المصريون يصوتون في اليوم الأول للانتخابات الرئاسية

وسط دعوات رسمية تشدد على أهمية المشاركة

السيسي يدلي بصوته في الانتخابات بمدرسة الشهيد يسري أبو عميرة في مصر الجديدة (أ.ف.ب)
السيسي يدلي بصوته في الانتخابات بمدرسة الشهيد يسري أبو عميرة في مصر الجديدة (أ.ف.ب)
TT

المصريون يصوتون في اليوم الأول للانتخابات الرئاسية

السيسي يدلي بصوته في الانتخابات بمدرسة الشهيد يسري أبو عميرة في مصر الجديدة (أ.ف.ب)
السيسي يدلي بصوته في الانتخابات بمدرسة الشهيد يسري أبو عميرة في مصر الجديدة (أ.ف.ب)

بدأت عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية المصرية، الأحد، لمدة ثلاثة أيام، لاختيار رئيس للبلاد لولاية جديدة مدتها ست سنوات، حتى عام 2030، وسط دعوات رسمية شددت على أهمية المشاركة.

وينافس الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، الذي تولى الحكم عام 2014، كل من رئيس «الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي» فريد زهران، ورئيس حزب «الوفد» عبد السند يمامة، ورئيس «حزب الشعب الجمهوري» حازم عمر.

وأظهرت لقطات تلفزيونية السيسي، صاحب الفرصة الأعلى للفوز، وهو يدلي بصوته في لجنة انتخابية بحي «مصر الجديدة» شرق العاصمة القاهرة. بينما أدلى عمر بصوته في إحدى اللجان الانتخابية بحي «التجمع» بالقاهرة، وصوت زهران في لجنة بحي «المقطم» بالقاهرة، بينما صوت يمامة في حي «الدقي» بمحافظة الجيزة.

المرشح الرئاسي حازم عمر أثناء الإدلاء بصوته (رويترز)

وفتحت جميع لجان الاقتراع الفرعية، البالغ عددها أكثر من 11 ألف لجنة، أبوابها أمام الناخبين، صباح الأحد، دون استثناء واحد، وفق بيان للهيئة العامة للاستعلامات بمصر.

وقال رئيس الهيئة، ضياء رشوان، إن العملية الانتخابية تسير في مختلف أنحاء الجمهورية بـ«صورة منتظمة»، فيما لفت إلى «وجود كثافات كبيرة أمام مراكز الاقتراع منذ صباح الأحد»، مشيراً إلى مشاركة 528 مراسلاً صحافياً لوسائل إعلام أجنبية، في تغطية الانتخابات، يمثلون 110 مؤسسات إعلامية من صحف ومجلات ووكالات أنباء ومواقع إخبارية وقنوات تلفزيونية، ينتمون لعدد 33 دولة.

ولم تتلق غرفة المتابعة المركزية بالهيئة، منذ فتح اللجان سوى 4 ملاحظات من مراسلين أجانب تتعلق بالتصوير داخل بعض لجان الاقتراع، تم حلها جميعاً، بحسب رشوان.

مصري مسن يدلي بصوته في اليوم الأول من الانتخابات الرئاسية (رويترز)

وإزاء ما وصفته بـ«إقبال كثيف غير مسبوق» من الناخبين في مختلف المحافظات خلال اليوم الأول؛ قررت «الهيئة الوطنية للانتخابات» «الدفع بالعديد من القضاة وأعضاء الهيئات القضائية الاحتياطيين إلى عدد من اللجان الفرعية؛ لتسريع وتيرة عملية التصويت، والتخفيف من زحام طوابير الناخبين أمام هذه اللجان».

وأعربت الهيئة، في بيان، عن «تقديرها» للمواطنين الذين أظهروا «وعياً عميقاً» بأهمية المشاركة الإيجابية الفاعلة في هذا الاستحقاق.

مصريون يصطفون في إحدى اللجان مع بداية عملية التصويت الأحد (أ.ف.ب)

ورفع ناخبون علم مصر أمام العديد من اللجان، فيما ردد بعض الناخبين هتافات لدعم الرئيس الحالي مثل «تحيا مصر... بنحبك يا سيسي»، كما سُمعت أصداء الأغاني الوطنية تطوف الشوارع.

