مشروع أمام مجلس الأمن لإنشاء «آلية مراقبة» أممية في غزة

يطالب بإطلاق الرهائن «فوراً» ويرفض التهجير القسري للمدنيين

أعضاء مجلس الأمن يحضرون اجتماعاً في نيويورك (رويترز)
أعضاء مجلس الأمن يحضرون اجتماعاً في نيويورك (رويترز)
TT
20

مشروع أمام مجلس الأمن لإنشاء «آلية مراقبة» أممية في غزة

أعضاء مجلس الأمن يحضرون اجتماعاً في نيويورك (رويترز)
أعضاء مجلس الأمن يحضرون اجتماعاً في نيويورك (رويترز)

يستعد مجلس الأمن للتصويت مجدداً بعد ظهر الاثنين على مشروع قرار يدعو إلى «إنشاء آلية» أممية لمراقبة شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة عبر الطرق البرية والبحرية والجوية من دون المساس بأي تفتيش يحدث خارج القطاع من الدول التي تقدم مثل هذه الشحنات، أو تسهل مرور هذه الشحنات داخل أراضيها. ويطالب بإطلاق جميع الرهائن «فوراًِ»، رافضاً «التهجير القسري» للسكان المدنيين الفلسطينيين.

وفي أحدث محاولة لإصدار موقف فاعل من الحرب التي بدأت قبل نحو 10 أسابيع بين إسرائيل و«حماس»، أعدت الإمارات العربية المتحدة، بوصفها العضو العربي الوحيد في المجلس، وبالتنسيق مع مصر وفلسطين مشروع القرار الذي ينص على «المطالبة بأن تمتثل كل أطراف النزاع لالتزاماتها بموجب القانون الدولي»، لا سيما لجهة حماية المدنيين والمنشآت المدنية، وتوصيل المساعدات الإنسانية وحماية العاملين في المجال الإنساني، مذكراً بواجب احترام المرافق المدنية والإنسانية، بما في ذلك المستشفيات والمرافق الطبية والمدارس ودور العبادة والمرافق التابعة للأمم المتحدة، وحمايتها. ويدعو أطراف النزاع إلى «السماح وتسهيل وتمكين توصيل المساعدة الإنسانية بشكل فوري وآمن ومن دون عوائق وعلى نطاق واسع مباشرة إلى السكان المدنيين الفلسطينيين في كل أنحاء قطاع غزة»، في ما يحتاج إلى «وقف عاجل ومستدام للأعمال القتالية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

شاحنات محملة بالمساعدات تدخل إلى غزة من معبر رفح (د.ب.آ)

توصيل المساعدات

وفشل مجلس الأمن مرات عدة في تمرير مشروعات قرارات مختلفة، إما بسبب استخدام حق النقض، «الفيتو»، من الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، أو بسبب عدم حصولها على الأصوات الكافية لإقرارها. ويحتاج أي قرار إلى ما لا يقل عن 9 أصوات مع عدم استخدام «الفيتو». وسقط المشروع الأخير في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي بـ«الفيتو» الأميركي.

ويطالب مشروع القرار الجديد الذي تسعى الدول المعنية إلى التصويت عليه بعد ظهر الاثنين بـ«السماح وتسهيل استخدام كل الطرق البرية والبحرية والجوية المؤدية إلى قطاع غزة بأكمله، بما في ذلك المعابر الحدودية»، بما في ذلك معبر كرم أبو سالم، مع «ضمان وصول العاملين في المجال الإنساني والمساعدات الإنسانية، بما في ذلك الوقود والغذاء والإمدادات الطبية والمساعدة في مجال الإيواء في حالات الطوارئ، إلى الأشخاص المحتاجين في كل أنحاء قطاع غزة من خلال الطرق الأكثر مباشرة، فضلاً عن المواد والمعدات اللازمة لإصلاح وضمان تشغيل البنية التحتية الحيوية وتوفير الخدمات الأساسية، من دون المساس بالتزامات أطراف النزاع بموجب القانون الإنساني الدولي».

آلية المراقبة

وإذ يرحب بدور الدول غير الأطراف في النزاع، في السماح بحرية مرور شحنات الإغاثة الإنسانية، لا سيما التنسيق مع مصر لاستخدام معبر رفح الحدودي، يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «إنشاء آلية مراقبة في قطاع غزة مزودة بالأفراد والمعدات اللازمة، تحت سلطة الأمين العام للأمم المتحدة، للقيام حصراً بمراقبة كل شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة المقدمة عبر الطرق البرية والبحرية والجوية لتلك الدول التي ليست أطرافاً في النزاع، مع إخطار من الأمم المتحدة إلى السلطة الفلسطينية وإسرائيل، من أجل التأكد من الطبيعة الإنسانية لشحنات الإغاثة هذه، من دون المساس بأي تفتيش يتم خارج قطاع غزة من الدول التي تقدم مثل هذه الشحنات أو تسهل مرور هذه الشحنات داخل أراضيها». ويطلب «نشر آلية الرصد التابعة للأمم المتحدة على وجه السرعة»، مقرراً أن تكون مدة آلية المراقبة هذه «سنة واحدة، تمدد تلقائياً بعد ذلك فترات مدتها سنة واحدة».

