القصف التركي على شمال شرقي سوريا يقطع الكهرباء عن مئات القرى والبلدات

جدّدت القوات التركية قصف محطاتٍ لتوليد الكهرباء شمال شرقي سوريا، غداة استهدافها مرافق عدة، مما أدى إلى انقطاع التغذية عن مئات القرى والبلدات، وفق ما أعلنت الإدارة الذاتية الكردية، اليوم (الاثنين).

وتستهدف القوات التركية، منذ الجمعة، وفق الإدارة الذاتية، مرافق بنى تحتية بينها محطات ومصافي نفط ومحطات لتوليد الكهرباء، فيما أعلنت أنقرة شنّها ضربات ضد مقاتلين أكراد في كلٍّ من سوريا والعراق، رداً على مقتل 9 من جنودها، الجمعة، في شمال العراق، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأحصت الإدارة الذاتية في بيان، الاثنين، انقطاع الكهرباء عن مئات البلدات والقرى وعدد من المدن الرئيسية جراء القصف التركي. وأفادت عن أضرار جسيمة لحقت بمحطات نفط، أخرجت إحداها من الخدمة.

وندّدت بالهجمات التي «يشنّها العدوان التركي»، معتبرةً أنها «لا تستند إلى أي مبررات ولا تأخذ بعين الاعتبار أي أعراف وقوانين».

وأحصت الإدارة الذاتية، منذ الأحد، استهداف 6 محطات لتوليد الكهرباء، استُهدفت إحداها مرتين، آخرها في مدينة القامشلي، الاثنين، حيث شاهد مراسلو «الصحافة الفرنسية» رجال إطفاء يعملون على إخماد ألسنة نيران ضخمة اندلعت من منشآت وخزانات داخل المحطة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باستهداف محطة سابعة في وقت لاحق (الاثنين).

كان بعض تلك المحطات يؤمِّن نحو عشر ساعات فقط من التغذية بالتيار الكهربائي، قبل انقطاعها تماماً.

وناشد المسؤول في الإدارة الذاتية ياسر السليمان، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، دول التحالف الدولي، وعلى رأسها الولايات المتحدة، وروسيا، «الوقوف إلى جانب الشعب السوري ومكوناته وإيقاف العدوان التركي على مناطقنا».

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، السبت والأحد، تنفيذها عمليات جوية ضد عشرات «الأهداف الإرهابية» شمال سوريا وشمال العراق، بينها قواعد ومخازن أسلحة لوحدات حماية الشعب الكردية.

ووضعت الهجمات في إطار «الدفاع عن النفس»، بعد مقتل الجنود الأتراك التسعة في هجوم استهدف قاعدة عسكرية تركية شمال العراق، واتهمت حزب العمال الكردستاني بالوقوف خلفه.

وتتهم أنقرة قوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها الوحدات الكردية وتعد الذراع العسكرية للإدارة الذاتية، بأنها تشكل امتداداً لحزب العمال الذي يخوض تمرداً ضدها منذ عقود.

وتستهدف أنقرة أساساً بين الحين والآخر بالطائرات المسيّرة مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في سوريا.

وشنّت تركيا في أكتوبر (تشرين الأول) عملية جوية واسعة طالت عشرات المواقع العسكرية ومرافق البنية التحتية في شمال سوريا بعد هجوم استهدف مقر وزارة الداخلية في أنقرة وتبنّاه حزب العمال الكردستاني.

ومنذ عام 2016 نفّذت تركيا ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق في سوريا استهدفت بشكل رئيسي المقاتلين الأكراد الذين لطالما أعلنت أنقرة سعيها لإبعادهم عن حدودها. وباتت القوات التركية وفصائل سورية موالية تسيطر على شريط حدودي واسع في سوريا.