وعقب الإدلاء بصوته، دعا رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، في تصريحات تلفزيونية، جموع الناخبين من أبناء الشعب المصري إلى «التمسك بحقهم الدستوري عبر المُشاركة الفاعلة في هذا الاستحقاق الأهم وطنياً بصورة إيجابية وجادة».

فيما قال وزير الداخلية المصري محمود توفيق، في تصريحات للصحافيين عقب الإدلاء بصوته، إن «جميع أجهزة وزارة الداخلية في حالة استنفار قصوى، لتأمين المواطنين وتهيئة الأجواء المناسبة لسير العملية الانتخابية بالشكل الذي يتيح الفرصة أمام كل المصريين للمشاركة فيها».

بالحبر الفسفوري... مصري يؤكد مشاركته في الانتخابات (رويترز)

ويحق لأكثر من 67 مليون مصري الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي تقام تحت إشراف القضاء، وتراقبها 14 منظمة دولية، و62 منظمة مجتمع مدني محلية، وفقاً للهيئة الوطنية للانتخابات.

وتتواصل عمليات الاقتراع يومي الاثنين والثلاثاء ما بين التاسعة صباحاً والتاسعة مساء (07.00 و19.00 ت غ). فيما أدلى المصريون في الخارج بأصواتهم على مدى ثلاثة أيام أيضاً، بداية الشهر الحالي.

وفي الانتخابات الراهنة تتجه الأنظار إلى نسبة المشاركة التي بلغت 41.5 في المائة في 2018، أقل بست نقاط عن الانتخابات السابقة. ومن المقرر إعلان النتيجة في 18 ديسمبر (كانون الأول) في حال حسم السباق من الجولة الأولى.

وأدى السيسي اليمين الدستورية لفترته الرئاسية الأولى في يونيو (حزيران) 2014، وأعيد انتخابه لفترة ثانية في يونيو 2018.

ووصل السيسي، وزير الدفاع الأسبق، إلى الحكم، عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013، بعد احتجاجات شعبية حاشدة. وفي انتخابات عامي 2014 و2018، فاز السيسي بأكثر من 96 في المائة من الأصوات.

وتقرر تمديد فترة الرئاسة لستة أعوام، بعد أن كانت أربعة، إثر تعديلات دستورية أقرت عام 2019، وهو ما مدد الفترة الرئاسية الثانية للسيسي حتى مطلع أبريل (نيسان) عام 2024، كما سمح له بالترشح لفترة ثالثة.


مقالات ذات صلة

خفض معدلات الإنجاب بمصر... حديث متكرر «لا يقلل مخاوف الأزمة السكانية»

شمال افريقيا نائب وزير الصحة المصري عبلة الألفي أثناء مشاركتها في الدورة السابعة للمجلس العربي للسكان والتنمية بالعراق السبت (الصحة المصرية)

خفض معدلات الإنجاب بمصر... حديث متكرر «لا يقلل مخاوف الأزمة السكانية»

أعاد مسؤولون مصريون الحديث عن خفض معدلات الإنجاب، وهو ما عكسته الإحصاءات الرسمية التي تؤكد «استمرار تراجع أعداد المواليد مقارنةً بالسنوات الماضية».

أحمد جمال (القاهرة )
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه وزير التربية والتعليم في حضور رئيس الوزراء مصطفى مدبولي السبت (الرئاسة المصرية)

توجيه رئاسي بـ«عقوبات مشددة» للمتورطين في «الغش» بامتحانات «الثانوية المصرية»

وجَّه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بـ«تشديد العقوبات المُوقَّعة على مَن يثبت تورطهم في الغش بامتحانات الثانوية العامة».

