يقوم البطريرك الماروني بشارة الراعي بزيارة نهار الخميس إلى جنوب لبنان، وصفت بأنها «تضامنية»، ويرافقه وفد من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك «للتعبير عن تعاطفه مع الجنوبيين والنازحين». ويتخلل الزيارة لقاء مع ممثلي الطوائف الإسلامية والمسيحية في المنطقة.
وعقد مجلس المطارنة الموارنة اجتماعاً يوم الأربعاء برئاسة الراعي وأصدروا بياناً شجبوا فيه فتح جبهات جديدة في جنوب لبنان لأي فصيل من الفصائل الفلسطينيّة، وذلك رداً على إعلان حركة «حماس» إنشاء «طلائع شهداء الأقصى». وذكّروا بأنّ قرار الحرب والسلم «يجب أن يكون في يد الدولة اللبنانيّة وحدها لما له من تبعات على كامل الشعب اللبنانيّ».
وأعرب المطارنة عن خشيتهم من أن «يؤدّي تغييب رأس الدولة (الشغور في موقع رئاسة الجمهورية) إلى مزيد من الاستفراد بقرار الحرب باسم لبنان، وإلى شلّ الجيش، والعبث بالقرار 1701، واستعمال لبنان ساحة في صراعات عسكريّة إقليميّة وفتح حدوده وساحته مجدّداً أمام السلاح غير اللبناني». وطالبوا رئيس المجلس النيابي والنوّاب بانتخاب رئيسٍ للدولة يملأ الفراغ في السدّة الأولى، كما طالبوا رئيس الحكومة «بشجب هذه التعديات والتصدي العاجل والحازم لها، على كلّ المستويات السياسيّة، والأمنيّة، والدبلوماسية العربيّة والدوليّة».
جعجع
وقال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في بيان: «كان مأمولاً أن يشكّل (إعلان فلسطين) في عام 2008 طبيعة العلاقة بين الدولة اللبنانية والفلسطينية»، في إشارة إلى «الالتزام الكامل، بلا تحفظ، بسيادة لبنان واستقلاله»، وأكد «أنّ السلاح الفلسطيني في لبنان، ينبغي أن يخضع لسيادة الدولة اللبنانية وقوانينها».
وقال جعجع إن بيان «حماس» «غير مقبول لا شكلاً ولا مضموناً، وهو يمسّ بالسيادة اللبنانيّة، كما يحاول من جديد الإساءة إلى العلاقة بين اللبنانيين والفلسطينيين». وأضاف: «من الثابت أنّ (حماس) وسواها من المنظمات تخضع في لبنان لـ(حزب الله) وقراره، ومن سابع المستحيلات أن تقوم بأي تحرّكاتٍ عسكريّة من دون علم الحزب وموافقته، لا بل إن الحزب هو مَن يطلب منها إطلاق الصواريخ لاعتباراته العسكريّة، ناهيك عن أنه لا إمكانية أن تصدر (حماس) بياناً في هذا الاتجاه، لولا التوقيع الفعلي لـ(حزب الله) عليه».
وأضاف: «المؤلم والمؤسف كيف أنّ السلطة اللبنانيّة، الممثلة بالحكومة، ولا سيّما رئيسها وكل من وزيري الدفاع والداخلية، لم يصدر عنهم مواقف حازمة أو تدابير عملية، وكأنّ ما نسمعه ونشهده هو في بلد آخر ودولة أخرى، فيما الحكومة مطالبَة بوضوح شديد بالضغط على (حزب الله) لوقف هذه المهزلة».