تركيا تقتل قيادياً بارزاً من «العمال الكردستاني» في السليمانية

في إطار الرد المستمر على مقتل 12 من جنودها شمال العراق

أعضاء في «حزب العمال الكردستاني» (أ.ف.ب)
أعضاء في «حزب العمال الكردستاني» (أ.ف.ب)
TT

تركيا تقتل قيادياً بارزاً من «العمال الكردستاني» في السليمانية

أعضاء في «حزب العمال الكردستاني» (أ.ف.ب)
أعضاء في «حزب العمال الكردستاني» (أ.ف.ب)

كشفت المخابرات التركية عن مقتل القيادي في تنظيم «المجتمعات الكردستانية» التابع لحزب «العمال الكردستاني» إردينتش بولجال، المعروف بالاسم الحركي «علي خبات»، في عملية نفذتها في شمال العراق. وقالت مصادر أمنية تركية، يوم الاثنين، إن بولجال عمل مسؤولاً عن «أكاديمية شيلان جوي» التى تتولى التدريب العسكري والآيديولوجي في التنظيم، وكان يخطط لتنفيذ عملية إرهابية تستهدف الوجود العسكري التركي في مدينة كركوك شمال العراق.

وأضافت المصادر أن بولجال تم تحييده (قتله) في عملية دقيقة نفذتها المخابرات التركية في منطقة السليمانية، وتم خلالها أيضاً القضاء على أعضاء آخرين في التنظيم، بعد متابعة له ولأعوانه لفترة طويلة. وحسب المصادر، عرف بولجال بأنه أحد مَن يسمون بأوصياء تنظيم «المجتمعات الكردستانية» التابع لـ«حزب العمال الكردستاني»، المصنف منظمة إرهابية، وأنه قدم التدريب الآيديولوجي والعسكري لعناصر إرهابية في إطار الإعداد لشن هجمات ضد القوات التركية في كركوك.

تدريبات لمقاتلي «حزب العمال الكردستاني» (أ.ف.ب - أرشيفية)

تدريب في مدن تركية

وكشفت المعلومات المتوفرة من جهاز المخابرات التركي عن أن بولكال سبق أن قدم تدريباً آيديولوجياً في مدن تركية كبرى، مثل إسطنبول وإزمير، نيابة عن «حزب العمال الكردستاني»، كما عمل على تجنيد الشباب في الكوادر الريفية للحزب من خلال أنشطته الدعائية وممارسة الضغوط عليهم.

وانتقل بولجال، الذي كان يعمل لصالح «حزب العمال الكردستاني»، منذ فترة طويلة، إلى شمال العراق، حيث بدأ في تنفيذ الأنشطة المسلحة مسؤولاً في التنظيم، ونفذ ما يُسمى بأنشطة قيادة الكتائب ومسؤولية «أكاديمية شيلان جوي» في منطقتي السليمانية وكركوك في العراق.

وجاءت عملية المخابرات التركية في السليمانية في إطار رد تركيا على مقتل 12 من جنودها وإصابة 13 آخرين، في هجومين لـ«حزب العمال الكردستاني»، يومي الجمعة والسبت الماضيين، في مناطق العملية العسكرية التركية «المخلب - القفل»، المستمرة منذ أشهر ضد مسلحي الحزب في عدد من المناطق بشمال العراق. ونفذت القوات الجوية التركية، ليل السبت - الأحد، عملية موسعة شملت مناطق في شمال العراق وسوريا، رداً على مقتل الجنود الأتراك.

عناصر من القوات الكردية يحضرون جنازة عضو في جهاز مكافحة الإرهاب العراقي الذي قُتل في غارة بمسيرة في السليمانية 19 سبتمبر (رويترز)

مباحثات تركية - عراقية

وأعقبت تلك التطورات مباحثات تركية عراقية عقدت بمقر الخارجية التركية في أنقرة في 19 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، تناولت العديد من الملفات والقضايا العالقة بين تركيا والعراق، في مقدمتها الملف الأمني ومكافحة نشاط «حزب العمال الكردستاني».

وعقدت المباحثات برئاسة وزيري خارجية البلدين، هاكان فيدان وفؤاد حسين، وضمت وزير الدفاع التركي يشار غولر ونظيره العراقي ثابت العباسي، ورئيس المخابرات التركية.

وأولى الجانبان اهتماماً خاصاً للتعاون في مجال «مكافحة الإرهاب»، ووقف نشاط حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، والعمليات العسكرية التي تنفذها تركيا في المنطقة. وشهدت العلاقات بين أنقرة وبغداد توتراً نسبياً خلال الأشهر الماضية بسبب العمليات العسكرية التركية داخل الأراضي العراقية التي تستهدف «حزب العمال الكردستاني»، والتي تتسبب بين وقت وآخر في توتر علاقة البلدين.