أحمد جمال (القاهرة )
العالم العربي وزير الخارجية المصري خلال لقائه نظيره القطري في الدوحة (الخارجية المصرية)

عبد العاطي في قطر... دفع لـ«الشراكة» وتنسيق بشأن مستجدات المنطقة

ناقش وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، مع مسؤولين قطريين، سبل دفع «الشراكة» بين مصر وقطر، إلى جانب تنسيق المواقف بشأن المستجدات في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية جانب من محطة «الضبعة النووية» في مصر نهاية الشهر الماضي (هيئة المحطات النووية المصرية)

مصر تدعو إلى «حلول دبلوماسية» للملف «النووي الإيراني»

تواصل مصر اتصالاتها لخفض التصعيد وتعزيز الاستقرار في المنطقة. ودعت، السبت، إلى «حلول دبلوماسية» للملف «النووي الإيراني».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (د.ب.أ)

وزير الخارجية المصري يدعو إلى نشر قوة استقرار دولية في غزة «بأسرع وقت»

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اليوم (السبت) أنه ينبغي نشر قوة دولية لإرساء الاستقرار في غزة على طول «الخط الأصفر» للتحقق من وقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (الدوحة - القاهرة)

الجيش الإسرائيلي يحقق في سلوك جنوده المعتدين على فلسطيني بالضفة الغربية

جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يحقق في سلوك جنوده المعتدين على فلسطيني بالضفة الغربية

جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه يحقق في سلوك جنود من قوات الاحتياط «زُعم أنهم اعتدوا بالضرب على شاب فلسطيني» في الضفة الغربية، الأسبوع الماضي، مما تسبب له في إصابات «مقلقة»، وفق ما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

وكان عويس همام (18 عاماً)، من قرية خربة بني حارث الواقعة غرب رام الله، يتجول في المنطقة، يوم الأربعاء الماضي، بالقرب من مستوطنة مزرعة سديه إفرايم التي قننتها إسرائيل مؤخراً. وقال إنه ذهب إلى التلال المجاورة للصلاة.

بدوره، قال الجيش الإسرائيلي إنه تلقى بلاغات عن مشتبه به فلسطيني يقترب من مدنيين إسرائيليين «وهو يهتف بشعارات عن الشهداء، ويعرب عن نيته في تنفيذ هجوم». وزعم مصدر عسكري إسرائيلي أن الرجل يعاني من اضطراب نفسي.

وطلب جنود ما يُسمى «قوة دفاع المنطقة» التابعة للجيش الإسرائيلي -وهي قوة مؤلفة من مستوطنين محليين يخدمون بوصفهم جنود احتياط، الذين كانوا موجودين في المنطقة، إلى جانب منسق أمن مستوطنة سديه إفرايم- من الرجل المغادرة.

ووفقاً للجيش الإسرائيلي، أطلق جنود الاحتياط النار في الهواء، لكن المشتبه به استمر في الاقتراب منهم. وقال الجيش: «قاوم جنود الاحتياط المشتبه به جسدياً حتى تمكنوا من اعتقاله». وأضاف أنه عندما وصلت قوات إضافية من الجيش، اقتادت الشاب إلى جهاز الأمن العام (الشاباك) للاستجواب.

وصرّح الجيش الإسرائيلي بأنه «يجري التحقيق في سلوك قوات الاحتياط خلال الحادث، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بناءً على النتائج».

وأفاد مصدر عسكري بأن «إصابات المشتبه به مقلقة، وسيتم فحصها بدقة». مع ذلك، أشار المصدر أيضاً إلى أن المشتبه به، وفقاً لجنود الاحتياط، سقط على الصخور في أثناء اقترابه، وأُصيب جراء ذلك أيضاً.

وقال همام، متحدثاً من سريره في المستشفى، إن الجنود «اختطفوه» وضربوه بالبندقية وهددوه بالقتل، وفق «تايمز أوف إسرائيل».


ملك الأردن يؤكد للمستشار الألماني ضرورة تنفيذ اتفاق غزة بجميع مراحله

ملك الأردن عبد الله الثاني خلال اجتماعه مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس (الديوان الملكي الأردني)
ملك الأردن عبد الله الثاني خلال اجتماعه مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس (الديوان الملكي الأردني)
TT

ملك الأردن يؤكد للمستشار الألماني ضرورة تنفيذ اتفاق غزة بجميع مراحله

ملك الأردن عبد الله الثاني خلال اجتماعه مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس (الديوان الملكي الأردني)
ملك الأردن عبد الله الثاني خلال اجتماعه مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس (الديوان الملكي الأردني)

قال الديوان الملكي الأردني إن الملك عبد الله الثاني التقى مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في العقبة، السبت، حيث أكد عاهل الأردن ضرورة الالتزام بتنفيذ اتفاق إنهاء الحرب في غزة بجميع مراحله، وإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع.

