حذّرت «منظمة الصحة العالمية»، اليوم الجمعة، من أن النظام الصحي في قطاع غزة مُنهَك ولا يمكنه تحمّل خَسارة سيارة إسعاف أو سرير مستشفى واحد، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».
وقال المتحدث باسم المنظمة، كريستيان ليندمير، في مؤتمر صحافي بجنيف، إن «الوضع يزداد فظاعة يوماً بعد يوم (...) بشكل لا يصدَّق».
وأشار الى أن «النظام الصحي منهَك، لا تستطيع غزة أن تتحمل خسارة مزيد من المرافق الصحية، أو سيارة إسعاف أخرى، أو أي مستشفيات أخرى (...) أو حتى سرير مستشفى واحد إضافي».
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» قد أعلن، في وقت متأخر الخميس، أن 14 مستشفى فقط، من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة، تعمل بكامل طاقتها.
وشنّت «حماس» هجوماً غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية، على أراض إسرائيلية، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وفي قطاع غزة الصغير والمحاصَر، قُتل 17177 شخصاً، نحو 70 في المائة منهم من النساء، والأطفال دون 18 عاماً، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة، التابعة لـ«حماس»، أمس الخميس.
وأكد ليندمير أن «الأطفال والناس يتسوّلون ويبكون من أجل الحصول على المياه. نحن عند هذا المستوى حيث لم تعد الإمدادات الطبيعية والأساسية متاحة بعد الآن».
وأضاف: «في الوقت الحالي، فإن الحساب لغزة هو ما بين لتر إلى لترين من المياه العذبة يومياً - وهي مياه لكل شيء، وليس للشرب فقط».
وتابع: «بدأ الناس قطع أعمدة الهاتف للحصول على القليل من الحَطب للتدفئة، أو ربما للطهو، إذا توافر لهم أي شيء متاح». وحذَّر من أن «الحضارة على وشك الانهيار».
ووفق ليندمير، فإنه كان من المقرر أن تنقل قافلة إمدادات طبية إلى المستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة، الجمعة، وتتولى إجلاء 12 مريضاً إلى الجنوب.
وتابع: «قيل لنا، هذا الصباح، إنه يجب تعليق هذه المهمة بسبب الوضع الأمني».
وأوضح أن عمال القطاع الصحي في غزة لا يملكون طعاماً كافياً أو مياهاً لمواصلة العمل.
وأضاف: «المرضى ينزفون على الأرض، وتبدو أقسام الصدمات أَشبه بساحات قتال. هذه القسوة يجب أن تنتهي. نحن بحاجة إلى وقف لإطلاق النار، ونحتاج إليه الآن».