واشنطن: «حماس» استخدمت «مجمع الشفاء» وأخلته قبل وصول الجيش الإسرائيلي

نازحون فلسطينيون في ساحة مستشفى «الشفاء» يوم 10 ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)
نازحون فلسطينيون في ساحة مستشفى «الشفاء» يوم 10 ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

واشنطن: «حماس» استخدمت «مجمع الشفاء» وأخلته قبل وصول الجيش الإسرائيلي

نازحون فلسطينيون في ساحة مستشفى «الشفاء» يوم 10 ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)
نازحون فلسطينيون في ساحة مستشفى «الشفاء» يوم 10 ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)

قال مسؤول أميركي أمس (الثلاثاء) نقلاً عن معلومات مخابراتية أميركية، إن تقييمات أجهزة المخابرات الأميركية تشير إلى أن حركة «حماس» وجماعة فلسطينية أخرى تقاتل إسرائيل استخدمتا «مجمع الشفاء» الطبي في غزة، للإشراف على القوات واحتجاز بعض الرهائن؛ لكنها أخلت المجمع إلى حد بعيد قبل أيام من دخول القوات الإسرائيلية إليه.

وقال المسؤول الأميركي الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لوكالة «رويترز»، إن المجمع يستخدم من قبل «حماس» وحركة «الجهاد الإسلامي» للإشراف على القوات التي تقاتل ضد إسرائيل.

ولم تكشف أجهزة المخابرات الأميركية عن الأدلة التي استندت إليها في تقييمها. وقال المسؤول إن الولايات المتحدة أكدت هذه المعلومات بشكل مستقل.

وقالت إسرائيل أيضاً إن «مجمع الشفاء» الذي احتلته في وقت سابق من الحرب في غزة، كانت «حماس» تستخدمه. ودخلت القوات الإسرائيلية المستشفى في نوفمبر (تشرين الثاني).

وأثار استهداف المستشفى قلقاً عالمياً بشأن مصير المدنيين والمرضى الذين كانوا بداخله.

ووصفت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي قسم الطوارئ بالمنشأة الصحية الرئيسية في القطاع، بأنه يشبه «حمام الدم».

وقال المسؤول الأميركي إن الحكومة الأميركية تعتقد أن «حماس» استخدمت مجمع المستشفيات والمواقع الكائنة تحته لتنفيذ أنشطة القيادة والسيطرة، وتخزين بعض الأسلحة، واحتجاز عدد قليل من الرهائن.

وأضاف المسؤول الأميركي أن أجهزة المخابرات الأميركية حصلت على معلومات تفيد بأن مقاتلي «حماس» أخلوا المجمع إلى حد بعيد قبل أيام من العملية الإسرائيلية، ودمروا المستندات والإلكترونيات خلال مغادرتهم.

كانت صحيفة «نيويورك تايمز» أول من نشر تقييم المخابرات الأميركية. وتم إرسال نسخة سرية من التقييم إلى المشرعين في الكونغرس الأميركي.

وفي منتصف نوفمبر، تقدمت الدبابات الإسرائيلية نحو «مجمع الشفاء» بمدينة غزة، ولا يزال بعض المرضى بداخله. وقالت إسرائيل إن المستشفى كائن فوق أنفاق تضم مقرات لمقاتلي «حماس» الذين يستخدمون المرضى دروعاً، وهو ما تنفيه «حماس».

وذكرت «نيويورك تايمز» أن التقييم الإسرائيلي كان صحيحاً بشكل جزئي، على الأقل بأن بعض الرهائن كانوا محتجزين في المجمع أو تحته؛ لكن يبدو أن هؤلاء الرهائن تم نقلهم مع إخلاء «حماس» له.

وفي نوفمبر، قال جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن مقاتلي «حماس» يحتمون بالمستشفى، ويستخدمون المنشأة درعاً ضد العمل العسكري، مما يعرض المرضى والطاقم الطبي للخطر.

وقال كيربي في نوفمبر: «لدينا معلومات استخباراتية خاصة بنا تقنعنا بأن (حماس) كانت تستخدم (الشفاء) نقطة قيادة وسيطرة، وعلى الأرجح أيضاً منشأة تخزين». ولم ترفع واشنطن في ذلك الوقت السرية عن مصادر المخابرات الأميركية.

