائيل. هذا ما أفعله، ولن أتخلى عن أيٍّ من هذه المهام».

في سياق متصل، نقلت وسائل إعلام فلسطينية عن مسؤول كبير في «حماس» قوله إن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وصلت إلى «ساعات حرجة».

ساعات حاسمة

ووفقاً لموقع «تايمز أوف إسرائيل»، نقلت قناة «فلسطين اليوم»، التابعة لـ«حركة الجهاد الإسلامي» الفلسطينية، عن مسؤول كبير في «حماس» قوله إن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وصلت إلى مرحلة صعبة، وإن الساعات المقبلة حاسمة.

وأضاف المسؤول، الذي لم يُكشف عن اسمه، أن الوسطاء يعملون على دفع المحادثات قدماً، مؤكداً أنهم لا يزالون يواجهون تعنتاً إسرائيلياً.

وكان مصدران فلسطينيان مطلعان أفادا، مساء السبت، بأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة تواجه «تعثراً» نتيجة إصرار إسرائيل على تقديم خريطة للانسحاب، تبقي بموجبها نحو 40 في المائة من مساحة القطاع تحت سيطرتها العسكرية.

طفل فلسطيني خلال جنازة شقيقه الذي قتل في غارة إسرائيلية على النصيرات وسط غزة الأحد (أ.ف.ب)

وقال أحد المصدرين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «مفاوضات الدوحة تواجه تعثراً وصعوبات معقدة نتيجة إصرار إسرائيل على خريطة للانسحاب قدمتها الجمعة، لإعادة انتشار وإعادة تموضع للجيش الإسرائيلي وليس انسحاباً، وتتضمن إبقاء القوات العسكرية على أكثر من 40 في المائة من مساحة قطاع غزة، وهو ما ترفضه (حماس)». وقال المصدر الثاني إن «إسرائيل تواصل سياسة المماطلة وتعطيل الاتفاق لمواصلة حرب الإبادة».

وتواصلت مفاوضات هدنة غزة في العاصمة القطرية الدوحة، وسط اتهامات من «حماس» لإسرائيل بعراقيل، وحديث أميركي - إسرائيلي متفائل عن انفراجة بالمحادثات، واتفاق «قريب» خلال «أيام قليلة».