قبل تصويت في مجلس الأمن... إسرائيل توسع الهجوم البري على غزة

تنتشر دبابات الجيش الإسرائيلي في جنوب إسرائيل على الحدود مع قطاع غزة وسط معارك مستمرة مع حركة «حماس» (أ.ف.ب)
تنتشر دبابات الجيش الإسرائيلي في جنوب إسرائيل على الحدود مع قطاع غزة وسط معارك مستمرة مع حركة «حماس» (أ.ف.ب)
TT

قبل تصويت في مجلس الأمن... إسرائيل توسع الهجوم البري على غزة

تنتشر دبابات الجيش الإسرائيلي في جنوب إسرائيل على الحدود مع قطاع غزة وسط معارك مستمرة مع حركة «حماس» (أ.ف.ب)
تنتشر دبابات الجيش الإسرائيلي في جنوب إسرائيل على الحدود مع قطاع غزة وسط معارك مستمرة مع حركة «حماس» (أ.ف.ب)

وسعت القوات الإسرائيلية هجومها البري باجتياح جديد في وسط غزة، الجمعة، بينما من المتوقع أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قرار لزيادة المساعدات الإنسانية إلى القطاع لدرء خطر المجاعة، وفق «رويترز».

ومع تضاؤل الآمال في تحقيق انفراجة وشيكة في المحادثات الجارية في مصر لمحاولة إقناع إسرائيل وحركة «حماس» بالاتفاق على هدنة جديدة، وردت أنباء عن وقوع ضربات جوية وقصف مدفعي وقتال في أنحاء القطاع الفلسطيني.

وأمر الجيش الإسرائيلي، الجمعة، سكان البريج في وسط غزة بالتحرك جنوباً على الفور، ما يشير إلى محور تركيز جديد للهجوم البري الذي دمر بالفعل شمال القطاع، ونفذت خلاله القوات الإسرائيلية سلسلة من الاجتياحات في الجنوب.

وتعهدت الحكومة الإسرائيلية برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالقضاء على «حماس» بعد أن شن مقاتلوها هجوماً عبر الحدود في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) ما أدى إلى مقتل 1200 شخص، واحتجاز نحو 240 رهينة، وفق الإحصاءات الإسرائيلية.

لكن ارتفاع عدد القتلى جراء الحملة العسكرية الإسرائيلية يثير تنديدات دولية متنامية حتى من الولايات المتحدة حليفة إسرائيل.

وقالت وزارة الصحة بغزة في آخر تحديث لها عن الخسائر البشرية إن 20057 فلسطينياً قُتلوا، وأصيب 53320 في الضربات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر.

وعبّر الجيش الإسرائيلي عن أسفه لمقتل مدنيين، لكنه ألقى باللوم على «حماس» قائلاً إن الحركة الفلسطينية تنشط في مناطق مكتظة بالسكان، أو تستخدم المدنيين دروعاً بشرية، وهو ما تنفيه «حماس».

وتقول إسرائيل إن 140 من جنودها قُتلوا منذ الاجتياح البري لغزة في 20 أكتوبر.

أنباء عن ضربات ومعارك في أنحاء قطاع غزة

وأفاد سكان في أحدث روايات عن القتال، الجمعة، بأن إسرائيل قصفت بالدبابات المناطق الشرقية من البريج التي كانت مكاناً للإخلاء في أحدث أمر عسكري.

واشتبكت القوات الإسرائيلية في السابق مع مسلحين من «حماس» على أطراف البريج، لكنها لم تتوغل بعد في المنطقة التي كانت في الأصل مخيماً للاجئين الفلسطينيين منذ حرب عام 1948.

وأفادت وكالة «شهاب» للأنباء التابعة لحركة «حماس» بوقوع قصف عنيف وضربات جوية على جباليا البلد ومخيم جباليا للاجئين في شمال غزة، وبأن آليات إسرائيلية تحاول التقدم من الجهة الغربية لجباليا وسط دوي إطلاق النار.

كما وردت أنباء عن ضربات جوية في خان يونس ورفح في الجنوب.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن قواته الجوية دمرت موقعاً لإطلاق الصواريخ بعيدة المدى في جحر الديك بوسط غزة، وهو الموقع الذي قال إنه «جرى منه تنفيذ عمليات الإطلاق الأخيرة على الأراضي الإسرائيلية»، في إشارة محتملة إلى هجوم على تل أبيب، الخميس.

محادثات الأمم المتحدة والقاهرة

تواصلت المفاوضات، الخميس، لمحاولة تجنب استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن صاغته الإمارات يطالب إسرائيل و«حماس» بالسماح «باستخدام جميع الطرق البرية والبحرية والجوية المؤدية إلى قطاع غزة وفي جميع أنحائه» لتوصيل المساعدات الإنسانية.

