إسرائيل توسّع الهجوم في خان يونس براً وجواً

الفلسطينيون يريدون موقفاً عربياً موحداً من التدابير التي أمرت بها محكمة العدل الدولية

الأمطار أغرقت مخيمات النازحين في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ب)
الأمطار أغرقت مخيمات النازحين في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ب)
TT

إسرائيل توسّع الهجوم في خان يونس براً وجواً

الأمطار أغرقت مخيمات النازحين في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ب)
الأمطار أغرقت مخيمات النازحين في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ب)

عمّق الجيش الإسرائيلي هجومه في خان يونس جنوب قطاع غزة، في المعركة التي تعد حاسمة في مصير الحرب، وقال إنه قصف مناطق في المحافظة، بينما داهم معاقل لحركة «حماس»، بما في ذلك منزل أحد المقربين لزعيم الحركة في القطاع يحيى السنوار، وقتل أكثر من 100 مسلح في الهجمات الأخيرة. أما «حماس» فقد أعلنت أنها استهدفت مزيداً من جنود الاحتلال في خان يونس، ودمرت دبابات وآليات في المعارك المحتدمة هناك.

وأعلن ناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن قواته داهمت معاقل ومستودعات تحوي وسائل قتالية في خان يونس، وقتلت أكثر من 100 مسلح من «حماس» وداهمت منزل أحد المقربين من السنوار، كما عثرت على الكثير من الأسلحة، وقامت بسلسلة غارات.

وقصف الجيش الإسرائيلي مواقع واسعة في خان يونس، السبت، وقتل مزيداً من الفلسطينيين، في وقت فتح فيه ممراً آمناً غرب المدينة، لمغادرة النازحين إلى منطقة المواصي، ما يدل على أنه ماضٍ في الهجوم الواسع جنوباً.

نزوح من خان يونس في اتجاه الجنوب السبت (إ.ب.أ)

وأبلغ سكان في خان يونس بوقوع إطلاق نار كثيف من الجو والدبابات في أنحاء المدينة وحول مستشفيين رئيسيين فيها، في دليل جديد على أن المدينة أصبحت محور الهجوم البري الإسرائيلي. وقالت «حماس»، من جهتها، إن مقاتليها استهدفوا جنوداً ودمروا دبابات في معارك خان يونس. وبثت الحركة مقاطع مصوّرة تظهر قتال شوارع في خان يونس والمناطق الواسعة والكبيرة المحيطة بها. وتأمل إسرائيل أن تجد في خان يونس زعيم «حماس» في غزة يحيى السنوار وقائد «كتائب القسام» محمد الضيف، ومحتجزين إسرائيليين خُطفوا في عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وجاء الهجوم الإسرائيلي المكثف جواً وبراً على خان يونس على الرغم من أن الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خلال محادثة هاتفية الأسبوع الماضي، أنه لن يدعم حرباً تستمر لمدة عام في غزة، وطلب منه تسريع الانتقال إلى قتال منخفض الشدة.

جموع من الفلسطينيين في مركز لتوزيع المساعدات الغذائية في رفح اليوم (د.ب.أ)

ويتصاعد الخلاف بين واشنطن وتل أبيب بشأن خطط ما بعد الحرب، حيث تضغط الولايات المتحدة من أجل إعادة توحيد غزة سياسياً مع الضفة الغربية تحت حكم السلطة الفلسطينية ضمن مبادرة دبلوماسية أوسع تهدف إلى تحقيق حل الدولتين في نهاية المطاف وتوسيع واتفاقات أبراهام، وقد رفضت إسرائيل هذه الرؤية.

وأجبر الهجوم الإسرائيلي الواسع على خان يونس الآلاف من سكان المناطق المستهدفة على النزوح تحت أمطار غزيرة عمّقت مأساة النازحين في المخيمات.

واقتلعت الأمطار خيماً للنازحين، وفاقم البرد الشديد معاناة الأطفال والنساء في الخيم.

نازحون فلسطينيون في رفح السبت (أ.ب)

وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «الأمطار الغزيرة تغرق آلاف الخيام للنازحين في رفح وخان يونس ومخيم النصيرات ودير البلح ومدينة غزة وشمال القطاع، وتزيد معاناة النازحين». وأضاف: «عشرات الآلاف من الأطفال باتوا ليلتهم وسط الأمطار والبرد الشديد من دون غطاء كافٍ ولا تدفئة بسبب استمرار انقطاع الكهرباء (...) وعدم توفر الغاز، ما يزيد فرص انتشار الأمراض المعدية، ويفاقم من الوضع الإنساني الصعب».

وأمام هذا الوضع، طلبت دولة فلسطين عقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين يوم الأحد، لإصدار موقف عربي موحد من التدابير المؤقتة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية في قضية الإبادة الجماعية.