عنصران من وحدات المقاومة في سنجار المقربة من «حزب العمال الكردستاني» يزرعان متفجرات في قرية قرب سنجار (رويترز - أرشيفية)

مواصلة العمليات التركية

وتؤكد تركيا أن عملياتها العسكرية في شمال العراق، وأيضاً ضد امتدادات حزب «العمال الكردستاني» في شمال سوريا، تجري في إطار القانون الدولي وإطار حقها في الدفاع عن النفس وتأمين حدودها. وأكد وزير الدفاع التركي، يشار غولر، أن القوات التركية ستواصل عملياتها في شمال العراق وسوريا حتى القضاء نهائياً على التهديدات، مهما كانت الجهات الداعمة لهذه التنظيمات.

ويبدي الجانبان التركي والعراقي استعداداً للتعاون في تأمين الحدود، لكن مسألة الوجود العسكري التركي والعمليات المتكررة في شمال العراق تعد ملفاً خلافياً بينهما. وزار فيدان بغداد وأربيل في أغسطس (آب) الماضي، حيث كانت ملفات التعاون ضد العمال الكردستاني وتأمين الحدود، والمياه، واستئناف ضخ النفط من شمال العراق إلى ميناء جيهان التركي، هي القضايا الأساسية التي دارت حولها المباحثات.


مقالات ذات صلة

ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟

شؤون إقليمية إيرانية تمرّ أمام لوحة إعلانية مناهضة لإسرائيل كُتب عليها بالعبرية: «في الدم الذي سفكتَه ستغرق» (إ.ب.أ)

ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟

ثمة من يعتقد أن إيران ستركز اهتمامها في مناطق نفوذها في العراق بالتزامن مع تهديدات إسرائيلية بشن هجمات على فصائل عراقية

المحلل العسكري
خاص عائلة صدام وتبدو حلا إلى يساره (أ.ف.ب) play-circle 03:44

خاص جمال مصطفى: عرفنا في المعتقل بإعدام الرئيس ونقل جثته للتشفي

ليس بسيطاً أن تكون صهر صدام حسين، وسكرتيره الثاني، وابن عشيرته، وليس بسيطاً أن تُسجن من عام 2003 وحتى 2021... فماذا لدى جمال مصطفى السلطان ليقوله؟

غسان شربل
المشرق العربي جانب من الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت (رويترز)

العراق لمجلس الأمن: إسرائيل تخلق مزاعم وذرائع لتوسيع رقعة الصراع

قالت وزارة الخارجية العراقية إن بغداد وجهت رسائل لمجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية و«التعاون الإسلامي» بشأن «التهديدات» الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

قال مسؤول دفاعي أميركي إن قائداً كبيراً بـ«حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق، قُتل بسوريا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (الخارجية العراقية)

بغداد: المنطقة تحت النار وهناك تهديدات واضحة من إسرائيل لنا

قال وزير خارجية العراق فؤاد حسين، الجمعة، إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجّه القوات المسلحة باتخاذ إجراءات بحق كل من يشن هجمات باستخدام الأراضي العراقية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

شبح هجوم إسرائيلي يخيّم على بغداد

أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»
أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»
TT

شبح هجوم إسرائيلي يخيّم على بغداد

أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»
أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»

يخيّم شبح هجوم إسرائيلي واسع على بغداد، إذ تناقلت أوساط حزبية تحذيرات جدية من شن ضربات جوية على البلاد.

وقال مصدر مقرب من «الإطار التنسيقي»، لـ«الشرق الأوسط»، إنَّ «مخاوف الأحزاب الشيعية من جدية التهديد دفعتها إلى مطالبة رئيس الحكومة للقيام بما يلزم لمنع الهجمات».

وأكَّد المصدر، أنَّ «فصائل عراقية مسلحة لجأت أخيراً إلى التحرك في أجواء من التكتم والسرية، وقد جرى بشكل مؤكد استبدال معظم المواقع العسكرية التابعة لها».

إلى ذلك، نقلت مصادر صحافية ما وصفتها بـ«التقديرات الحكومية» عن إمكانية تعرّض البلاد لـ«300 هجوم إسرائيلي».

بدورها، شددت الخارجية العراقية، في رسالة إلى مجلس الأمن، على أهمية «تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه السلوكيات العدوانية لإسرائيل».

وقال الخبير غازي فيصل، إن رسالة الخارجية، بمثابة «دبلوماسية وقائية»، تريد من خلالها تجنيب البلاد ضربة إسرائيلية محتملة.