وساعدت هدنة أعلنت في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) واستمرت أسبوعاً حتى الأول من ديسمبر (كانون الأول) في زيادة المساعدات إلى غزة، وإطلاق سراح أكثر من 100 رهينة كانت «حماس» تحتجزهم، وفي المقابل أفرجت إسرائيل عن 240 فلسطينياً من سجونها.

وفي بيان صدر، الخميس، وبدد الآمال في تحقيق انفراجة، رفضت «حماس» و«حركة الجهاد الإسلامي الأصغر»، التي تحتجز رهائن في غزة أيضاً، أي اتفاقات بشأن تبادل الرهائن والمحتجزين الفلسطينيين «إلا بعد وقف شامل للعدوان» من جانب إسرائيل.

لكن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» أجرى مفاوضات في القاهرة لليوم الثاني انتهت في وقت متأخر من يوم الخميس. وفي حين أن دول الوساطة، بما في ذلك مصر وقطر، التقت في السابق بشكل منفصل مع إسرائيل و«حماس» وجماعات أخرى، لم تتوافر تفاصيل حول من قد يتعامل مع أي طرف إسرائيلي.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن المفاوضات بشأن إطلاق سراح الرهائن مستمرة، لكنه رفض تقديم تفاصيل.


مقالات ذات صلة

«حماس» و«الجهاد الإسلامي» تطالبان إعلامهما بـ«دعم الرواية الإيرانية»

المشرق العربي المرشد الإيراني علي خامنئي يستقبل زعيم «حماس» الراحل إسماعيل هنية وقائد حركة «الجهاد» زياد نخالة في طهران يوليو 2024 (أ.ف.ب)

«حماس» و«الجهاد الإسلامي» تطالبان إعلامهما بـ«دعم الرواية الإيرانية»

ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» طلبتا من وسائل إعلام تابعة لهما دعم الرواية الإيرانية في الحرب التي تخوضها طهران ضد إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي أطفال فلسطينيون خلال محاولتهم الحصول على طعام أعدته لهم جمعية خيرية في مدينة غزة (رويترز)

«الأونروا»: «آلية المساعدات» التي أنشئت مؤخراً في غزة فخ للموت

أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، السبت، أن مليوني شخص يتعرضون للتجويع في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
أوروبا الجيش الإسرائيلي خلال عملية في جباليا شمال قطاع غزة 17 يونيو 2025 (الجيش الإسرائيلي) play-circle

الاتحاد الأوروبي: مؤشرات على انتهاك إسرائيل اتفاق الشراكة مع التكتل

أظهرت وثيقة أن دائرة العمل الخارجي، ذراع السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، أفادت بوجود مؤشرات على أن إسرائيل انتهكت التزاماتها المتعلقة بحقوق الإنسان.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
المشرق العربي دخان يتصاعد في سماء خان يونس نتيجة غارة إسرائيلية (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على المسؤول المالي لحركة «حماس» في غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل مدير الشؤون المالية لحركة «حماس»، وأحد مساعدي نائب رئيس الجناح العسكري السابق مروان عيسى، في غارة جوية وسط غزة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري فلسطينيون يحملون جثماناً على منصة نقالة قُتل في قصف إسرائيلي غرب جباليا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري تصاعد المواجهات الإسرائيلية - الإيرانية هل يُعقد فرص الوصول لهدنة في غزة؟

غبار المعركة المحتدمة بين إسرائيل وإيران، المتصاعدة بشكل لافت، تتوارى خلفه محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة التي تراجعت للخلف مجدداً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

خيارات محدودة لوكلاء إيران

عناصر من «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» (غيتي)
عناصر من «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» (غيتي)
TT

خيارات محدودة لوكلاء إيران

عناصر من «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» (غيتي)
عناصر من «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» (غيتي)

تفيد مؤشرات من جماعات موالية أو حليفة لإيران في لبنان والعراق واليمن وفلسطين، بأنها أمام خيارات محدودة للمشاركة في حرب إسناد جديدة ضد إسرائيل.

وأشارت التقديرات إلى أن قدرات «حماس» تراجعت إلى ما يوازي «الكمائن» الصغيرة في غزة، على غرار حرب الشوارع، الأمر الذي قد يمنعها من فتح جبهة إقليمية لصالح إيران.

وفي بغداد، يرجح قادة أحزاب انزلاقاً سريعاً في الحرب. إلا أن طهران قد تفضّل عدم خسارة بلد يوفر ميزات اقتصادية وأمنية.

أما لبنان، فإن معادلة «العهد الجديد»، وخسارة «حزب الله» قيادته السياسية والأمنية وجزءاً من ترسانته الصاروخية، تُعيقانه من الانخراط ضد إسرائيل، لأن لبنان «يضغط للحياد وحصر قرار الحرب بيد الحكومة».

وفي اليمن، رأى الباحث حمزة الكمالي، أن إيران قد تستخدم جماعة الحوثي بوصفها «الورقة الرابحة» حين يُطلب منها استخدام الخزين الصاروخي في «اللحظة الأخيرة».