طفل فلسطيني ينظر إلى قبور الأشخاص الذين قُتلوا في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة ودُفنوا داخل أراضي مستشفى «الشفاء» في مدينة غزة (أ.ب)

يأتي ذلك في الوقت الذي تحولت فيه ساحة مستشفى «الشفاء» لمقبرة تضم عشرات القبور لضحايا تم قتلهم في القصف الإسرائيلي.


مقالات ذات صلة

لأول مرة... «القسام» تنشر فيديو يجمع هنية والسنوار والعاروري

المشرق العربي إسماعيل هنية ويحيى السنوار (لقطة من فيديو لـ«كتائب القسام»)

لأول مرة... «القسام» تنشر فيديو يجمع هنية والسنوار والعاروري

نشرت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، (السبت)، فيديو يُظهِر عدداً من قادتها الراحلين لمصانع ومخارط تصنيع الصواريخ.

أحمد سمير يوسف (القاهرة)
أوروبا البابا فرنسيس يلقي خطاب عيد الميلاد أمام كرادلة كاثوليك في الفاتيكان السبت (د.ب.أ)

بابا الفاتيكان عن غزة: هذه وحشية وليست حرباً

عادة ما يكون بابا الفاتيكان فرنسيس حذراً بشأن الانحياز إلى أي من أطراف الصراعات، لكنه صار في الآونة الأخيرة أكثر صراحةً تجاه حرب إسرائيل على غزة.

«الشرق الأوسط» (مدينة الفاتيكان)
المشرق العربي الشرطة الفلسطينية تفرق متظاهرين يحتجون على الاشتباكات بين قوات الأمن والمسلحين في مدينة جنين... السبت (أ.ف.ب)

«السلطة» الفلسطينية تعمّق عمليتها في مخيم جنين: لا تراجع ولا تسويات 

بدأت السلطة الفلسطينية، قبل نحو أسبوعين، عمليةً واسعةً ضد مسلحين في مخيم جنين، في تحرك هو الأقوى منذ سنوات طويلة، في محاولة لاستعادة المبادرة وفرض السيادة.

كفاح زبون (رام الله)
تحليل إخباري «كتائب القسام» تشارك في عرض عسكري وسط قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

تحليل إخباري «سلاح أبيض» و«أحزمة ناسفة»... تكتيكات جديدة لـ«القسام» في غزة

الواقع الميداني أجبر عناصر «القسام» على العمل بتكتيكات وأساليب مختلفة، خصوصاً وأن الجيش الإسرائيلي نجح في تحييد الكثير من مقدرات المقاومين.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية أرشيفية لبنيامين نتنياهو ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي خلال إحاطة عسكرية (أ.ف.ب)

طلقة أولى في خطة نتنياهو لإقالة هيرتسي هاليفي

يريد بنيامين نتنياهو توجيه ضربة أخرى للأجهزة الأمنية، يحدّ فيها من استقلاليتها ويفتح الباب أمام توسيع نفوذه عليها.

نظير مجلي (تل أبيب)

إيران تدين مقتل أحد موظفي سفارتها في دمشق

اللواء حسين سلامي (الثاني من اليسار) والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (مهر)
اللواء حسين سلامي (الثاني من اليسار) والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (مهر)
TT

إيران تدين مقتل أحد موظفي سفارتها في دمشق

اللواء حسين سلامي (الثاني من اليسار) والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (مهر)
اللواء حسين سلامي (الثاني من اليسار) والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (مهر)

أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، مقتل سيد داوود بيطرف، الموظف في سفارة إيران بدمشق. وقال بقائي إنَّ «داوود بيطرف استُشهد قبل ظهر يوم الأحد الماضي جرّاء هجوم إرهابي لعناصر أطلقوا النار على سيارته في دمشق»، حسب وكالة «مهر» للأنباء. وأشار بقائي إلى أنَّه «تمّ اكتشاف جثمان بيطرف والتعرف عليه ونقله إلى إيران في الأيام الأخيرة»، مشدداً على «مسؤولية الحكومة السورية الانتقالية في تحديد مرتكبي هذه الجريمة ومحاكمتهم ومعاقبتهم»، وأكَّد أنَّ وزارة الخارجية تتابع الموضوع بالشكل المناسب عبر مختلف القنوات الدبلوماسية والدولية.

يأتي ذلك فيما تسعى طهران إلى بناء علاقات مع القيادة الجديدة في دمشق، لتعويض فقدان سلطتها المفاجئ، عقب انهيار نظام بشار الأسد، الذي أصبح أكبر همومها الحالية.