وذكر الديوان الملكي، في بيان، أنه جرى خلال اللقاء التأكيد على ضرورة إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.

وأضاف أن الملك عبد الله حذر من «خطورة استمرار التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس».

كما تناول اللقاء أهمية دعم جهود سوريا ولبنان في الحفاظ على أمنهما واستقرارهما وسيادتهما، واحترام أمن دول المنطقة وسيادتها، وفقاً للبيان.

ميرتس يحث على إحراز تقدم

حث المستشار الألماني على إحراز تقدم في عملية السلام بالشرق الأوسط. وقال بعد لقائه مع الملك عبد الله: «نتشارك الشعور بالارتياح لأن وقف إطلاق النار في غزة تم منذ شهرين».

وأضاف: «لكن الآن يجب أيضاً بدء المرحلة الثانية، ويتضمن ذلك تحسين الوضع الإنساني المتدهور للسكان المدنيين في غزة بشكل سريع وملموس، بالإضافة إلى سحب الأساس الذي يقوم عليه إرهاب (حماس) بشكل نهائي»، في إشارة إلى سلاح الحركة الفلسطينية.

وأكد المستشار الألماني الحاجة إلى توفير مزيد من المساعدات الإنسانية «قبل حلول الشتاء». واستطرد: «علاوة على ذلك، فإننا لا نغفل عن متابعة الوضع في الضفة الغربية. يجب علينا الحفاظ على الطريق نحو إقامة الدولة الفلسطينية؛ ولهذا، لا ينبغي أن تكون هناك خطوات ضم في الضفة الغربية».

كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أكد مراراً أنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية.

وغادر ميرتس الأردن، في وقت سابق اليوم متوجهاً إلى القدس، حيث سيستقبله الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ. ومن المقرر أن يعقد المستشار الألماني اجتماعاً مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الأحد.

وقال ميرتس: «نريد المساعدة في وضع أساس لنظام جديد في كامل منطقة الشرق الأوسط»، مضيفاً أنه يجب أن يكون نظاماً يتيح للإسرائيليين والفلسطينيين والجيران العرب العيش دائماً في سلام وحرية وأمان.

وأكد ميرتس التزام ألمانيا بحل الدولتين، مشيراً إلى أنه يجب أن تبدأ المفاوضات حول ذلك قريباً، وقال إن هذا ما سيناقشه مع نتنياهو.

وأشاد المستشار الألماني بـ«الدور الإيجابي» للأردن في استقرار المنطقة بأكملها في أوقات صعبة، ولفت إلى وجود تعاون أمني مكثف بين بلاده والأردن.


مسؤولة في الإدارة الكرديّة بسوريا تدعو إلى حوار مع تركيا

الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا إلهام أحمد (أرشيفية - رويترز)
الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا إلهام أحمد (أرشيفية - رويترز)
TT

مسؤولة في الإدارة الكرديّة بسوريا تدعو إلى حوار مع تركيا

الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا إلهام أحمد (أرشيفية - رويترز)
الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا إلهام أحمد (أرشيفية - رويترز)

رأت مسؤولة في الإدارة الكردية بشمال شرقي سوريا، السبت، أن الجهود لتحقيق السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني «انعكست» إيجاباً على أكراد سوريا، مؤكدة رغبة هؤلاء أيضاً في الحوار مع أنقرة.

وأعلن حزب العمال الكردستاني في مايو (أيار) الماضي وضع حد لكفاحه المسلّح الذي دام أربعة عقود ضد القوات التركية، نزولاً عند دعوة زعيمه المسجون عبد الله أوجلان، محوّلاً تركيزه إلى العمل السياسي الديمقراطي من أجل حقوق الأقلية الكردية في تركيا، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأثار هذا التحوّل آمالاً لدى الأكراد في مختلف أنحاء المنطقة، ولا سيما في سوريا حيث يسيطر الأكراد على مساحات شاسعة من الأراضي في الشمال والشمال الشرقي.