وأوضح مندوب دولة فلسطين بالجامعة العربية السفير مهند العكلوك للوكالة الفلسطينية الرسمية، أن هذا الطلب الذي تقدمت به فلسطين أتى بالتنسيق مع المغرب، بصفتها رئيس الدورة الـ160 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، ومع الأردن، ومصر، وتأييد الدول الأعضاء في الجامعة العربية.

وكانت محكمة العدل الدوليّة أمرت، الجمعة، إسرائيل بمنع ارتكاب أيّ عمل يُحتمل أن يرقى إلى «إبادة جماعيّة» في غزّة.

نزوح فلسطيني من خان يونس في اتجاه جنوب القطاع السبت (إ.ب.أ)

وقالت المحكمة إنّ إسرائيل التي تتحكم بدخول المساعدات الدوليّة إلى قطاع غزّة الذي تفرض عليه حصاراً مطبقاً، يجب أن تتّخذ خطوات فوريّة لتمكين توفير المساعدات الإنسانيّة التي يحتاج إليها الفلسطينيّون بشكل عاجل.

وقالت وزارة الصحة في غزة، اليوم، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت 18 مجزرة بحق العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 174 قتيلاً، و310 جرحى، خلال الـ24 ساعة الماضية.

وارتفع عدد الضحايا منذ 7 أكتوبر الماضي إلى 26257 قتيلاً، و64797 جريحاً، بحسب الأرقام التي تعلنها الجهات الطبية الفلسطينية.


مقالات ذات صلة

شبح هجوم إسرائيلي يخيّم على بغداد

المشرق العربي أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»

شبح هجوم إسرائيلي يخيّم على بغداد

يخيّم شبح هجوم إسرائيلي واسع على بغداد، إذ تناقلت أوساط حزبية تحذيرات جدية من شن ضربات جوية على البلاد.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي مقر المحكمة الجنائية في لاهاي (أ.ف.ب)

تقرير: ترمب قد يفرض عقوبات على مدعي «الجنائية الدولية» رداً على مذكرة اعتقال نتنياهو

قالت صحيفة «تليغراف» البريطانية إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يفكر في فرض عقوبات على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية البريطاني كريم خان

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي تساؤلات حول نوع الضغوطات التي قد يمارسها ترمب على نتنياهو (أ.ف.ب)

تقرير: ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات بشأن أزمة غزة

قالت كارولين ليفيت، التي أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أنها ستكون متحدثةً باسم البيت الأبيض، لموقع «أكسيوس»، إن ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات

المشرق العربي مبنى مدمّر نتيجة القصف الإسرائيلي في جباليا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«القسام»: مقتل أسيرة في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة

أعلن المتحدث باسم «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية، أبو عبيدة، اليوم (السبت)، مقتل أسيرة إسرائيلية في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»

«جرس إنذار» في العراق من هجوم إسرائيلي واسع

ينشغل الفضاء السياسي والشعبي العراقي بصورة جدية هذه الأيام باحتمالات توسيع إسرائيل دائرة حربها؛ لتشمل أهدافاً كثيرة في عموم البلاد.

فاضل النشمي (بغداد)

شبح هجوم إسرائيلي يخيّم على بغداد

أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»
أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»
TT

شبح هجوم إسرائيلي يخيّم على بغداد

أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»
أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»

يخيّم شبح هجوم إسرائيلي واسع على بغداد، إذ تناقلت أوساط حزبية تحذيرات جدية من شن ضربات جوية على البلاد.

وقال مصدر مقرب من «الإطار التنسيقي»، لـ«الشرق الأوسط»، إنَّ «مخاوف الأحزاب الشيعية من جدية التهديد دفعتها إلى مطالبة رئيس الحكومة للقيام بما يلزم لمنع الهجمات».

وأكَّد المصدر، أنَّ «فصائل عراقية مسلحة لجأت أخيراً إلى التحرك في أجواء من التكتم والسرية، وقد جرى بشكل مؤكد استبدال معظم المواقع العسكرية التابعة لها».

إلى ذلك، نقلت مصادر صحافية ما وصفتها بـ«التقديرات الحكومية» عن إمكانية تعرّض البلاد لـ«300 هجوم إسرائيلي».

بدورها، شددت الخارجية العراقية، في رسالة إلى مجلس الأمن، على أهمية «تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه السلوكيات العدوانية لإسرائيل».

وقال الخبير غازي فيصل، إن رسالة الخارجية، بمثابة «دبلوماسية وقائية»، تريد من خلالها تجنيب البلاد ضربة إسرائيلية محتملة.