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن (أ.ف.ب)

ويطالب النص بـ«الإطلاق الفوري وغير المشروط لجميع الرهائن، فضلاً عن ضمان توصيل المساعدات الإنسانية»، على أن يوفر الوقود «بمستويات تلبي الحاجات الإنسانية المطلوبة». ويندد بشدة بـ«كل انتهاكات القانون الإنساني الدولي، بما فيها كل الهجمات العشوائية ضد المدنيين والأهداف المدنية، وكل أعمال العنف والأعمال العدائية ضد المدنيين، وكل أعمال الإرهاب»، مؤكداً أن «الأهداف المدنية، بما فيها أماكن اللجوء، ومنها ما هو داخل مرافق الأمم المتحدة والمناطق المحيطة بها، محمية بموجب القانون الإنساني الدولي». ويرفض «التهجير القسري للسكان المدنيين، بمن في ذلك الأطفال، في انتهاك للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان».

المندوب الأميركي البديل لدى الأمم المتحدة روبرت وود يرفع يده مستخدماً حق النقض «الفيتو» خلال اجتماع لمجلس الأمن (أ.ف.ب)

حل الدولتين

ويكرر مجلس الأمن، بموجب هذا المشروع «التزامه الثابت رؤية الحل القائم على وجود دولتين» إسرائيل وفلسطين، «تعيشان جنباً إلى جنب بسلام داخل حدود آمنة ومعترف بها، بما يتوافق مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة»، مشدداً على «توحيد قطاع غزة مع الضفة الغربية في ظل السلطة الفلسطينية». ويطالب كل أطراف النزاع بـ«اتخاذ جميع الخطوات المناسبة لضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة والأفراد المرتبطين بها، وموظفي وكالاتها المتخصصة، وجميع الموظفين الآخرين المشاركين في نشاطات الإغاثة الإنسانية بما يتفق مع القانون الإنساني الدولي». ويطالب بتنفيذ القرار 2712 «بالكامل»، طالباً من الأمين العام أن «يقدم تقريراً كتابياً إلى مجلس الأمن في غضون 5 أيام عمل من اتخاذ هذا القرار بشأن تنفيذ القرار 2712 وكل 30 يوماً بعد ذلك».


مقالات ذات صلة

«حماس»: السماح بحرية التنقل بين جنوب قطاع غزة وشماله من السبت

المشرق العربي جانب من الدمار في قطاع غزة (رويترز)

«حماس»: السماح بحرية التنقل بين جنوب قطاع غزة وشماله من السبت

قالت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، إنه من المقرر السماح للنازحين في غزة بِحريةِ التنقل بين جنوب القطاع وشماله، بداية من السبت المقبل.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي رجال أمن من «حماس» يقومون بدوريات في الشوارع خلال عبور شاحنات المساعدات الإنسانية إلى رفح وسط وقف إطلاق النار (إ.ب.أ)

رغم وقف إطلاق النار... الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل شخص في مواجهات بغزة

وقعت مواجهات عنيفة عدة مع فلسطينيين مسلحين، وملثمين، على الرغم من وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
أوروبا الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ متحدثا في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (أ.ب)

مدعون عامون سويسريون يدققون في شكاوى ضد الرئيس الإسرائيلي

أعلن مدعون عامون سويسريون الأربعاء أنهم يدققون في شكاوى عدة مقدمة ضد الرئيس الإسرائيلي الزائر اسحق هرتسوغ.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (رويترز)

روبيو يتحدث مع نتنياهو بشأن إيران والرهائن

قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير ماركو روبيو تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء للتأكيد على دعم واشنطن لحليفتها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي عنصرا أمن من «حماس» يقومان بدورية في أحد شوارع غزة (إ.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عنصر من «الجهاد» في غزة رغم الهدنة

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل عنصراً في «الجهاد الإسلامي» في جنوب غزة، في واقعة هي الأولى من نوعها منذ بدء وقف إطلاق النار مع «حماس».


الإدارة الذاتية الكردية: إفساح المجال للسوريين المقيمين بمخيم الهول للعودة إلى مناطقهم

مخيم الهول بريف الحسكة (أرشيفية - رويترز)
مخيم الهول بريف الحسكة (أرشيفية - رويترز)
TT
20

الإدارة الذاتية الكردية: إفساح المجال للسوريين المقيمين بمخيم الهول للعودة إلى مناطقهم

مخيم الهول بريف الحسكة (أرشيفية - رويترز)
مخيم الهول بريف الحسكة (أرشيفية - رويترز)

أعلنت الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا، اليوم (الخميس) إفساح المجال أمام السوريين المقيمين في مخيم الهول بريف الحسكة للعودة الطوعية إلى مناطقهم.

وأشارت الإدارة الذاتية، في بيان، إلى أن هذا القرار كان قد اتخذ سابقاً في عام 2020، إلا أن العوائل المقيمة في مخيم الهول «كانت تخشى العودة بسبب وجود نظام (الرئيس السابق بشار) الأسد».

وأضاف البيان: «مع سقوط النظام، لم يعد هناك داعٍ للخوف أو للبقاء في المخيم، وسنقوم من جانبنا بتقديم جميع التسهيلات وتأمين رحلات للعوائل الراغبة في العودة».