وقالت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إلهام أحمد: «النقاشات المتعلقة بالسلام مهمة جداً (...) وقد انعكست العملية على شمال وشرق سوريا أيضاً، وكان لها تأثير علينا».

وأضافت، في كلمة بواسطة تقنية الفيديو في مؤتمر عن السلام ينظمه في إسطنبول حزب المساواة وديمقراطية الشعوب التركي المعارض المؤيد للأكراد: «نريد عملية حوار مع تركيا، وحواراً نفهمه بوصفنا أكراداً في سوريا... نريد فتح الحدود بيننا».

الإفراج عن أوجلان

وأشادت إلهام أحمد التي تحدثت باللغة الكردية بشروع تركيا في خطوات السلام، لكنها عدّت إطلاق سراح أوجلان سيسرّع عملية السلام التي يقودها من زنزانته.

وشددت على أن الإفراج عن أوجلان الذي يمضي عقوبة السجن المؤبد منذ عام 1999 في الحبس الانفرادي بسجن جزيرة إيمرالي قرب إسطنبول سيتيح له دوراً أكبر بكثير، و«سيكون له تأثير أكبر وأسرع على السلام، فلا يمكن اتّخاذ خطوات سريعة وهو معتقل».

وأشادت إلهام أحمد بمقاربة أنقرة للحوار مع النظام الجديد في دمشق الذي نشأ بعد إطاحة الرئيس السوري السابق بشار الأسد قبل عام.

وقالت: «تقيم الحكومة التركية حواراً وعلاقة مع الحكومة السورية، وكذلك ثمة قنوات تواصل بيننا وبين تركيا. نرى أن هناك مقاربة دقيقة في هذا الشأن».

وكانت تركيا طوال سنوات معادية لقوات سوريا الديمقراطية الكردية التي تسيطر على مساحات شاسعة من شمال شرقي سوريا، إذ كانت تعدّها امتداداً لحزب العمال الكردستاني، وتدفع باتجاه دمج هذه القوات المدعومة من الولايات المتحدة في الجيش والأجهزة الأمنية السورية.

ورغم توقيع اتفاق في 10 مارس (آذار) ينص على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في المؤسسات الوطنية السورية بحلول نهاية العام، حال تباين في وجهات النظر بين الطرفين دون إحراز تقدم في تطبيقه حتى الآن.

إعادة تنظيم الشرق الأوسط

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، السبت، إن أنقرة تدرك أن عملية السلام المنخرطة فيها مع الأكراد لا يمكن فصلها عن القضية الكردية في سوريا، وتأمل أن يستخدم أوجلان تأثيره لدى قوات سوريا الديمقراطية.

وتابع فيدان، في كلمة ألقاها في «منتدى الدوحة»: «أعتقد أنه قادر على أداء دور». وأشار إلى أنه سبق أن تواصل شخصياً مع قيادة حزب العمال الكردستاني في إطار أول جهود السلام التي بُذلت بين العامَين 2009 و2013 حين كان رئيساً لجهاز الاستخبارات.

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يتحدث خلال مشاركته في «منتدى الدوحة» (أ.ف.ب)

وأضاف: «لقد توصّلنا إلى تفاهم، تخلّى عنه حزب العمال الكردستاني لاحقاً بسبب (الأحداث في) سوريا»، محذّراً من أن «التاريخ قد يعيد نفسه».

وقال: «لهذا السبب سوريا مهمة جداً. أعتقد أنه (أوجلان) قادر على أداء دور».

ورأت إلهام أحمد أن «لتركيا دوراً بالغ الأهمية في هذه العملية التاريخية في وقت يُعاد فيه تنظيم الشرق الأوسط. فعندما يتحقّق السلام في هذين البلدين، وتترسخ الديمقراطية والاستقرار بين المجتمعات الكردية والتركية والعربية، هذا سيؤثر على الشرق الأوسط برمّته».

وأكدت أن أكراد سوريا يؤمنون بأهمية التعايش «مع جميع المكونات»، ولا يريدون أن يكون البلد منقسماً.

وقالت: «نحن لا ندعم تقسيم سوريا أو أي بلد آخر. مثل هذه الانقسامات تمهد الطريق لحروب جديدة. ولهذا السبب ندعو إلى السلام».